المعتقل المناضل بيتودد أبرها أسفها

بقلم الأستاذ: أحمد فايد - كاتب وناشط ارتري

"لن يأتي التغيير إلا بالعمل. للتمكن من التغيير لا بد من الجرأة. لا يحتمل أن نخاف إذا كنا طالبي تغيير.

بتودد أبرهة أسفها

لا يمكن أن نخاف إلا من الله ومن القانون. لا يمكن أن يحدد الإنسان مصيرك لا بد من الجرأة والإخلاص، ولن تحقق العدالة الإجتماعية دون التحلي بالوفاء والإخلاص" هذه بعض الكلمات التي تحدث بها المناضل بتودد أبرها وقد تكون هي ومواقف أخرى ما أودت به خلف القضبان.

تم سجن بتودد أبرها في السادس من أكتوبر 1991 حتى تاريخ إطلاق سراحه في 24 ديسمبر 1997.

لم يمهله النظام في أسمرا أكثر من شهرين حتى أعاد سجنه في فبراير 1998 ومنذ ذلك الحين يظل المناضل بتودد أبرها ضحية الإختفاء القسري في إرتريا.

تم إخفاء وسجن بتودد لأنه تجرأ إلى المطالبة بحقوق شعبه أمام الحاكم الظالم في إرتريا دون خوف أو وجل مما ستتبعه تلك الجرأة، وهي ذات الجرأة التي ظل يطالب رفاقه بالتحلي بها في حديثه الأكثر انتشار عبر وسائل التواصل الإجتماعي وهو الذي كان خلال فترة الشهرين الذين عاشهما حرا بين مرحلتي الإعتقال.

المناضل بتودد أبرها الذي ولد في العام 1953 التحق بالنضال في العام 1972 في صفوف قوات التحرير الشعبية سعيا وراء حرية واستقلال شعبه.

واستمر بتودد في نضاله حتى اكتمل تحرير كامل التراب الإرتري من التواجد الإثيوبي.

تقول الكتابات التي نشرتها المنظمات الحقوقية الإرترية بأن السبب المباشر وراء اعتقال بتودد الأول الذي استمر لأكثر من ست سنوات هو المطالبة بالحرية والتغيير لصالح شعبه، وبعد إطلاق سراحه لمدة شهرين أيضاً استمر بتودد في نهجه مستفيدا من القدر الذي تحقق له من الحرية الأمر الذي حمل الدكتاتور إساياس أفورقي لاعتقاله مرة أخرى.

وتقول تلك الكتابات بأن المناضل بتودد أبرها علم بمشروع إساياس أفورقي القاضي بهدم الكيان الإرتري وتشريد الشعب الإرتري ومن ثم أبدى مقاومة قوية ودعا الشعب والمناضلين إلى المقاومة حفاظاً على الوطن الإرتري من مشاريع إساياس الهدامة.

المناضل بتودد أبرها يعتبر أكثر معتقلي إرتريا تم التوثيق له وكتابة تاريخه ونضاله، ولم يكن هناك شحا في المعلومات بخصوصه كما هو حال باقي معتقلينا. وقد قام النشطاء ضمن مهمة التوثيق لتاريخه ونضاله بمقارنة موضوعية بينه وبين نيلسون مانديلا في ظروف النضال والسجن.

أبرها تحدث بعد خروجه من السجن في بداية العام 1998 عن بعض الوقائع التي تتهدد السيادة الوطنية الإرترية بما في ذلك عدم التفريط في الأراضي السيادية الإرترية وعدم منح الموانئ الإرترية ل إثيوبيا. وهذا ما نره واقعا ملموسا اليوم حيث النشاط البحري الإثيوبي المحموم الذي لم يتوقف في جانبه المدني حيث تعتبر السفن التجارية الإثيوبية الموانئ الإرترية منطلقاتها المركزية، بل امتد الأمر إلى تأسيس ونشاط القوات البحرية الإثيوبية فوق المياه والشواطئ الإرترية كما تصرح به المصادر الإثيوبية علنا.

الإختفاء القسري في إرتريا
يوم المعتقل الإرتري

Top
X

Right Click

No Right Click