الفنان الارتري مطرب الأجيال الاستاذ عثمان عبدالرحيم

المصدر: موسوعات ذات صلة

ولادته:

ولد عثمان عبدالرحيم في 15 يناير 1948م، وما لبث أن ظهر الموسيقار عثمان عبدالرحيم

حتى ذاعت شهرته لتعم القرى والحضر.

إطلالة مطرب الأجيال - الفنان الكبير عثمان عبدالرحيم - على ساحة الغناء الإرتري في منتصف الستينات لم تكن مجرد قدوم فنان رائع بل كانت ظاهرة فنية فريدة أحدثت نقلة نوعية ضخمة وثورة لحنية عارمة قلبت موازين قواعد الغناء الذي كان سائدا وقتها وذلك لما شكله قدوم عثمان من ارتقاء باللحن الإرتري إلى أعلى منابر الطرب وأسماه.

التعليم:

تعلم عثمان اللغة العربية في مدرسة الجالية العربية بأسمراعلما بأن الدراسة في تلك المدرسة في عهد هيلاسلاسي كان رد فعل وطني من بعض الآباء الإرتريين وكان بمثابة تأكيد الارتباط باللغة العربية أستفاد عثمان من دراسته هناك حيث بدأ الإطلاع على الأدب العربي فقرأ روايات لإحسان عبدالقدوس كما استمع لألحان كبار الفنانين العرب من أمثال عبدالحليم حافظ وغيره وهذا بدوره ساهم في تشكيل وتوسيع مداركه ألأدبي وصقل مواهبه الفنية والثقافية
تميز أغانية والحانه.

طغت ألحانه على الشارع الفني الإرتري وأصبحت أغانيه على كل لسان كما بدأت أماكن الترفيه والكازينوهات المتناثرة على ضفاف شوارع كبار مدن الإرترية التسابق من أجل اغتنام أحدث أغنيات ذلك الفنان الواعد.

بعد أن أصبحت عملية المفاضلة بين المقاهي تخضع بشكل رئيسي لما كانت تقدمه من ألحان لـ عثمان... في تلك الأيام بدا وكأن أولويات الرواد كانت اللحن أولا ثم القهوة!!

حتى المسافر عندما يهم بالتنقل بين المدن كان يشترط أن تصاحبه الحان عثمان في طريقه فلا يقدم على عملية الحجز إلا بعد أن يتاكد من أن لدى الباص شريط من أشرطة ودي عبدالرحيم.. وهكذا أصبح عثمان أنيس كل مسافر مرتحل.

انتشار ألحان عثمان عبدالرحيم لم تنحصر بالمدن الرئيسية بل طالت كل حضر وأطراف المدن.

فكانت أصداء ألحان عثمان تردد في:-

• وادي ماي أدكموم،
عنسبا،
عيلا برعد،
حشلا بلين،
حقات،
عدردي،
أنقرني،
بركه،

حتى ألأشجار والطيور كادت تتمايل طربا كلما مر بها أتوبيس كانت تنبعث منه ألحان شجية لـ عثمان... ألحان رددها الشباب من وألى طريقهم للمعاهد، والخلاوي والمدارس وذلك بعد أن وجدوا في ألحان وكلمات عثمان صوت يعبر عن ما بداخلهم من أحاسيس وعواطف وشجون.

كان واضحا مدى تأثر عثمان عبدالرحيم بنجوم ألغناء ألعربي من أمثال عبدالحليم حافظ وأم كلثوم.

ونلاحظ ذلك في بعض أغنيات عثمان التي تميزت بموال طويل جميل عند مدخل الأغنية.. نذكر منها إحدى أروع أغانيه لبي مدري بدا (قلبي كالصحراء) التي غناها عام1967 إليكم مقطع منها.

كاب يمان..
ناب ظقام..
ناب هواه طميتي ينبرألخو..
قزيزيي قهميتي لومس زانزان أيلي أستوعيليو أميتي زرمي زرمو تريفي.. زقوهي.. أيــو..
نخزتي وظيعكني كابزي زقدد أنتايلو أنس وقيديـو.. وقيديو.. وقيديو..
زخوني كوينو.. أيو.. مقنحتي كوينني.

الفنان البارع هو من يستلهم من نبض الشارع أنغام لحنه ومعان لكلماته... ففي منتصف الستينيات التي تميزت بقيود مجتمع محافظ وجد العاشق الإرتري في عبارة "الحب أعمى" عزاءه كلما أصطدم بجدار الرفض... وهكذا أصبحت جملة "فقري عوور أيو" على لسان كل عاشق أكتوى بنار الغرام.

تلك الظروف وجدها ودي عبدالرحيم سانحة مناسبة فنفذ من خلالها إلى عالم الفن والإبداع ليقدم أغنية "فقري عوور أميني" عام 1964 التي غناها بصحبة فرقة أثيوبية في أديس أبابا ونقلها التلفزيون الأثيوبي على الهواء مباشرة... وفعلا كانت فاتحة رائعة من حيث النغم والمعنى والأداء... والأهم من ذلك أنها وضعت النقط فوق الحروف فيما يخص بسيكلوجية سلوك الغرام ووحدت الكلمة والمشاعر لـ آهات.. طال بها ألشجون.. طال بها الحنين..!!

فقري عوور أميني.. تساقخو.. وي.. أني.. دقاس أوكا سأيني..

عام 1971 زار الفنان عثمان عبدالرحيم عروس البحر ألأحمر مصوع ضمن نخبة من الفنانيين الأرتريين.. ففي الحفل الساهر الذي أقيم في سينما "عايدة" بـ حي "عداقا" قدم عثمان إحدى أغنياته ألشهيرة.

وفي حفلة "عايدة" ذاتها قدم عثمان أغنية للفنان السوداني التاج مكي:

قظري سلكي هيبكي دونقيخني..
معس كم نراخب طفيئوني..
يهنطي ألخو تربيظي..
ملكعخي نمرآي تهويخي.

لـ عثمان عبدالرحيم أيضا أغنية "ليلى" غناها بالعربية.. ياشايفين دموعي... وماعارفين بوكاي.. مشوارعثمان الفني والذي أمتد لأكثر من 44 عام لم يقتصر على الأغاني ألعاطفية بل كان صوتا وطنيا مزج بين الحنكة السياسية والجرأة والوعي.. ففي عام 1974 كادت المنافسة ألرياضية التي كانت بين قطبي الكرة في ألعاصمة أسمرا (فريقي أسمرا وأمباسيرا) أن تتحول إلى نعرات ومصادمات أقليمية مما أنذر بإشعال نار الطائفية بين الأشقاء.. فتدخل عثمان عبدالرحيم بأغنيتة ألشهيرة مذكرا ألجميع بالمعاني ألسامية للرياضة ومناشدا في ذات ألوقت ألتحلي بالروح ألرياضية وعدم ألمساس بالوحدة الوطنية.. فغنى:

أني أيي أسبورت أيدلين مفللاي عليت أني أيي أسمرا...
أني أمباسيرا أني أيي لقو...
أني مندفرا أني قيح بحـري...
مس تيلي بحبرا أني أيي تظاوتاي...
أسبورتنيا... ناي أرترا.

ثم جاءت موجة اللجوء عام 1975 وبدأت أعداد كبيرة من الأرتريين تتدفق إلى السودان.. نعم لم يكن بينهم من يحمل جواز سفر.. إلا أن الكثير منهم كان يحمل في وجدانه أجمل وأحلى ألحان عثمان عبدالرحيم.. وبدأت في المهجر تتردد ألحان عثمان... ترددت في ضفاف القاش.. وفي رحاب التاكا... كانت ألحان عثمان بمثابة خيط التواصل كانوا يلجئون إليه كلما حن أحدهم وفاض به الشوق.. للأهل... والأحبة.. في الوطن المسلوب... ومن هذه الألحان.

أب كتما مظوع..
طقا دندس بحري..
تز أيلو تذكيروني..
زحلفكوو فقري..
ظلام بروت زلاتا أب معقورتا..
كي فلطكو لبي وسيداتا..
أي قيح أي ظلام خدريتي..
أي حظار أي نواح مأكليتي لبي وسيداتا فرقي ليتي.

وفي أغنية سياسية أخرى ذات مضمون سياسي كبير تغني عثمان عبدالرحيم موجها حديثه لقوى الاحتلال مذكرا إياهم من أن وجودهم في إرتريا لم يعد كونه مؤقتا وأن الأرض ستعود حتما لأصحابها.. يقول مقطع من ألأغنية. أب قزانا زلخوم تقماطو سب كراي ومن أغاني عثمان عبدالرحيم ألخالدة.. أغنية "ظلام بروت".. التي تميزت بروعة أللحن وألأداء.

كان ألمشاع حينها بأن عثمان أستلهم بيوت شعره وألحانه من فتاة ذات شامة كان مغرما بها.. نفى عثمان ذلك، مؤكدا من أن الأغنية لم تخص فتاة بعينها.. بل إن ألفنان محمد وردي ذاته سبقه بأغنية لـ "شامة".. وإليكم بعض كلمات تلك الأغنية.

ماعارفين نقول شنو..
ماقادرين نقول شنو نقول حلو..
نقول سمح..
نقول جميل..
ما كل جمال مكملو نفرح نطير لمن يقول دايرين شنو..
ويقولها بيلهجة زعل.

دور أغانية في الوحدة الوطنية الإرترية:

عثمان عبدالرحيم قد ساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية من خلال فنه، إذ أنه كان ممن حببوا الأغنية التقرنية لدى سكان المناطق الغربية.. وعثمان هو كبيرا ليس بفنه فحسب بل أيضا بتواضعه ودماثة خلقه.. هذا قليل من كثير.. فما قدمه عثمان عبدالرحيم للفن الإرتري من خلال مشواره الفني الرائع الذي أمتد لأكثر من - أربعة وأربعون عام - أكبر وأعظم من أن يحصر في سطور بسيطة ويعيش الفنان عثمان الآن في السويد وقد قام قبل فترة باحياء سهرة غنائية مع عدد من نجوم الفن الاريتري في اوسلوا في النرويج.

Top
X

Right Click

No Right Click