سيرة القائد البطل المناضل الـوطنى الشهيد أحمد محمدعلي وللو - الجزء الثالث والأخير
بقلم الأستاذ: علي وللو - كاتب وناشط سياسي إرتري | سماديت كوم
هجم وللو بالفرقة التى كان يقودها على معسكر الشرطة في مدينة منصورة في بركة لعال
في ٢٤ ديسمبر ١٩٦٣م واندلعت المعركة فانتصرت قوات الجبهة فى المعركة وانسحبت القوات الإثيوبية المدعومة بالكمندوس من المركز تاركة وراءها جرحاها وقتلاها فنقل الثوار السلاح والذخيرة من المركز وصعد وللو على سارية العلم فنزل العلم الاثيويى وعلق مكانه العلم الارترى وقبل أن يتمكن من النزول فوجئ أن المدد وصل للعدو وأصيب بمجموع من الطلق النار ى أعلى ركبتيه فى ساقى الرجلين فانكسر الساقان فلم يستطع الوقوف.
أحاط به رفاقه ليحملوه معهم الا انه رفض خوفا على السلاح والذخيرة الذى أخذوه من المركز وأمرهم بأن ينسحبوا فورا بالأسلحة والذخيرة وحملهم سلاحه وذخيرته فانسحبت المجموعة تنفيذا لأمره الذى أصدره ووصاهم بأن يقاتلوا فى سبيل الحرية إلى آخر رجل.
حاصره الأعداء من كل صوب وعندما تعرفوا عليه ولو مدبرين إلى الخلف خوفا ورعبا على أنفسهم رغم أنه أعزل من السلاح ومكسور الساقين وتسيل الدماء من ساقيه قائلين هذا وللو لا تقتربوا منه فيصيبكم بنيرانه.
وحاصروه من بعيد وأبلغوا حاكمهم فى أسمرا فأرسل لهم طائرة هيلكوبتر خوفا من ان يعترضهم الثوار فى الطريق البرى ونقل إلى اغردات جوا من مدينة منصورة.
وفى مدينة اغردات جاء الحاكم الإمبراطورى هيلى سلاسى من أسمرا لمقابلته،
وطلب منه الحاكم قائلا:
يا وللو انت الان بين أيدينا جريح ومكسور الساقين لا تستطيع الوقوف على قدميك قول ارتريا جزء من اثيوبيا مقابل أن اطلق سراحك.
ولكن رد عليه وللو قائلا:
مااريده أن تخرجوا من بلادى، وأمنيتى أن يتحرر وطنى ويسوده الأمن والسلام. وانى تركت فيكم من ورائي الملايين كلهم تجسدت فيهم روحى ورغبتى فى الحرية والاستقلال وسيكونون قنابلا تزلزل أقدامكم واشباحا تطاردكم فى احلامكم وصواعق تحرقكم فى قصوركم، والغاما تفجر بكم العربات، ثم سكت برهة وقال للحاكم عندى سر اريد ان أخبرك به فادنوا منى.
دنا الحاكم منه ليسمع السر فقال له:
اقترب منى أكثر لاسمعك فاقترب منه فبثق على وجه قائلا هذا هو سرى. فاخرج اللعين مسدسه وافرغه على البطل الأسير والبطل يردد الشهادتين من فمه ورافعا يديه إلى الأعلى بعلامة النصر.
استدعيت أسرة الشهيد ووالدته شامة وأخيه من كركون إلى اغردات على عجل ليشاهدوا جثمان الشهيد وهو معلق بين عمودين فى الساحة العامة وسط مدينة اغردات ليدخلوا الرعب والخوف فى الجماهير الا ان المفاجأة التى لم يحسب لها العدو حسابا هى أن والدته شامه صارت تزغرد بأعلى صوتها وتتغنى ببطولات ابنها البطل وابنيه يرقصان معها وأخيه يردد بأعلى صوته الايه القرآنية: (بسم الله الرحمن الرحيم ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
عندما قدم الشهيد وللو نفسه وحياته فداء لوطنه كان فى منتصف العقد الثالث من عمره.
القائد الوطني البطل الشهيد أحمد وللو عرفته الساحة الارترية سجل اروع البطولات ضد العدو جيش الإستعمار الأثيوبي روى ارض ارتريا بدمه الطاهر لنعيش نحن أحرار، هكذا جات حرية واستقلال ارتريا تضحيات جسام من ابطال المسلمين وفي حين الطائفة اخرى كانت تقبل قدم الإستعمار.
كان رجل شجاعا وشرسا ومناضلا جسورا ليس له مثيل، من أفنوا أعمارهم وقدموا أرواحهم وسكبوا دماءهم فداء للعرض والوطن.
عشت بطلاً قائدا و مت شهيداً رائداً فلا نامت أعين الجبناء.