في ربوع قندع الجمال
بقلم الأستاذ: سعيد قاضي - الدوحة قطر
بعد ان تودع العاصمة الارترية اسمرا وتتجه شرقا الي مدينة مصوع وفي وسط تلك التلال
اذا برحيق شجر الباباي والليمون والبرتقال ياتيك من كل الاتجاهات وقتها تعلم انك علي مشارف مدينة الجمال قندع مدينة هادئة جميلة تقع شرق العاصمة الارترية علي بعد 40 كم قلعة مخضرة في كل المواسم وسميت بمدينة الخريفين لانها تتقاسم الخريف في يوليو مع الهضبة وفي ديسمبر مع المنخفضات.
عرفت قندع بعراقة تاريخها الذي يعود الي القرن الثاني عشر ميلادي وتعتبر من اهم مدن ارتريا حضاريا واقتصاديا عرفت قندع بدعابة اهلها وطيبة قلوبهم وحسن معشرهم ودماسة اخلاقهم لم اكن قندعاويا ولكن كنت من المحظوظين الذين سنحت لهم الفرصة لزيارة هذه المدينة العريقة تمنيت ان اعيش في رحاب قندع اتمتع بنسيمها العليل اقطف من بساتينها اشرب من اتكموم اداعب القماري في الامسات اتسكع في شوارعها النظيفة اصعد الي تلة شيخ سعيد اتامل جمال قندع من الاعلي اشاهد الخضرة الخلابة تغطي جبال قندع فتكسبها رونقا والقا والسحب البيضاء منتشرة في سمائها كانها عروس في يوم زفافها والازهار منتشرة في كل مكان كالاطفال في صباح العيد قندع في الامسيات تعج نوادي ومقاهي قندع بالشباب نادي مداربا العريق الذي كان المعقل الوحيد بالنسبة لي احتسي كاس الشاي بالليمون علي ظلال شجرة الجواف الوارفة نتبادل القهقهات فيتردد صداها من الجبال التي تحيط بقندع زرت مدن كثيرة سواء في الوطن او خارجه ولم اسلم قلبي لاي مدينة كانت ولكن قندع اصابني حبها من الوهلة الاولي تركت بصمة عريضة في حياتي سازورها مرة احري طالما حييت وساكون قندعويا ان اذنت لي قندع الي ان نلتقي الوداع يا مدينة الجمال.