حوار مع الأستاذ هداد خليفة محمود حمد آل ركا - الحلقة الرابعة

بقلم الإعلامي الأستاذ: كرار هيابو - ناشط سياسي إرتري وعضو البرنامج العربي في إيري سات

كرن كم بديرا ومشاريعها الخيرية: من محاسن الصدف ان تعرفتُ على الأستاذ/ هداد خليفة محمود،

المقيم في خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، كان ذلك في العام 2007م والمناسبة كانت ملتقى سنوي للجالية الإرترية المسلمة بشمال امريكا، أقيم وقتها بضاحية أورانج كاونت، لوس أنجلوس، جئتُ وعائلتي من مدينة لاس فيجاس بولاية نيفادا، وكنتُ حديث العهد بأمريكا، وجاء الأستاذ هداد من مدينة سان فرانسيسكو.

عقب إنفضاض أعمال الملتقى، كنتُ أقف متلفا يمنى ويسرا في محاولة مني لتلمس الطريق للتوجه إلى مدينة أخرى في ذات الولاية لكنها بعيدة عن مكان الملتقى.

كان الأستاذ هداد يقف على بعد أمتار ومعه مجموعة، عرفتُ فيما بعد انهم أبناء كرن، ثم تعرفتُ على واحد منهم فيما بعد أيضا، هو الدكتور المحترم جدا صلاح نور.

تقدم الأستاذ هداد نحوي مستفسرا بهمس، كعادة الكرنين، عندما تكون في الموقع سيدة، بغض النظر عن كونها زوجة، أم أو اخت، ويُعَدُ هذا تقديرا للمرأة، وحفظا لكرامتها، كما هو أيضا حفظ لكرامة الرجل ومكانته السامية وسط عائلته.

أجبته بنيتي لزيارة أسرة فاضلة أعرفها منذ زمن بعيد، ولابد من زيارتها لطالما وصلتُ الولاية، ومن محاسن الصدف ان الأستاذ 'طلع' من أصدقاء هذه الاسرة، وعلى الفور أخبرني ان أصعد وعيالي على سيارته، وفعلنا بعد أن جرى حديث بيننا أبديتُ فيه عن عدم وجوب الذهاب معنا خاصة وان معه أصحاب ربما لهم برنامج قد 'يطرشق' بسببنا، لكنه قدم اعتذارا لاصحابه وهم بدورهم تفهموا، وودعوه ملوحين أيديهم، وكعادة الكرنيين أيضا لم تتوجه تلك التلويحات نحونا لكوننا غريبين.

كان مشوارا طويلا، والطرق متعرجة لكنها ليست كطريق 'لبي تبجراي' المعروف في أرتريا والواقع بين 'عيلا برعد' و'عد تكليزان' أي الفاصل بين اقليمي سنحيت وحماسين بحسابنا زمان، واقليم عنسبا بحساب الهقدفيون الآن.

بعدها جاءت مناسبات كثيرة جمعتنا أنا والاستاذ، كان جلها دعما للمعارضة، كان من ضمنها دعم لجنة تحضيرية لمؤتمر قوى المعارضة المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، تلك المظلة التي تهاوت فيما بعد على رؤوس تنظيماتها، خاصة بعد حرب التيجراي وتشليعها بين التبجراي ونظام أسمرا ومحايدين لم يتم التحقق من حيادهم.

اللجنة التحضيرية أنهكت جيوب الغلابة في شمال أمريكا لشهور هي فترة التحضير للمؤتمر على أن يقام خارج إثيوبيا وبالفعل تم ذلك في دولة السويد، وحال المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي الآن تغني عن السؤال، حال اليأباني، على قول أهلنا السودانيين. فلوسنا راحت سدا 'فري طامانا آي رخبنان' كما يقول الناس في عيلا برعد.

وقبل ان انتقل بكم إلى موضوع المقال، وهو مشروع خيري أقامه ثلة خيرة ونيرة من أبناء مدينة كرن، دعوني أقول لكم بأنني، للاسف، لستُ من أبناء هذه المدينة العريقة، المناضلة الصامدة، ولستُ ببعيد عنها، فهي سوقنا الكبير وبها نستشفي، وفيها نتحاكم، وكحال القرويون في اقليم سنحيت، لم نكن لنجد الوقت الذي نقضيه في المدن، ومن وجده فيخاف ان يتهمه أهل القرى بالتسكع في المدن هربا من القيام بالاعباء اليومية التي تنتظم حياة القروي.

في العام 1997م زرتُ هذه المدينة، وجلستُ بها نصف شهر، كنتُ اذهب إلى قريتي وبقية القرى للسلام على المعارف ثم أعود ادراجي ان اردتُ ذلك، او اقضي ليل أو حتى نصفه لاعود ادراجي الى المدينة.

هذه الفترة القصيرة كانت رائعة، قضيتها بين صديقين عزيزين كنت التقيهما كل على حدا، حتى غادرت المدينة الجميلة، الساحرة.

الصديق العزيز الدبلوماسي بشير إدريس نور، وكان وقتها يرأس قطاع الشباب بالاقليم، وكان يتميز بنشاط وحيوية يشهد له شباب الإقليم وقتها، وكان عونا للضيف والغريب، وتحضرني هنا ان شبابا من نشطاء العمل الإسلامي وقتها ممن يأتون من السودان يحرصون على المرور بالقرب من فندق 'الغراندهوتيل' أو يدخلون في بهوه بغرض التمويه وتوجيه إشارة للمخبرين بأنهم من ضيوف هذا الشاب الذي كان ذائع الأخي، فتتجاهلهم الاعين، ويسلمون، ويصادف أحيانا ان زائرا من هؤلاء يقع تحت بريق أعين المخبرين وهو في القرية، فيهرع إلى بهو فندق غراندهوتيل ويسأل السكرتيرة فيما بإمكانه لقاء السيد بشير لانه يحمل رسالة من أخيه، ثم يضيع وسط زحام الشباب داخل الفندق.

لم أشاهد هذه المواقف، لكن حكاها كثير من الاصحاب في المهجر، وكانوا يعبرون عن عميق امتنانهم لبشير إدريس نور، بل طلب مني بعضهم ان انقل له تشكرات بلا حدود لانه كان ظهرهم الحامي لسطوة النظام، وسندهم وهو لا يدري، كما انهم لم يدروا إني كنت افعل الأمر نفسه حتى اتحاشى الوقوع بين يدي ذات الجهات التي كانت تتصيد من هم خارج دائرة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا أو الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة.

ربما يُحسَب هذا إستغلال من البعض وهو سئ بالطبع لأن قد يأتي صاحب مآرب أخرى وينتفع من ذلك الوضع وهي ثغرة كبيرة كان الله لطيفا بالشاب بشير حيث تمت ترقيته في العمل ونقله إلى أسمرا ليكون داخل المكتب التنفيذي لنفس القطاع الشبابي، وهنا توسعت دائرة نفوذه وكان دائم الحضور في الاعلام المسموع من خلال تصريحاته أيام تنفيذ برامج الاعمار والإنتاج التي نفذها قطاع الشباب، ثم أخذه السلم الوظيفي إلى السلك الدبلوماسي حيث انتقل إلى أستراليا كقنصل عام بقي فيها لعقد من الزمن.

صديقي الاخر هو الشاب الطموع الفنان الكبير الراقي والمحبوب صاحب النكتة والطرافة، سليط اللسان في ذات الوقت، يوسف حامد أبو شنب 'أفعبتجي'، ومعروف عنه انه ابيض القلب، نقي الصريرة، عفيف اليد.

تجولنا حول المدينة لأيام لم نفترق إلا حين كنتُ اذهب إلى القرية، وخلال تجولنا لم يكن ليسمح لي العزيز يوسف بدفع قيمة وجبة اكلناها في المطاعم أو قهوة أو مرطبات، كنا نجلس في متنزه الساحل وعنسبا وغيره. ليوسف قدرة فوق الخيال لتصوير الأشياء وحبكها، وهو قدير جدا في هجو الناس، ويعرف أدبيات المدح المتعارف عليها في البلد، وكنت أحسده انه يجيد كل هذا وهو في مقتبل العمر.

حرصتُ على لقاء الصديق يوسف حينما جاء إلى أمريكا غناي مع فرقة تجولت في أوروبا وامريكا، اصطحبته إلى داري لتناول العشاء والقهوة، ولرد الجميل مما جاد به لي في أم المدائن، كرن، وأثناء مغادرته وقف مخاطبا زوجتي والابناء حيث حثهم على الاجتهاد والعمل الجاد من أجل منعي أو ايقافي في الاستمرار مع المعارضة، لا اخفي عليكم انه كال كما هائلا من الشتائم والسب للمعارضة واقطابها وقال لي ابلغ هؤلاء الموتى بما قلت لو كانوا يسمعون، ثم انصرف.

متع الله الدبلوماسي الأستاذ بشير إدريس نور وهو في منفاه باوستراليا، وكذلك الفنان الكبير يوسف أفعبتجي وهو يحتفل هذه الايام بنصر نظامه على نظام التيجراي في إثيوبيا.

الحديث هنا هو عن مدينة كرن، والحديث هو أيضا للاستاذ هداد، عبر فضائية إيري سات المستقلة، تحدث عن هذه المدينة في حلقات ثلاث وهذه الرابعة، وهي عن مشروع 'كرن كمبديرا' قام بتأسيسه نفر كرام من أبناء المدينة بالمهجر،ولأن الغنا في خسم سيدو حلو كما يقول أهل السودان، فسوف أقدم لكم فيما يلي مضابط الحوار بث بداية على الفضائية ثم تم تحميله على اليوتيوب لنفس القناة، واليكم هنا نصه:-

مقدمة:

نلتقي مجدداً في الحلقة الرابعة في برنامج كيف الحال في قناة اريسات الفضائية المستقلة ونحن سعداء أن نلتقي بك الأستاذ هداد خليفة محمود حمد آل ركا، أحييك وكيف حالك.

جواب: أنا بخير والحمد لله وأحييك أخي كرار وأحيي الأخوة الكرام المشاهدين والمتواصلين.

سؤال: نحن الآن في موسم شتاء قوي يضرب شمال أمريكا حيث تتساقط الثلوج والناس تقريباً محجوزة في بيوتها، وأظن منطقتكم لا يوجد فيها ثلوج ولكن اعتقد باردة أليس كذلك.

جواب: نعم منطقتنا الحمد لله خالية من الثلوج ولكن يوجد فيها برد صحراوي والشمس ساطعة والناس تذهب إلى أعمالها بدون مشقة تذكر.

سؤال: أخي الكريم طبعاً سبق أن إلتقينا في حلقات ثلاثة وهذه هي الحلقة الرابعة وتحدثنا فيما مضى عن مدينة كرن وذكرنا أنها في تكوينها بمواصفات دولة وذلك لتعدد الثقافات والأعراق فيها ويوجد في تركيبة سكانها الأفارقة والعرب والأوروبيون والأمريكان ونستطيع أن نقول جميع الأجناس موجودة في كرن وبالذات في فترة الستينات من القرن الماضي وأنت عاصرتها وشاهد عليها، وسكان كرن معروفين بالنكات الظريفة فما رأيك لو نبدأ حلقتنا هذه بذكر شيء من النكات التي يتداولها أهل كرن؟

جواب:

كما تفضلت أهل كرن لهم نكات كثيرة وطريفة ويحضرني الآن شيء منها كان يوجد في كرن توأمان أخوين أحدهما اسمه "بيطروس والثاني منقست آب" وهما كانا مشهورين بالسرقة "النشل" ووالدهما عمنا "بلاتا قرازقهير" فإذا سرق أحدهما وتم سجنه فيأتي الثاني بحيلة ويدخل مكان أخيه ويخرج أخيه وذلك نظراً للشبه الشديد بينهما ولا يستطيع أحد أن يميز أحدهما عن الآخر. وأذكر هنا نساء يُسَمَين بالتقرايت "فاتيات" فعندما يسجن أو يطلق سراح هؤلاء النشالين يغنين أغنية باللغة التقرنية ومعناها " إذا سُجن التيمان يقولون افعلوا ما شئتم البلد آمن، واذا تم اطلاق سراحهم من السجن يقولون محذرين منهم أحرسوا بيوتكم".

وأذكر نكتة ثانية وهي عن عمنا "فريزقي" وهذا الرجل أبناءه أصدقائي في مدينة كرن وأحد أبنائه اسمه "هيلي" وهو مناضل وموجود الآن في ألمانيا ومن هنا أحييه. فكانت يد عمنا "فريزقي" اليمنى مقطوعة "ومستر هيو داوني " عندما يقابله يسلم عليه بيده اليسرى كأنه يقابل اليد اليسرى باليد اليسرى ويقصد من هذا التصرف الطرافة والمزاح وأنا عندما أشاهد هذا المشهد أضحك من تصرف " مستر هيو داوني".

سؤال: الأستاذ هداد بعد أن خرجت من كرن وذهبت إلى الخليج ثم إلى أوروبا وأمريكا هل جاء إليك إحساس بأنك وجدت جو مماثل لأجواء كرن في المدن والمناطق التي زرتها، بمعنى تذكرك بكرن؟

جواب: كلا لا توجد مدينة أو منطقة مما زرتها تذكرني بأجواء كرن لأن كرن لا مثيل لها وهي دائماً في البال والذاكرة.

سؤال: المجتمع الكرني هو مجتمع متعدد الثقافات ومن الأشياء الملفتة في دول المهجر أبناء كرن أنشأتم مشروع إنساني يقدم خدمة للمجتمع الكرني والإرتري باسم "كرن كم بديرا" فما المقصود بعبارة " كرن كم بديرا" برأيك؟

جواب: المقصود بهذه العبارة وهي تعني "كرن سابقاً" أو أيام زمان وتأسس هذا المشروع في عام 2016م، والبداية كانت عبارة عن لقاءات خاصة لأبناء كرن عبر الواتس آب، في شكل مجموعة ونسه وسوالف ونكات وتعليقات بينهم.

سؤال: كيف جاءت فكرة مشروع "كرن كم بديرا" الكبير؟

جواب: فكرة المشروع بدأت في عام 2022م حيث قامت مجموعة من الإرتريين بشراء أرض لتكون مقبرة للأموات من ابناء الجالية الارترية في القاهرة وأعضاء "كرن كم بديرا" ساهموا عينياً في هذا المشروع الهام حسب امكانياتهم المتاحة، وأيضاً دعموا مشروع آخر انساني حيث حضرت إلى القاهرة طفلة ارترية صغيرة من السودان وعمرها تقريباً أربعة سنوات للعلاج حيث كانت مصابة في إحدى عينيها، فشارك أعضاء "كرن كم بديرا" في علاجها وسكنها ومصروفاتها ومرافقيها، والحمد لله تم علاجها بتركيب عين صناعية لها ثم رجعت للسودان، وهذه كانت أول أو بدايات المساهمات لأعضاء قروب "كرن كم بديرا" للمحتاجين من أبناء الجالية الارترية، ثم جاءت فكرة مساعدة الطلاب المحتاجين الذين يأتون إلى القاهرة لتلقي التعليم بجميع مستوياته، والحمد لله في هذا المجال تم دعم أكثر من خمسين طالب.

سؤال: من يدعم مشروع "كرن كم بديرا"؟

جواب: هذا المشروع يدعمه بعض أعضاء قروب "كرن كم بديرا" وعددهم قليل ومحدود والدعم يأتي عن طريق الاشتراك الشهري وقدره 10 دولار أمريكي، وهنالك أيضاً مساهمات ودعم خارج الاشتراك الشهري لمن يريد من المقتدرين، كما يوجد أفراد آخرين خارج القروب يدعمون هذا المشروع. ولا يفوتني هنا أن أشكر أبناء كرن من الحضارم وأصلهم حضارم طبعاً ولكنهم من بطن مدينة كرن وهم ملتزمين وداعمين لهذا المشروع مادياً ومعنوياً جزاهم الله خيراً.

سؤال: الأعضاء في قروب "كرن كم بديرا" هل هم في أمريكا فقط أم في أماكن مختلفة من العالم؟

جواب: أعضاء "كرن كم بديرا" متواجدين في عدة دول مثل أمريكا وكندا وأوروبا والسويد وأستراليا والسعودية في مدينة جدة.

سؤال: كم قيمة الاشتراك في هذا المشروع للأعضاء؟

جواب: يدفع الأعضاء اشتراكات شهرية وقيمتها تختلف حسب كل دولة مثلاً العضو في أمريكا والسويد وأستراليا وكندا يدفع 10 دولارات، وفي السعودية 10 ريالات والسودان 10 جنيهات وفي القاهرة 10 جنيهات.

ويوجد في كل بلد مندوب لتحصيل المبالغ المذكورة، وأسماء المناديب كالآتي:-

• في أمريكا شخصي هداد خليفة محمود، والأخت سميرة عثمان،
في كندا الأخ عبده صالح،
في بريطانيا الأخ سعيد آدم رباط،
في استراليا الأخ طاهر عثمان لجاج،
في القاهرة الأخ هيابو إبراهيم موداي، والشيخ أحمد إبراهيم،
في السعودية الأخ عثمان أحمد ميه والأخ عثمان ادريس محمد والأخ محمد نور سعيد،
وهؤلاء أعضاء في اللجنة التنفيذية.

سؤال: ما هي المشروعات القائمة الآن أمامكم وذات الأولوية؟

جواب: تركيزنا الآن كله منصب نحو الطلاب والحمد لله وفقنا في هذا المجال حتى عام 2023م.

سؤال: مصر معروفة بأن الناس يقصدوها للعلاج وأنتم مركزين على الطلاب فهل هذا الجانب العلاجي من ضمن اهتماماتكم؟

جواب: إمكانياتنا المادية في الوقت الحالي لا تسمح لنا بالتوسع في هذا الجانب وكما أسلفت لك في حديثي سابقاً الحالة الوحيدة التي قمنا بعلاجها هي البنت الارترية التي جاءت من السودان. وإن شاء الله إذا تحسنت الأمور المالية لا مانع لدينا من العمل في هذا المشروع الإنساني، والجدير بالذكر أن خدماتنا ومساعداتنا لأبناء الجالية الارترية ليست محصورة على أبناء كرن فقط بل تقدم لكل أبناء ارتريا حسب المتاح من الإمكانيات المادية.

وأنوه أننا نقبل الدعم من جميع الجهات الارترية وغيرها، وأبشرك قد تم افتتاح مقهى في القاهرة ليكود أحد روافد دعمنا وإن كان دخل المقهى حتى الآن ليس فيه أرباح تذكر وأيضاً لا توجد خسائر، وبدأنا هذا المشروع في نهاية عام 2022م ولا زال المشروع في بداية المشوار وإن شاء الله نأمل أن يكون هذا المشروع الاستثماري ناجح ويدعم مشاريعنا مستقبلاً فضلاً عن ذلك المقهى يعتبر ملتقى لأبناء كرن بل لكل الإرتريين.

سؤال: ما هي أفكاركم التوسعية لمشروع " كرن كم بديرا" سواء كان للمقهى أو الجمعية؟

جواب: كما أسلفت لك نحن نبذل قصارى جهدنا لتطوير المقهى حتى يغطى كافة المطالب من الاحتياجات الضرورية سواء كان بشكل علاج للمرضى أو دعم للطلاب وغيرهم ولكن الإمكانيات محدودة وشحيحة وهي تحول بيننا وبين ما نريد تحقيقه من الآمال والطموح ومتى سنحت الفرص لن نتردد في دعم الجميع.

سؤال: مصر يوجد فيها ارتريين لهم مشروعات ناجحة وجمعيات خيرية ومناشط ثقافية وتجارية وهل بينكم تنسيق وعمل مشترك وهل يقدمون لكم دعم وهل تستفيدون منهم أم ماذا؟

جواب: حتى الآن لا يوجد بيننا أي تنسيق على المستوى المطلوب ولكن سبق أن دعمنا معهم مشروع المقبرة لأموات الارتريين ونحن نعلم أن لهم مشاريع كثيرة مثل العقارات وأسواق تجارية، ونأمل في قادم الأيام أن نتواصل ونتعاون معاً لأن أهدافنا مشتركة، وسوف نعزز التواصل معهم. ومن خلال هذا المنبر نناشد الجميع من أبناء ارتريا وخاصة أبناء" كرن كم بديرا". تقديم الدعم لهذه المشاريع المباركة.

سؤال: من يريد أن يدعمكم كيف يتم ذلك وما هي الوسائل هل لديكم موقع في الانترنت؟

على فكرة أنا سبق لي أن زرت مقهى "كرن كم بديرا" في القاهرة وفعلاً مقهى جميل ويعتبر ملتقى لأبناء كرن وإلتقيت فيه مع بعض أصحابي من زملاء الدراسة، وقد طال الزمان بيننا ولم نلتق وهم جاءوا من استراليا وأوروبا وقضينا أمسيات جميلة في هذا المقهى وفعلاً تحس أنه ملتقى "للكرنيين" بل لجميع الارتريين، ويا ليت يتم التواصل مع أصحاب الأعمال التجارية مثل المطاعم والمقاهي والمتاجر حتى تستفيدوا منهم في الدعم المادي لمشاريعكم المستقبلية وايضاً الاستفادة من الروابط الثقافية ومصر مشهود لها بكثير من الأنشطة في هذا المجال ومشروعكم الآن أصبح على أرض الواقع بعد أن كان على، تطبيق الوتس آب، وبدأ يقدم الدعم للطلاب والعلاج للمرضى وهذا تقدم وتطور جيد بحد ذاته؟

جواب: بالنظر إلى طرق تواصلنا مع الآخرين ليس لدينا أي وسيلة سوى التواصل عبر الواتس آب، أو عن طريق المناديب حسب أماكن تواجدهم في الدول ونأمل أن يتم التواصل مع كثير من الجهات الأخرى مستقبلاً، لللاستفاد من دعمهم، أما حالياً فدعمنا محدود ومحصور على الأعضاء فقط، ومنها هذا المقهى والأمور مع الوقت تتحسن إن شاء الله ونحن نسير بنظام خطوة خطوة ثم ننطلق بإذن الله إلى الأفضل.

سؤال: عليكم الآن عبء مالي كبير وطموحاتكم كبيرة وتحتاجون إلى مخاطبة الناس لدعمكم أليس كذلك؟

جواب: فعلاً محتاجين للدعم وخاطبنا عدة جهات ولكن الاستجابة ليست قوية بل شحيحة ونحن الآن نعمل في حدود المتاح من إمكانياتنا، والعمل يحتاج فيما بعد إلى زيارات لبعض الدول ومخاطبة أبناء كرن وغيرهم من الارتريين المقيمين فيها مثل أمريكا وغيرها لشرح الاحتياجات وطلب الدعم.

سؤال: من خلال اللقاءات السابقة التي عملناها معك تحس أن المجتمع الكرني مجتمع مترابط ومتفاهم ومتواصل ويساعد بعضهم البعض، طيب لماذا الآن بعد ما تم تأسيس عمل منظم وإنساني التواصل ضعيف ما هي الأسباب يا ترى؟

جواب: لا شك أبناء كرن كريمين ولكن الوضع يحتاج إلى تواصل مستمر وجدية في العمل، وقد يكون لبعض الناس تجارب سابقة بمعنى ساهم في مشاريع ولم يرى نتائج ملموسة فينعكس هذا سلباً في نفوس الناس وبالتالي يتحفظ البعض حتى يرى ثمرة المشروع والنتائج وبعدها ينطلق في الدعم والمساهمات ونحن حتى الآن حققنا والحمد لله نجاحاً في المشروع الأول وهو دعم الطلاب وباقي المشاريع نسعى في تحقيقها وتأتي تباعاً إن شاء الله.

سؤال: من خلال اللقاءات السابقة عرفنا أن مجتمع كرن مجتمع متعدد الثقافات والديانات والأعراق واللغات وهل هذا المجتمع المتنوع الذي حدثتنا عنه موجود معكم في هذه الجمعية كداعمين ومشاركين ماذا تقول عنهم بمعنى متفاعلين معكم في مسيرتكم الإنسانية هذه؟.

جواب: حتى هذه اللحظة عدد كبير من أبناء كرن مؤيدين لأفكارنا ومنهم من يدعمنا معنوياً أما مادياً الأمر يحتاج إلى وقت ومتابعة وإن شاء الله نتوقع أن تتحسن الأمور إلى الأفضل لاحقاً.

سؤال: أشرنا من قبل في سؤال لنا يوجد في مصر نشاط تجاري وثقافي لبعض الإرتريين هل في الحقيقة يوجد مثل هذه الأنشطة وتتواصلون معهم أم هي مجرد أخبار نقرأها في الانترنت وخلافه.

جواب: نعم توجد أنشطة ومشاريع خاصة لبعض الارتريين ولكن ليسوا كلهم من أبناء كرن وبالتالي العلاقات ليس كما ينبغي.

سؤال: في مصر توجد نساء ناشطات إرتريات خاصة في الأعمال الخيرية هل تذكر لنا بعض الأسماء؟

جواب: لا شك يوجد بعض من الإرتريين لهم نشاط وتفاعل خاصة في مشاريع خيرية، ويحضرني من أسماء الأخوات الأخت/ فاطمة سليمان ومن هنا أحييها، ولها أنشطة خيرية متعددة ومنها تعليم النساء القادمات من السعودية والسودان إلى مصر الأعمال اليدوية والفنية مثل الخياطة وغيرها، وكما سبق أن أعطوها جناح في الجامعة الأمريكية في القاهرة لتعرض فيه منتجاتها التراثية والفنية، وأيضاً تم منحها جائزة من معرض مكتبة عواتي في القاهرة ولمن يريد الاطلاع على أعمال وأنشطة الأخت يدخل في الفيسبوك باسم فاطمة سليمان، وهذه الأخت في الحقيقة تستحق الدعم والإشادة ونسأل الله لها التوفيق والسداد.

سؤال: سمعت أن هنالك أخت أخرى اسمها خديجة كيكيا تعمل في نفس مجال الأخت السابقة فاطمة سليمان هل تعرفها أو سمعت عنها؟

جواب: لم اسمع بها ولكن كثير هن من يعملن في هذا المجال ولكن الأسماء لا تحضرني ولا يسعنا إلا أن نتمنى لهن التوفيق والسداد.

سؤال: يوجد من أبناء كرن في استراليا وكندا والولايات المتحدة والقاهرة ولهم أعمال تجارية واستثمارية هل تواصلتم معهم للاستفادة منهم في دعمكم؟

جواب: في الحقيقة المناديب يبذلون جهوداً كبيرة حسب مناطقهم المذكورة ومنهم مندوب استراليا ويبذل قصارى جهده للتواصل مع الأخوة في استراليا، وفي كندا وأمريكا أيضاً الجهود تبذل على قدم وساق والجميع يبشر بالخير ولكن حتى الآن الدعم محدود وهو محصور في فئة قليلة. ونأمل في المستقبل مزيد من الدعم والتواصل ومع الصبر والإجتهاد تتحقق الأماني.

سؤال: من خلال الحلقات الثلاثة التي سبق أن أجريناها معك هل اتصل عليك بعض القراء أو الأعضاء سواء أن كانوا ناقدين أو مذكرين لك بأشياء نسيتها أو سقطت منك سهواً أثناء حديثك في الحلقات السابقة، وتواصلوا معك وتذاكرتم فيها أيام زمان ودردشتم مع بعض حول محاور اللقاءات؟

جواب: نعم كانت هنالك تعليقات من بعض الأخوة ومعظمها تقريباً كانت عبارة عن ارتياح للمعلومات وإشادات والحث على الاستمرار في الحديث عن كرن وذكرياتها، وأيضاً البعض من الأخوة أفادوني بمعلومات حدثت بعد خروجي من كرن، وهي تتعلق "بمستر هيو داوني" وهذا كان بعد التحرير في التسعينات من القرن الماضي، وذكر الرواية صديق لي جاء من كندا إلى كرن لزيارة أهله، وقابل صديق له جاء من السعودية في نفس الفترة فقدم له صديقه الذي جاء من السعودية دعوة لحضور اجتماع هام سيعقد نفس اليوم الذي قابله فيه، ولكن صديقي هذا اعتذر له بأن ليس لديه وقت لحضور اجتماعات وهو مشغول، ولكن ألح عليه وقال لازم تحضر وهو اجتماع هام ولابد من الحضور ثم سأله بخصوص ماذا هو الاجتماع ومن سيحضره طبعاً هذا السؤال كان من باب الاستطلاع ومعرفة المشاركين فيه.. فقال له ألا تدري من سيحضره إنه أسياس أفورقي رئيس الحكومة ثم وافق صديقي على الحضور من باب الفضول وقال لم أر أسياس في حياتي عن قرب لعل تكون فرصة لمشاهدته عن قرب فذهبوا إلى مكان الحفل سوياً ثم جاء بعد قليل أسياس برفقة محمود شريفو ودخلوا قاعة الاجتماع وجلسوا في المنصة ثم جاء "مستر هيو داوني" ودخل القاعة وهنا عندما شاهد الحضور هذا الرجل دوت القاعة بالتصفيق لأنهم يعرفونه أيام الاستعمار ويعرفون خدماته التي قدمها لأهل كرن وضواحيها وصفق معهم محمود شريفو ثم اتيحت فرصة الحديث "لمستر هيو داوني" فقال أولاً معرفاً باسمه وقال أنا اسمي "مستر هيو داوني" ولست غريباً على هذه المدينة وأنا اعتبر نفسي من كرن ولي فيها تاريخ وأثناء حديثه عرج إلى مشاريعه وقال أنا أعمل في مشاريع خيرية وتجارية ولدي كثير من المشاريع في بعض الدول الأفريقية وقال سوف أساهم في تنمية وتعمير مدينة كرن وهنا صفق الحضور مرة ثانية ومعهم شريفو ولكن هذا الحديث لم يعجب أسياس وتغير وجهه ونبرته وعندما شاهد شريفو هذا الموقف توقف عن التصفيق وفهم الرسالة وضرب اسياس المنصة بيده و قال هذا الرجل الأبيض الذي بيننا لا يشوش عليكم ولا تقبلوه مما يعني رفضه "لمستر هو داوني" وخدماته وبعد اللقاء خرج " مستر هيو داوني" من مقر الاجتماع وسافر إلى من حيث أتى. مستغرباً من تصرف رئيس الحكومة الارترية.

سؤال: بالطبع كل التعليقات التي كتبت عن الحلقات الماضية قرأناها ولكن هل هنالك تعليقات لم تكتب وقد يكونوا اتصلوا عليك أصحابها مباشرة وهل تستطيع أن تذكرها لنا؟

جواب: كل التعليقات التي تمت عن طريق الاتصال كانوا أصحابها مبسوطين ويشيدون باللقاءات وطلبوا مني الاستمرار أما الانتقادات لم تكن هنالك أي انتقادات تذكر سوى حالة واحدة ومن أخ وصديق ويبدو أن وجهة نظره لم تكن صحيحة وتم توجيهه وتصحيح المعلومات التي كانت عنده.

سؤال: الأستاذ هداد وفي مسك الختام أشكر لك جميل حضورك هل لديك أي معلومات تحب تضيفها في هذا اللقاء؟

جواب: ليس لدي إضافة ولكن أشكر قناة إريسات الفضائية المستقلة على كريم الاستضافة وأخص بالشكر شخصك الكريم على حسن الحوار والتنظيم وأشكر من هم خلف الكواليس من الفنيين والمخرجين، وأيضاً أشكر المتابعين والمشاهدين والمستمعين كافة.

ولدي توصية: وهي أنا ذكرت شيء من تاريخ كرن وضواحيها للفترة من بداية الخمسيات وحتى نهاية الستينات من القرن الماضي، وإذا كانت هنالك أي معلومات لم أذكرها أتمنى من الأخوة الذين عاصروا هذه الفترة من جيلي أن يذكروها حتى تكتمل المعلومات.
وأطلب من الجيل الذي أتى بعد جيلنا والتي تبدأ فترتهم من السبعينات وحتى اليوم لكي يدلوا بشهاداتهم بما لديهم من معلومات عن كرن وضواحيها لأجل إكمالها وتوثيقها.

نحن نرحب بكل الأخوة والأخوات الذين يريدون أن يناقشوا هذه المعلومات من خلال الاتصال بك عبر قروب "كرن كم بديرا" أو من خلال تطبيقات الشبكة العنكبوتية وأنت معروف للجميع وقد أدليت بشهادتك وقلت ما لديك في الفترة التي عاصرته، وما شاء الله ذاكرتك متقدة وحاضرة ونشكرك على هذه المعلومات، وإذا أي شخص يريد أي يضيف شيء من المعلومات عنده فهو محل ترحيب عندنا.

الأستاذ هداد أشكرك مرة ثانية وقد امتعتنا من خلال اللقاءات الثلاث الماضية وهذا اللقاء الرابع عن كرن ونتمنى أن يستمر التواصل بيننا لتقديم المزيد من المعلومات عن كرن وغيرها.

كما أشكر السادة المشاهدين الكرام على أمل أن نلتقى في أوقات سعيدة.

Top
X

Right Click

No Right Click