المختفي قسريا الداعية عبدالعليم محمد علي زرؤوم

بقلم الأستاذ: طاهر كبين - كاتب ارتري

إنه الفتى الذهبي ابن كرن الأوحد نسيج وحده شبيه الريح غصن ولا كل الغصون القسيم الوجيه الجميل

عبدالعليم محمد علي زرؤومابن الحركة الاسلامية الأبي.

هاجر إلى المملكة العربية السعودية وهو لازال غضا طريا لم يقو عوده ولم يجاوز ربما حينها من العمر الثلاثة عشر ربيعا.

وصل إلى الرياض وجامعة الإمام وما أدراك جامعة الامام ومعاهدها العلمية حينئذ إذ تعج بكوكبة من علماء العالم العربي من مصر والشام والعراق والسودان فضلا عن علماء بلاد الحرمين وكان على رأس الهرم في الجامعة حينئذ الشيخ العالم الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي زاده الله خيرا وبركة.

فنهل فتانا الاغر من العلوم والمعارف حتى تشبع أو كاد.

ومن ثم بعد أخذه الشهادة الجامعية توجه إلى كرن بلدته كرن الصمود كرن الأحرار ووصل إليها في العام 1987 وقد احتفت به المدينة أيما حفاوة لمقدمه، وهو أيضا قابل كل ذلك حبا ومزيد عطاء تعليما وتدريسا في معاهدها وارشادا وخطيبا في مساجدها.

حتى اسر قلوب الشباب والشيوخ وصار ملأ السمع والبصر لا تتنفس المدينة إلا عبره خيرا ونورا وبركة وعلما.

ولم يكن ينغص على فتانا ذاك حينها إلا كابوس جبهة الخراب الجبهة الشعبية التي كانت تقترب في ذاك الحين كل يوم من كرن وغيرها من المدن الأخرى ولكن ماذا يضير فارسنا فقد واصل رسالته دون كلل بل إنه تعدى خيره إلى العاصمة اسمرا ايضا فحشد جمعا من الشباب هناك يعلمهم الخير كلما حل بالمدينة.

فارسنا هذا فهو كالخير العميم وكالوابل الصيب أينما حل نفع فذكر أنه لما نزل باديس ابابا أيضا كانت له صولات وجولات مع الشباب هناك.

عبدالعليم كان مجموع مواهب شخصية فعدا ما كان يتمتع به من علم غزير ونشاط جم في الوعظ والارشاد والتعليم فهو كان صاحب صوت رنان جميل تحب أن يتحدث فقط لتستمتع بنبرات صوته ومخارج حروفه وقد تجلى ذلك اكثر عندما يقرأ القرآن ويردد الأناشيد أمام تلاميذه.

لك الله أيها الفتى الألمعي مافقدنا مثل فقدك!!!

من اشهر مقولاته:-

لا للتوالي يوم الزحف
ان عشنا سعداء وان متنا شهداء

دارت السنين القصيرة جدا مع فتانا البهي وجاء التحرير والاستقلال وليته لم يأت ومع ذلك لم يغير ذلك من طبعه وبأسه في الحق وجرأته في تعليم الناس الخير ولم يمض عام وجزء من عام من التحرير الوهم حتى كان فتانا ضمن من غدرت بهم الشعبية في ليل كئيب من ليالي كرن الحزينة حيث كان ذلك في عام 1992 ومن يومها فقدنا عبدالعليم زرؤوم فتى كرن الأوحد وفقدنا معه ثلة من الكرام لم يمر على ارتريا مثلهم معلمين ومشايخ فقدناهم ربما للأبد وأي فقد؟؟ رجال الواحد منهم بأمة

لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حُرٍّ
يموت بموته خلق كثير

مضى عبدالعليم وحيدا وحتى لم يخلف لنا ابنا أو بنتا يذكرنا به مع أنه كان متزوجا كما هو حال العباقرة والعظام يأتوا فرادى ويذهبوا فرادى إلا ماندر ولا يخلفوا إلا أعمالهم فقط هي من تذكر الناس بهم!!!

سلام على عبدالعليم في الأولين
وسلام على عبدالعليم في الآخرين
وسلام على عبدالعليم في الملأ الأعلى إلى يوم الدين
وجمعنا به وبالصفوة الكرام البررة في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والصالحين.

Top
X

Right Click

No Right Click