مقابلة مع المناضل حامد صالح نائب قائد المنطقة الثالثة لجيش التحرير الإرتري واحد نواته الاولي - الحلقة الثانية

أجري اللقاء المناضل: عبدالله حسن

ويقول حامد انا رجعت من اتجاهات مصوع الي بركة ومنها دخلت كسلا

والتقيت بالشهيد عثمان صالح سبي وكان هذا سنة 1964م ثم عدت الي الميدان والتحقت بالوحدات هناك. وفي رده علي سؤال يقول من هو عثمان ادم الذي كلفك بهذه المهمة برفقة الشهيد القائد طاهر سالم قال المناضل حامد، الشهيد عثمان ادم هو من قوات البوليس التحق هو وزميله الشهيد علي احمد من مركز انجحاي (ببركة) في بدايات الكفاح المسلح الي الثورة واستشهد قبل تكوين المناطق في قتال مع العدو. استشهد عثمان ادم في دمبلاس بتاريخ 1964/2/8م واستشهدوا معه حسين شاقي وهومن البوليس ايضا، ثم اول شهيد من دورتنا الشهيد عبدالوهاب فتوي.

اما علي احمد استشهد في قطيتاي (خور بين مسيام وعد كوكوي) بتاريخ 1964/4/20م ومعه الشهيد عمر ناصر شوم وهو ايضا من البوليس الذين خرجوا بسلاحهم من مصوع الي الميدان.

اضاف قائلا بأن الكثيرون يعلمون عن دور المناضلين القدامى اللذين التحقوا بالميدان في سنة 1962م وبالذات ممن كانوا في صفوف الجيش السوداني وما كان لهم من الخبرة العسكرية في القيادة والتدريب والقتال الخ. وكانوا يشكلون اللبنة الاولي لعامل الصمود والاستمرارية لشرارة الثورة وجيش التحرير عموما ونذكر منهم الشهداء الاتية اسمائهم:-
1. طاهر سالم
2. محمد ادريس حاج
3. محمد عمر عبدالله (ابوطيارة)
4. عمر حامد ازاز
5. عثمان ابوشنب
6. ادم حامد قندفل
7. محمد علي ابورجيلة
8. عمر دامر
9. حامد جمع همد - واخرين...

وبطريقة مماثلة هناك ايضا دور تاريخي لعبته العناصر التي انضمت الي الثورة من صفوف البوليس الارتري امثال الشهيد عثمان ادم وعلي احمد وعمردين محمد يوسف بدعم للنواة الاولي للثورة بالسلاح والخبرة. التحقوا الشهيدين عثمان ادم وعلي احمد الي الثورة وبحوزتهم اربعة قطعة سلاح ابو عشرة ورشاش انجليزي (برين) واحد الذي كان من النوادر في تلك الفترة، وكانوا ايضا يمتلكون التجربة العسكرية التي كانت الثورة في امس الحاجة اليه. وهذه الكوكبة من الشهداء واخرين من البوليس الارتري منهم الشهيد محمد سعيد شمسي والشهيد عمر ناصر شوم وهم من التحقوا الي الميدان من مركز للبوليس من مصوع سنة 1963م ومعهم مجموعة من البوليس واخرين خارج البوليس. وشمسي هو من قاد الهجوم علي مركز شعب في 1965م واستشهد فيه. وايضا المجموعة التي انضمت بقيادة عمر دين محمد يوسف من مركز بوليس بوشوكا بتاريخ 1963/7/7م الي الثورة بكمية كبيرة من الاسلحة وقد لعب سلاحهم هذا دورا كبيرا في وقت لاحق من نفس الفترة في شهر 1963/9 حيث تمت الاستفادة منه في انجاح عملية مركز هيكوتة المشهورة التي غنم فيها الثوار اكثر من 40 قطعة سلاح ورشاش. وايضا الشهيد محمد ياسين الحاج صالح اسماعيل من حرس المالية الذي انضم الي الثوار من تكومبيا بتاريخ 1964/4/24م وبحوزته 4 بندقية ابو عشرة وكمية من الذخائر. وهذه هي الفترات التي كانت حتي الطلقة الواحدة تعني الكثير للثوار. وهناك ايضا من افراد البوليس اللذين انضموا الي الثوار بسلاحهم او بدون سلاح سوي كانت في نفس الفترة او بعدها. امثال الشهيد حسين شاقي، احمدين اسماعيل، الحاج موس، رمضان موس احمدين، ومالك ادنى الخ. ولهذا بدأوا الاثيوبيين يفقدون الثقة في البوليس الارتري بسبب التحاقهم الفردي والجماعي بسلاحهم الي الجبهة من مناطق مختلفة من ارتريا وقاموا بتصريح أعداد كبيرة من افراد البوليس من الخدمة وتم نقل اعداد كبيرة اخري الي اثيوبيا بحجة التغيير ولا زالت بعض اسرهم موجودة هناك حتي الان.

انتقلنا مع المناضل حامد الي حديث اخر وحول سؤال يقول كيف كانت تشكيل الوحدات عند انضمامك اليها وماذا عن المواجهات الاولي مع العدو وماهي الصعوبات التي كانت تواجه الثوار في تلك الفترة وقال:

اعلي وحدة عسكرية في تلك الفترة كانت الفصيلة وكانت ايضا مجاميع. واما عن الصعوبات كما هو معلوم في بداية الثورة المسلحة كانت صعوبات عديدة في مقدمتها عدم توفر السلاح الكافي والرجال المدربين ومعظم الاسلحة كانت اسلحة عتيقة مثل ابو خمسة وابو عشرة وأبو ستة وقليل من القنابل الايطالية القديمة وعدد كبير كان (كولي) أي رجال دون سلاح. وكانت ملاحقة مستمرة من قبل قوات العدو المنتشرة في المنطقة ولكن بفضل صمود وتضحيات الرعيل الاول وفي مقدمتهم القيادة الحكيمة للقائد الشهيد حامد ادريس عواتي كانت تتخطي الثورة كل الصعاب. وكانت هناك مواجهات عنيفة مع العدو منذ انطلاق الطلقة الاولي حتي قيام المناطق العسكرية سجلوا فيها الثوار اروع امثلة للصمود والتضحية رغم كل المحن وخاضوا عشرات المعارك والكمائن والعمليات الفدائية داخل المدن والحقوا بالعدو خسائر كبيرة في الارواح والعتاد وادخلوا الرعب والفزع في نفوسه، ومعظم الهجومات استهدفت مراكز البوليس التي كانت منشرة في المنطقة ومواجهات مع القوات التي كانت تسمي القوات الميدانية Field Force. واشهر هذه المعارك معركة حلحل، ومركز قونيو، جرست، قلوج، تمرات، بارنتو واتجاه مناطق عنسبة باب جنقرين (بلقت)، اروتا، همبول، هبرو طعدا وفي مناطق مختلفة من بركة لعال والقاش. وعملية هيكوته المشهورة في شهر 1963/9م التي استولى فيها الثوار علي اكثر من 40 قطعة سلاح وعملية منصورة، وعمليات فدائية اشهرها عملية اغردات وعملية مطار اسمرة المشهورة. وهناك ايضا معركة تقوروبا 1964 م التي وجه فيها العدو لأول مرة جيشه النظامي (الطور سراويت) بهدف القضاء علي الثورة في مهدها والنتيجة كانت عكس ذألك حيث انهزم العدو المدجج بالأسلحة والجنود وخسر فيها 84 قتيل و 22 جريح واستشهد من الثوار 17 وجرح 3. وهكذا استطاعت الثورة من كبح جماح العدو بصمودها وضرباتها الموجعة رغم النواقص الكثيرة في العتاد والقوة البشرية ثم استطاعت ان تتسلح من العدو وتنتصر في معظم مواجهاتها، والفضل الاكبر ايضا يعود الي تلاحم الشعب مع ثورته وحمايته لها، وفشلت سياسة العدو التي كانت تهدف الي ادخال الرعب في الجماهير واثنائه من تأييد ثورته وذألك بالتمثيل بجسامين الشهداء في ساحات المدن وقتل وسجن وتعذيب المتعاونين مع الثورة الخ. وبالعكس بدأت عمليات دعم الشعب وترابطه بالثورة تتصاعد وتتطور ثم بداء العدو يعمل الف حساب قبل تحركه. وفيما بعد شرع في خلق قوة جديدة بالإضافة الي جيشه النظامي الذي كان يتواجد في ارتريا.

توسعت الخلايا السرية في المدن والارياف الارترية وكانت الجماهير تتناقل اخبار هذه المعارك في كافة انحاء ارتريا. وجل اهتمام العدو في تلك المرحلة كان منصبا حول كيفية تصفية هذه القوة التي كانت تتواجد في مناطق محددة من ارتريا وعموما غرب ارتريا. وفي منتصف سنة 1965م قررت قيادة الجبهة تكوين المناطق العسكرية.

وقبل دخولنا في عهد المناطق قلت له اولا ماهي اهداف تكوين المناطق العسكرية وهل التقسيم تم علي اسس قبلية ام دينية ولماذا؟ وقال المناضل حامد صالح الاهداف التي شرحت لنا اثناء التكوين كانت محددة وهي: تحقيق هدف انتشار الثورة في كل انحاء ارتريا وتعبئة الجماهير للالتفاف حول ثورتها وتشتيت قوات العدو وخلق واقع اعلامي يؤكد وجود الثورة الارترية للراي العام العالمي من خلال القيام بالعمليات العسكرية في مواقع مختلفة من ارتريا . ولم يكن هناك تفكير قبلي او ديني. وكان هناك شيء واضح اتذكره وهو راي القيادة حول وضعها في الاعتبار اهمية تعيين احد ابناء المنطقة علي راس كل منطقة أي ان يكون قائد المنطقة من ابناء المنطقة ذاتها وذألك لأهمية معرفة طبيعة المنطقة وشعبها ولتسهيل انجاح الاهداف المراد تحقيقها. اما التطورات السلبية التي واكبة العمل في المناطق لاحقا فهذا موضوع اخر. وتم ايضا تعيين قيادة ثورية قبل تكوين المناطق التي تتولي مسؤولية القيادة والاشراف علي جميع المناطق وكان مقرها كسلا. ثم شكلت هيئة التدريب لتتولي مهمة تدريب المستجدين ليتم توزيعهم الي كل المناطق بقيادة الشهيد عمر دامر ولكن بعد فترة بسيطة توقف عملها بأسباب مختلفة. وتقسيم المناطق هذا تم بتاريخ 24/8/1965م في منطقة ماريا الزرقاء بيكارع. وشكلت لكل منطقة ثلاثة فصائل محددة وتم تشكيل المنطقة الثالثة علي النحو الاتي:-

1. "الفصيلة الاولي" قائدها حامد صالح - ونائبه عبده ياديتا
2. "الثانية" محمد نقوس بهتا - ونائبه هبتي تخلو
3. "الثالثة" سلومون... ونائبه عمر يحي
لم اتذكر اسم سلومون بالكامل وبعد فترة من تعيينه مرض ودخل السودان للعلاج واستشهد في الخرطوم.

اما قيادة المنطقة كانت تتكون من الاتية اسمائهم:-
1. عبدالكريم احمد - قائد المنطقة – نائبه حامد جمع همد
2. سيوم عقبانكئيل - المفوض السياسي - ونائبه محمد برهان بلاتا.
3. احمد ابراهيم محمد - أمين الاستخبارات العسكرية
4. محمد برهان نجاش (ودي نجاش) - الامين المالي للمنطقة
5. حسين دافر - الامين الصحي للمنطقة
دخل سيوم مدينة اسمرة برفقة زميله الشهيد ولدداويت تمسقن بمهمة عمل بتوجيه من القيادة الثورية وقبل وصولهم الي المنطقة في سنة 1965م تم القبض عليهم من قبل العدو في اسمرة وكانوا في السجن الي ان تم اخراجهم من السجن في عملية سجن سمبل المشهورة للجبهة في سنة 1975م.

من ناحية التسليح كل فصيلة كان لها رشاش واحد انجليزي او ايطالي اما الاسلحة الفردية كانت ابو عشرات وابو خمسة وابو سته وبعد القطع الفردية الأخرى وبعض الاعداد المحددة من الاستينات الانجليزية وقطعة سلاح ابو ثمانية واحدة التي سلبت من العدو والقنابل اليدوية ومعظمها ايطالية وقرينيت.
حددت الميزانية لكل منطقة وتقرر ان تعتمد كل منطقة علي مواردها الذاتية مع العلم بأن ترفع جميع التقارير الي القيادة الثورية وحتي المالية منها واتجهت كل منطقة الي المنطقة المحددة لها. وهكذا رجعنا من منطقة التقسيم يكارع الي بركة.

وبخصوص التوجه الي المنطقة خطتنا كانت تعتمد علي ان نجعل خلفيتنا لبركة العليا وندخل عبر مناطق الجنوبية دمبلاس، قوحين الخ. ثم الانتشار في مناطق سراي واكلي قوزاي الخ. ودخلنا مباشرتا في المعارك مع العدو الذي لم يتوقف تحركه لضرب الثورة حتي قبل قيام المنطقة الثالثة في هذه المناطق المحادة لبركة والتي خاضت فيها قوات الجبهة الاولي معارك مشهورة واستشهدوا فيها ابطال ذكرنا اسمائهم سلفا. وهكذا توالت المعارك والمواجهات بيننا وبين قوات العدو.

نواصل في الحلقة الثالثة...

Top
X

Right Click

No Right Click