لمحات مضيئة في مدينة مصوع
بقلم الأستاذ: أحمد السيد عثمان - كاتب وبـاحث ارترى
يسعدني أن أقدم للقارئ الكريم بعض من اللمحات المضيئة في مدينة مصوع، حيث كلنا يدرك
أن المعلومة ضالة القارئ يمكنه الحصول عليها من شتى المصادر، ولكن المهم هو الحصول عليها من مصادر موثوق منها، ولهذا فنحن نتوخى الحقائق فيما ينشر ونستقي المعلومات من مصادر موثوق منها.
هذه المدينة الهادئة التي علمتنا كيف يكون الصمود والتضحية أبان التحرير، كان لديها ماضي مشوِّق يحمل لمحات مضيئة، في كثير من المجالات منها، المجال التجاري والرياضي والاجتماعي والثقافي، وسوف لن نتركم أي لمحة مضيئة نعرفها.
نشطت التجارة في مدينة مصوع سريعًا في عام 1903م ونشطت معها حركة الاستيراد والتصدير، وهذا الزخم التجاري يتطلب إلى إدارة واعية مؤهلة، وعليه فقد أنشأت عدة مكاتب للمراسلات التجارية بين التجار والشركات الخارجية للوارد والصادر، حيث كان يعمل لديها كثير من أبناء مصوع وضواحيها، كونهم يجيدون اللغتين العربية والإيطالية، من هذه المكاتب:-
• محمد علي فكاك آيم – Berti
• محمد علي ادريس نائب – Martine
• صالح قعص – Rowida
• اري عثمان – Kadotti
• احمد شيخ علوي الصافي – Necola
بجانب هذه المكاتب كان هناك ما يعرف بالوسيط التجاري أو ما يعرف بالمندوب التجاري، حيث كانوا ينتدبون إلى الدول المجاورة من قبل التجار لمعرفة احتياجات تلك الدول أو المدن من البضائع ولزيادة التبادل التجاري بين تجار تلك المدن، وقد عمل في هذا المجال كثير من أبناء مصوع، على سبيل المثال لا الحصر منهم:-
• حُمد إدريس منصعاي ،
• أفراد من عائلة دافلة ،
• محمد نور منناي ،
• حمد شنيتي ،
• عبدالله محمد سالم .
سوق المنتجات البحرية من الكوكيان وخيار البحر:
في البدأ، كان سوق الكوكيان في مدينة جيبوتي ولكن نظرًا لازدياد النشاط التجاري منه في مصوع، انتقل السوق إلى مصوع، الأمر الذي أدى إلى إرسال الشركات الفرنسية ذات الاختصاص في هذا المجال، مندوب لمعرفة أسباب النقل، وبعد دراسة السوق ونشاطه وجدوا أنها جديرة أن تكون البديل، بالإضافة إلى وجود النوع الجيد في مياهها.
سوق حراج الكوكيان:
في هذا المجال كان سوق الحراج في منطقة خاصة بداخل نطاق الميناء حيث كانت جميع السنابيق المحملة به والقادمة من مختلف سواحل البحر الأحمر ترسى قرب الموقع وتسجل ما لديها من الكمية ثم يفرز نوعيًا من الدرجة 5–10، ويباع بالمزاد العلني عبر مناديب التجار. وبعد إنهاء عملية البيع ينقل إلى جزيرة شيخ سعيد لتنظيفه وفرزه ثم يخزن في مستودعات إلى حين تصديره.
وفي عام 1935 انتقلت مستودعات التخزين إلى منطقة "زحكر" وهي منطقة ساحلية تقع بين شرق مدينة عداقة وقبل شركة عجيب بالإضافة إلى المستودعات فقد أنشأ عليها أول استاد رياضي يعرف بملعب "زكير" كانت تقام عليه المباريات بين الفرق الإيطالية.
اللؤلؤ:
اللؤلؤ وما أدراك ما اللؤلؤ... هذا المنتج البحري، المشهور والمحبوب، والغالي، معروف من زمن طويل، ويعتبر الصدف الموجود في أرخبيل دهلك من أجود الأنواع الذي يوجد بداخله اللؤلؤ الممتاز.
في هذا السياق كانت السنابيق التي يمتلكها مختلف الغواصين من الجهنية من شمال السعودية والكويت والبحرين، يتجهون إلى مدينة مصوع لبيع ما لديهم من اللؤلؤ لتجارها، كونها مركز نشاط تجاري، حيث تتم عملية البيع عبر وسيط تجاري لديه خبرة في هذا المجال، كان منهم على سبيل المثال لا الحصر:-
• عثمان أحمد منى ،
• منصوري ،
• حسن تكروري ،
• سالم ملقب منصوري .
بالإضافة إلى ما سبق، فقد كان يصل إلى مصوع تجار من الهند والخليج وأوروبا لشراء اللؤلؤ لجودته العالية.
ويعتبر السيد علي عبدالرحمن النهاري من أكبر وأشهر تجار اللؤلؤ في مصوع دون منافس، حيث ذاع صيته وشهرته في دول الخليج وكان نشاطه التجاري غير مسبوق في هذا المجال.
أنواع اللؤلؤ:
يوجد عدة أنواع من اللؤلؤ، يتم الحصول عليه بطريقة تعرف بطريقة الفرز، حيث يوضع كمية من اللؤلؤ في منخل خاص بهذه العملية.
ومن خلال المنخل نحصل على أربعة أنواع وهي:-
• دقة ،
• ناعمة ،
• حبوب ،
• جواهر وهي أكبر حبة لؤلؤ، وكلما كان حجم اللؤلؤ ناعم وكبير زاد قيمته في السوق المحلي والدولي.
ازدهرة التجاره في تلك الفتره بزخم من الاحداث التجاريه والاجتماعيه ونظرا لهذا الانفتاح التجاري فقد انشاءة اسواق عديده.
مثل اسواق:-
• الذهب ،
• الفضه ،
• القماش ،
• البز .
وتقع هذه الاسواق بما يعرف (الجلارياء) وسوق العرب الشعبي.
وهو سوق تجاري تاريخي قديم ويقع هذا السوق في حي تجاري، وهو مسططيل الشكل مسقف بسقف هندسي جميل لحماية المواطنين من حرارة الشمس وكانت مثل هاذه الاسواق المسقفه والمنتشره في كثير بلدان العالم مثل القاهرة وسورية وجدة.
سوق الجلاريا ينقسم الى قسمين:-
القسم الاول: يبدا من امام مسجد المرغمي وينتهي الى نصف طول السوق.
ويسما سوق القماش (اوالبز) وكان يعرف ايضا بأسم سوق الهنود (البنيان) وكانت المتاجر مملوئة والمستوردة من الهند وسوريا ومصر
عبر تجار مواطنين وغيرهم.
القسم الثاني:
من الجلاريا وهو سوق الذهب والفضة.
وكان يعمل بصياقتة كثير من الصناعية يمتازون بمهارات فائقة، مثل بية الصايغ وبية خير الدين وكان مشغولات محلية ومستوردة.
وكان شيخ الصاغة من بية صايغ ولايفوتني ذكر العطاره التي كانت تحتوي انواع مختلفه من الاعشاب والبخورات وكانت عطارة الشيخ عطية يماني واخوه من اشهر واقدم العطاره في الجزيرة.
وهذي الجلاريا تعتبر من الاشياء التاريخية القديمة والتراث وكانت تعج باناس لاتج مكان او طريق للمشي وايضا العماير من الطراز القديم أبان العهد التركي والمصري وايضا الطراز الإيطالي.
والتي تتميز بزخارف وجمليات والنقوش والرواشين والمشربيات والشبابيك المطعمه بزخارف هذا كله تاريخ وحضارة وتراث اسلامي.
وأيضا الطراز المعماري سراية عراكي باشا حاكم عام مصوع (جبي) والكل يعلم عندما يكون لهو تراث وحضاره يحافظ عليها لم تهتم بموروثونا الحضاري ولكن ولكن لماذا هكذا.
سوق الخضار والفواكه:
هذا السوق يقام على اعمده حديديه مسقوف من اعلاه ومن داخله مقسم لعدة اقسام.
وتتوزع منه محلات لبيع انواع الخضار المختلفه.
في عداقة كان له سوق الجملة بيع عن طريق الحراج في مواسم الطماطم والحبحب (برجيق) ووالخربز ووبامية و ملوخية والرجلة أمام مركز البوليس بجوار مدرسة لوؤول مكنن.
• محمدنور عبدالقادر ،
• ابراهيم دسته .
سوق اللحم:
مقابل سوق الخضار تحت عمارة باحمدون لبيع اللحوم.
وقد كانت اللحوم تنقل بواسطة سياره مبرده من المسلخ الى سوق اللحم. وتحت رقابة البلديه وقد كان اقدم مسلخ في طوالوت جنوب ثلاجة البرد قبل ان ينقلوها الى مكان اخر.
وهناك بعض من افراد العائلات لهم محلات اللحوم والمواشي. كانو مختصين لبيع اللحوم.
مثل افراد من عايلة:-
• باقر ،
• الصايق ،
• عمر زرنوقي ،
• ومحم ،
سوق السمك (البنجله):
كان هذا السوق من اجمل الاسواق. حيث كان بشكل هندسي جميل. يوجد بداخله ثلاجه لحفظ الاسماك. وعدد من المصطبات المغطاه برخام. وعلى كل واحده منه ميزان ومروحه لتلطيف الجؤ. وكان يخضع للمراقبه من افراد البلديه اضافه الى عمال النظافه يغطوه عند انتهاء العمل.
وكانت (بياسة) سوق سمك في بلوكو قبل بناء سينما (ايدا) سقالت وبعض تحولها في طريق السلاخانا على الشاطئ.
الاشخاص الذين يبيعون في البنجله:-
• العم/ادريس محمد حنبولي ،
• العم/ عبده حنبولي ،
• العم/عثمان حنبولي ،
• العم/يوسف قرباش .
الاشخاص الذين يصطادون بالهواري مثل:-
• خليفه مطري ،
• عطاء مولى .
وتقع هذه الاسواق المذكوره اعلاه في حافة (السقرين).
المعارض:
ونظرًا لأهمية المعارض، في معرفة أنواع المنتجات فإنه قد أقيم عدة معارض، ففي عام 1921م أقيم معرض في إيطاليا بمدينة ميلانو يعرف بمعرض ميلانو السنوي يعرف Veira Di Milano، اشترك فيه السيد حسن محمد الصافي بمنتوجات بحرية، حيث وزعت شهادات تقدير للمبدعين، مرفق للقارئ صورة من الشهادة.
كما أقيم أول معرض تجاري في أسمر في عام 1932م وذلك بمناسبة زيارة ملك إيطاليا لارتريا وكان معرض تجاري / صناعي / زراعي وقد وزعت شهادات للمشاركين في المعرض.
وفي عام 1944م أقيم معرض تجاري / صناعي / زراعي آخر في شارع الملك حيث ما يوجد الآن مبنى البلدية والمحكمة في عهد الانتداب البريطاني وقد شارك فيه كثير من المصانع التي كانت في أسمرا وفي دق أمحري بالإضافة إلى تجار من مختلف مناطق ارتريا.
النشاط الرياضي:
لقد اهتم شباب مصوع بالنشاط الرياضي عامة، وبكرة القدم خاصة، وكانت لهذه اللعبة الساحرة جمهور كبير يتذوقون المهارة الكروية، وكان فريق البحر الأحمر أول فريق تكون في مصوع عام 1925م، ومن رواد هذا الفريق المشهورين هم:-
• يسلم سالم سليم ،
• بادوري ،
• ياسينو .
وكانت المباراة تقام في ملعب بمنطقة "رأس مدر" شرق المستشفى، بين فريق البحر الأحمر وفرق البحرية الإيطالية، وبمرور الزمن تطور النشاط الكروي في مصوع وضواحيها واكتسب اللاعبين خبرة ومهارة.
وزاد عدد الفرق الرياضية، ومن أهم هذه الفرق في تلك المرحلة أربعة فرق هي:-
• فريق حرفيفو ،
• فريق النصر Victoria، يرأسه حسين حسن الصافي ،
• فريق البحر الأحمر، يرأسه عبدالسلام إبراهيم هلال ،
• فريق سافويا savoia. يرأسه إبراهيم حامد بليناي .
ومن أشهر لعيبة فريق النصر:-
• محمد علي سوري ،
• عبدالله إبراهيم فليح "كرميشة" ،
• حامد محسن الصافي ،
• عبدالعزيز أحمد فقيه ،
• محمد علي سكيرة ،
• ودي هلقة .
وفي شهر ديسمبر عام 1944م انتهى الدوري الرياضي على كأس شباب مصوع بين الفرق الأربعة وكان بطل الدوري فريق النصر Victoria حيث حصل على الكأس وأقيمت المباراة في منطقة زحكر في ملعب زكيرا.
نادي الإصلاح:
الجدير بالذكر كان للنشاط الثقافي والعلمي بجانب النشاط الرياضي اهتمام ملحوظ في مدينة مصوع ففي شهر مايو عام 1945م أنشأ نادي الإصلاح في حارة "الصقرين" في عمارة عبده بشير، وبجهد خاص من أبناء مصوع، حيث أنيط رآسة النادي بمحمد نور أحمد أفندي وعضوية كل من:-
• صالح أبوبكر بشير ،
• برمبراس محمد عبدالله ،
• محمد أبوبكر ياقوت ،
• عثمان عبده بشير ،
• علي محمد نور مهري ،
• إدريس حسن آيم ،
• آدم محمد سقاف ،
• رمضان منتاي ،
• بخيت .
وفي هذا السياق، فقد اهتم النادي بالنشاط السياسي والفرق الرياضية من حيث التدريب، وكان للنادي بطاقات عضوية واشتراكات شهرية وبجانب النشاط الرياضي، فقد اهتم بالنشاط الثقافي والديني بالإضافة إلى إنشاء مدارس ليلية لدراسة اللغتين العربية والإنجليزية لمن يريد مواصلة دراسته العلمية لتحقيق طموحاته، وأعطى النادي اهتمام خاص بالشباب في شتى المجالات.
زيارة أعيان مصوع وتوابعها لإيطاليا، لحضور زفاف ولي العهد الإيطالي:
قدمت الحكومة الإيطالية للشيخ الأمين الشيخ عبدالقادر، وأعيان مصوع وتوابعها دعوة لحضور زفاف ولي العهد الإيطالي في روما، الأمير Depoimenti حيث حضر الزفاف أخيه الشيخ إبراهيم شيخ عبدالقادر نيابة عنه؛ برفقة أعيان مصوع، ثم عادوا من إيطاليا بانطباعات جيدة.
الجمعية الخيرية الإسلامية:
إن فكرة تكوين هذه الجمعية كانت تراود كل من حامد عبدالله حمدان وحسن محمد سالم باطوق ونجيب جمبلاط، ومن ثم عرضوا الفكرة إلى الشريفة علوية المرغني كي تعرضها على أعيان مصوع لمناقشتها واتخاذ اللازم.
اجتمعت الشريفة علوية لمناقشة الموضوع مع مجموعة الأعيان، وهم:-
• نائب أحمد عبدالكريم ،
• السيد حسن محمد الصافي ،
• إدريس علي سليمان ،
• حسن عبدالله بامشموس ،
• قاضي حسن عثمان ،
• حسن إدريس كردي ،
• ناظر محمد نور نائب ،
• محمد عمر بازرعة ،
• عبده عباسي ،
• عبده بشير .
وبعد النقاش كونت الجمعية في عام 1932م.
لقد أنيط عمل الخير بكافة مجالاته على هذه الجمعية ومن الشيء المميز الذي قامت به هو تكوين لجنة خاصة تهتم بدفن الموتى للمقيمين والوافدين إلى مصوع وليس لديهم أقارب فيها، حيث كان لهذه اللجنة موقع معروف وسيارة لنقل الجثمان وكافة مستلزمات الدفن. وتجرى هذه العملية بالمجان ابتغاء لرحمة الله. وكان للجمعية سائق وعمال يقومون بكل المهام نظير راتب شهري.
أيها القارئ الكريم، هذه بعض من الملامح المضيئة، التي نستشرق بها المستقبل.
وإلى اللقاء في موضوع آخر إن شاء الله،،،
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
التعليقات
سوق الخضار في عداقة:
كان له سوق الجملة بيع عن طريق الحراج في مواسم،
الطماطم والحبحب (برجيق) والخربز وبامية وملوخية والرجلة،
أمام مركز البوليس بجوار مدرسة لوؤول مكنن.
وكانت (بياسة) سمك في بلوكو قبل بناء سينما (ايدا) سقالت
كان العم عبد حمبولي وبعض تحولها في طريق السلاخانا على الشاطئ كان يعمل فيها العم يوسف قرباش.