سبعه وعشرين عاما من الاعتقال أبي ياسين محمد نور محمود عمدو

بقلم الأستاذ: صلاح الدين ياسين عمدو - ابن المغيب قسرا في سجون الطاغية أسياس أفورقي في ارتريا

ماذا اكتب عن أبي بل كم اعرف أبي وهل حقا أتذكره لا أدري كثيرون يسألونني هل تتذكر أباك

ياسين محمد نور عمدوفأقول نعم قليلا وربما أحيانا لا اتذكر.

كان عمري ثلاثة سنوات آنذاك بربكم كم يتذكر طفل من ملامح أبيه في ذالك العمر جل ما اتذكره عندما كان يأتي بالسيارة من الدوام كنت استقبله في البوابة هذا المشهد لم استطع أن أنساه، أما الباقي فصفحات بيضاء تملئها ذكريات وقصص ذالك الرجل الطيب الذي كلما ذهبت لزيارة أهلي واقاربي ترن في مسامعي والدك كان رجلا طيبا كريما لطيفا كنت احب سماع المزيد ولكن دموعي تفضحني تارة وتارة أتوارى عن الأنظار كي لايرون ما اكابده من وحشة وشوق له.

وهناك امي لاتسأم من أسئلتنا المتكررة متى سيأتي أبي لتقول بكل قلبٍ مليئ باليقين والامل قريبا بإذن الله اليوم ربما او غدا سيأتي إلينا انا أشعر بذلك تلك الطمأنينة التي نجدها منها نعيش بها دهرا نترقب ونتأمل.

كبرنا انا واخوتي الحمد لله وعرفت الحقائق التي لم تخفى عن أحد لقد اختطف هو ورفاقه من فراشهم في ليلة دامسة الظلام ليختفوا من أنظار الجميع وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم كنت أسأل واتساءل ما الذي جنوه ماذا كان ذنبهم أسئلة كثيرة لم ألقى لها جوابا إلى يومنا هذا.

اليوم وبعد مرور ٢٧ عاما منذ اختفائهم.. كم عانواْ عوائلهم من الحرمان بشتى اصنافه على الصعيد الشخصي دائما ما كان حاضرا معي ابي في المناسبات الصغيرة والكبيرة كنت افتقده جدا... ياليته لو كان معي ولو لحظة واحدة اصبحتُ عاطفيا جدا أبكي في أبسط الأشياء تسبقني الدموع عندما اسمع عنه واتذكره وخاصة عندما اكون بحاجة إليه في تغلب هذا الزمان وشدته.

أدعوا له في كل صلاتي عسى رب العالمين يفك اسره هو ورفاقه لا تكفيني السطور لأعبر ما بداخلي من اعاصير لكم أن تتخيلوا ماذا يعني أن تفقد أباك في سنٍ مبكر.

14 أبريل يوم المعتقل الارتري نناشد العالم أجمع بالوقوف أمام قضيتنا العادلة ونطالب النظام بالإفراج الفوري عنهم ، لم ننساهم ولن ننساهم يعيشون معنا في كل تفاصيل حياتنا.

هم دفعواْ الثمن غاليا بأرواحهم ولا يدرون اي جرم اقترفوه اما نحن فلا ندري هل ينفع البكاء والنواح والتشتت والفرقة والخلافات فيما بيننا في مواضيع هامشية لا تخدم قضيتنا ولا أهدافنا تارة في القبلية والاثنية وتارة في اللغة والايدلوجيات الوهمية التي هي كسراب تقبع في هذه المنصات ووطننا هناك مغتصب أرضه وعرضه لو كان لهم أمنية لقالواْ اتحدو ولا تجعلو الفتنة تنهش عظامكم كونو كما قال الله تعالى واعتصمواْ بحبل الله جميعا و لا تفرقواْ.

لا نعلم إن كانواْ على قيد الحياة احياء يرزقون أم توفاهم الله وذالك اجل محتوم.. نتمنى أن نرى مسيرهم ونسمع أخبارهم ونأمل بلقائهم ومعانقتهم وتقر أعيننا برؤيتهم.

أملنا في الله كبير ورجائنا منه أكبر عسى أن يأتينا بهم جميعا وما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا إلى ربنا راغبون.

ومن هنا أود أن أُحي تحية عز وإجلال لهؤلاء العفيفات الصامدات المناضلات زوجات المعتقلين اللواتي ضحينا بكل شي وتحملنا كل اشكال القسوة والصعوبات من أجل تربية أبناءهم كُنَّ لهم اما وابا رحم الله من توفى منهن واطال الله في أعمار من هنَّ على قيد الحياة ويجمعهن بهم في هذه الدنيا قبل الآخرة وما ذالك على الله بعزيز.

Top
X

Right Click

No Right Click