عثمان إدريس جمع ورفاقه ٥٢ شهرا من الغياب
إعداد: إسبوع المعتقل الإريتري
السفير محمد عثمان ادريس جِمع ولد السفير (عثمان جِمع) في اواخر خمسينيات القرن الماضي بمدينة نقفة،
وتلقى تعليمه حتى الثانوي بمدينة بورتسودان، نشأ في أسرة كان لها أدوار وطنية وإسهامات في مسيرة الثورة الإريترية، وحركة تحرير إريتريا، ونشط خلال تلك الفترة ضمن التشكيلات الجماهيرية لقوات التحرير الشعبية، ثم إلتحق بالجيش الشعبي لتحرير يإريتريا في بديات العام 1979م.
عمل طوال الفترة من 1979 إلي 1991م كعضو بهيئة التدريب العسكرية، متنقلا في مختلف المواقع والمهام النضالية، وأكسبه ذلك مهارات متنوعة، وعلاقات واسعة جدا مع العسكريين من مختلف الدفعات ودرجات المسؤولية، وكانت له ولمعظم الكوادر العسكرية علاقات متميزه مع القائد الشهيد إبراهيم عافة، وهوما عرف لاحقا بتسمية (كوادر أبو خليل) عندما ركن كل من قيادات الجبهة الشعبية لتكوين مركز قوة وأقطاب يلتف حولها عدد من الكوادر النافذه، إكتسب المناضل عثمان جمع أهمية خاصة من خلال إشرافه على برنامج التثقيف السياسي للعسكريين، وعبر عضويته في تشكيلات (حزب الشعب الثوري)، في فترة شهدت الكثير من الإستقطابات الواسعة وتنامت الخلافات التي كانت تعتمل تحت السطح المتماسك ظاهريا، والتي كانت تحسم او تؤجل بشعار (مواجهة العدو الاثيوبي اولا)!.
وكانت لعثمان جِمع علاقات صداقة مع كبار العسكريين مثل الفريق/ فليبوس ولد يوهنس قائد هيئة الاركان حاليا، واللواء/ تخلاي هبتي سلاسي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، واللواء الذي رقي لرتبة الفريق بعد فاته قرزقهير عندماريام (وجو)، والعميد إيوب حليباي منسق مكتب الرئيس للشؤون الأمنية والعسكرية، والعميد أمانئيل هنجما، الذي لقى نحبه لاحقا مع اربعة قادة اخرين في حادث سير مشبوه بعد أن تردد اسمه على انه كان ضمن المخططين لعملية فورتو الجسورة، وأعلن في اثناء دفنه بمقابر الشهداء في اسمرا ان (امانئيل هنجما) كان قد عين قبيل وفاته حاكما لاقليم القاش بركة، ولم يندهش المشيعين فكلهم يوقنون ان ذلك الاعلان كان جزء من محاولة نفي الشبهات عن الحادث الذي قضى على اربعة قادة عسكريين، واصيب فيه منسق الشئون العسكرية والامنية في مكتب الرئيس اصابات بالغة لم يزل يتلقى العلاج من اّثارها، ولصرف النظر عن التساؤلات التي شخصت وقتها حول كيف إجتمع خمسة من القادة ليستغلوا سيارة تابعة لمكتب الرئيس بإقتراح من سكرتير الرئيس وقتها - يماني قبر مسقل - فقد كانت دواعي التأمين تحتم على كل منهم إستخدام سيارة منفصلة، ولما تٌركت سياراتهم وأطقم الحراسة في مصوع بينما كانت الرحلة إلى منطقة "أمهميمي"، هل هو محض حادث حركة ؟!.
بعد إستقلال اريتريا، وفي الفترة التي شهدت تكوين (قوات الدفاع الاريترية) تم تحويل عدد مقدر من القيادات العسكرية الكبيرة والوسيطة للعمل في المجال المدني، وفق حسابات خاصة، جعلت المؤسسة العسكرية شبه خالصة الولاء للرئيس الجديد للجبهة الشعبية والحكومة الاريترية !، في تلك الفترة تم سحب المناضل عثمان جمع، للعمل في إدارة أقليم الساحل الذي كان يديره المناضل المعتقل حاليا عبدالله محمود جابر.
ثم اختيار كسكرتير لبرلمان الساحل (المجلس الشعبي لاقليم الساحل) في الدورة التي ترأسها الشيخ إبراهيم معلم، وكان اختيارهم لقيادة المجلس الشعبي الاقليمي، في إطار إحتواء ازمة كادت أن تعصف بتجربة المجالس الاقليمية الحديثة وقتها، بسبب إنقسام جماهير الساحل ووقوفهم خلف اثنين من المرشحين على أسس عشائرية ومناطقية، وإعلان أحدهم عدم قبوله بنتيجة الأنتخابات من داخل قاعة المؤتمر، لذا اجبرت قيادة الأقليم على إجراء تلك المعالجة الغير ديمقراطية، بفرضها رئيس وسكرتير لبرلمان الاقليم بالتعيين، واعتمدت تلك الخطوة في إنتخابات مماثلة!.
بعيد المؤتمر الاخير للجبهة الشعبية لتحرير اريتريا والتأسيسي للحزب الحاكم والوحيد بالبلاد، عين محمد عثمان ادريس جمع كمسؤول للجبهة الشعبية (للديمقراطية والعدالة) في إقليم بركة، الذي كان يديره وقتها عبدالله جابر، ثم ابتعث ليمثل الجبهة الجديدة في المملكة العربية السعودية، وكان موقعه كسفير لاريتريا لدي دولة الإمارأت العربية المتحدة أخر تكليف رسمي له، قبل أن يجمد ويوضع في لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر ضمن مجموعة من الدبلوماسيين، لسنوات قاربت العشرة، بحجة أن اسرهم إختارت العيش في بلدان اخرى، وظل في حالة (التجميد) حسب التعبيلا الإريتري المحلي ويعني الإيقاف عن أداء الوظيفة العامة قسرا، إلى حين إعتقاله اثر عملية فورتو الباسلة، وظل حتى الان معتقلا لمدة 52 شهرا دون محاكمة، بل دون أن يعرف ذويه مكان إعتقاله.