احدى اروع قصائد الشاعرة والاديبة الراحلة شريفة العلوي رحمها الله واسكنها الفردوس الاعلي
بقلم الأستاذ: شامي محمود - كاتب وناشط سياسي
أعيدوني لأحلامي
أعيدوني لأحلامي
ليوم صاغ أفكاري
وأبعاد المسافات
أعيدوني
لشمس نسقت في القلب
بعضاً من مسراتي
أعيدوني
لنبع أنهل الصحراء
والصحراء باتت رهن الواني
أعيدوني
فليت البعد طيف من لقاءاتي
غريب الناي اعزف لحن
آهاتي
أبث الوجد من أعلى سماواتي
وفوق مساحة رعناء
تلهمني جراحاتي
غريب الناي اعزف لحن
آهاتي
إرتريا..
إرتريا.. يا زمردة الهويات
أبث الوجد من أعلى
سماواتي
لماذا في فم الأيام بتنا الخبز والماء
وننسج من لحاء البعد أوشحة
تعجل بالشتاءات
عزيز..
حين أسكن جفن والدتي
أسامر ليل انجمها
امارس فيه
بعضاً من
براءاتي
وأجهل كل ما يفضي الى نهج
الغوايات
وينبوع النضال على مدى احقاب ردح
يجتبيه الزهو
من اقصى إنتماءاتي
أعيدوني
فذاك الكون نبراس النبوءات
أعيدوني
الى نجم تألق في
ليالينا
وهمس الطير يومض من
مآقينا
ويحفر رغم غربتنا
تدانينا
أعيدوني
لأن الشوق لحن من غناءاتي
أعيدوني
الى وطن يمثل كل أفكاري
العتيقات
أعيدوني..
أعيدوني الى بلدي
ومنطلق الهويات
مكان فيه أشرقت
وأشرق قلب والدتي
وفيه اسرج الأنواء
من زمن الوﻻءاتي
أعيدوني الى وطن
يقاتل فقره بالزهد والإيمان والصبر
أعيدوني الى شعب
يوثق يومه بالبحر والفلك
ويرسو إليه فجرا
بات من أحلام أحرار
المدارات
أعيدوني
لكي ارتاح من عبء الملامات
لابقى بين أيديكم كتابا
يمنح القراء
اسرار الحكايات
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لازلنا اوفياء:
كل قصائد واعمال الشاعرة المرحومة شريفة العلوي رحمها الله وانار قبرها واسكنها الفردوس الاعلى،، لها مذاق مميز وايحاءات سحرية. الا انني وقفت على رائعتها (اعيدوني) ليس لانها تختلف عن روائعها الخالدة في التصوير والايحاءات وفي الثراء اللغوي والادبي والاخلاقي وفي ادوات ابداعية اخرى، وانما جاء اختياري لها، لكونها تشكل رسالة من الشاعرة التي تنبأت بانها لن تعيش طويلا لترى طلوع الشمس ولن تكون بيننا ايضا في موسم الفرح.
واختارت الراحلة شريفة العلوي رحمها الله ان يكون مطلع قصيدتها طلبا او رجاءا ووصية منها، لأمتها ولمن سيحظى منهم بحضور أعياد الفرح وموسم العودة، فقالت:
اعيدوني،
قالت ذلك ايضا ليقينها انها لن تعود حتما ولعلمها ان ارادة الرحمن ومراده فوق ارادتنا وتسبق مرادنا نحن البشر.
ووفاءا منا للشاعرة الراحلة شريفة العلوي رحمها الله حاولنا اهداءها هذه الكلمات البسيطة والمتواضعة..
اعيدوها...
اعيدو حلمها المسكون فينا،
اعيدوا موسم الفرح المهاجر يأسا.
اعيدوها...
اعيدوا صفاء جداولنا،
اعيدو زرقة الماء،
اعيدو البحر وهيبته،
اعيدوا طائر النورس.
اعيدوها...
اعيدوا الصيف والامطار،
اعيدوا العشب للمرعى،
اعيدونا، الي بعض،،
اعيدوا حلمها المسكون فينا.
اعيدوها...
اعيدونا لايام صنعناه بأيدينا
وقمحد كان اولنا،
اعيدوها...
اعيدونا الي بعض،
نحاول غرس زيتون.
ونكسر حاجز الصمت،
نودع هاجس الاحباط،
اعيدونا الي بعض
نحاول قلع اشواك،
ونزرع سنبلا قمحا وذرة.
وعاهدناك يا اختا ويا اما
نعيد رفاتكم الي وطنك
نلبي رغبة حراء،
وآخر مطلب لكم...
اعيدوني. اعيدوني اعيدوني
نهديها للراحلة جسدا عن عالمنا والمسكونة في قلوبنا جميعا، نهديها لهرم الابداع الشعري والادبي المرحومة شريفة العلوي رحمها الله.