القائد الوطني المناضل الشهيد علي محمد إسحاق
بقلم الأستاذ: حسين اكيلي
ان الحديث عن السيرة العطرة ومسيرة النضال التحرري للقائد الفذ علي محمد اسحاق عليه رحمة
من الله حديث ذو شجون.
فالشهيد علي إسحاق يعتبر من القادة القلائل التي انجبتها دنكاليا ووهبتها سندا وعضدا للثورة الارترية إبان فترة الكفاح المسلح ضد المستعمر الأثيوبي.
ما لا يعرفة الكثيرين عن سيرة القائد علي إسحاق هو انه ولد قائدا فمنذ نعومة اظافرة عرف المناضل علي إسحاق بالشجاعة ومساندة الضعيف والوقوف مع الحق مهما كلفه ذلك من ثمن.
لم تسنح له الفرصة في تلقي التعليم والجلوس في مقاعد الدراسة لكنه كان مدرسة في الرجولة وجامعة يستفاد منها في حب الوطن والذود عنه بكل ما يملك.
الفقيد من مواليد مدينة بيلول التاريخية وابن لأحد اعيانها انخرط في صفوف الثورة الارترية بنفسه وماله.
فيوم انضمامه إلى صفوف الثورة الارترية انضم إليها بنفسه وقاربه الذي ورثه عن والده فكان قاربه في خدمة الثورة والثوار.
فقد كان قاربه مناضلا في صفوف الثورة ناقلا للرجال والمؤن والعتاد ومجليا للجرحى لا يوجد شاطيء في دنكاليا إلا وقد رسى فيه ذلك القارب مقدما خدمات انزال المؤن والسلاح للثوار.
القائد علي إسحاق يعتبر من مؤسسي النواة الأولى للقوات البحرية التابعة لجبهة التحرير.
ومنذ انخراطة في صفوف الثورة تدرج الفقيد في تولي العديد من المناصب القيادية.
فقد بدأ كقائد للبحرية ومشرف عليها ووصل لعضوية المجلس المركزي لجبهة التحرير ثم عضوا في المكتب التنفيذي لها.
عرف عنه اخلاصه للقضية وحمله لهم تخليص الوطن من براثين الاستعمار . كما أنه كان غيورا على أمته وقومه محبا لهم ولعب دورا مركزيا في انضمام الكثير من الثوار من أبناء دنكاليا الى صفوف الثورة ودعمها كما أنه لعب دورا محوريا في تثبيت أقدام الثورة الارترية متمثلة بجبهة التحرير الارترية في إقليم دنكاليا فقد استطاع أن يكسب دعم وولاء أعيان و زعماء القبائل العفرية في دنكاليا الى جانب الثورة والوقوف معها ودعمها مما أحدث فارقا على الأرض لصالح جبهة التحرير الارترية.
وبجهده وجهد رفاقه الميامين امثال الشهيد علي محمد ابراهيم وغيره من القيادات من أبناء دنكاليا استطاعوا ان يحولوا ارض دنكاليا معقلا وحصنا منيعا للثورة الارترية.
وكذلك كان القائد علي إسحاق مسكونا بهم انتشال أمته من براثين الجهل فهو يعتبر احد المؤسسين لمدرسة عبي الابتدائية في احدى القرى المحررة كما انه اشرف لاحقا على وضع النواة الأولى لتأسيس مدرسة الشهيد قمحد ادريس في احدى مخيمات اللجوء في الجمهورية اليمنية هذه المدرسة التي ذاع صيتها وأصبحت احد اهم المعالم التربوية الارترية في مواطن الشتات واللجوء.
وهذا الصرح التربوي العملاق استطاع أن يصمد ويقدم خدماته التعليمية لأبناء دنكاليا بفضل من الله وبفضل دعم ووقوف القائد علي إسحاق إلى جانبه حتى يواصل تقديم خدماته لأبناء أمته ويكفيه مفخرة انه عمل جاهدا لتثبيت هذا الصرح التربوي العملاق حتى يقدم خدماته مستغلا علاقاته بالقيادات في الجمهورية اليمنية.
ولا يسعنا في هذه السانحة إلا أن نستغل مرور ذكرى رحيله عنا لنترحم على روحه الطاهرة وحقا علينا أن نطلب له الرحمة والمغفرة من الله وان يجزيه خير الجزاء عن ما قدمه من تضحيات جسام وخدمات جليلة لأمته وللوطن.
اللهم ارحمه واغفر له واكرم نزله وحسن مرقده واجعل اللهم قبره روضة من رياض الجنة . انها الحقيقة المرة الا وهي ان برحيل القائد الشهيد علي إسحاق لم يتيتم أبناءه بل هناك المئات من الأسر قد تيتم أبناؤها.
اقل ما يمكننا أن نصفه به في ذكرى رحيله هو انه كان رجلا بحجم أمة. واننا لم ولن ننساه ما حيينا. حق له علينا أن نطلب له الرحمة والمغفرة.