قرية بركنتيا
بقلم الأستاذ: محمد ميا - كاتب ارتري - كرن
براكنتيا وتعني (ارض كنتيا) بلغة البلينا يقال كانت تسكن في هذه البقعة امرأة فاضلة
تمتلك عدد كبير من الماشية ابقار وماعز واختارت هذه البقعة لانها كانت غابة غنية بالاشجار والعشب القابله للرعي والمياة متوفرة ولا ينضب طول العام في خور يويت ومازالت براكنتيا تستعين بمياه يويت حتي هذه اللحظة ولكن باسلوب متطور بالطاقة الشمسية والجنريتر وانابيب وخزانات اقيمت بعد التحرير والمسؤل عنها الاخ احمد نور اندول من سكان علم امير او (كبت حسامة) سابقا ومن سكان برا كنتيا حاليا واشتهرت هذه البقعة بوجود المرأة حتي سمية باسمها.
وقبل هذه المراءة الفاضلة الغنية بالثروة الحيوانة كانت تسكن فيها قبيلة الكازين قبل رحيلهم الي اماكن مختلفة في ارض الله الواسعة هربا من الامراض التي انتشرت في ذالك الزمن وتوجد منهم حتي الان اسر محترمة. لا نمتلك للاسف وسائق ومراجع نستند عليها ولكن نقتبسها من قصص شفهية.
وازدهرت براكنتيا بعد ان سكن فيها رجل معروف بشجاعته وشهامته وصاحب اليد العليا مضياف كريم الاصل ابو اليتامة ومعين لكبار السن وسند للفقراء الي هذه القرية من حبوب.
يقال كان يمتلك ثروة حيوانيه ضخمة وكان يسخرها للفقراء وخصوصافي موسم الزراعة يستعينو المزارعين لحراثة الارض بثيرانة ويعيدوها بعد الموسم رجل اشتهر بعمل الخير في ذالك الزمن الصعب ويقال كان يتفقد لكبار السن ويحلق شعرهم ويطمئن علي قوت يومهم حتي يعود اليهم حاملا ماقسمه الله لهم حتي اكرمه الله بمكانه عالية وسيره طيبه وزرية صالحة، الا وهو كنتيباي هداد ود ركا طيب الله ثراة المولود في حبوب.
وسكن بركنتيا وباسباب سمعته الطيبه وقيامة باعماله الخير وشجاته وطيبة معشره رحلو معه العوائل من قري مختلفة وسكنو بجواره وهناك من سبقوه في السكن في هذه القرية هم الكازين والطنفاي وفي القرية المجاوة لها (مرجن) ال بروت و بيت زرؤ وعدي شحاي وال هرفة من تخلي لطون ومن قبيلة عد طفع.
وفي براكنتيا اعلنت اولي عمودية لي قبيلة تسأن متمثله في كنتيبا هداد ود ركا وازدهرت براكنتيا وبعد وفاته خلفه ابنه كنتيبا محمد وفي فترة هذا الزعيم كنتيبا محمد زار برا كنتيا الامير عثمان دقنة امير شرق السودان وكان الامير رحمه الله أزيره كلاسد بطلا ومغوارا وليضمن سلامة خلفيته لابدا ان يوطد علاقته مع كنتيباي محمد ود هداد.
وفي تلك الزيارة لم يبخل منه كنتيباي محمد ود هداد بما يملك اذ دعمه بالرجال والعتاد والمال اكثر من اربعين شابا تبعث من عيونهم شرارة الحرب بقياد الفارس المغوار الشيخ ابراهيم دارماس من ال تخليطون الذي يوجد سيفه في متحف امدرمان في السودان.
وكذالك في تلك الليلة ليلة الاحتفال وفي وسط اهازيج المديح والطبول انجبت زوجة كنتيبا محمد بأبن زكر وسميا باسم هذا الامير (عثمان دقنه) ود كنتيبا محمد والد كل من ابراهيم وحسن دقنه.
وعندما عادا الامير ذهبو بصحبته من هذه المنطقة اربعون فارسا من جميع فروع هذه القبيله بقيادة ابراهيم درماس عونا وسندا له في قتاله مع اعداء السودان وعندما انتهت الحروب عادو جميعهم سالمين.
تجاور ل برا كنتيا قري عدد منها قرية ليخ مرا وحملمالو ومرجن وزرون ودادو وحبوب ودولاقدا ودقي وعلم امير وسروا وازرقت وقارسقر ودقي بدير وتوفالبو ودقي واليكو افشروق.
وبعد كنتيباي محمد خلفه ابنه البكر كنتيباي فكاك وفي عهده افتتحت فيها المدرسه الابتدائيه عام 1946 وكانو المعلمين فيها الاستاذ محمد حامد محمود والاستاذ حسنين عافه اسفداي ومن ابرز طلابها الاستاذ يسن ادم حامد والشهيد ادريس رمضان ايلوس ومحمد ود نور ود كنتيبا محمد وجابر علي جامع عثمان وابوبكر الكاتب والشاعر المعروف (بشاعر النملة) واخرين.
وكان في برا كنتيا دكان عمي نور ود كنتيبا محمد وطاحونه العم الشهيد هداد ود كنتيبا فكاك والتي نقلت الي مدينة كرن عام1967 بعد ان ساءت الاحوال
الامنية باسباب الحريق والنهب والقتل بيد جيوش هيلي سلاسي كماهو حال دكان عمي نور ود كنتيباي محمد وخاصتا ان برا كنتيا تقع في الطريق الرئيسي المتجة الي حلحل وشارع اخر المتجة الي ازرقت ومنه الي هبرو.
اما سكان برا كنتيا كانو عد راكا وطنفاي وكازين وحرابسو وال فايد وال هرفة وال بيطروس وال الشيخ ابراهيم ود شيخ عمر وال بروت ال دمساس وال تخليي وال اكد من عد طفع وجوين ولربما اخرين لم اذكرهم.