المناضل الوطني القائد أحمد ابراهيم نفع حليب ستي
بقلم الأستاذة: هدى حليب ستي
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا: احي القائمين على صفحة عواتي على مجهوداتهم المقدره واتمنى ان اكون عند حسن الظن
في سرد ولو جزء قليل من سيرة الوالد الشهيد احمد حليب ستي.
ثانيا: الاسم احمد ابراهيم محمد نفع (حليب ستي) من مواليد مدينة هبروا 1941 درس القران في هبروا ومنها انتقل الى مدينة كرن درس في معهد كرن ومنها ذهب الى الازهر الشريف في القاهره وعندما ذهب الى مصر انطلقت الثورة الارتريه (جبهة تحرير ارتريا) بقيادة البطل حامد ادريس عواتي حينها قرر حليب ستي الرجوع والانضمام الى صفوف الجبهة وفي القاهرة منعه الشهيد ابراهيم سلطان نسبة لصغر سنه ونصحه بان يكمل دراسته ولكنه رفض ورجع والتحق بالرعيل الاول من جيش جبهة التحرير الارتريه في عام 1963 تقريبا وناضل في صفوف جبهة تحرير ارتريا وكان بطلا بمعنى الكلمه.
حتى ان الفتيات في كرن وفي مدن ارتريا كانوا يغنوا له: (حليب ستي حليب ستي حقاز زبط قلنا وعدردي مدير قل نوديكا كم ود هبتي) وكثيرا ن الاغاني حتي يشعلوا الحماس فيه وفي الشباب الارتري المقاتل.
ثالثا: اللقب (حليب ستي) سبب التسمية كان الشهيد حليب ستي كلما قام بعمل بطولي في المعارك هو او اصدقائه الجنود يقول لهم حليب ستي بمعني سلمت يداك او يا بطل ومن هنا اطلق عليه لقب حليب ستي.
رابعا: مواقفه وبطولاته في الميدان والمعارك التي خاضها كثيره جدا ولكن ساروي موقفا واحدا حدث عند تحرير اغردات عام 1977 كان اقليم القاش كله محررا بايدي جبهة التحرير الارتريه لكن كرن كانت في قبضة الجبهة الشعبية وكان الشهيد حليب ستي في عدردي وعندها قرر زيارة مدينة كرن وامر الجنود بانتظاره وحاول جنوده ان يمنعوه لان في ذلك مخاطرة بحياته لكنه اصر ودخل مدينة كرن وتجول في السوق وبعدها انتبه احد جنود جبهة الشعبيه لوجوده واسره كلم المسؤولين بوجود حليب ستي في كرن وقالوا له الاتخاف ان نقتلك تاتي بنفسك وهنا رد عليهم حليب ستي انا لا اخاف منكم ولا من الموت ولو قتلتوني ماذا تستفيدوا جئت ازور كرن لانها تحررت وانا اعزل لانكم ليس اعدائي نحن نختلف سياسيا ولكن عدونا واحد وهدفنا هو تحرير الارض من المستعمر وبعدها اطلقوا سراحه ورجع الى جيشه الذي كان خائفا عليه.
خامسا: الجانب الانساني من حياة الشهيد حليب ستي كان ابا حنونا وزوجا محبا وكان رجلا شهما كريما مع اهله وجيرانه وكل من عرفه كان عندما ياتي الشباب الصغار الى الميدان لينضموا مع صفوف الجيش وتاتي امهاتهم تبكي تريد اولادها كان يرجع الى كل ام ابنها تخرج الام مع ابنها وهي تدعي له.
كان حليب ستي ياتي الى السودان من الميدان الى القضارف من وقت لاخر لرؤية اسرته و في عهد نميري كان الامن السوداني يضيق الخناق على الارتريين ويقومون بحملات اعتقال وتفتيش للبيوت وفي احدى زيارات والدي الى القضارف جاء الامن يفتش البيت لعلهم يجدوا اسلحه لم يجدوا شيئا ووجدوا صورة للشهيد بالزي العسكري مع بعض الجنود في الميدان واخذوه الى الحاميه وهناك وجد الكثير من الارتريين في فناء الحامية وبعد قليل خرج سوار الذهب وكان وقتها مسؤل عن اللواء الرابع مشاة في القضارف وكانت تجمعه صداقة مع أبي ومع قيادات جبهة تحرير ارتريا وعندما راي والدي الشهيد سلم عليه وهنا قال العسكري لسوار الذهب وجدنا في بيته هذه الصورة، فقال له سوار الذهب مازحا بس الصورة دي انت ما فتشت كويس ده تلقى في بيته صواريخ. وبعدها قال لابي انت حر ولكن ابي قال لن اخرج لوحدي لابد ان يخرج معي كل الشرفاء الارتريين وعندها تم النداء بالميكرفون كل من ينتمي الى جبهة التحرير يخرج فخرج الجميع من الحامية وهذا يدل على انسانية الشهيد حليب ستي.
سادسا: لقد تعرض الشهيد حليب ستي الى محاولات اغتيال كثيرة في السودان ولكنه كان يكتشف محاولاتهم وكان سريع البديهة يتسم بالذكاء وكان يعرف عدوه من صديقه فكان يقول لهم انه لن يموت في السودان وبايدي خونه وجواسيس لكنه سوف يستشهد برصاصة العدو في الميدان.
سابعا: استشهاده رحل عن دنيانا الفانيه الشهيد حليب ستي في يوم 1979/4/4 في معارك شمال ساحل البحر الاحمر وترك بنتين وولد وتاريخ ناصع مشرف لاسرته وللارتريين عامة طيب الله ثراه والى جنات الخلد باذن الله والدي الشهيد احمد حليب ستي.
ولكم مني كل التقدير والاحترام
الأخت الفاضلة هدى
شكرا جزيلا عن هذه السيرة العطرة للشهيد المناضل "حليب ستي" ونتمنى ان تكون بداية لكتابة تاريخ وسيرة ذاتية كاملة عن هذا البطل العملاق ورفاقه الميامين.
مع تحياتنا وتقديرنا لهذا المجهود المقدر
ادارة صفحة "حامد إدريس عواتي"
تعليق: الأستاذ/ إبراهيم قدم Ibrahim M Ghadem
الله يرحم الشهيد احمد ابراهيم نفع حليب ستي اصغر من التحق بجبهة التحرير ولكن الشهيد حامد عواتي طلب منه مواصلة تعليمه، فواصل رحلته حتى وصل القاهرة ولكن روحه الثائرة رفضت الاستقرار في مقاعد الدراسة فاختار التطوع والذهاب للتدريب فى سوريا وعاد الى الميدان مقاتلا مميز وقائد ممتاز محبوب من الجميع حتى استشهاده.
تعليق: الأستاذ/ إدريس إبراهيم Idris Ibrahim
تسلمي الاخت هدي علي هذا السرد الشيق والمتماسك واريد ان اضيف الي معلومات القراء الكرام.
ان الشهيد من اهم قيادات جبش التحرير التاريخية فقد تقلد مواقع قيادية رفيعة بدءا بقائد بلتون في ايام المناطق ثم قائد السرية الثانية بعد توحيد المناطق.
وقد تم انتخابه عضوا بالمجلس الثوري في المؤتمر الوطني العام الاول في عام ١٩٧١ وكان المجلس الثوري هو القيادة العليا للجبهة في تلك الفترة وكان يتكون من ١٥ عضو براسة الشهيد ادريس محمد ادم، نيابة كل من حروي تلا باريو والشهيد عبدالله ادريس نائب ثاني.
ووقت استشهاده في الساحل في معركة مع العدو كان يشغل منصب المشرف السياسي للوحدة الادارية رقم ٦ وهي منطقة شمال الساحل، وهو موقع اداري رفيع بمثابة حاكم اقليم.
رحم الله الشهيد حليب ستي وطرح بركة في ذريته.