الشيخ ادريس شيخ حامد
بقلم المناضل الأستاذ: عثمان بداوى عمريت
يربط بعض المؤرخين دخول الاسلام الى ارتريا بالهجرة الاولى للصحابة رضوان الله عليهم
حوالي عام 615م، وانتشار الخلاوي القرآنية في منطقة سمهر بالذات بتأسيس قبيلة البلو نظام حكم (النائب) في حرقيقو في القرن السادس عشر.
وعزوا سرعة انتشارها في المنطقة الى علاقة التحالف والمصاهرة التي نشأت بين اسرة ’النائب‘ وبعض الاسر الدينية مثل اسرة الشيخ حامد ولد نافعوتاي واسرة شيخ محمود واسرة شيخ ابراهيم الخليل التي كان لكل منها خلاوي ونشاط في منطقة الساحل وكرن وحتى بركا.
وعلى الرغم من حالة المد والجزر التي كانت تعتري سلطة النائب داخليا وخارجيا، ظلت هذه الاسر تؤدي رسالتها جيلا بعد جيل ابا عن جد، وان لم يتم توثيقها. توقفت بعضها اثر افتتاح مدرسة في حرقيقو عام 1944م. ولعل خلوة الشيخ ادريس شيخ حامد التي التحقت بها في منتصف الخمسينيات الوحيدة التي استمرت الى عام 1974 وكانت الاخيرة من حيث الحجم. وقد يعود سبب استمرارها الى رغبة بعض الاهالي في حصول ابنائهم على نصيب من القرءان والفقه والتربية الدينية قبل دخولهم المدرسة ظنا انها تعنى اكثر بالعلوم الدنيوية وان كان فيها معهد ديني. وكان هناك من يرى في تجاوز الخلوة بمثابة نكران لفضلها.
دأب اولياء الامور على القول اثناء تسليم ابناءهم او بناتهم ’يا شيخنا هذا ابننا او بنتنا فلان وفلانة لكم اللحم ولنا العظم‘ أي ربوا كما تشاؤون شريطة الا يصل الامر الى كسر العظم!' وكانت هذه العبارة كافية لئلا يفكر التلميذ شكوى شيخه لأي سبب من الاسباب.
كان الشيخ ادريس ضريرا قيل بسبب اصابته ببخار ساخن اثناء عمله في باخرة، ولكنه حاضر البصيرة قلما احتاج الى مساعدة حتى للذهاب الى المسجد او منزله الثاني. كان اقرب الى الطول ممتلىء الجسم قوي البنية، فاتح البشرة بشوشا ليس من الصنف الذي يخشاه الطفل، يضحك من كل قلبه، والجميع امامه سواسية.
كانت الدراسة على فترتين. تبدأ الحصة الصباحية رسميا في الثامنة عدا من يذهبون الى المدرسة فتبدأ في السابعة ويغادرون في الثامنة الا ربع بعد انهاء مقررهم وعرض تلاوتهم على كبير الكبراء او الكبراء واحيانا الشيخ.
يجلس الشبخ في الموعد المحدد امام باب بيته وغالبا بيده سوط، لم يكن اكثر من اداة تحذير، ولا يعني هذا انه لم يكن صارما، ولكن بعد استنفاد كل الوسائل والسبل الممكنة. فلا اذكر على الاطلاق حضور ولي امر يشكو من معاقبة او سوء معاملة ابنه او ابنته، على العكس كان بعضهم يحثونه على تأديب ابنائهم لأخطاء ارتكبوها في المنزل. ويجلس التلاميذ امامه تحت شجرة نبق كبيرة، وكل تلميذ قادم يبدأ بالسلام مع ذكر اسمه حتى يعرف الحاضر من الغائب، ثم يحضر مصحفه او لوحه ويجلس مع زملائه ويقرأ بصوت مسموع للشيخ.
ويبدأ عمله بالاستماع الى تلاوة كبير الكبراء وهو اقدم واكبر التلاميذ الذين ختموا القرءان ويعتبر المسئول الاول بعده، واحيانا يستمع اليه في اخر الدوام او قبله. كان كبير الكبراء الاخ ادريس ياسين كيكيا. ثم يستمع بعده الى تلاوة الكبراء او يطلب من كبير الكبراء الاستماع اليهم، كان الكبراء الاخوة عمر جابر ياريبو، محمود عثمان حبيب وعبده علي حبيب، سرعان ما التحق الاولان بمعهد النجارة بينما التحق الاخيران بالمدرسة.
ومن ثمة يبدأ كبير الكبراء والكبراء في استماع تلاوات من يلونهم او تحت مسئوليتهم، بينما يستمع الشيخ الى تلاوات التلاميذ عشوائيا حتى لو استمع اليهم كبير الكبراء او الكبراء للتـأكد من مدى اجادتهم وخصوصا المستجدين منهم وحسب معرفته بالمستويات. لهذا كان الجميع يتوقع الوقوف اما الشيخ فيبذل اقصى ما يستطيع.
في الحقيقة، كان الشيخ ادريس يتمتع بذاكرة وقدرة عجيبة في المتابعة، فبينما يستمع الى قراءة تلميذين احدهما عن يمينه والاخر عن يساره كان يتابع قراءة بقية التلاميذ امامه ويصححهم، ويطلب ممن لم يسمع قراءتهم اما الاقتراب او رفع اصواتهم. ثم يسأل عن التلاميذ الذين لم يسلموا عليه حيث يحاول بعض المتأخرين تفادي السلام لئلا يكتشف امرهم.
قبل بداية استراحة الفطار في الساعة العاشرة، ولمدة نصف ساعة، يأخذ التلاميذ الذين اجادوا واجباتهم مقررا جديدا. فمن كان في طور الكتابة على لوح، يغسل لوحه بالماء ثم يبيضه بحجر طباشيري يطلق عليه ’مالحيت‘، لربما كلمة محرفة لكلمة ممحاة، تساعد على اظهار الكتابة ثم يعرضه للشمس.
لم تكن فترة الاستراحة كافية ولاسيما للقاطنين في احياء بعيدة، فكانوا يفضلون انهاء واجباتهم ثم الانصراف قبل نهاية الدوام بنصف ساعة. وحتى للقاطنين قريبا لم يكن الامر سهلا. فعلى سبيل المثال، يمكن اعتبار المسافة بين منزلي والخلوة متوسطة وكنت اقطعها جريا ذهابا وايابا واصل في الموعد المحدد ولكن بعد ان اكون قد استهلكت من الطاقة اكثر مما اضفت.
يمكن القول اجمالا ان معظم التلاميذ كانوا يغادرون منازلهم في وقت لا يتسنى فيه للأمهات ولأسباب مختلفة اعداد فطور، فكانوا يتناولون ما توفر وتيسر وغالبا ’فلام كسار اميوت‘ مع كوب حليب او حتى كوب ماء - فلام بكسر الفاء مع تشديد اللام تعني نصف، وكسار بكسر الكاف وسين مشددة مع فتحة تعني خبز، وأميوت بفتح الالف والميم وضم الياء تعني بايت او بائت - من الليلة الفائتة.
عموما كانت ’كسار‘ الوجبة المفضلة لمعظم الاهالي ولاسيما في العشاء مع قطعة سمك او كوب حليب، لأنها لذيذة جدا ثقيلة لا يقل وزنها عن ثلاث ارغفة تقريبا، خفيفة على المعدة ولاسيما اذا كانت نوعية الذرة جيدة ومطحونة يدويا، لا تسبب امساك او عسر هضم ويفضلها البعض بائته، والبعض يصنعها من دقيق وسمن وسكر حسب الظروف والذوق. لهذا، فعندما تخبز الاسر وجبة العشاء تأخذ في حسبانها فطور ابنائها التلاميذ. واذا كان العشاء غير خبز والكمية المطلوبة خبزة او خبزتين فتخبزها مع جيرانها توفيرا للحطب والجهد والا اشعلت فرنها "تندور". كانت علاقات الجيران تكاملية بمعنى الكلمة، يعرف الجار حال بل وبرنامج جاره ويتبادلان المنافع بدون أي حرج. اما في حالة اعداد الفطور مبكرا وغالبا بسبب عمل او سفر فعندئذ يخرج التلميذ مفطرا. شخصيا كنت افضل فلام كسار على ما سواها.
وفي حصة الظهيرة، يشرع التلاميذ في اخذ مقررهم الجديد تحت اشراف الكبراء ومعاونيهم. يجلس من يقرأون من مصحف في بيت كبير مبني من حشيش خاص بجلوس التلاميذ ولاسيما اثناء هطول امطار او عواصف رملية وتحفظ فيه الالواح والمصاحف. اما الذين في طور الكتابة فيجلسون في ظل الحوش، ويستعملون في الكتابة اقلام خشبية او من قصب سكر وحبر خليط من ماء ومسحوق فحم او سخام وصمغ.
في الحادية عشرة والنصف ينتهى دوام الصغار، وفي الثانية عشر ينصرف الكبار الذين حضروا مبكرا والذين لم يذهبوا في استراحة الفطار، وتستمر البقية حتى الواحدة الى ان تنتهي الحصة ببعض الاذكار والادعية. اما بالنسبة لمن حضروا متأخرين فيعاقبون اما بالبقاء حتى الثانية او يكلفون ببعض المهام او الحضور في المساء او في اليوم التالي مبكرا.
والتلاميذ الذين سمح لهم بالذهاب الى المدرسة في الصباح، يعود بعضهم بعد انتهاء الدوام المدرسي ويأخذون مقررات جديدة، وبعضهم يذهب الى بيته ثم يحضر حوالي الثالثة ويأخذ مقرره قبل الذهاب الى المدرسة ثانية، والبعض الاخر يأتي بعد انتهاء دوام المدرسة المسائي ويستمر حتى السادسة او اكثر. في العادة يحضر كبير الكبراء او احد الكبراء قبل غيرهم ويذهبون بعدهم.
اما بالنسبة للتلميذات ونسبتهن اقل، يبدأ دوامهن في الثامنة والنصف تحت اشراف زوجة الشيخ الخالة جمعة احمد محمد بمساعدة بعض الكبيرات. يجلسن في الظل الخلفي للبيت تستمع الى تلاوتهن واحدة تلو اخرى، وغالبا لا تذهب معظم البنات في استراحة الفطور وتنتهى حصتهن الصباحية ما بين الحادية عشرة والنصف والثانية عشرة.
وتبدأ الحصة المسائية في الثالثة والنصف بجلوس التلاميذ والتلميذات امام البيت تحت نفس الشجرة ولكن كل جنس في جهة، والجميع يراجع مقرره الجديد تحت اشراف ’الكبير‘ ويستمع الشيخ الى تلاوات التلاميذ والتلميذات على حد سواء حتى وقت صلاة العصر. فيسمح للتلميذات وخصوصا القادمات من احياء بعيدة بالانصراف، ويرافق التلاميذ الكبار الشيخ الى مسجد قريب لأداء صلاة العصر، وبعد عودتهم تبدأ حصة في الفقه ثم الاذكار والادعية حتى موعد الانصراف في الخامسة والنصف. كانت الدراسة من صباح يوم السبت الى ظهر يوم الخميس الا في الاعياد الدينية.
كان بعض التلاميذ يحضرون معهم لوحا او مصحفا حسب المستوى والبعض يستخدم مصاحف والواح الخلوة المتفاوتة الاحجام والجودة وقد توارثتها الاجيال. وكل من يتخرج كان يهدي لوحه او مصحفه للخلوة، وقديما في حالة وفاة احد افرادها، كانت الاسر تستقرئ الجيران من خلال توزيع اجزاء من القرءان (مقدمة) تستعيرها من المساجد، ثم استبدلت هذه الطريقة بإهداء مصاحف للخلاوي والمساجد.
من اهم واجبات التلاميذ كان جلب الماء مع مراعاة عامل السن والقدرة، في وقت لم يكن فيه في البلدة الا بئران عامان بعد ان جفت كل الابار التي كانت تمد مصوع بالماء حتى وضع قائم مقام الخديوي عام 1847م حامية عسكرية لحمايتها. ولعل هذين البئرين تم حفرهما في وقت متأخر. ونظرا لبعدهما وعمقهما الذي يبلغ نحو ثمانية امتار تقريبا، وضرورة استعمال الدلو وما يحتاجه من قوة ومهارة، كان اعتماد الخلوة على بئرين خاصين بالبستانين الوحيدين المتبقين ’بستان الماس‘ لصاحبه العم موسى ادريس وبستان ’ناصر‘ لصاحبه العم احمد ناصر.
لم يكن مسموحا الاستفادة منهما الا للاستعمال الخاص والحمل الفردي، وفي توقيتات لا تتعارض مع فترة السقي، من السابعة حتى العاشرة صباحا، ومن الرابعة حتى السادسة مساء. وفي بعض الاحيان يساهم من يرد في هذا التوقيت في السقي بزفة - أي مرة واحدة – بما يحمل من اناء مهما تكرر بعدها. وفي فصل الصيف يتعاون الاهالي في تعميق البئر او صيانتها. على كل حال، بالكاد كان يكفي محصول البستانين البلدة مع انهما كان يبيعان في سوق مصوع لارتفاع السعر.
اما جلب الحطب وغالبا في موسم السيول وفي ايام اجازات، او في حالات طارئة، كان بمبادرات ذاتية. ومعظم من يقومون بهذه المهمة ممن يسكنون في مناطق قريبة من الجبال لأن العملية بالنسبة لهم عادية ونوعا من الفسحة كما يذهب ابناء الساحل الى البحر.
لم تكن التلميذات مكلفات لا بجلب الماء ولا الحطب، وكل ما كن يقمن به المساعدة في بعض الاعمال المنزلية، ان وجدت، وتكنيس حوش الخلوة، واحيانا وبشكل تطوعي مساعدة بعض الاسر المحتاجة في تنظيف الدار وغالبا مع اقتراب العيد. وفي فصل الشتاء عندما يخرجن زرافات الى البساتين او منطقة السد للاستمتاع بالطبيعة، يجمعن للخلوة بعض الزهور البرية (قافريت) التي تغطي منطقة بادمور بالذات وتستعمل لحشو وسائد وفرشان.
لم تكن هناك رسوم محددة يدفعها التلميذ سوى مبلغ زهيد جدا يدفع صبيحة كل يوم الخميس للمقتدر. وكلما اكمل التلميذ ربع المصحف، نصفه، ثلاث ارباعه وختمه يحضر كمية من الطعام ابتداء (بفطيرة - كتشا) مع براد شاهي، وفي المرحلة الثانية صينية او صينيتين ارز بالتمر وفي الختام صينيتين او ثلاث فيها ارز باللحم وغالبا يؤجل الى ان يبلغ العدد ثلاثة بحيث تكفي الكمية الجميع. واضافة الى الطعام يقدم نصف كيلو او اكثر من البن ومبلغ دولار او دولارين الى ان يصل خمسة دولارات او اكثر حسب المستوى والقدرة.
من الطبيعي ان يكون هناك نوع من تذمر من جلب الماء والحطب واحيانا ايصاله الى اسر محتاجة بعضها يسكن في احياء بعيدة تحت شمس حارقة ورمضاء لا ترحم. ولكن مع تزايد الوعي واستلهام العبرة من تصرفات وتعامل الشيخ مع هذه الاسر حتى من جيبه، اعتبر التلاميذ اية خدمة يقدمونها للخلوة انما هي خدمة لأنفسهم اكثر من كونها الزاما لخدمة غيرهم. فعلى سبيل المثال، كانت الازيار تصبح فارغة تماما ولا يجد التلاميذ ما يشربونه حتى منتصف النهار. ولهذا تولى بعض التلاميذ الذين يسكنون قريبا من الابار تعبئة الازيار في وقت مبكر من الصباح بدون الانتظار الى تعليمات، وكان هناك من يحرص على ملء الازيار ثم يترك جرادله ملآى لعل احد المحتاجين يطلب من الشيخ ماء، بل كان هناك من يقوم في الثالثة صباحا لينقل الى منزل الشيخ ’ماء ذرة‘ – ماء بئر قبل ان تعكره الايدي والارجل ولا حتى زير، وكان مفضلا للاستحمام به في صبيحة يوم العيد، اذكر منهم على سبيل المثال، الزميلين على محمد الامين وصالح عمر راقى. واعتقد ان دور الخلوة في تربية الطفل في التعاون والعطاء كان اكبر من دور المدرسة في نفس السن.
كرس الشيخ ادريس كل وقته ﻻسرته وخلوته ثم المسجد بعيدا عن التعاطي مع الخزعبﻻت 'الكتاب والحجاب' التي كانت منتشرة. على العكس ما دخل بيته من رزق اﻻ وكان فيه نصيب معلوم للمحتاجبن.
من ابرز المشاعر الانسانية التى كان يذكرها ويعتز بها الشيخ ادريس، الحفاوة والتكريم فى السعودية عندما ذهب لاداء فريضة الحج. احتفوا به باعتباره علما بارزا من اعلام البلدة بصرف النظر عما اذا درسوا تحته ام لا، وفعلا كان جديرا بهذا التكريم اذ كان عمله لوجه الله وخدمة للدين والمجتمع.
عندما علم الشيخ ادريس في احد الايام بوصول الامبراطور هيلي سلاسي الى البلدة ﻻفتتاح السد وانه يوزع على من يقابله ذهبا، سمح لمن يريد منا بالاسراع. لحقنا بالموكب فى طريق عودته وحصد معظمنا ما لا يقل عن ثمانية (حركام) جديدة فعلا اقرب الى ذهب من شدة اللمعان. كان الحركام (خمسة وعشرين سنت) عبارة عن ربع دولار اثيوبى.
وفي زيارته للمدرسة، تبرع الامبراطور بمبلغ من المال للمدرسين والطلبة. ادرج ناظر المدرسة الاخ عثمان صالح سبى الخلوة فى كشف المدرسين والطلبة . وفي بداية السنة الدراسية التالية اتفق اﻻثنان على التحاق كل من بلغ السن التعليمي بالمدرسة مع الاستمرار في الخلوة على غرار ما كان سائدا. كنا نحو عشرين تلميذا اذكر منهم الزملاء عثمان حمد امير، عثمان حمد حالي، عثمان محمد على قعوز، عثمان محمد عمر عمرو، عبد الله ابراهيم انصرا وحامد شيخ يوسف.
رحم الله شيخنا الشيخ ادريس شيخ حامد واهله الطيبين وجزاهم عنا خيرا،،،
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
التعليقات
السلام عليكم
يعطيك العافية استاذ عثمان على النشر وتعريف الأجيال على قامة مثل جدي إدريس شيخ حامد وتسليط الضوء على دوره في تعليم الأجيال
عندي سؤال هل يوجد صوره له