ود أمير الشاعر الشعبي الإرتري 1920-1964
بقلم الشاعر الأستاذ: رمضان محمد عثمان - الشهير برمضان قبري
ولد الشاعر الإرتري (إدريس أمير) المعروف بود أمير في بلدة "عيلت" في محافظة البحر الأحمر (سمهر)
حيث درس في أحدى الخلاوي (مدارس تعليم وحفظ القرآن) في بلدته، ثم ألتحق بإحدى المدارس الإيطالية في مصوع ـ ولم يكمل دراسته إذ قطعها بعد اجتيازه الفصل الثاني.
بدأ حياته العملية كراع للأغنام ثم ألتحق بالخدمة العسكرية الإجبارية ضمن البحرية الملكية الإيطالية، وكان ضمن القوة المرابطة في مرسى تكلاي على الساحل الشمالي لإرتريا.
بعد هزيمة دول المحور، عاد ود أمير ليعمل في ورشة لستر يستيمو وفي عام 1943م تزوج بفتاة من قبيلة "عد شومة" أسمها سعدية عثمان، ولكنها توفيت بعد أربعة أعوام وهي في حالة المخاض.
وفي عام 1948م التقى شاعرنا ود أمير بفتاة من الساحل الشمالي أسمها "آمنة" أحبها من أول نظرة ولكن كانت مخطوبة لغيره وتزوجت خطيبها وصدم ود أمير وتفجر شعرا ويغني مسافرا من بلد إلى بلد وفي عام 1950 هاجر إلى السودان ومنها إلى السعودية في عام 1956م ثم إلى الكويت في عام 1964م حيث توفي هناك في نفس العام.
وقد غنى ود أمير لهجة التقري بأشعار - وغدا كبار يتغنون بأشعاره وأصبح أسم ود أمير علما عندما يتحدث الناس عن الشعر الشعبي بلهجة التجري.
هذه الأبيات تغنى بها الشاعر الغنائي الشهير ود أمير خلال مرضه في بور تسودان:-
ديم مدينة هيليكو
ديم مدينة لأمينة
حليب مطيق قبأكوا
كرووي ديبا زبديت
اقل حمووم دوا تو
واقل فاتي بعل نيت
حوكي قدم سافرا
شقيي أقلوا طاقيت
وغنى الشاعر والمغني الراحل/ ود أمير الشعر الغنائي بلغة التجري بكلمات رصينة وأوصاف غاية في الدقة حيث كان يصف مشاعره تجاه الفتاة التي أحبها وهام بها بأوصاف دقيقة. والذي يحفظ ويقرأ شعر ود أمير يجد تلك الأوصاف التي وصف بها محبوبته آمنة التي أحبها.
وزواج محبوبته من أحد الرعاة ترك في نفسه جروحا وآلام ولذلك هام بها وغنى لها. بل و رحل من بلاده وأختار الغربة منذ وقت مبكر حيث قضى سنوات من عمره في كل من السودان والسعودية وأخيرا، توفي بدولة الكويت في العام 1964م.
وقد غنى ود أمير بلغة التجري أشعارا، وتجد اليوم كل الفنانين يتغنون بأغنياته التي تجد رواجا كبيرا لدى المستمعين وأصبح أسم ودأمير علما عندما يتحدث الناس عن الشعر الشعبي بلغة التجري.
يتغنى الكثير من الفنانين اليوم بأغنياته ونتاجاته حتى الآن دون أن يذكروا أسمه في أشرطتهم وتسجيلاتهم الغنائية. والواجب يقتضي منهم ذكر أسمه في ألبوماتهم وفاءا وعرفانا لهذا الرجل العظيم.