القرى والمدن الاٍرترية مابين الأمس واليوم مدينة أغردات - الحلقة الخامسة والأخيرة

اٍعـداد وتقـديم: همـد الخليـفة ادريـس آدم، محمـود كـرار حـاج محمـود، جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم

الثـروة الحيـوانـية:

غـنى عـن القـول ان مجتمـع المـديـريات الغـربـية مجتمـع رعـوى يتنقـل طلبـا للـكلأ والمـورد، وان مـديـرية بـركا / القـاش ذات المسـاحة الجغـرافـية الكبيـرة تـقف فى مقـدمة بـاقى المـديـريات الـرعـوية ـ حـيث تـزخـر بالثـروة الحيـوانـية المكـونة مـن سـائـر أنـواع الحيـوانات (اٍبـل / بقـر / ضـان / ماعـز / خيـول / حميـر)، وهى المسـتـودع الاٍرتـرى على الاٍطـلاق لهـذه الأنـواع التى تتواجـد فيهـا بأعـداد كبيـرة جـدا، فالبعـض يمـلك كافة الأنـواع المـذكـورة اعـلاه والبعـض الآخـر يـسعى نـوعـا معـينـا دون سـواه، ولــكن كافة مواطـنى المنـطـقة يملكـون جيـاد السـروج وجمـال الـركـوب التى يسـتخـدمونهـا فى حمـل أمتعتهـم وتـرحالهـم المـوسـمى او الطـارئ داخـل منطقتهم الواسـعة، وقـد لا يخلـو بـيت مـن الجمـال او الجيـاد او البقـر الحلـوب بمـا فى ذلك سـكان الحضـر فى المـدن او القـرى الكبيـرة، وهنـاك البعـض الـذى يسـعى أعـدادا كبيـرة مـن الاٍبـل والبقـر والجيـاد بالـرغـم مـن عـدم اٍسـتفـادته المباشـرة منهـا، حـيث أنهـم يمتلكونهـا بحـكم العـادة او بغـرض التفاخـر، ولـكن منـذ خمسـينيـات القـرن المنصـرم ظهـر جيـل جـديـد منتميـا الى سـكان حضـر المنـطقة، وهـؤلاء تخـصصـوا فى شـراء الحيـوانـات بغـرض الاٍتجـار بهـا، كمـا ظهـرت مجاميـع مـن السـماسـرة يطـلق عليهـم، السـبابة، أمـا المـلاك القـرويـون لا يبيعـون اٍبلهم او مواشـيهـم الآ للشـديـد القـوى بالـرغـم مـن تكاثـرهـا المسـتمـر ممـا يجبـرهـم على اللجـوء الى توزيعهـا فى قطاعـات / مـراحـات متعــددة لتسـهيـل مهـمة الـرعـاة المسـئولـون عـن رعيهـا وسـقايتهـا، ولـكنهم ينحـرونهـا فى مناسـبات الأفـراح والأتـراح بنفـس رضـية كمـا يقـدمون منهـا العشـرات فى شـكل هـدايـا لأبنـائهم وبناتـهم المتـزوجـون حـديثـا بالاٍضـافة الى الأقـارب والأصـدقـاء وهـدايـا المشـائخ والسـادة المـراغـنة، هـذا بالاٍضـافة الى التبـرع السـخى لتغـطية نفقـات العمـل الشـعبى والـوطنى كلمـا كان مطلوبـا.

الـزراعة:

تعتبـر الـزراعـة الاٍبـن اليتـيـم بـل نقـطة الضـعف الأولى لسـكان منـطقة بـركا، فهى المهـنة المهمـلة التى لا تُفعـل الآ بقـدر يسـيـر، وذلك بـسـبب تكاثـر الثـروة الحيـوانية التى تمـلأ السـهـول والمـوارد والوديـان والغابـات، ايضـا ثقـافة الـرعى المتـوارث والاٍكتفـاء الاٍقتصـادى بالمـديـرية ـ أسـدلا السـتـار على تعـاطى مهـنة الـزراعة، ولـكن سـكان منـطقة القـاش وعلى وجـه التحـديـد قبيـلتى، البـاريـا (النـارا) والكنامـا، همـا القبيلتـان المتخصصـتان فى ممارسـة مهـنة الـزراعـة فهمـا تعشـقان حـرث الأرض وفـلاحتهـا بالـرغـم مـن اٍمتلاكهمـا للمـواشى وبـاقى انـواع الحيـوان شـأن الآخـريـن، وكان انتـاج منـطقة القـاش مـن الحبـوب يصـل يومـا مـا الى أقاصى بـاقى مـديـريـات المنخفضـات الارتـرية وفى مقـدمتهـا مـديـرية السـاحـل الشـمالى التى كانـت تعتمـد علـيه بشـكل كلى او جـزئى، هـذا بالنسـبة للأهـالى ولـكن تـلك الارض البكـر الطـيبة وتـربتهـا الصـالحة للـزراعة جلـبت بعـض الأفـراد والشـركات الاٍيطالـية المهتـمة بالـزراعة، وكانـت هنـاك، شـركة سـيـا الـزراعـية SEA، التى حاولـت الاٍسـتثمـار فى قطـاع الـزراعة دون ان تجهـز دراسـة جـدوى متـكاملة تكشـف لهـا المعوقـات المحلـية، حـيث اكتفـت بالتـربة الخصـبة ووفـرة الأيـدى العاملة الـرخيصـة واسـواق تصـريف المحصـول بالخـارج، وبالتـالى فشـلت لعــدم وجــود غطـاء أهـلى يؤمـن لهـا الاٍسـتقـرار، هــذا بعكـس مشـروع، علي قـدر / بـراتلـو الـزراعى، الـذى وجـد غطـاءا أهليـا مـن خـلال العاملـين فى المشـروع وحماية كبيـرة مـن جانـب الحكـومة الاٍثيـوبية، وبالتالى تمـكن مـن اداء مهامه بيسـر وسـهولة ومـن ثـم اصبـح ذو انتاجـية عالـية مـن الحبـوب وانـواع الأقطـان.

والمعلـوم ان الاٍيطالـيين شـركات كانـوا او أفـراد أسـتثمـروا فى قطـاع الـزراعة على أراضى مـديـرية بـركـا القاش بـدءا مـن، اٍنقـرنى، واٍنتهـاءا بمنـطقة، هـدمـدمى، بالاٍضـافة الى السـواقى المتناثـرة فى منـطقة بـركـا لعـال وتحـات وضـواحـى مـدينة أغـردات والقـاش الكبيـر وجـل تـلك المشاريـع الـزراعـية كانـت مملـوكة لبعـض الاٍيطالـيين الـذيـن بقـوا فى اٍرتـريـا بعــد رحيـل الاٍدارة الاٍيطالـية عـن البـلاد.

(همـد الخليـفة ادريـس)

اللغــــــــــة:

أولا واقـع الحـال التاريخى والمعـاش وايضـا التطلـع نحـو المسـتقبـل الأفضـل بالنسـبة للمـديـريـات ذات الأغلـبية المسـلمة وفى مقـدمتهـا سـكان هـذه المنـطقة، يـؤكـد بمـا يقطـع الشـك باليـقين ان لغتهم الخيـار هى اللـغة العـربية التى لا بـديـل لهـا.

ثانيـا وهـذا رأى مبـنى ايضـا على الواقـع المعاش، للأسـف ان أغلـبية مثقفينـا يسـتخـدم غالبـا مفـردات غـريبة بـل بعيـدة عمـا يـريـد تأكيـده، وبالتـالى المفـردة المسـتخـدمة لا تعبـرعمـا يقصـد المتحـدث، فاللـغة العـربـية قطـع شـك هى اللـغة الـوطـنية.. اللـغة الوطـنية.. لـكافة المسـلمـين الارتـريـيين، بغـض النظـر مااذا كانـت لغـة أمه / والـدته او اٍصـوله القـريبة او البعيـدة او مكتسـبة بحـكم الاٍحتـكاك بشـعـوب الـدول المجـاورة، ولكنهـا تظـل لغتـة الوطـنية ومـن ثـم الـرسـمية، لأنهـا اللـغة الخيـار التى أجمـع عليهـا المسـلمـين الارتـريـين على الأطـلاق، والأمـر سـواء مااذا كان قـد حـدث ذلك بسـبب عـلاقتهـا بالعقيـدة الاٍسـلامـية او بغـرض اٍثبـات عـروبتـهم او غيـره مـن الأسـباب، ولـكن الأمـر الأهـم هـو انهـا اللـغة (الخيـار) وبالتـالى بمـا أنهـا خيـارا فهى اذن اللـغة الأم/ الأصلـية، أمـا القـول انهـا اللـغة الـرسـمية وكـفى فهـذا لا يكـفى ولا يـفى بالغـرض ولا يعبـر عـن الحقـيقة ولا يعطيهـا حقهـا الكامـل، ايضـا لا يعبـر عـن أحاسـيـس ومقاصـد أصحابهـا الـذيـن أرادوهـا ان تصبـح خيـارهـم الثفـافى.

ولأنهـا اللـغة الخيـار أجمـع عليهـا كافة مسـلمى اٍرتـريـا طوعـا وبكامـل اٍرادتهم وسـلامة عقولـهم وأعتـمـدوهـا لـغة تواصلهم وتوثيــق عقـودهـم ومكاتباتهم اليومـية، فهى اذن اللـغة الوطـنية ومـن ثـم اللـغة الـرسـمية التى يشـتـرك بهـا المسـلمـون مـع اٍخـوتهم التقـارنة فى اٍقـامة الصـرح الـوطنى المشـتـرك بينهم، وعلى كـافة المهتـمين بهـذا الشـأن ان يـؤكـدوا لأنفسـهم قبـل التأكيـد للشـريـك ـ بأنهـا خيـارهم حـيث لا يعقـل للآخـر ان يختـار لنفسـه ومـن ثـم لغيـره، واللـغة العـربية هى عـراقـية فى العـراق ومغـربية فى المغـرب وتونـسـية ومصـرية وفى نهـاية المطـاف هى لغـة كل العـرب ـ العـارب منهم او المسـتعـرب، وبنفـس هــذا المعيـار اللـغة العـربية هى لـغة اٍرتـرية فى ارتـريـا الـوطن ـ على الأقـل بالنسـبة لسـكان الأقاليـم الأسـلامية ولـكافة الارتـريـيين المسـلمـين المتواجـديـن وسـط الأغلـبية التغـريـنبة، مـع العـلم ان التغـريـنية فى البـدء هى ايضـا تجـراوية / اٍثيوبيـة قبـل ان تصبـح تغـريـنية ارتـرية، هــذا اذا تجاوزنـا الأصـل الـذى يعـود للـغة الجئـزية القـديمة التى سـادت فى، اليـمن السـعيـد، الـذى نجـزم جميعـا انه منشـأ العـرب، بلـدا عـربيـا قبـل ان يكـون يمنيـا !!، وطبعـا أصـالة التجـراوية على التغـرينية لا يقـلل مـن كونهـا خـيار لبـعض الارتـريـيين.

يقـوم الاسـتاذ/ ص. ابـو الحسـن لعـل هـذه الـرؤى تسـقط الاٍدعـاء الـذى تمسـك به الارتـريـين فى قولهم التعميـمى الجـزافى بـأن التغـريـنية هى لـغة كافـة الارتـريـيين، ممـا ادى ذلك الى تهميـش اللغة الخيـار التى يعتبـرونهـا وطـنية ومـن ثم رسـمية لـدى دواويـن الـدولة وأجهـزتهـا المختـلفة، والأصـل هــو ان التغـرينـية هى لـغة سـكان كبسـا المسـيحـية واللـغة العـربـية هى لـغة كافة الارتـريـين المسـلمـين أينمـا وجـدوا سـواء كانـت وطـنية رسـمية او خيـارا وطنيـا رسـميـا، واذا ما أردنـا المشـاركة الثقـافية فالتـكن على الثقافــين معـا وليـس واحـدة على حسـاب الأخـرى.

واليـكم هـذه الطـرفة التى تجسـد ماذهـب اليه الاسـتاذ ص. ابـو الحسـن وذهبنـا اليـه مـن بعــده: قبـل أيـام قـلائـل جمعنى الطـريق العـام بأحـد الأخـوة العـرب وكان فى صحـبته شـخصـا ارتـريـا عـرفـت هـويته مـن خـلال مـرافقه العــربى، وبعـد السـلام والكـلام سـألنى العــربى عــن جنسـيتى وبعـد العلم بهـا قـدمنى لمـرافقه الارتـرى، حـيث بـدأنـا حـديـثـا متعثـرا بخلـيط عجـيب مـن العـربية والتغـرينية، وعنـدمـامـا أسـتحـال التفاهـم بيننـا لجـأ كـلانـا الى لـغة ثالـثة، وعنـد نقـطة الفـراق سـألنى الأخ العـربى كيـف تـكونـا مـن بلـد واحـد ويـدور حـديثـكم بلغـة اخـرى مثلمـا أفعـل أنـا ـ أليـس لـكم لغـة وطـنية، ولحسـن الطالـع علمـت انه عــربى مـن غــرب تونس ـ وطبعـا كان ردى حاسـمـا عنـدمـا سـألته ان كان يعـرف لغـة التوانسـة او الجـزائـريـين البـربـر.. وبعـد اٍنجـلاء المـوقف سـارا همـا فى طـريق وسـرت انـا فى آخـر، وفى خلـوة مـع نفسـى أعـدت مـادار مـن حـديث، وعجـبت كيـف يـتم التواصـل مابـين ارتـرى وعـربى بسـهولة وسـلاسـة ويتعثـر الحـديـث مابـين المنتمـين الى بلـد واحـد، وبعـد حسـرة غـريبة خـرجت بـرؤى أعتقـدت فى تـلك الوهلـة اننى مكتشـفهـا ولكـن تـذكـرت أحاديـث سـابقة تؤكـد العكـس، فقـد سـبق ان تحـدثنـا يومـا فى قضايـا ذات صـلة بهـذا الموضـوع، على كل كـان اٍكتشـافى العظيـم يتلخـص فى الآتى: بمـا ان اللـغة هى شـيئ داخلى ينبـع مـن الوجـدان قبـل ان يصبـح وسـيلة تواصـل وتعبيـر، اذن الـرؤى السـياسـية لا تتشـكل الآ وفقـا لتجانـس ثقـافى ونفسـى، وهـذا يعـنى ان التجانـس والتبايـين كل منهمـا ينسـجم مـع القـطب الشـبيه لـه بعكـس قـانون توصيـل الـدائـرة الكهـربـية، هـل هـذا الـرأى يصـلح للنقـاش الجـاد مـن وجـهة نظـر السـاسـة الارتـريـيين خصـوصـا ونحـن مقبلـون على مؤتمـر الحـوار الـوطنى المـزمـع عقـده قـريبـا..!!؟.

سـلاطـين الشـارع العـام:

1. مـن ضـمن السـكان كان يوجـد هنـاك سـلاطـين الشـارع العـام الممثلـين فى شـخصيـات طـريفة ظـريفة لا ينقصهـا الـذكاء الـذى يشـد العـامة نحـوهـا، وكان هنـاك الشـيخ/ آدم بلمـات الـذى شـغـل مسـاحة غيـر عـادية فى تشـكيـل وجـدان سـكان مـديـنة أغـردات.. كان العـم، بلمـات، شـيخـا ظـريفـا يشـكو مـن أطفـال المـدينة الـذيـن يـرجمـونه بالحصى، وحينمـا لا يجـدهـم كان يبحـث عـنهم ويسـأل عـن أماكـن تواجـدهـم طلبـا فى مشـاكسـتهم التى أصبحـت وظيـفته اليـومـية، وممـا يـدل ان عقـله العاقـل كان يغـيب ويحضـر مـرات متكـررة على رأس السـاعة الواحـد وعلى عكـس رأى العقـلاء الـذين كانـوا يصنفـونه ضـمن زمـرة المصـابـين بمـس الجـن، فالـرجـل عنـد تعامله مـع الصـبية كان يـرمى الحجـارة على الاٍتجـاه المعاكـس لهـم حتى لا يصـيبهم بـالأذى.. تـوفى الشـيخ/ بلمـات فى نهـاية ثمانينيـات القـرن المنصـرم او ربمـا فى مطلـع التسـعينيـات، ويقـال ان كافة مـواطنى المـدينة بمـا فى ذلك موظـفى الاٍدارات الحكـومية واصحـاب المحـال العـامة كانـوا فى وداعه، وان المحـال التجـارية أغلـقت أبوابهـا للمشـاركة فى وداعه الى مثـواه الأخيـر.

2. كانـت هنـاك الحاجة، آمـنة قلـت، والشـيخ داوود الجنـدى السـابق الـذى عـاد مـن ميـدان القتـال فى جنـوب السـودان نتـيجة لاٍصـابته باٍختـلال عقـلى مـن أثـر المعـارك التى شـارك فيهـا هنـاك، كان الشـيـخ داود يطـوف ليـلا بشـوارع المـدينة صـارخـا بـأعـلى صـوته ومـرددا كلمـة، واو، اٍشـارة الى مـديـنة، واو، التى حضـر فيهـا آخـر معاركه بالجنـوب، وكان أطفـال المـدينة يـرددون معه قائلـين، ويــو، كلمـا تلـفظ هـو بكلـمة واو.

3. أيضـا كان هنـاك فى زمـن التسـامح الـذى فقـدنـاه فجـأة مـن غيـر مقـدمـات بعض الظـرفـاء مـن أمثـال، يبـا شـاويـش، الـذى كان يتنقـل مابـين مـدينتى كـرن وأغـرادات مســتخـدمـا تحـديـدا المقعـد المجاور لسـائـق البـص دون ان يسـؤل عـن الأجـرة، وهـذا ان دل اٍنمـا يـدل ان ذلك الـزمـن كان بالفعـل يتميـز بالتسـامح والـرأفة والتكافـل والتعامـل مـع الاٍنسـان بسـلوك اٍنسـانية حميـدة تلـيق بالاٍنسـان حتى لـو كان مختـل العقـل.

4. وسـلطـان آخـر كان يـردد يوميـا على مسـمـع المتواجـديـن فى، مجمـع الأرواح، قائـلا:

مـن آمـرا ولادجـى، تــوْ.. تــوْ ، مـن سـمعــوا، عيـش الـريـف تـو اٍيتـأمسـلـو، اٍلى رصـاص ود عــواتيمـا قبـئ.. دبــان هــوك أنـا حاكيـكوكـم.

5. وكان فى مـديـنة بارنتـو العصـية سـلطان آخـر يـدعى، آدم، وهـذا كان سـلطانه عـدائيـا حـيث تهجـم على اكثـر مـن شـخص وكان آخـر ضحايـاه الشـيخ محمـد زيـن والـد مفتـش مـديـنة، كيــرو، آنـذاك.

المـديـرية الغـربـية فى ظـل حكـومة الجبهة الشـعـبية:

لـم يـكن حـظ المـديـرية الغـربـية مـع الجبـهة الشـعـبية أفضـل مـن حـظ أخـواتهـا الأخـريـات، خصـوصـا وان قيـادة الجـبهة الشـعـبية كانـت تعتبـرهـا القطـب المنـاوئ لهـا، اٍنطـلاقـا مـن عقـدتهـا التاريخــية ومـرضـهـا العضـال وجنـونهـا المجنـون الـذى يتـزايـد كلمـا سـمعـت اسـم جـبهة التحـريـر الارتـرية، عقـدتهم مـن اٍسـم عـزنـا وكـرامتنـا وشـرفنـا الـذى ولــد وتـرعــرع ومـن ثـم أنتشـر الى بـاقى أرضنـا الطـيبة مـن هنـا، مـن أدال عنـوان عـز شـعبنـا البطـل.. عقـدتهم مـن اٍسـم درة قـاشـنـا العـظيم.. جنـونهم مـن سـماع اٍسـم قـرسـت الميـلاد والصــولات والجـولات والمقـام الأبـدى المشـرف لمفجـر كفاحنـا العـظيم.. ضـيقهم مـن اٍسـم أومـال النضـال الطلـيعى.. تبـرمهـم مـن تـاريخ تقـوربـا الوثـبة العظـيمة.. كـرههم الفاضـح لأغـردات الـتى نشـرت وعي شـعبنـا المناضـل.. واخيـرا كـرههم المخلـوط بالحقـد والحسـد والطمـع والـرغــبة فى اٍمتـلاك مـالا يملكـون.. اٍنطـلاقـا مـن هـذه العقـد المتعـددة الـتى لازمتـهم طويـلا ولأسـباب عـديـدة أخـرى ذات صـلة مباشـرة ببـرنامجهم المعـروف بضـيـق الصـدر وقصـر النظـر والـرؤى، لـم تجـد منـهم المنـطقة الآ السـجـن والقتـل وبالعــدم مصـادرة الأرض والممتـلكات، والأمـر سـواء عنـدهم وعلى مختـلف مسـتويـاتهم الفـردية والجماعـية، فالقيـادة المصـابة بهـذه العقـد ومـن يـدور فى فلكهـا كـلهم يمارسـون سـياسـاتهم الـدمـوية المعـروفة، تـلك المعجـونة بالحقـد الـدفـين ومعـادات كل مـن يحمـل رأيــا مخالفـا لـرؤاهـم الجـزئية البعيــدة عـن رؤى حكـام يتطلعـون الى حـكم شـعب يناضـل مـن أجـل اٍرسـاء دعـائـم العـدل والأمـن والسـلام فى ربـوع بـلاده الحـبـيبة.

المـديـرية الغـربية لـم تجـد منهم الآ العــداء الـذى مارسـوه ضـد أخـواتهـا الأخـريـات، بـل تعاملـوا معهـا بطـريقة أكثـر شـراسـة وأعظـم حقـدا، حقـدا أسـودا يبـدأ بـالاٍسـاءات البـذيـئة التى تعافهـا النفـس الطاهـرة ومطاردات يـومـية محـزنة تنتهـى بالتعـذيـب الـذى يسـبق القتـل المهـين، وفى أحسـن الأحـوال قـد تنـتهى بالسـجـن لأى مـن المواطـنـين الأبـريـاء مـن سـكان المنـطقة او عابـرى سـبيـلهـا الأبـريـاء، ومنـذ وصـول هـذه القيـادة الحاقـدة الى سـدة حـكم البـلاد بـدأت بتنفيـذ مصـادرات ظالـمة لعشـرات القـرى التاريـخية، حـيث بـدأوا تنفيـذ جـرائمهم بقـرى منـطقة بـركـا لعـال التى دفنـوا آبـار ميـاه شـربهـا ليجبـروهم على الـرحيـل عـن أرضهم، وقبــل ان يمضـى اٍسـبـوع واحـد على رحيلهم أتــوا بمـن حــل مكانهـم فى ملـكية القـرى والأرض المحيـطة بهـا، حـيث جـاؤوا بسـكان مـن منـطقة كبسـا المسـيحـية دون خـوف مـن مجـريـات المسـتقبـل او خجـلا مـن أفعالهم، وكانـوا أسـخيـاء ورحمـاء معهم بـدـليـل انهم شـاركـوهم فى حفـر وتجهيـز واٍعـادة تأهيـل آبـار القـرى التى أجبـروا سـكانهـا على الـرحيـل عـن أرضهم التاريخية، وفى وقـت آخـر نفـذوا هـذه السـياسـات الطائفـية والعنصـرية على عـامة قـرى القـاش الكبيـر، وآخـرهـا وقـد لا تـكون الأخيـرة اٍعتـدائهم على عشـرات القـرى التاريـخية التى طـردوا سـكانهـا عـن أرضـهم فى شـهـر أغسـطـس 2006م.. يقـول أحـد الشـيوخ الأفاضـل الـذيـن جـلـس معـهم أحـد أفـراد هـذا البحـث المتواضـع، قيـادة الجـبهة الشـعـبية لا تمـلك مخـزون تاريـخى يؤهلهـا لمعـرفة نتـائج أفعـالهـا المشـينة، لـو كانـوا يسـتذكـرون التـاريخ لعلمـوا ان هـذه السـياسـات لا تـؤدى الآ مـزيـد مـن العـداء ومـزيـدا مـن الـدمـاء والفـرقة وضيـاع الكيـان، لـو أسـتـذكـروا تاريخ هـذه المنـطقة لعلمـوا انهم بهـذا الفعــل يحفـزون السـكان على الثـأر وفى نفـس الـوقت يحفـرون قبـورهم وقبـور المـلاك الجـدد بـأيـديهم، يبـدو ان هـذا الشـيخ مصـيب فى رؤاه المتشـائمة، حـيث ان سـياسـات الاٍحـلال فعـلا لا تأتى الآ بالفـرقة واٍسـتمـرار الخصـومة وتحـويلهـا الى عـداء دمـوى، ومـن جانبنـا يـكفى ان نـذكـر قيـادة الجـبهة الشـعـبية، وكل مـن يطمـع فى اٍمـتـلاك أرض الغيـر وفى مقـدمتـهم السـكان الموافقـون على اٍمتـلاك الأراضى، ان ســبب تـأسـيـس الثـورة الوطـنية وبالتـالى اٍشـتعـال الأرض مـن تحـت أقـدام جنـرالات المسـتعمـر الاٍثيـوبى كان سـببه الاٍسـتحـواذ على الأرض والأرض والأرض ومـن ثـم السـيادة الوطـنية والقيـادة الـذاتـية، علـيه نـرى ان سـياسـة التغييـر السـكانى التى تنتهجهـا قيـادة الجـبهة الشـعـبية سـوف لا تـأتى الآ باٍسـتحكـام حلقـات العـداء ومـن ثـم الـدمـار والفـرقة وضيـاع الكيـان او تجـزأته.

علـيه يقـول الشـيـخ (ع. م. محمـود) لهـذه القيـادة الـدمـوية ومعه العـديـد مـن الشـباب الـذيـن يشـاطـرونه الـرأى والسـلوك ـ مهـلا فالـذى حـدث حتى الآن يـكفى لاٍشـبـاع غـروركم فـلا تجـروا الاٍمـور الى الطـلاق الأخيـر الـذى لا رجـعة فـيه، فالـوطن يحلـو العيـش فـيه مـع الشـريـك الآخـر الـذى مـازال يتوقـع مـراجـعة هـذه السـياسـات وبالتـالى عـودة الـوعى الـوطنى الـذى غـاب عـن السـاحة منـذ مجيـئكم مجبـرا المـواطن اٍجـراء مقـارنـات معـيبة مابـين سـلوككم وســلوك المسـتعمـر الأجنبى، فـأتقـوا الله فى أنفسـكم وفى هـذا الشـعب الصابـر، ومـن ضمـنه المجتمـع الـذى سـطـرتـم باٍسـمه بـرنامجـكم المعـيب، نحـن وأهـدافنـا، أتقـوا الله فلـكل أول آخـر، وأدعـوا معنـا ان تـكون آخـرتنـا جميعـا عـودة وعـى يهـدينـا الى الطـريـق السـوى الـذى يوصلنـا نحـو اٍرتـريا العـدل والسـلام، ولا تجلبـوا الـدمـار لهـذا الشـعب الصابـر، ولا تجعلـوه فى وضـع حـرج حتى لا يفلـت العقـل والعقـال عـن اليـد المتمسـكة بـه حتى اليـوم، فـاٍن كان اليـوم لـكم أحسـنوا التصـرف والتصـريـف، فالغـد مملـوك لغيـركم والـديـان لايمـوت ودوام الحـال مـن المحـال.

(محمـود كـرار)

وجـهة نظـر:

فى خضـم التطـرق الى التحـولات التى حـدثـت على القـرى والمـدن الارتـرية شـدنى الحـديـث عـن الشـفتـا السـياسـية التى حـققـت أهـدافهـا دون ان تعـلـن عنهـا او تكشـف أدواتهـا العـاملة، ومـن جـهة اخـرى اخـذتُ بالمقـاومة الشـعـبية القـديمة، تـلك التى حـدثـت كـرد فعــل لسـلوكيـات الهمباتـا والشـفتـا والغـزاة بمختـلف مسـمياتهم ومواقعهم السـكـنية والجغـرافيـة، وبصـفة خاصـة الشـفتـا السـياسـية، لأننى أعجـبت بالعقـلية التى جهـزت الثانـية لتتمـكن مـن اٍخفـاء ممارسـاتهـا التى تعـرفُ سـلفـا انهـا ممارسـات معــيبة ممـا ادى بهـا الى التخـفى وراء مثيلتهـا مـع فـارق الأهـداف، هـذا يعـنى ان الـذى أتى بالفعـل أجـاد الاٍخـراج واٍبتـكار التخـفى، والآخـر كان سـريعـا فى الاٍتيـان بـرد الفعـل الـذى يهبـط أفاعيـل الأول، ومـن هنـا بـدى للمـراقـب الـذى لا ناقـة لـه ولا جمـل فى المسـألة بـرمتهـا ـ بــدى له جليـا كـم وكيـف الـذكـاء الحـاد الـذى سـجـلاه طـرفـا المعـادلة، وخلـص الى نتـيجة متعـادلة ـ تؤكـد ان كل منهمـا متخـصـص فى الجانـب الـذى يتقـنه ويجيـد اللـعـب فيـه بأريحــية لا ينقصهـا الـذكاء والاٍبتكـار الـذى يـذلل معـوقات الوصـول الى أهـدافه مـن أقصـر الطـرق.

كان هـذا بالأمـس، ولـكن مـاذا عـن الحاضـر، يبـدو ان الأبنـاء والأحفـاد كلاهمـا ضــل الطـريـق المـؤدى الى تخصـص أسـلافه الـذيـن تفننـوا فى اٍخـراج مهامهـم بعيـدا عـن الأنظـار، أمـا اليـوم نـرى الفعــل قـد تحـول الى أفعـال حـية تشـاهـد بالعـين المجـردة، وتمـارس بوضـوح تـام على الطـبيعة بعيـدا عـن حـرفة التخـفى والمـواربة، وبالمقابـل أختـفى رد الفعـل الـذى كان يـأتى عجـولا وبتلقـائية لا تحتـاج الى اٍعـداد رجـال او تجميـع سـيوف او رؤى.. هــل هـذا يعـنى ان الأول فقـد سـحـره الـذى كان يسـاعــده على التخـفى أم انه وصــل الى وضـع لا يحتـاج مـعه الى التخـفى والمـواربة، ومـاذا عـن غيـاب الثـانى..؟، هــل حـار به الـدليـل وطـال به مشـوار ردود الأفعـال، أم ان اُمهـات العقـد الأخيـر مـن القـرن العشـريـن توقـفـن عـن اٍنجـاب فـرسـان مـن أشـباه اولئـك الأقـدمـون، على اى حـال الفعـل مـوجـود سـواء جـاء متخفيـا او عيانـا بيانـا فى وضـح النهـار، وقـد يمـارس الفاعـل لاحقـا مهـمة رد الفعــل بجـانب مهـامه حتى يتمـكن مـن تغـطـية غيـاب الآخـر وحتى يسـتقيمـا كفـتى الميـزان ولـو على يـدى قـطب واحـد تيمنـا بالقـطب العالـمى الواحـد، والمـراقـب سـيظـل حائـرا الى ان ينجـلى الأمـر أو يصـفى الميـدان للفـريق المتخـصص فى الأفعـال وردود الأفعـال، عنـدئـذ سـيتـم التعـامـل قطعـا مـع الفـريق الموجـود روحـا وفعـلا ولسـانـا، والحيـاة سـتمضى فى حـركتهـا المعتـادة بمـن يتبعهـا ـ لأن الحـى أفضـل مـن المـيت، طالمـا ظـل الآخـر نائـمـا او غائبا ولا حيـاة لمـن ننـادى.

(همـد الخليـفة ادريـس)

الخاتـمة: مـرارات التيـم العـامـل لاٍخـراج هـذا البحـث المتواضـع:

كان هـذا التـيم به رغـبة أكيـدة ـ وتفـاؤل كبيـر ـ وطمـوح أكبـر لاٍخـراج هـذا البحـث بثـوب أكثـر اٍخضـرارا، ومـادة خصـبة صـادقة تسـبح فى بحـر الحقـيقة البيضـاء، وكان الفـريق يـأمـل ان يتهافـت الشـيوخ والشـباب لمـده بالمعلـومـات التاريخـية الغـزيـرة والوثـائـق الـدامغة التى تؤكـد مصـداقية مايقـال، وفعـلا كان فى اٍنتظـار العـديـد مـن البـرقيـات التى تحمـل عـددا كبيـرا مـن المعلـومـات القـوية والمفيـدة، ممـا جعلـه يسـعى لجمـع عـدد مقـدر مـن المتخصصـين فى تصـفية المعلـومات الـواردة ومقارنتهـا بمـا يوجـد تحـت يـديـهم… ولــكن… ولـكن وا أسـفـاه.. يبــدو ان التـيم كان متفائـلا كثيـرا وان تقـديـراته لتعـاون الشـباب الطمـوح الوثـاب كانـت خاطئـة، او على الأقـل لـم يـكـون التيـم دقيقــا فى تقـديـراته تـلك، حـيث ان تـلك التوقعـات الخاطـئة أصبحـت سـرابـا، و لـم يجـد مـن يمـد لـه يـد المسـاعـدة، ممـا أخجـل أفـراد التيـم أمـام المتطوعـيـن الـذيـن جـاؤوا بـدوافـع قومية خالـصة، فقـد أعـد المتطـوعـون العـدة المتكامـلة المكـونة مـن الأقـلام والأوراق وأجهـزة التسـجيـل والتـدقـيق وبعـض المـراجـع التى أتـوا بهـا لاٍجـراء المقارنـات للوصـول الى اٍثبـات الأحـداث المشـفوعة بالأسـمـاء والتواريـخ والمـواقـع. والـرسـائـل الـواردة رغـم كثـرتهـا كانـت تحمـل فى طياتهـا ومابـين سـطورهـا اٍمـا مناشـدات تحـس التـيم على ضـرورة الاٍسـتمـرار او التشـكيـك السـاذج على معلـومة جـزئية لا يغيـر ورودهـا او غيابهـا شـيئـا فى صـيـاغ الموضـوع، والتـيم تجـاوز بعـض الهنـاة والمـزايـدات التى لا تقـدم او تؤخـر فى صـلب الموضـوع، كمـا غـضـى النظـر عـن فقـر المعلومـات الواردة رغـم اٍدعـاء اصحابهـا بمـا يؤكـد العكـس، ولـكن ان مايعـز عـلى أفـراد التـيم ويؤلمهم هـو الاٍحجـام عـن المشـاركة الفعـالة المطلـوبة، نقـول ذلك لأننـا نعـلم ان هنـالك عــددا مقـدرا مـن الشـيوخ والشـباب يمتـلكـون سـيـل مـن المعلـومـان المطلـوبة، وايضـا يمتلكـون ناصـية اللـغة التى يعبـرون مـن خـلالهـا، ولـكنهم ظـلـوا محجمــين عـن توظيـفهمـا لأسـباب غيـر معلـومة، كنـا فعـلا فى حـاجة الى مبادرات جـادة وورود معلومـات تؤكـد المشـاركة الفعـالة، على الأقـل مبـادرات تجعلنـا نفخـر بـهـا وبهم أمـام، المتطـوعـين القـومـيين، الـذيـن مـدوا لنـا أيـاديهـم البيضـاء مهـدريـن وقتــهم الثمـين فى سـبيـل عمـل قـومى يعـود خيـره اٍلينـا، ولا يصـيبهم مـنه الآ أشـباع رغباتهم فى مسـاعـدتنـا واٍحسـاسـهم بأنهم خـدمـوا ضـمن الاٍطـار القـومى الـذى يؤمـنـون به.

عنـدمـا طلبنـا المسـاعـدة قصـدنـا مـدنـا ببـعض المعلومـان التاريخـية وكنـا فعـلا راغبـين فى ذلك، وكنـا متفائلـين، بـل كنـا نخـشى مـن قـلة عـدد الأشـخاص الـذيـن خصصـوا للقيـام بمسـئولـية مقـارنة المعلومات الواردة ومـن ثـم مـراجـعتهـا وصـياغتهـا وتنقيههـا وتبـويبهـا وغيـره مـن الأعمـال، ولأننـا كنـا نتوقـع ورودهـا بكثافة اكبـر أسـتنجـدنـا ببعـض الأخـوة القومـيين، ولــكن يبـدو ان لا عـلاقة أبـدا مابـين الواقـع الحلـو او غالبـا المـر وبـين رغبـاتنـا وتفاؤلنـا اللامحـدود، نـأســف لهـذه الحـدة التى تضمنتهـا الخـاتمة، ولكن عـزاؤنـا اننـا قـدمنـا اليسـيـر مـن المعلـومات المطلـوبة التى شـحـذناهـا مـن الـذاكـرة او تحصلنـا عليهـا مـن بعـض الخيـريـن الـذيـن أتصلنـا بـهم عبـر البـريـد الاٍلكتـرونى او الهـواتف، أمـا الألـم والحـرج فقـد شـربنـا كـؤوسـه المتـرعة بعيـدا عـن شـريـك يقاسـنـا طعمـه المـر، ولكننـا وللمـرة الثالـثة نطالـب شـيوخنـا الأفاضـل وشـبابنـا الخيـر ان يمـدوا لنـا يـد العـون، حـيث اننـا الآن بصـدد التعـرض لتاريـخ المـديـريـات الارتـرية المتبـقية، وأمامنـا الآن مـديـرية، سـنحـيت / سـمهـر / السـاحـل الجنـوبى، دنكاليـا، وأكلى قـوزاي، أمـا المـديـريـات الأخـرى قطـع شـك سـتأتينـا مادتهـا قبـل ان نطلبهـا، فهـل نجـد مـن يمـد لنـا يـده الكـريمة بواسـطة اى مـن المواقـع الوطـنية الآتية: (أومـال / فـرجـت / النهضـة وعونــا).

والشـكـر أجـزله لهـذه المواقـع الوطـنية التى سـهلـت مهامنـا وتحملـت معنـا تبعـات هـذا العمـل الـذى نحـسـب انه عمـل مفيـد الى حـد مـا، على الأقـل بالنسـبة للجيـل الـذى يفتقـر الى الأبجـديـات التاريخـية والجغـرافية التى تمكنـه تجـاوز مـرحـلة التجهيـل المقصـود الـذى يبـثه نظـام الجبـهة الشـعـبية، على كـل هـذا ماتمكنـا مـن الوصـول اليـه ولعـل وعسى هـذه المعلومـات تفيـد الشـباب رغـم قلتهـا وخلـوهـا مـن الاٍسـنـاد الى مصـادرهـا لأسـباب لا يجهلهـا القـارئ الحصـيف، حـيث ان هـذا النظـام يـقف بالمـرصـاد لـكل مـن يشـيـر الى الحقائـق خصـوصـا بعـد ان اجـرى تغييـرا متعمـدا على المعـالم التاريـخية فى كـافة قـرى ومـدن المـديـريـات الغـربـية التى بـدل أسـماؤهـا مطلـقـا عليهـا أسـماءا تـدلل ملكيتهـا للسـاكن الجـديـد، كمـا انشـأ قـرى جـديـدة ومـازال مسـتمـرا فى اٍنشـاء اخـرى على الأراضى التى طـرد سـكانهـا فى شـهـر أغسـطـس 2006م، وعلى اٍنسـان مناطـق المنخفضـات الارتـرية ان يتـدبـر أمـره بطـريقة مـا ـ وبالعـدم فاليسـتعـين بخـارطة توضيـحية ليتعـرف على أرض أسـلافه الأولـون اسـوة بالسـائح الأجنبى الـذى يجهـل معـالم هـذه القـرى والمـدن السـليـبة.

Top
X

Right Click

No Right Click