المناضل رمضان قبري ثورة الإبداع ضد الإضطهاد
بقلم المناضل الأستاذ: محمد نور موسى
إن التوثيق لحياة ومسيرة المبدعين مهمة لتاريخ الشعوب لانه من خلال سيرتهم وكتاباتهم الإبداعية
من اشعار واغاني وأعمال مسرحية وكافة اشكال الفنون نتعرف على ثقافة الشعوب وتاريخها وذلك بتتبع ما يخطه هؤلاء، ومبدعنا اليوم هو شاعر من شعراء التقرايت، مؤلف، كاتب مسرحي، أي اننا امام فنان شامل.
مبدعنا هو المناضل الشاعر رمضان عثمان قبري، من مواليد عدي خالا عام (1937) م، تلقى تعليمه الديني بالكتاتيب في اسمرا وبعدها التحق بمدرسة مدبر باسمرا.
استهوى المسرح رمضان، فكان ممثلاً مسرحياً ويعتبر احد مؤسسي المسرح الارتري. وكانت له مجموعة مسرحية بإسم مسرح ابناء كرن (تياترو ولاد كرن) حيث شاركه في المسرح آنذاك المناضل حفيظ سعد الدين وعلي كرن.
ولقد عرف مسرحه بالمادة السياسية الرمزية التي كان يؤديها من خلال المسرح الجوال مما يؤكد اهتمامه المبكر بالعمل السياسي. لقد شارك مبدعنا في نهاية الخمسينات من القرن الماضي في المظاهرات باسمرا.
وعند انتقاله الى المملكة العربية السعودية في بداية الستينات انضم لجبهة التحرير الإرتيرية في بداياتها وكان عضواً بلجنة فرع جدة، ونسبة لاجادته اللغات - العربية، التقرنية، والايطالية بجانب التقرايت - تم تكليفه من قبل المجلس الأعلى بمهام قسم اعلام التجرينية، اضافة الى انه كان مقدما لبرنامج اذاعي باللغتين العربية والتقرنية بإذاعة مكة المكرمة.
شهد المناضل رمضان - عند حضوره للميدان لالتقاط صور للثوار لتوظيفها في العمل الاعلامي - معركة تقوربا التاريخية التي خاضها جيش التحرير الارتري في 1964/3/15م بقيادة المناضل محمد علي أبو رجيله وشارك فيها العديد من المناضلين كالقائد عثمان أبو شنب وسليمان زكريا.
وبعد عودته التحق ضمن المتطوعين في فرع جدة بالدورة التدريبية الثالثة بسوريا في عام 1966م المكونة من 37 مناضل، نذكر منهم على سبيل المثال المناضلين محمد عثمان داير، محمد عثمان ازاز وشخصي الضعيف.
تخصص مبدعنا المناضل رمضان قبري في صيانة اعطال السلاح (تفشجي) وتم توجيهه بالميدان بالمنطقة الخامسة.
يحكي المناضل رمضان انه اثناء الدورة العسكرية في سوريا سألهم المدرب السوري ان كان لهم نشيد وطني، واجاب احد المناضلين بنعم.
وعندها طلب المدرب انشاده، الامر الذي اربك المناضلين لعلمهم بعدم وجود نشيد، وكانت المفاجأن ان ذلك المناضل تغنى باغنية: ”انا لبيي بقوها يهو لبيي بقوها أرؤني تا حسبكم إي قدر حقوها“ فرددها معه الجميع، واستحسن المدرب ذلك.
ولقد كان لهذه الحادثة اثرها في اهمية تكوين فرقة فنية رسمية، وترجم المناضل رمضان قبري الفكرة التي كانت تدور بخاطر الشهيدين محمود ابراهيم (شكيني) وعبدالقادر رمضان لتاسيس فرقة فنية للجبهة، عرفت فيما بعد باسم فرقة التعبئة العامة والتحريض السياسي، وذلك لتلعب الدور التعبوي لاهميته في الشد من عزيمة الثوار والتبشير بالثورة وعكس انتصاراتها، علماً بان هذا الدور كان يقوم به الفنانون في الداخل من خلال الاغاني الرمزية، فضلا عن الاغاني الشعبية التي كانت تتغنى بها الجماهير في مناسباتها المختلفة، مثل:-
”ردؤ ردؤ اباي هلا ديب عدنا ردؤ درؤ اباي هلا ديب عدنا“
”إرتريا نفرح اب استقلالا لمنديرت نطلل حن عدالا“
عسرا وأوروت سقلو خبر مطيني مالي حكو حونا سقلو إي توجبنا قندالي
يومتي سكاب بدا وخلاص جهاد مطا هروسو لتهرقتا
منديرتنا حبر سما هيلي قمام ديب جبهة قما
توفى شاعرنا الكبير بعد معاناة من المرض عام (1994م) في السودان الذي انتقل اليه من المملكة العربية السعودية، ودفن به مثله مثل الكثير من المناضلين الذين وهبوا حياتهم لقضية شعبهم ولم يجدوا بقعة تحتضن حثمانهم الطاهرة بسبب نظام الهيمنة القومية في ارتريا.
آمل أن أكون قد سلطت بعض الضوء على بطاقة مبدعنا المناضل الشهيد رمضان عثمان قبري متمنياً ان نتمكن من جمع كل ما كتبوه شعرائنا ومبدعينا وما تغني به فنانينا حتى يطلع عليه ابناؤنا واجيالنا القادمة.