مقابلة اذاعية مع نائب رئيس حزب النهضة الارتري الاستاذ محمد صالح حقوس
لقاء أجرته: اذاعة صوت حزب النهضة الارتري
• للمعارضة الارترية: علينا ان نؤمن بأن ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا وعلينا ان نستفيد من تجربتنا العمل الفعال لن يتأتى سوى
من الداخل.
• من دواعي التعجب فعلا هو تجاوز عملية السلام للب المشكلة التي تتمثل في ترسيم الحدود.
• نظل متمسكين بالمجلس الوطني الارتري كمظلة يجب الحفاظ عليها لأنه جاء للوجود عبر جهود ومعاناة.
س) الاخ محمد صالح نائب رئيس الحزب القيادة المركزية عقدت اجتماعها الدوري الثالث وكذلك المكتب التنفيذي اجتماعه الدوري الخامس - وهناك جملة من القرارات والتوصيات في شان الوضع الداخلي للحزب وكذلك في الشؤون الارترية والمنطقة عامة صادرة عن القيادة المركزية بناء على تقييمات لهذه الاوضاع حدثونا عن اهم هذه التقييمات والقرارات والتوصيات العملية التي نتوقع لها ان شاء الله ان تشهدها الساحة على المستويين الداخلي للحزب والساحة الارترية عموما ؟
في البداية اتوجه بخالص الشكر لصوت حزب النهضة الارتري وخاصة القسم العربي لما يبذل من جهد مقدر من اجل ايصال رسالة الحزب ومعاناة الشعب واحوال الوطن المنكوب للجمهور الارتري بالداخل والمهجر كما اقدم شكري لعقد هذا اللقاء بغرض تسليط الضوء على اجتماع القيادة المركزية للحزب والمكتب التنفيذي ايضا فيما يتعلق باجتماع القيادة المركزية في دورته الثالثة كان اجتماعا موفقا ومن اهم ما يميزه حضور اغلب العضوية وكلهم كانوا في مستوى التحدي وعكسوا ما يتحلون به من تقديرهم للمسئولية الملقاة على عاتقهم وتبعا لذلك جرت النقاشات لكل الاجندة التي طرحت على طاولة النقاش بشفافية تامة.
فعلى المستوى الداخلي للحزب تمت النقاشات بغرض الوصول للهدف المنشود وهو ان يكون الحزب في مستوى متقدم من التحضير للمرحلة المقبلة وتأهيله بإمكانات مادية وبشرية ومستوى عال من الوعي المتقدم في السياسة والنواحي التنظيمية التي تجعل من العضو بالحزب متفاعلا ويقوم بالمهام المنوط بها على أكمل وجه وفي هذا الصدد اتخذت جملة من القرارات تركزت حول على بناء العضو وتأهيله من خلال اقامة كورسات التدريب وتأهيل الكوادر بحيث يوفر للحزب كفاءات مؤهلة ومعدة اعدادا جيدا يمكنها من تحمل اعباء المسئولية في المستقبل وبالتالي نحقق التناوب والتبادل على مواقع القيادة بالحزب.
ومما اخذت حظا وافرا من القرارات فيما يتعلق العمل بداخل إريتريا وذلك من خلال خلق مزيد من قنوات التواصل بما يمكن من ان يمضي العمل بالداخل كما هو مخطط له يرتكز على ايمان بان العمل الفعال لن يأتي سوى من الداخل، وعلى الجانب المالي اتخذت جملة من القرارات تساعد الحزب في تعدد مصادر الدخل التي في النهاية من شانها تنفيذ كافة برامج الحزب الطموحة في يسر وسهولة وخاصة الجانب الاعلامي الذي حظي باهتمام بالغ وذلك بالنظر الى اهميته القصوى في التصدي للأكاذيب والتضليل الممنهج الذي يمارسه النظام عبر كافة الوسائط وبالتالي نتمكن من خلاله التأثير على الراي العام الإرتري وفتح افاق من التفاؤل امامه ليقبل على الاهتمام بشان بلاده ويشمر ساعده بحثا عن التغيير.
وعلى الجانب الخارجي اتخذت القيادة المركزية جملة من القرارات تتعلق بتقوية اواصر العلائق بين الحزب والتنظيمات الأريتيرية وكذلك دول الجوار والاحزاب السياسية بالمنطقة وتنشيط العمل الدبلوماسي الذي من خلاله يتمكن الحزب من ايصال معاناة شعبنا الى المنظمات الحقوقية والهيئات والدول من اجل مطالبتها بان تقف الى جانب شعبنا وخاصة في رعاية اللاجئين ولفت الانظار الى السجون في ارتريا التي يقبع فيها عشرات الالاف من السجناء ليس لهم ذنب الا التهم الباطلة.
س) منذ توقيع اتفاقية السلام بين ارتريا واثيوبيا حدثت تطورات اقليمية وعالمية خدمت النظام الارتري والذي كان يتوقع سقوطه في اية لحظة ولكن الان اصبح في وضع جعله من اللاعبين الاساسين في المنطقة هل في تقديركم أي اتفاقية وما يصاحبها من تطورات بعيدة عن مصالح الشعوب يكتب لها النجاح ؟ وهل في ظل هذه التطورات تستطيع المعارضة الإرتيرية ان تجد لها مكانا ضمن هذه التطورات وكيف السبيل على تحقيق ذلك ؟
بالإشارة الى عملية السلام التي تتم بين ارتريا واثيوبيا يمكن القول بانها جاءت كنتاج لتطورات اقليمية ودولية وبالذات اللاعبين الكبار وتركيز اهتمامهم حول منطقة القرن الافريقي والتي جاءت كدورها لتكون محل اهتمام امام المتنافسين وبالتالي راينا كيف ان الامور مضت سراعا بما يؤكد بان الموضوع كان يطبخ على نار هادئة حتى تمت تهيئة الطرفين للقبول عبر سيناريوهات متفق عليها مسبقا.
وفي تقييمنا حتى ولو من حيث المبدئ اكدنا ضرورة التطبيع والسلام للشعبين والبلدين وضرورة السلام والاستقرار لعملية البناء والتعمير لكلا البلدين الا ان ما استوقف القيادة المركزية هو سير عملية السلام التي يكتنفها الغموض الكامل بحيث لا تتوفر بنودها بالتفصيل حتى يمكن تقييمها تقييما صحيحا وان من دواعي التعجب فعلا هو تجاوز عملية السلام للب المشكلة التي تتمثل في ترسيم الحدود دون ان تأخذ أي اهتماما بل نعتها انها ليست ذات اهمية والشعب الإرتري لم يخسر فيها تلك الانفس والارواح وهذا كله يؤكد بان المشروع حقيقته هو مدفوع من الخارج ومطلوب من قيادة البلدين المضي قدما فيه ونتيجة لهذا القبول رأيناهما يقلدان الاوسمة خارج وطنهما هذا كله جعل من الشعبين وخاصة الإرتري يقف محتارا وادرك بانه يسير الى شيء كارثي، وفي تقديرنا بان عملية كهذه تنسج خيوطها خارج الحدود وفيها اطراف معلومة وغير معلومة وما صاحبها من تخبطات انتجت اهتزازا حتى في داخل اثيوبيا مؤشر يوحي بان النجاح دائما لن يكون سوى لما يتم على مرئى الشعب وهو المعني بمثل هذا الشأن لأنه هو من دفع الثمن وينبغي ان يكون صاحب المصلحة الحقيقية وهو بمشاركته الفاعلة يجعلها مضمونة النتائج ويجنبها العواقب الوخيمة. وهي تعد فرصة مواتية للمقاومة الارترية للاستفادة من النقمة الشعبية المتصاعدة التي ادركت بالوقائع المشاهدة ما يرمي اليه النظام من التلاعب بالسيادة الوطنية والتفريط في الاستقلال الذي جاء بالتضحيات والشعب الارتري حاليا مهيأ للتصدي للنظام وهناك اراء من داخل النظام تقاوم خطوات النظام التي تجاوزت كل مألوف وتحدت مشاعر الارتريين وحبهم لوطنهم.
س) شهدنا خلال هذه الفترة حراكا للمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي من عقد اجتماعات الفروع وغيرها من النشاطات تحضيرا لعقد المؤتمر الوطني الثاني وحزب النهضة الارتري كان ومازال له اسهامات مقدرة في دفع عجلة المجلس ماهي توقعاتكم لهذا الحراك من اجل احياء المجلس الوطني الارتري في ظل التطورات المتسارعة التي تمر بها المنطقة بعد توقيع اتفاقية السلام بين ارتريا واثيوبيا والتي تجعل من احياء المجلس امرا ملحا ؟
اخي الكريم حزب النهضة الارتري يتحرك في انجاح العمل الجماعي منطلقا من ثوابته بان عملية التغيير في البلاد لن تتحقق الا بجهود الجميع وان هذه الجهود لن تثمرحتى تكون منتظمة في مشروع جماعي يحقق الهدف الاول والمتمثل في تغيير النظام المتسلط والتوافق على ان يكون الشعب الارتري هو من يقرر مصيره بالأسلوب الديمقراطي الذي يمكنه من ذلك وعليه في السابق واليوم نظل متمسكين بالمجلس الوطني الارتري كمظلة يجب الحفاظ عليها لأنه جاء للوجود عبر جهود ومعاناة وبالتالي لا يمكن التفريط فيه، عليه ومع غيرها من رفاق الدرب نعمل للخروج من حالة الجمود الى استعادة الحياة وذلك من خلال التمكن من الدخول للمؤتمر الوطني الثاني حيث نرى بانها المحطة المهمة في تجاوز كل الاخفاقات التي صاحبت التجربة، وخاصة اليوم في ظل الوضع الراهن نحن بحاجة الى ان نكون في الساحة بصوت مسموع للعالم بحيث يعير العالم اهتماما الى الجانب الاخر في ارتريا والتأكيد بان النظام ليس هو اللاعب الوحيد بل هناك ابناء الوطن الحادبين على مصلحته ويعبرون تعبيرا صادقا عن مصالح الشعب وحري بهم بان يكونوا شركاء حقيقيون في كل يجري بالمنطقة ومما له علاقة بارتريا، نحن متفائلون من انجاز عقد المؤتمر ومن ثم المضي قدما وعبر الممارسة الصحيحة بعيدا عن التشوهات التي جعلتنا في الفترة الماضية ندور في حلقة مفرغة واعتقد بان كل قيادات العمل الوطني تستشعر مسئوليتها التاريخية في هذه الفترة الحرجة التي صارت ارتريا وطنا وشعبا لعبة في يد رجل واحد لم يجد من يوقفه عند حده ولدينا الثقة ايضا بان جماهيرنا الارترية متى ما رأت على ارض الواقع عملا منظما ستدعمه وتقف خلفه.
س) النظام الأريتيري يمر بأزمة داخلية حزبية منذ فترة والان بدأت تتصاعد وتظهر هذه الازمة على السطح وشهدنا مؤخرا تعرض وزير الدفاع السابق والطاقة والتعدين الحالي فلبوس اطلاق نار نتيجة خلاف حدث مع مجموعة من قيادات الجيش اتفقت مع فليبوس للقيام بعمل ما وهو تنصل من الاتفاق كما تناقلته الانباء، كيف تقيمون هذا الحدث وغيرها من الاحداث المماثلة التي تعرض لها النظام الحاكم ؟
بدون الدخول في التفاصيل من الطبيعي بان أي نظام يسيطر فيه رجل واحد ويمسك فيه بكل الخيوط ان تكون بداخل مجموعات وهي في حد ذاتها صنيعة لراس النظام الذي يخشى من أي شيء قد يأتي عليه وهو يرى انه ليس محبوبا من الجميع وان الارتباط هو محض تحقيق مصلحة وهناك بالتأكيد الذين يتمتعون بالحس الوطني ولا يزالون يحملون في دواخلهم احلام النضال الثوري وعمر الكفاح وشعار النصر للجماهير والتخلص من الذل والاضطهاد ولم يبيعوا ضمائرهم ولم ينساغوا وراء رغباتهم الشخصية وبين هؤلاء واولئك بالتأكيد سيكون صراع مرئي وظاهر او مخفي، وخاصة ما صاحب عملية السلام هذه من استفزازات من رئيس النظام الذي لم يراعي البرتوكولات وداس على السيادة الوطنية وكبرياء الارتريين ومنها عندما يقول نحن لم نخسر شيئا - انت قائدنا - من يقول بان هناك شعبين لا يعرف التاريخ مثل هذه التعابير وغيرها تعد اهانة للشعب الارتري وخاصة اولئك المناضلون الذين يدركون قيمة ومعنى الثمن الذي تكلفه الشعب الارتري من اجل هذا الاستقلال وكذلك للدفاع عن سيادته الوطنية وحماية الحدود ـ اخي الكريم ان النظام قد تفعن لانه لم يجدد نفسه، ظل يدور حول ذاته ولم يستطع ان يقدم شيء وان المعاناة وصلت الى ذروتها وبالتأكيد القيادات التي حوله هي من صلب الشعب وتستشعر تلك المعاناة وقد يكون من بينهم من يعبر عنها بشكل او باخر لكن في الاخير سيأكلون بعضهم بعضا وهذا يحملنا المسئولية بان على صفوف المقاومة الارترية بان تهيا نفسها وبالتعاون والتنسيق مع الاحرار بالداخل لئلا يكون فراغا في البلاد ومن جرائه لا سمح الله يتعرض الوطن لمحنة داخلية كبيرة وهذا ما يريده راس النظام ومن يقفون خلفه من الاعداء.
س)كلمة اخيرة توجهونها في هذا اللقاء الى اعضاء حزب النهضة الارتري والى المعارضة الارترية والى الشعب الارتري عموما.
اقول لكل عضوية الحزب الذين يبذلون من وقتهم واموالهم من اجل تحقيق غاية الشعب الارتري في وطن مستقر وامن ويحكمه الدستور وتكون السلطة في يد الشعب عززوا من دوركم بمزيد من الكفاح ومزيد من التضحية وواصلوا التقدم الذي تحرزونه في كافة المجالات وقد صار حزبكم موضع الامل.
وللمعارضة الارترية علينا ان نؤمن بان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا وعلينا ان نستفيد من تجربتنا وليس هنا أي داع لإطالة امد المعاناة، علينا ان نستمع لنداء الشعب واهاته والان الوطن برمته ينادي هل من منقذ واين انتم وشعبنا ينظر الينا وينتظر منا وبمزيد من الحوارات والتقارب يمكننا تضيق الفجوات وبناء الثقة فيما ييننا انطلاقا من ان ليس هناك من قوة بمفردها انجاز عملية التغيير.
وللشعب الارتري ابشره بان الغد المشرق ينتظره وكما كابد وبلغ الام فترة الكفاح المسلح وحقق الاستقلال والان ايضا بمزيد من التلاحم تحمل مسئولية التغيير بالإمكان اعادة الوطن الى حضنه وتخليصه ممن ارادوا الوطن تحقيقا لطموحاتهم وتطلعاتهم على حساب معانة شعب واكثر من مائة عام وهو يهنا بوطنه وينعم بالاستقرار واوكد انت من صنعت الاستقلال وانت من تحفظ عهود ووصايا الشهداء وتصون السيادة وكرامة الارتري.
شكرا اخي محمد صالح حقوس - نائب رئيس حزب النهضة الارتري على منحك اذاعتنا جزء من وقتك الثمين لإجراء هذا اللقاء ونتمنى ان نلتقيك في مقابلة اخرى.
مكتب الاعلام حزب النهضة الارتري