مقابلة مع المناضل حامد صالح نائب قائد المنطقة الثالثة لجيش التحرير الإرتري واحد نواته الاولي - الحلقة الاولي

أجري اللقاء المناضل: عبدالله حسن

يروي فيها بدايات نضاله وتجربة المنطقة الثالثة لجيش التحرير الارتري، في لقاءات اجريت معه في موقع اقامته حيث يعيش في احد

معسكرات اللاجئين بالسودان.

نبذة عن تاريخ حياته وبدايات نضاله:

حامد صالح نائبولد المناضل حامد صالح سليمان في قرية قرارات Girarat غرب مدينة عد قيح سنة 1928م. وبداء القرءان علي يد والده وهو طفل. وعندما بلغ سن الرشد اتجه الي بركة مع احد زملائه لمواصلة قراءة القرءان وعمل حوالي ثلاثة شهور في خلوة عد شيخ الامين ضواحي مدينة أغردات. رجع الي قريته وكان فيها حتي سنة 1954م. ثم يقول انه في تلك الفترة لم يكن مرتاحا من وجود الاثيوبيين في ارتريا مثل بقية اهله اللذين لم يكونوا مرتاحين من الوجود الاثيوبي واتجه الي السودان قاصدا مصر لطلب العلم. وفي شرحه عن بداية تسلل الشعور الوطني والتفكير لمحاربة الوجود الاثيوبي في نفوسهم يقول التقيت مع اخوة في السودان منهم الشهيد عبدالكريم احمد، اولا في بورتسودان ثم كنا معا في الخرطوم و ايضا مع شباب اخرين في الخرطوم. وكانت تجمعنا جميعا رفض وجود الاثيوبيين في وطننا وكنا نتناول سوء الاوضاع في وطننا وعدم ارتياحنا بوجود القوة الاجنبية فيه. ولذا اتفقنا جميعا ان نجمع النقود من مرتباتنا ونرجع من السودان الي ارتريا لمحاربة الاثيوبيين بشراء الاسلحة من اثيوبيا (من تجراي). والمتفقين علي هذه الفكرة كنا ستة:

1. عبد الكريم احمد
2. ادم برولي ابراهيم
3. احمد ابراهيم الملقب (بود كرن).
4. صالح موس
5. ابراهيم صالح
6. حامد صالح سليمان
ومع الاسف بعد فترة من الزمن لم نتمكن من جمع نقود كافية تمكننا من شراء الاسلحة واجهضت الفكرة.

ونحن في هذه الحالة بعد اعلان تحرير السودان مباشرتا 1956م ذهب من المجموعة عبد الكريم الي مصر لطلب العلم. ثم لحقته انا بعد فترة قصيرة والتحقت بالأزهر الشريف في سنة 1956م. ولم ينقطع تفكيرنا عن الوطن. تعرفنا هناك علي الشهيد سعيد حسين وكان طالبا وتكونت مجموعة برئاسته. كنا نلتقي ونتناول الاحوال في وطننا ونجمع الاشتراكات. وكانوا هناك ايضا طلبة اخرين لهم نشاطات مماثلة في مواقع دراسية اخري مثل سيد احمد هاشم، محمد صالح حمد وعثمان قلاوديوس الخ. ومجموعتنا كانت تتكون من الشخصيات الاتية:-
1. سليمان محمد احمد
2. ابراهيم ادريس (بليناي)
3. كرار شبول
4. عبد الكريم احمد
5. محمد علي محمود
6. عمر الشيخ (في ليبيا)
7. حامد صالح سليمان

وبعد فترة قصيرة وصلوا الاخوة ادم محمد علي أكتي ومحمد سعيد عنطاطا واخرين. وهذه كانت المرحلة التي سبقت تأسيس تنظيم الجبهة.

اما عن تأسيس الجبهة ومشاركته في الخلايا الاولي التي تكونت منها: يقول انا شاركت في اللقاء الذي تم مع الشهيد ادريس محمد ادم في جبل مغطم في منتزه (كازينو) ايطاليين للتعارف معه. وعندما تم اعلان تأسيس الجبهة انضممنا جميعا بقيادة الشهيد سعيد حسين في التنظيم المولود وسعيد كان من المؤسسين لتنظيم الجبهة وتم التبرع بالمبلغ الذي جمعناه لصالح التنظيم.

التحق الشهيد سعيد حسين بالميدان بعد استشهاد الشهيد حامد ادريس عواتي في سنة 1962م وكانت القيادة تدعونا لنكون علي استعداد للالتحاق بالميدان لان الثورة كانت في حوجه للمتعلمين. وكما كان يعدنا الشهيد سعيد حسين طلبت مننا قيادة الجبهة الذهاب لأخذ دورة عسكرية في سوريا للالتحاق بالميدان. وانا كنت احدهم وكان هذا في سنة 1963م وهي اول دورة في الخارج والمشاركين في هذه الدورة من مصر هم:-
1. محمد علي عمرو
2. عبد الكر يم احمد
3. رمضان محمد نور
4. حامد احمد
5. حامد صالح سليمان
6. محمد علي ادريس
7. ابراهيم محمد نور
8. عبدالله ادماي
9. محمود ادريس

وفي نفس الوقت تحركت من السعودية مجموعة تتكون من (10) اشخاص لتنضم في نفس الدورة وهم:-
1. محمد سعيد شمسي
2. عبد الوهاب فتوي
3. سعيد باري
4. عبدالله دقي
5. محمد احمد (قرضمة)
6. محمد حجي
7. صالح محمد سعيد (اروحتي)
8. عثمان حرك
9. عبد جميل
10. محمد بخيت (تخلف من التدريب بسبب المرض).

استغرقت الدورة فترة ستة شهور وكانت دورة عسكرية فدائية مكثفة انجرحوا مننا في هذه التدريبات العنيفة محمد حجي وعثمان حرك. وفي نهاية التدريب منحت سوريا لكل فرد قطعة كلاشنكوف مع كامل عتاده وزي عسكري متكامل وكان هذا اول سلاح كلاشنكوف يدخل الميدان. ورجعنا من سوريا عن طريق جدة وعبر البحر انتقلنا الي مرسي في ساحل البحر الاحمر ومنه الي بورتسودان ثم كسلا والميدان. كان عددنا 16 وتم توزيعنا في منازل مختلفة للاختفاء خوفا من نظام عبود الذي كان لا يؤيد الثورة. اما السلاح وصل منه الي كسلا عدد 4 كلاشنكوف و2 رشاش ديكتاريوف ومسدسات وقنابل يدوية فقط. واتذكر ممن كانوا مسئولين من نقل هذه الاسلحة المناضلان الشهيد الحسن أبوبكر ومحمد ادم أمير وكانوا يبتكرون حيل مختلفة للتمويه، منها اخفاء الاسلحة في عربية لوري محملة بكامل عفش البيت ينقل خصيصا لهذا الغرض. واتذكر ايضا قبضت منه السلطات السودانية 4 كلاشنكوف بعد ان انكشف امرهم وهم ينقلونه بواسطة تكسي. وهكذا نحن اتجهنا الي الميدان بأسلحتنا التي وصلت كسلا بسلام.

وانا كانت معي رسالة عمل موجه من الشهيد عثمان صالح سبي لتسليمها للشهيد احمد فرس وهو من عضوية الجبهة البارزين في مصوع. وفور وصولنا الميدان ايضا التقوا معي المناضلان الشهيدان طاهر سالم وعثمان ادم وطلبوا مني ان اقوم بمهمة الاتصال مع عناصر هامة في الداخل بغرض دعوتهم للالتحاق بالميدان وهم جرازماش علي شوم، وخليفة محمد (اباسبير) وعبدالله برولي وهم من الشخصيات المشهورة التي كانت حملت السلاح في الاربعينات ايام حق تقرير المصير للتصدي والدفاع ضد العناصر الارهابية التي كانت تحركها اثيوبيا وكانت تقوم بجرائم مختلفة ضد المؤيدين لاستقلال ارتريا. هذا ودخلت مدينة اغردات ومعي الرسالة الموجهة الي احمد فرس. وعضوية الجبهة في اغردات ارسلوا هذه الرسالة الي اسمرة بطريقتهم الخاصة خوفا من الانكشاف ومن اسمرة ذهبت بها الي مصوع وسلمتها الي المناضل احمد فرس. وعند وصولي هناك مرضت بالملاريا ومكثت في العلاج فترة اسبوع في منزله بحرقيقو. وكان احمد فرس رحمه الله رجل شجاع ونشط. واتجهت بعدها الي ارافلو وقبضت هناك بالتهمة باعتباري غريبا في المنطقة حولوني الي مصوع وخرجت من السجن بضمانة احد عضوية الجبهة المعروفين في تلك الفترة في مصوع وهو العم محمد صالح الحاج حسين شاهدا لي بأنني شخص مسالم.

وبعدها تنفيذا للمهمة التي وجهت بها من قبل الشهيدين طاهر سالم وعثمان ادم اتصلت اولا بالشهيد خليفة محمد (اباسبير) وكان رده بأنه لا يريد ان ينضم الي الجبهة لكي يتم تسليحه هناك بل ينوي ان يلتحق بالجبهة مع رفاق اخرين بسلاحهم. " وكما وعد فعلا انضم الي الجبهة في بركة ومعه اربعة 4 افراد قاصدا الجبهة مع مجموعة مسلحة جمعهم الطريق كانت وصلت من حركة تحرير ارتريا الي المنطقة بقيادة ادم علي عند رجوعها الي الساحل فور سماع تصفية وحدات الحركة هناك في عيلا طعدا 1965م بالجبهة. ثم اتجه اباسبير مع مجموعته من اتجاه الساحل الي بركة وانضم الي الجبهة. اما عن جرازماش علي شوم وعبدالله برولي تلقي حامد صالح النصيحة من بعض الناس بألا يقترب منهم لانهم متابعون من قبل العدو وتحت الرصد ولم يستطيع الاتصال بهم. هذا وجرازماش علي شوم انضم لاحقا الي المنطقة الرابعة بعد وصولها الي المنطقة واما عبدالله برولي لم يلتحق بالجبهة.

نواصل في الحلقة الثانية...

Top
X

Right Click

No Right Click