وختطفو صاحب الصوت الشجي الشيخ/ إدريس محمد سعيد عبدالله
بقلم الأستاذ: أبو ماهر Happy Man
مسجد حي بتريت في مدينة كرن كان يكتظ بالمصلين بمن فيهم القادمون مثلنا من الاحياء الأخرى
قبل الصلاة بفترة وجيزة لنيل شرف الصلاة معه... وسعادتنا بصلاة التراويح معه ونحن صغار لا توصف... فقد حباه الله بصوت خاشع ندي قلَ نظيره... وتلاوة عطرة كأنها مزامير آل داود تتسلل الى أفئدة المصلين فتحرك تلك القلوب المثقلة بالهموم والتقصير فتسيل العيون وتبتل الخدود وتلين القلوب اعترافا وندما بما اقترقته في سابق الايام.. ثم يختم الصلاة بدعاء جميل عميق طويل.. فتتلقفه النفوس راضية مستسلمة وهو يرسم لها خارطة طريق للتخلص عن الذنوب في ما مضى والسير على الصراط في ما بقى.
كان جم التواضع دمث الأخلاق محبوبا لا تفارق البسمة محياه وهذا ما اغض مضاجع العصابة الباغية ففكرت وقدرت ثم قدرت ودبرت ولبئس ما دبرت وفي يوم 1994/12/24 تسللت أيادي الغدر والخيانة الى البيوت الأمنة كخفافيش الظلام كعادتها فخطفت شيخنا الحبيب الشيخ/ ادريس محمد سعيد من داخل بيته وبين أهله وابناءه ليلا واقتادته الى جهة غير معلومة كبقية الشيوخ والدعاة لتنطفيء شعلة مضيئة في كبد السماء كانت تهدي الحيارة دعوة وتلاوة ونصحا وتوجيها فعم الحزن واعتصرت القلوب ألما وفراقا ولا حوله ولا قوة إلا بالله.
فسلام على تلك النفوس الطيبة...
وسلام على شيخنا الجليل...
وسلام على ذريته الطاهرين...
وسلام على اهل كل المغيبين...
فقد صبرو صبر الجبال واحتسبو
فنحسبهم نالو بشرى المولى بقوله تعالى
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
رفع الله قدرهم جميعا في العليين ورحمهم الله احياءا وامواتا ورد كل المخطوفين الى أهلهم سالمين عاجلا غير اجل
ولا نامت اعين الجبناء...