ماذا أقول.. وماذا أكتب.. في ذكرى هؤلاء الأشاوس الأبطال؟

بقلم الأستاذ: رمضان عمر إبراهيم درنكا - كاتب وناشط سياسي إرتري

الدكتور الأنيق حسن محمد سعيد باشميل، والمناضلة ألم مسفن، والبطل إسرائيل مسقنا،

الم مسفن و حسن محمد سعيد باشميل و اسرائيل مسقنا

والشامخ الباسل الأمين أدم، وعشرات الآلاف من أبطال ثورتنا العملاقة الذين ضحوا وبذلوا أرواحهم الغالية لأجل حرية شعبهم واستقلال بلادهم.

لم يفرقهم دين، ولا قبيلة، ولا لون، ولا شكل، إنما اجتمعت قلوبهم على أمر واحد وهو حب الوطن والتضحية من أجله.
النفس تتألم كثيرًا لفقد هؤلاءالأبطال. كيف لا وقد فقدت إرتريا كوكبة من أبنائها المخلصين والأوفياء. هؤلاء الذين أفنوا حياتهم كلها من أجل وطن مستقر وعيشٍ كريم لأبنائه.

ومن بين هؤلاء الأبطال أذكر بكل فخر وتقدير المناضل المغوار الضابط الشهيد حسن محمد سعيد باشميل، الذي كان رجلًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إن كان في مواقفه المشرفة ومساعدته للناس، والتفاني في أداء مهامه النضالية أو لما كان يتمتع به من دماثة الأخلاق وحب الناس. والقصص في ذلك كثيرة ومعروفة.

تخرج الشهيد باشميل من سوريا في ستينيات القرن الميلادي الماضي، وفور تخرجه التحق كضابط في جبهة التحرير الإرترية، وأبلى في معارك الشرف والبطولة بلاءً حسنًا.

يتحسر المرء أن يفقد بعض هؤلاء الأبطال في الحرب الأهلية التي لم نجني منها سوى الفرقة والدمار والتمزق الداخلي لمجتمعنا. تلك الحرب البائسة التي استنزفت الأخلاق قبل الأرواح، استنزفت أيضًا خيرة شبابنا ومناضلينا، استنزفت دموعنا الحارة، استنزفت نفوسنا المتعبة، واستنزفت كل ذرة من الرحمة في القلوب.. حرب لم تجر إلينا إلا البلاء والويلات والأحقاد والذكريات المؤلمة.

إلا أن المصيبة الكبرى أننا إلى الآن، وبالرغم من مرور أكثر من ٤٦ عامًا على تلك الحرب المدمرة، فما زلنا نعيش في الفرقة وفي المشاحنات والصراعات، ومازلنا نتناحر بوسائل مختلفة ونحن في غربتنا، ونتسبب لبعضنا البعض بجروح نفسية قبل الجروح الجسدية والمادية.

إلى متى شعبنا الإرتري يعيش في هذه الحالة المخزية؟؟؟

إلى متى ونحن أجيال بعد أجيال في غربة تحرق قلوبنا، وهرم فيها؟؟؟

عندما أنظر إلى أبنائي الذين لا يعرفون سوى القليل القليل عن وطنهم وبلدهم، أتألم بحسرة!!

ومع ذلك فعندما يُسئل أحدهم عن جنسه، يقول بكل فخر أنا إرتري... نعم يفخر بوطن يحلم يوماً أن يسكنه، أن يرتوي بمائه ويستنشق هواءه..

أتمنى فعلاً أن تجتمع قلوبنا كأبناء شعب واحد قدم أرتالاً من الشهداء والجرحى، نضع أمامنا المصلحة الوطنية العليا وليس المصالح الشخصية الضيقة، وننبذ الفرقة ونضع وراءنا الخلافات والصراعات التنظيمية والشخصية. ونجتمع وكل واحد منا لا يفكر في شيء غير أنه يرى وطنه آمناً مستقراً...

نتوحد ولا نتفرق، يجب ألا يفرقنا اختلاف ديننا، أو لوننا، أو قبيلتنا، أو إقليمنا، أو أحزابنا السياسية... بل نجتمع كلنا تحت مظلة واحدة اسمها (ارتريا).

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!!

Top
X

Right Click

No Right Click