المناضل الثائر الأب المعلم البطل الشهيد محمد ادريس كلباى
بقلم الأستاذ: جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم
البطل الشهيد، محمد ادريس كلباى من مواليد مدينة بارنتو فى مطلع عشرينيات القرن الماضى،
بدأ حياته بمزاولة الزراعة والرعى فى قريته بالقاش،
كان من محبى تلك المهنة الانتاجية التى ورثها عن اسلافه،
وعند تأسيس جبهة التحرير الارترية التحق بها منذ نشأتها الاولى،
ولانه كان معروفا بين كافة مواطنى المنطقة تفرغ لمهمة جمعهم حول النضال وكان خير رسول للجبهة فى اوساط المواطنين،
التحق الشهيد بجيش التحرير الارترى سنة 1963م ضمن المجموعة الاولى وواصل النضال معلما وموجها ومقاتلا بنفس الحماس الوطنى العالى الذى بدأ به والى ان اقعده المرض،
أنتقل الى مدينة كسلا وفتح مغسلا للملابس ولم يتوقف يوما عن العطاء الثورى،
كان موقع عمله بؤرة ثورية يرتادها كل ابنائه المناضلون الذين استقطبوا بواسطته او قاتلوا معه فى ساحة الفداء،
وعندما ساءت المسائل المالية بالتنظيم كان يتقاسم دخله مع مجموعة الرعيل الاول ويمد يد العون لكل من يقصده من المناضلين.
ذهب الى العاصمة اسمرا ضمن مجموعة الرعيل الاول للاشتراك فى أفراح التحرير،
وعندئذ دخل فى مشادة كلامية ساخنة مع ألرئيس أفورقى،
ومن نوادره انه رفض الانصياع للتعليمات القيادية القاضية بسفرالرعيل الاول للعاصمة أسمرا،
بغرض المشاركة فى عيد الاستقلال وتمثيل جبهة التحرير الارترية التى لم تتمكن من المشاركة فى تلك المناسبة الوطنية،
شأنها فى ذلك شأن كافة الفصائل المعارضة لسياسات الجبهة الشعبية،
والمعروف ان الجبهة الشعبية رفضت مشاركة كافة القوى الوطنية فى قضايا الوطن،
فأستئثرت بكل شيئ بدءا باجراء الاستفتاء وانتهاءا باعلان الاستقلال ومابعده،
وبالفعل تم ارسال الرعيل ألذى تخلف منه الشهيد كلباى،
ولأن أفورقى علم مسبقا أنهم لم يأتوا بمحض ارادتهم الشخصية بل جاؤوا ممثلين لجبهة التحرير الارترية قابلهم بعد عشرة ايام من التجاهل والمماطلة،
ثم قرر اعادتهم حتى يحرمهم والجبهة من المشاركة فى لحظة اعلان الاستقلال،
أمر أفورقى زبانيته لأخذهم فى جولة قيل عنها ترفيهية الى كافة المحافظات الارترية،
ولكن لسوء حظ الشعبية استقبلتهم الجماهير الارترية بأهازيج الفرح وكللت أعناقهم بأكاليل من الزهور تعبيرا عن الحب الذى يكنونه لجبهة التحرير الارترية،
واعترافا بدور هؤلاء الابطال الذين أسـسوا جيش التحرير البطل وحققوا التحرير والاستقلال،
أنتهت جولتهم بمحافظة القاش وتمت اعادتهم الى مدينة كسلا قبل موعد اعلان الاستقلال.
توفى الشهيد فى عام 1995م بمدينة كسلا وتم مواراة جسمانه الطاهر فى مقابر الختمية.