مصوع في الذاكرة
بقلم الأساتيذ: حسن إدريس نايب (باظعاي) و جمال حمدان
بسم الله الرحمن الرحيم
بحلول عيد الاضحى المبارك اتقدم باصدق التهاني والتبريكات وكل عام وحضراتكم بخير،
وددت ان انتهز هذه المناسبة الكريمة واعود الى الذاكرة في مثل هذه الايام المباركة بمدينة مصوع حاضرة البحر الاحمر هذه المدينة العريقه بتاريخها ومعالمها الحضارية هي لؤلؤة البحر الاحمر والتي تضم هذه المدينة العريقة عدد من المعالم والمباني الاثرية والتراثية مثل مسجد الصحابة رضوان الله عليهم.
قبل اكثر من الف وأربعمائة عام وكذلك مسجدها التاريخي مسجد حمال الانصاري ومسجد الامام الشافعي الذي بني قبل ٨٠٠ عام وهناك قصر السرايا العامر الذي شيد في العهد الدولة العثمانية وكذلك مينائها العتيق وبيوتها الجميلة والتي توحي لزائريها فنا معماريا وهندسيا متميزا ولايمكن لاي زائر لمدينة مصوع ان يمر بها دون ان تستوقغه بيوتها التراثية ورواشينها الابداعية التي تتميز بجمالها المعماري الفريد والذي يدل على الهيبة والشموخ والصمود احبابي.. هذه نبذة بسيطة عن هذه المدينة الصامدة مدينة باضع.. مصوع التاريخ والحضارة والصمود.
مرة اخرى اعود للذاكرة في موسم الاشهر الحرم ذوالقعدة وذوالحجة ومحرم هذه الاشهر تجد مدينة مصوع تعج بالزائرين والوافدين اليها من المحافظات الاريترية ومن الحبشة والمتجهين ارض الحرمين الشريفين لاداء فريضة الحج عن طريق البحر تشاهد اسواق مدينة مصوع تعج بحركة تجارية كبيرة في اسواقها وفنادقها ومن عادة اهل مصوع اكرام الضيف وفتح مجالسهم وبيوتهم وخاصة حجاج بيت الله الحرام.
وذلك حتى موعد سفرهم الى مدينة جدة بواسطة شركة باخشب للنقل البحري و من خلال هذه الجموع الوافدة كنت اشاهد حركة تجارية تنتعش فيها المدينة و كان يستفيد منها التجار في كافة المجالات التجارية مثل الفنادق و المطاعم و مكاتب صرافة العملة.
وحينما يأتي وقت السفر ترى البهجة و الفرحة في وجوه الناس وتسمع الاناشيد الدينية و المدائح النبوية و التلبيات (لبيك اللهم لبيك) و من عادة كبار رجالات مصوع يقومون بتوديع الحجاج من داخل الميناء عند سفرهم و عند قدومهم، ومن الذاكرة ايضا كنت ارى بحارة اندونيسين في شوارع المدينة يمكثون اكثر من شهر انتظار لعودة الحجاج الاندونيسين واثناء تواجدهم في هذه الفترة كنا نشاهدهم يبيعون من منتجات شرق اسيا مثل الساعات (سينسا روبوبنو)، نظارات شمسية، تحف منزليا والعاب اطفال، بنطلونات وجاكيتات الجنز، فوط سمراندا وطاقية اندنوسية (سجائر بنكهة القرنفل).
وكانت تنشط حركة البيع والشراء وانتعاش في الاسواق وهكذا تعيش مدينة مصوع في هذه الفترة استقبال ضيوف الرحمن حتى عودتهم نهاية شهر محرم بعد اداء الفريضة حاملين معهم المصاحف و السبح وسجاد الصلاة ماء زمزم وبعض المنتجات السياحية وتحف رموز عن مكة والمدينة المنورة وساعات الحائط لودعها في مجالس بيوتهم وهداية لاهلهم و مواصلة طريقهم الى ديارهم امنيين مطمئنين.
وفي الختام سائلين الله ان يعيد تلك الايام و بافضل مما كانت.