عادات وطقوس رمضان ارتريا
المصدر: زينا ٢٤
رمضان في ارتريا يشبه رمضان في كل البلدان العربية والإسلامية، من حيث مظاهره وطقوسه المتعلقة بالتعبد، والاعتناء بالمساجد،
والتكافل والتضامن، وإقامة موائد الرحمن للفقراء، لكن تظل هناك بعض الخصوصيات التي تميز ارتريا التي يبلغ نسبة المسلمين فيها 68 ٪ من مجموع السكان.
قبل رمضان، يتصالح المتخاصمون، وتتصافى النفوس، ويقوم الأهالي بتجديد المساجد وتنظيفها وتزينها بالأنوار، وما أن تثبت الرؤية، ويعلن سماحة مفتي الديار دخول الشهر الفضيل، حتى يهرع المسلمون لاستقباله في بيت كبير العائلة، حيث يتبادلون التهاني، ويتناولون وجبة السحور مع بعضهم بعضاً.
وعموما، ينعكس المخزون الثقافي، وطبيعة الأرض ومناخها على المائدة الرمضانية في ارتريا، كما تكتظ المساجد بالمصلين، وتقام حلقات الذكر ودروس تحفيظ القرآن، ويزيد التواصل والتراحم بين الأقارب والجيران، وتعم الصغار فرحة عارمة، تختلج في أفئدتهم طوال الشهر الفضيل.
ومن أشهر ما إعتاده الارتريون في رمضان، «السمرة»، وهي جلسات مسائية يتجمع فيها الأهل والأحباب، و«الدلخ»، وهي الشطة الحارة الارترية، التي يتجمع النساء والجارات لتحضيرها ثم توزع عليهم، بالإضافة إلى جلسات القهوة. أما المسحراتي فحكايته مختلفة كثيراً في ارتريا عن بقية الدول العربية والإسلامية، حيث إنه يتناول طعام السحور عند آخر أسرة في الحارة وصلها قبل أذان الفجر.
وتعرف ارتريا طقوساً خاصة في بعض مناطقها، تتعلق بوداع رمضان، ويبدأ ذلك من منتصف الشهر الكريم، حيث يتجمع الارتريون كل ليلة في مسجد معين، ويقومون بأداء المدائح والأدعية حتى نهاية رمضان، ويؤدون صلاة التهجد في العشر الأواخر، ويخصون ليلة القدر بالقيام والدعاء والابتهال لله سبحانه وتعالى.
رؤية الهلال:
يقوم مجلس الإفتاء باستطلاع هلال رمضان وذلك عن طريق الناس الذين يتواجدون في الأماكن المرتفعة في ارتريا وفي حال مشاهدة الهلال يبلغ اقرب مركز شرطة، وإذا تعذرت الرؤية فان ارتريا تعتمد على المملكة العربية السعودية وتصوم معها.
الدروس الدينية:
شهر رمضان في ارتريا له مذاق وطعم خاص، تكتظ المساجد بالمسلمين رجالا ونساء ويكون في كل مسجد جدول يحدده المشائخ الذين يقدمون الدروس الدينية وتعقد تلك الدروس الدينية وحلقات الذكر بعد صلاتي الظهر والعصر.
تحضير الإفطار:
وخلال رمضان تقوم ربات البيوت بتحضير مائدة الإفطار التي تشتمل على الشوربة التي يبدأ عادة في تجهيزها من وقت الظهر أو العصر، بحيث يسلق اللحم مع البهارات، ويضاف القمح المكسر «الجريش»، ويترك ليطهى على نار هادئة، وقبيل المغرب، يضاف له السمن البلدي. ويقدم الطبق إلى جانب السمبوسة، وتحضر طازجة يومياً، بعمل حشوة من اللحم المفروم أو السمك، وتحمر في الزيت، وتشمل المائدة الرمضانية أيضاً على التمر والماء وعصير البرتقال أو الليمون وبعض عصائر الفواكه الموسمية والسمبوسة واللقيمات والشوربة والقرمش والمشبك وفتة الشفوت، وهي عبارة عن رقاق يسمى لحوح «كسرة»، يمزج مع الروب والفلفل والثوم، وفتة الثريد وتسمى باللغة المحلية « فتفت»، والارتريون لا يهتمون كثيراً بالحلو، وتعتبر اللقيمات من الحلويات، وتضاف إليها أطباق أخرى مثل المهلبية والفالوديا، وهناك العصيدة التي تؤكل بالعادة في وجبة السحور، بحيث لا يكاد يخلو منها بيت، وهي تعمل بالبر «القمح الكامل» أو الشعير أو الدخن.
الافطار:
القمح والشعير والشطة الحارة والبهارات من أساسيات المطبخ في ارتريا، والشوربة هي الطبق الأساسي على المائدة في رمضان، مع رقائق السمبوسة والعصيدة، وأول ما يقدم للصائم في رمضان المديدة الساخنة المخلوطة باللحم ولكن يفضل الصائمون تناول التمر والذهاب الى صلاة المغرب ثم العودة لتناول الطعام، ومائدة إفطار رمضان تتكون من الكسرة العادية والبعض يتناول العصيدة وكذلك الخضروات بجميع أنواعها وكذلك الموز والفواكه والمشروبات الباردة.
مظاهر وطقوس:
ويستعد الارتريون بتجهيز أطباق ومقبلات عدة قبل بدء رمضان بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، خاصة معجون الشطة الحمراء الارترية، والتي تتكون من الفلفل الأحمر الحار، مضاف إليه أنواع خاصة من البهارات وتسمى باللغة المحلية « الدلخ»، وتوزع على الجارات. وتنشط في ليالي رمضان جلسات «السمرة»، ومنها جلسات خاصة بالسيدات والبنات، حيث يجتمعن في بيت إحداهن بشكل دوري بعد صلاة التراويح، ويقمن بعمل المشغولات اليدوية من طواقي الرأس للرجال والصبيان وحياكة «الشراشف»، ومناديل الجيب ومشغولات الصوف و«الكنفا»، ومشغولات الخرز، وغيرها من أعمال تطريز، تبرع فيها الارتريات، استعداداً للعيد.واعتاد الأقارب والجيران إرسال «صواني» الإفطار إلى المسجد وللأسر المحتاجة، ولكبار السن الذين لا يستطيعون تجهيز الإفطار في منازلهم.
طقوس القهوة:
وللارتريين طقوس ما بعد الإفطار، بحيث يقدم الشاي والقشر والقهوة، حيث يتم تحميصها وطحنها، وإضافة الزنجبيل والهيل وتوضع في إناء خاص يسمى «جبنة» مصنوعة من الفخار، وتوضع على الفحم حتى الغليان، وتجهز طاولة خاصة بها، يوضع عليها الفناجين والسكرية والمبخرة، حيث إن البخور من الطقوس الأساسية مع الجبنة، ويقدم معها "حمباشا"، وهو عبارة عن خبز مصنوع من الطحين والسكر والخميرة والسمن البلدي، وتتزين بخطوط هندسية، وتلتف الأسرة حول الجبنة التي يتم تناولها على ثلاث مراحل، بعد كل مرحلة توضع على الفحم، حيث الفنجان الأول يسمى "الأول"، والفنجان الثاني يسمى "البركة"، والفنجان الثالث يسمى "الخضر".
العشاء والتراويح:
بعد صلاة العشاء مباشرة تقدم الدروس الدينية ومن ثم تقام صلاة التراويح ثم يذهبون الى منازلهم لتناول طعام العشاء ومائدة العشاء تتكون من: (أرز، ولحم ، وشعيرية، ومكرونة).
السحور:
ومن الطقوس الرمضانية التي يختص بها الارتريون «سحورك يا صائم» أو «المسحراتي»، حيث تبدأ مجموعة من الشباب بتنبيه الناس عن قرب موعد السحور بترديدهم لجملة «سحورك يا صائم» حتى يصلوا إلى آخر بيت في الحارة الذي يدعوهم لتناول السحور معهم. ويحتفي المسلمون في ارتريا كثيراً بالأطفال عندما يختمون المصحف الشريف، وبمجرد أن يحفظ الطفل الجزء الأول يقام له احتفال بسيط، وعندما يتم حفظ القرآن كاملا، «تذبح له ذبيحة وتوجه الدعوة إلى الأهل والجيران وجميع أقرانه الذين يدرسون معه في الخلوة».
وأيضا في السحور يتناول الارتريون العصيدة، ويفتحون في منتصف العصيدة حوض يوضع عليه السمن البلدي والحليب او اللبن من حول العصيدة، ولعل من العادات المهمة في ارتريا ان كل الاسر المسلمة تقوم قبل قدوم شهر رمضان بشراء السمن البلدي استعدادا لهذا الشهر الكريم.
وبعد تناول طعام السحور تكون الجبنة "القهوة" شيئاً ضرورياً، ومن طقوس صناعة الجبنة شربها مع حرق البخور ثم الذهاب لاداء صلاة الفجر.
العشر الاواخر:
يذهب الجميع الى المساجد لصلاة التهجد يوميا الى وقت السحور.
ليلة القدر:
في ليلة القدر لا تكاد تجد مكان في المسجد من كثرة المصلين.
عادات دائمة:
في العاصمة اسمرا يعمل الارتريون على إحضار المأكولات إلى المساجد كل يوم جمعة ويوم الاثنين يقام مولد في المسجد وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وحتى قبل ذلك حيث يقوم الارتريون بإحضار الأكل إلى المسجد رحمة أو ترحما على موتاهم ابتداء من الخامس عشر من شهر رمضان.
عادات يوم العيد:
تقوم كل أسرة توفي فيها الجد أو الاب بدعوة الناس لتناول طعام الفطور ثم يدعوا الحاضرون الى مائدة الطعام الى الميت ولكن لاحزن في هذه الطقوس لان ذلك يوم العيد.