كوش
بقلم الدكتور: عبدالله جمع إدريس - ناشط سياسي وإعلامي - ملبورن أستراليا
ﻳﻤﻜﻦ ﺭﺻﺪ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
1. ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻫﻢ ﺫﺭﻳﺔ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﺳﺎﻡ ﻭﺣﺎﻡ ﻭﻳﺎﻓﺚ.
2. ﺗﻮﺯﻉ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻡ ﻭﺣﺎﻡ ﻭﻳﺎﻓﺚ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ﻗﺪ ﺭﺳﺖ ﺑﺒﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ. ﻭﻗﺼﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﺎﻡ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ.
3. ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﺎﻡ ﻛﻮﺵ، ﻭﻫﻮ ﺟﺪ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﻭﻫﻢ:-
ﺃ) ﺣﺒﺶ ﺑﻦ ﻛﻮﺵ:
ﻭﺍﻟﻴﻪ ﻳﻨﺴﺐ (ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ) ﺃﻭ (ﺍﻟﺤﺒﺶ) ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻫﻢ ﺟﺒﺶ ﺑﻦ ﻛﻮﺵ، ﻭﻫﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ:-
• ﺍﻟﻌﻔﺮ ﻭﺍﻟﺴﺎﻫﻮ (ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ)،
• ﺍﻷﻏﺎﻭ (ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ)،
•ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻣﺎ ﻭﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻟﻴﺔ (ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ)،
• ﺍﻟﺒﺠﺎ (ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ)، ﻭﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ:
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻭ ﺃﺳﻴﻮﻳﺔ، ﻭﺃﻛﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺧﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺃﻋﻼﻩ، ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﻟﻬﺠﺎﺗﻬﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻼ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﻟﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻬﺪﻧﺪﻭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻠﻨﻘﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺭﺏ ﻓﻰ ﺍﺭﺗﺮﻳﺎ.
ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺑﺘﺪﺭﺝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺪﺭﺝ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﺃﻭﺭﻭﻣﻮ - ﺻﻮﻣﺎﻝ - ﻋﻔﺮ - ﺳﺎﻫﻮ - ﺃﻏﺎﻭ - ﺑﺠﺎ - ﻧﻮﺑﺔ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻔﻌﻞ (ﻣﺜﻼ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻠﻴﻦ: ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻧﺘﺦ = ﺟﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ)، ﻭﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ
ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﻘﻮﻝ (ﻛﺘﺎﺑﻰ) ﻭ (ﻛﺘﺎﺑﻚ) ﺃﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﻛﺎﻟﺒﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﺎﻫﻮ
ﻭﺍﻟﻌﻔﺮ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ (ﻳﻰ ﻛﺘﺎﺏ) ﻭ (ﻙّ ﻛﺘﺎﺏ).
ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﺒﺶ ﺑﻦ ﻛﻮﺵ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻠﻮ (ﺑﻠﻰ) ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺠﺌﺰﻳﺔ (ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ) ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ
ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻴﻦ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺭﺍﺝ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥّ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻫﻢ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ (ﺣﺒﺸﺎﺕ) ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻳﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﺌﺰﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺒﺶ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﺩﻭﻟﺔ
ﺗﺴﻤﻰ (ﺩﻋﺎﻣﻮﺕ)، ﻭﻟﻠﺒﻠﻮ ﻛﻠﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺌﺰﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺘﺒﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ
ﺍﻟﺠﺌﺰﻳﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻓﻰ ﻋﺼﻮﺭ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺣﺮﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻛﻨﺔ (ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﺗﺴﻤﻴﺔ (ﺩﻋﻤﺖ) ﻭ (ﺩﻋﺎﻣﻮﺕ) ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻟﻸﺣﺮﻑ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ).
ﻭﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻓﻯﺎﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺒﺶ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ:-
ﺍﻟﻌﻔﺮ:
(ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﻫﻢ ﻟﻌﺪﺓ ﻗﺮﻭﻥ ﻓﻰ ﺃﻭﺳﺎ)، ﻭﻫﻢ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺜﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ (ﻋﻔﺎﺭ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺮﺓ) ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ
(ﺃﻭﺳﺎﻥ) ﻓﻰ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻓﻠﻤﺎ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﺳﻢ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ (ﺃﻭﺳﺎ).
ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ (ﺑﺎﻟﺪﻧﺎﻛﻞ) ﻭ(ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻰ)، ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻓﻰ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ ﻣﺜﻞ (ﻋﺪﻝ) ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ (ﺃﺩﺍﻝ) ﺑﺘﺤﺮﻳﻒ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺃﻟﻒ، ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﺠﺒﻞ ﺃﺩﺍﻝ ﻓﻰ ﺑﺮﻛﺔ. ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﺸﺄ ﻣﺪﻳﻨﺔ (ﻣﻌﺪﺭ) ﻣﺼﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻴﻠﺘﺎ (ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺮﻯ) ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻫﻮ ﻭﻋﺪ ﺷﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮﺩ.
ﺍﻟﺴﺎﻫﻮ:
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻴﻦ (ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﻫﻢ ﻓﻰ ﻗﻮﺣﺎﻳﺘﻮ ﺛﻢ ﻋﺪﻭﻻﻯ ﺃﻭ ﻋﺪﻭﻟﻴﺲ) ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ: ﺍﺩّﺍ ﻭﻛﺎﺑﻮﺗﺎ ﻭﻋﺴﺎﺑﻮﺭﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻛﺎﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺑﻞ ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﻋﻦ (ﻗﻮﺣﺎﻳﺘﻮ) ﺍﻟﻰ (ﺃﻛﺴﻮﻡ) ﻓﻰ ﺗﻐﺮﺍﻯ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺏ (ﻛﺴﻜﺴﻰ) ﻭ(ﺻﻨﻌﻔﻰ)، ﻭﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﺒﺌﻰ.
ﻭﻓﻰ ﻋﺼﻮﺭ ﻻﺣﻘﺔ ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﻫﻮ ﻭﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ ﻭﺗﺸﺮﺑﻮﺍ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ، ﻭﻧﻔﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺤﺪﺛﺖ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﺒﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻐﺮﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻔﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻭﻳﺖ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﺘﻔﻆ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺑﺄﺻﻮﻟﻬﻢ ﻭﺟﺬﻭﺭﻫﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺼﻠﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ.
ﺍﻷﻏﺎﻭ:
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻠﻮ (ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﻫﻢ - ﺑﻌﺪ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ (ﻣﻄﺮﺍ) - ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻻﺳﺘﺎ)، ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻷﻏﺎﻭ ﻓﻰ ﺍﺭﺗﺮﻳﺎ (ﺑﻠﻴﻦ) ﻭﻣﺮﻛﺰﻫﻢ ﻓﻰ (ﻛﺮﻥ) ﻭ (ﺣﻠﺤﻞ)، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﻢ (ﺑﻠﻴﻦ) ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ (ﺑﻠﻮ) ﻋﺪ ﻣﻮﺳﻰ، ﻭﻫﻢ ﻧﻮﻋﺎﻥ:-
• ﺃﻏﺎﻭ ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻻﺳﺘﺎ: ﻭﻫﻢ ﺑﻴﺖ (ﺗﺮﻗﻰ) ﻭﺃﻏﻠﺐ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ (ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻻﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ).
• ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﺳﻴﻦ (ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻃﻮﻗﻰ، ﻭﺟﻮﻳﻦ، ﻭﺩﻧﻘﻴﻦ ...ﺍﻟﺦ) ، ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺠﻨﻘﺮﻳﻦ (ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎ)، ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺃﺻﻠﻴﻴﻦ (ﻃﻨﻔﺎﻯ، ﻭﻋﺪ ﻣﻮﺳﻰ) ﻭﻫﻢ ﺗﺠﻤﻊ
ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻃﻮﻗﻰ.
ﺍﻟﺒﺠﺎ:
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻮ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﻏﺎﻭ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ (ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﻳﻦ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺎﻭﺷﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻭﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻷﺧﺮ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ) ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻄﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻻﺣﻘﺎ (ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﻫﻢ ﻓﻰ (ﻣﻄﺮﺍ) ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻣﻤﻠﻜﺔ (ﺑﻠﻮ ﻛﻠﻮ)، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺮﻛﺰﻫﻢ ﻓﻰ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻟﻘﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ).
ﻭﻓﻰ ﺍﺭﺗﺮﻳﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺪﺍﺭﺏ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻐﺘﻬﻢ، ﻭﻫﻢ (ﻋﺒﺎﺑﺪﺓ) ﺃﻭ(ﺃﺗﻤﻦ).
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﻓﻰ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﺠﺎ، ﻭﻋﺪﺩ ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺤﺪﺍﺭﺏ . ﺃﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻬﻢ ﻋﺒﺎﺑﺪﺓ ﺃﻭ ﺃﺗﻤﻦ ﻭﻫﺪﻧﺪﻭﺓ ﻭﺃﻣﺮﺃﺭ ﻭﺑﺸﺎﺭﻳﻴﻦ ﻭﻛﻤﻴﻼﺏ ﻭﺳﻨﻜﺎﺕ ﻛﻨﺎﺏ ﻭﺃﺷﺮﺍﻑ ﻭﺣﻠﻨﻘﺔ ﻭﺑﻨﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺣﺒﺎﺏ ﻭﻣﺎﺭﻳﺎ ...ﺍﻟﺦ، ﻭﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺑﺪﺓ.
ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ ﻟﻐﺘﻬﻢ (ﺑﺪﺍﻭﻳﺖ) ﻭﻫﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﻤﻰ (ﺍﻟﺒﺪﻭ) ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺮﺑﺎ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻰ
ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ (ﺑﻠﻮﻳﺖ) ﺑﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻰ (ﺍﻟﺒﻠﻮ)، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻯ (ﻫﺎﺳﺎ)، ﻭﻫﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻯ ﺩﻻﻻﺕ
ﻣﺸﻴﻨﺔ (ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻯ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﺎﻣﻜﺎﺭ) ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﺷﺘﻖ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻣﺴﻤﻰ (ﺍﻟﺨﺎﺳﺎ) ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻯ.
ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻣﺎ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﻣﻮ (ﻓﻰ ﺍﺛﻴﻮﺑﻴﺎ)، ﻭﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻟﻴﻮﻥ، ﻭﺑﻌﺾ ﺳﻜﺎﻥ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻭﺗﻨﺰﺍﻧﻴﺎ.
ﺩﻭﻟﺔ ﺩﻋﺎﻣﻮﺕ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺃﻛﺴﻮﻡ:
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻸﺣﺒﺎﺵ - ﻗﺒﻞ ﻧﺸﺄﺓ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻛﺴﻮﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ - ﺩﻭﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ (ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺩﻋﺎﻣﻮﺕ ﺃﻭ ﺩﻋﻤﺖ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﻓﻰ (ﻗﻮﺣﺎﻳﺘﻮ) ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻧﺸﺄﺕ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻗﺒﻠﻪ، ﺃﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﺎ ﻭﺭﺛﺖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺍﺫ ﺃﻥ ّﻭﺟﻮﺩ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺒﻠﻮ ﻛﻠﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﻓﻰ (ﻣﻄﺮﺍ) ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ (ﺻﻨﻌﻔﻰ) ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻮﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﻮﺍ (ﻗﻮﺣﺎﻳﺘﻮ) ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ (ﺻﻨﻌﺎ ﻓﻴﻦ؟ ﺃﻯ ﺃﻳﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻓﺴﻤﻴﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺬﺍﻙ ﺍﻻﺳﻢ، ﻭﺗﺤﻴﻄﻬﺎ ﺳﺖ ﺟﺒﺎﻝ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪﻫﺎ ﺑﺎﺳﻢ (ﻋﺮﺏ ﺗﺎﺭﻳﻜﺎ) ﺃﻭ ﺗﺮﻙ، ﻭﺃﺧﺮ ﺑﺎﺳﻢ (ﻋﻴﻦ ﺻﻨﻌﻔﻰ)، ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻂ ﺃﻥ ﻧﻬﺮ ﻋﻨﺴﺒﺎ، ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻬﺒﻂ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺳﻨﺤﻴﺖ، ﻫﻮ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﻟﻜﻠﻤﺔ (ﻋﻴﻦ ﺳﺒﺄ).
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﻓﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺩﻋﺎﻣﻮﺕ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ (ﺃﻣﻮﻥ)، (ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﺎﻫﻮ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ)، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﺧﺘﻼﻃﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻳﻴﻦ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺃﻛﺴﻮﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ)، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﺳﻢ (ﺍﺛﻴﻮﺑﻴﺎ) ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﻏﺮﻳﻘﻴﺔ (ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ) ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ (ﺳﺒﻰ) ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ (ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺭﺗﺮﻳﺎ)، ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﺳﻢ (ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ)، ﻭﻓﻰ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩ.
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺎﻟﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ.
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻳﻴﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻟﻌﺮﻗﻰ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻄﺮﺩ ﺍﻟﺒﻠﻮﻛﻠﻮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻃﻮﺭﻭﺍ ﺍﻟﺠﺌﺰﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﻟﻐﺔ (ﺗﻘﺮﻯ) ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰﻫﻢ ﻓﻰ (ﻣﻄﺮﺍ)، ﻭﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﻨﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺒﺶ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ (ﻗﻮﺣﺎﻳﺘﻮ ﺛﻢ ﻛﺴﻜﺴﻰ ﺛﻢ ﺃﻛﺴﻮﻡ)، ﺛﻢ ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻷﻣﻬﺮﻳﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺌﺰﻳﺔ (ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺃﻛﺴﻮﻡ ﺟﻨﻮﺑﺎ).
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ:
ﻓﻰ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻻﺣﻘﺔ ﺍﺧﺘﺮﻉ ﺍﻷﻣﻬﺮﺍ، ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺍﻟﺘﻐﺮﺍﻯ، ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻓﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﻨﻰ (ﺛﻴﻮﻗﺮﺍﻃﻰ) ﻭﺭﺍﺛﻰ ﻛﻬﻨﻮﺗﻰ.
ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ (ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ) ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﻗﺪ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﻠﻜﺔ ﺳﺒﺄ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺰﺍ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺪّ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺼﺎﺭﻋﺖ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻷﻣﻬﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﺮﺍﻭﻳﺔ ﺍﻻﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺗﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻳﻤﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ.
ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻓﺴﺘﻬﻢ (ﺍﻷﻏﺎﻭ) ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﻓﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻭﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺑﻴﻦ (922 ﺣﺘﻰ 1270 ﻣﻴﻼﺩﻯ) ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ (ﺍﻟﻔﻼﺷﺎ) ﻭﻣﻠﻜﺘﻬﻢ (ﻳﻮﺩﻳﺖ) ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻋﻄﺖ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ (ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ) ﺍﻟﺪﻳﻨﻰ ﻟﻸﻏﺎﻭ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻷﻏﺎﻭ ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﻟﻠﺘﻨﺎﺯﻝ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻔﺮﻳﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺃﻻ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﺠﺒﺎﻳﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﺍ ﺑﺄﺭﺿﻬﻢ.
ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﺣﺪﻯ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻷﺳﺎﻭﺭﺗﺎ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻐﺮﻳﻨﻴﺔ ﻭﻫﻰ (ﻟﻮﺟﻮ - ﺗﺸﻮﺍ) ﺗﺪﻋﻰ ﺍﻧﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﺴﺒﺌﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﺕ (ﻋﺎﻳﺪﺍ ﻛﺪﺍﻥ).
ﻭﻷﺟﻴﺎﻝ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻇﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻬﺮﺍ ﻭﺍﻟﺘﻐﺮﺍﻯ ﺣﺘﻰ ﺃﻃﺎﺡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻯ ﺑﺎﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ (ﻫﻴﻠﻰ ﺳﻼﻟﺴﻰ) ﺃﺧﺮ ﺍﻷﺑﺎﻃﺮﺓ ﺍﻻﺛﻴﻮﺑﻴﻴﻦ،
ﻭﺍﻋﻼﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻠﻢ ﺃﺑﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﺭﺗﺮﻳﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻔﺮ ﻭﺍﻟﺴﺎﻫﻮ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﺕ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ، ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺸﻔﺘﺎ
ﻭﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺍﻻﻗﻄﺎﻋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻐﺮﺍﻯ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﻘﺎﻳﺖ ﻟﻼﻏﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺵ ﻭﺑﺮﻛﺎ ﻭﺻﻮﻻ ﺍﻟﻰ ﺳﻨﺤﻴﺖ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻻﻗﻄﺎﻋﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﺃﻛﻠﻰ ﻗﻮﺯﺍﻯ ﻭﺳﺮﺍﻯ
ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺭﻯ ﺑﺤﺮﻯ (ﺣﻤﺎﺳﻴﻦ) ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺎﺕ.
ﻭﻇﻠﺖ ﺣﻤﺎﺳﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺃﻫﻞ ﺣﻤﺎﺳﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﺎﻃﺮﺓ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻗﺪ ﺃﻭﺿﺤﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ (ﻋﻤﺮ ﺟﺎﺑﺮ) ﻓﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺘﺒﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﺃﻫﻞ ﻛﺒﺴﺎ (ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ) ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻐﺮﺍﻯ ﻭﺍﻷﻣﻬﺮﺍ ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻘﺎﺀﺍ ﻓﻰ ﺃﺻﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻻﺭﺗﺮﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺪﻳﻨﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻰ ﺣﺎﺋﻼ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺒﻠﻬﻢ ﻷﺻﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ﺏ) ﻭﻧﻮﺑﺎ ﺑﻦ ﻛﻮﺵ - ﺟﺪ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ:
• ﻓﻰ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻧﻮﺑﺎﺗﻴﺎ - ﻭﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﻭﺍﻟﺤﻠﻔﺎﻭﻳﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻰ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻻﺣﻘﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺩﻭﻟﺔ (ﻣﺮﻳﺲ).
• ﻭﻣﺮﻭﻯ، ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ (ﻧﺒﺘﺔ )، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻠﻮﻛﻬﺎ ﺑﻌﺎﻧﺨﻰ ﻭﺷﺒﻜﻮ ﻭﺗﻬﺮﺍﻗﺎ ﻭﻫﻢ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﻜﻤﺖ ﻣﺼﺮ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻯ
ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺭﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻣﻮﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ.
ﻭﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻣﺮﻭﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺒﺮﻛﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﺘﻨﺼﻴﺐ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ، ﻭﻇﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻣﺠﻴﺊ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻯ ﻭﺳﻤﺢ ﺑﺘﻨﺼﻴﺐ ﺃﺧﺮ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺲ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻢ.
ﻭﺗﻜﻮﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﻣﺮﻭﻯ ﺩﻭﻟﺘﻴﻦ:-
• ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺓ: ﻭﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﺎﻗﻠﺔ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺩﻧﻘﻼ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ.
• ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻋﻠﻮﺓ: ﻭﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺴﻜّﻮﺕ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺲ، ﻭﺃﺻﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺨﺰﺭﺟﻰ ﺑﻴﺜﺮﺏ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥّ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﻫﺎﺷﻤﻰ ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻮﺓ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺎﺭ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ (ﺳﻮﺑﺎ)، ﻭﺃﻣﺘﺪﻭﺍ ﺷﺮﻗﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﺍﻟﺘﺎﻛﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺘﻠﻄﻮﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺃﺟﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﺠﺎ، ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻄﻮﺍ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺩﻋﺎﻣﻮﺕ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﻂ ﺍﻟﺒﻠﻮ ﻭﺍﻷﻏﺎﻭ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻯ ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻭﻧﺸﺄﺕ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﻳﺖ ﻭﻫﻰ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﻏﺎﻭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻯ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﻮﺑﺎ ﺳﻜﺎﻥ ﻋﻠﻮﺓ (ﺍﻟﺴﻜّﻮﺕ).
ﺝ) ﻭﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﻛﻮﺵ ﻛﺬﻟﻚ ﺯﻏﺎﻭﺓ (ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﺳﻜﻨﻮﺍ ﻭﺳﻂ ﻭﻏﺮﺏ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ).
4. ﻭﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﺎﻡ ﻛﺬﻟﻚ:
• ﺯﻧﺞ (ﺍﻟﺰﻧﻮﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺒﻌﻮﺍ ﻣﺠﺮﻯ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺭﻭﺍﻓﺪﻩ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﺯﺍ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻭﺍﻻﻳﻠﻴﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻯ ﺳﻴﺘﻴﺖ ﻭﺍﻟﻘﺎﺵ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﺍﻧﻤﺎ ﻧﺰﺣﺖ
ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﻓﻰ ﻭﺳﻂ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻻﺣﻘﺎ، ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ (ﺑﺎﺭﻳﺎ) ﺍﺣﺪﻯ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻭﻟﻬﻢ ﻭﺯﻳﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ).
• ﻭﻣﺼﺮﺍﻳﻢ (ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ)، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﺣﻜﺎﻡ ﻣﺼﺮ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﻖ ﺑﻦ ﻻﻭﺩ ﺑﻦ ﺳﺎﻡ ﻭﺍﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ / ﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ
ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻰ ﻗﻮﻝ ﺑﻨﻰ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﺩﺧﻠﻮﺍ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻥّ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﻣﺎ ﺟﺒّﺎﺭﻳﻦ - ﻭﻳﺠﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻛﻨﻌﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺎﻡ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺳﻼﻟﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻬﺮ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ.
ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﻷﻥ ﺍﻻﻟﻪ (ﺃﻣﻮﻥ) ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻛﺴﻮﻡ.
ﻭﺃﺷﻬﺮ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ (ﺑﻌﺎﻧﺨﻰ)، ﻭ(ﺗﻬﺮﺍﻗﺎ)، ﻭﻧﻼﺣﻂ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﺍﺳﻤﻪ (ﺳﺎﺣﻮ ﺭﺍﻉ) ﺃﻭ (ﺳﺎﻫﻮ ﺭﺍﻉ).