بين حنين الماضي ورؤية المستقبل

بقلم الأستاذ: صالح إبراهيم أنجابا - كاتب وناشط سياسي إرتري

كالعادة كنت جالس فى بيتى المتواضع امام الكمبيُوتر الساحر، وفتحت الشبكة العنكبوتية لموقع عونا، لأقرأ واتصفح الجديد المثير.

حسين محمد علي

عرجتُ قليلاً الى كميرة عونا وبحثت لأجد لقطة فيديو لإرترى لا أعرفه، ومعهُ جمع غفير ينشد بصوت عذب ويردد الصناديد معه:-

صامدون ماركعنا يوما يوما ولن نركع
سائرون على الدرب اقسمنا بأن نرجع

نبرات أصواتهم تفوح عطراً وطنياً، وتتحدى الطغيان، وفيها عزة الإرترى الذى لايركع للذل، وفيها نغمة الصمود، والعزيمة التى لا تلين ضد الذين أهدروا كرامة الشعب الإرترى ونسفوا كل الأحلام.

أصابنى الإجهاش، و أدمعت عيناى لتهطل سحابة مُنتفخة بالذكريات أعادتنى الى أُم النضال جبهة التحريرالإرتريه، وجاءت روان بنتى سائلة: هل تذّكرت فُقدان جدِّى وأخويك ياابي ؟

أُجلستُها على رجلى، وقلت لها تذكرتُ أحداث كبيرة، فقدا فيها الشعب الإرترى قلعة النضال، والكفاح الطويل جبهة التحرير الإرتريه وكانت رمزاً للارتريين وعنوانهم البارز في كل الواجهات، ولكنها لم تتذوق سر هذا الشجن، وقلت لها سوف يشتد عودك، وتفهمى تاريخ نضالنا الذاخر بالتضحيات الجسام.رجعتُ الى الماضى السلس وتذكرت القضارف (قضرُوف أُم سعد) التى لها طعم، ولون فريد، وجذّاب. عادت بى الذكريات الى حى الثورة، ميدان التحرير، ونادى التحرير، والسلخانة القديمة، وخور أب فارغه، والذرائِب والخ...

القضارف مدينة إرتريه فى قلب السودان الشامخ، الذى مازال ذروة صنام النضال الإرترى، والذى لم يسلم من جلافة نظام هقدف، الذى تنكر للسودان وطننا الثانى والصدر الحنون عند المحن، ولكن نبّلغك يا رئِيس الغفلة مهما طالت اظافرك ونمت مخالِبك لا تستطيع خدش السودان، وسوف تعود المياه الى مجاريها، لأن السودان فى قلوبنا، ووجداننا وهو إمتداد لجذورنا.

توزعت القبائِل الإرترية فى حى دار السلام، والرابعة، وديم سواكن، وحى ألثوره والذرائِب بكثرة فى سبعينات، وثمانينات القرن الماضى.

حضور الفولكلور والتراث الإرترى كان واضحاً ومؤُثِراً وخاصة فى أفراح البلين، والبنى عامر. أعراس البلين نكهتها قوية فى دار السلام .صوت الطبل الممتع الذى يسُمع فى عدة محاور فى آنٍ واحد يتواصل لمدة إسبوع، او ثلاثة اسابيع يهز المشاعر ويعود بك الى اهلى الطيبين فى حلحل، وكرن. غِناء النساء الجماعى يدخل الأفئِدة، ويزيدك إرتباطاً بالأرض والأجداد، والرقص له تأثير فعَّال، وسحر فريد ومنشطات قويه لأن الجمع لا يتعب ويواصل الإحتفال حتى الفجر. دار السلام مليئه بالأفراح، والبهجه، والبهرجه.

أما أعراس البنى عامر لها وقع خاص، صوت الميكرفون يملئ الجو البارد ليلاً حرارة و يندفع منه رنين الربابة ممزوج بالالحان، والأهازيج النسائية الجميلة، والغُبار الذى يصدر من الرقص. والزغاريد تعلوا كلما اعلن مُقدِم الحفل: شوباش إدريس ود هُمَّد خمسين جُنيهاً تبرُعاً للعريس ويُواصِل على نفس النمط. الرجال يتقلدون السيوف، والدروع، ويلبسون الجلابيب، والجِّبة، والسراويِل الطويلة والواسع (السُربادوب). يقفزون عالياً ليعانقوا السماء شُمُوخاً ويُقبِلوا سيُوفهم البيضاء التى تُرهِب الأعداء. صوت الميكرفون يدخل كل بيوت الحى عُنوة ويصل الى عدة اميال، إنها فِعلاً حفلة ثوريه، وإظهار لحب تُراثنا الذاخر بالإبداع.

صامدون ماركعنا يوماً ولن نركع، هذا النشيد هزَّ كيانى، ودواخلي لما له من تيارٌ جارف من ذكريات الفرقة الوطنية لجبهة التحرير الإرترية التى غرست جذور الحس الوطنى، وصهرت الشخصية الإرترية الفريدة من نوعها وحضورها فى القضارف. كان لها وقع وتأثير ساحرللشباب الإرترى الذى يخرج من المخابئ، والحوارى، والأذِقة، والأطفال يركضون وراء عربة الاعلام التى عُلِق على سقفها الميكرفون لتنبعث الأناشيد الوطنية التى تزيد الجو حرارة، وتدخل القلوب لتعيد كل الماضى الحزين، وذكريات الوطن المسلوب.

صدقونى جدتى الله يرحمها كانت تبكى كالطفلة الصغيره رغم أنها جاءت الى السودان فى خمسينيات القرن الماضى لما تحسه من فراق الوطن ويشدها الحنين من ذلك الحدث. ويعلن المُذيع بصوت شجى ونبرات صوته تنفُث فخراً بإرتريته... فى هذه الأُمسية الوطنية سوف تُعْزف ملاحم إرتريه فى السينما الوطنيه نحن فى إنتظاركم ويصمت بُرهة لينبعث نشيد وطنى:-

ثُرنا من أجل مصلحة الملايين
ثُرنا من أجل كُل الكادحيين

والأطفال يردِدُون النشيد بكل حماس وحيوية. ويبدأ الكره مرة ثانية ويعلن بالتقرنيجه: اليوم فى السينما الوطنية فِرقة جبهة التحرير الإرتريه، سوف تُحىِّ الفولكلور الإرترى، وتعزف للوطن الجريح، الذى يحتاج منا الصمود، والتضحيه ويقف لعدة دقائِق وينبعث نشيد آخر بالتقرنيجه: طلائِع الغد، نعم انتم طلائِع الغد استعِدوا فى اماكِنكُم للنضال من أجل الحُرية وهكذا العربه تجوب الأحياء، وتنبعث الأناشيد الحماسيه بالتقرى، والساهو، والنارا، والخ...

أُمسية الحفلة لها أريج نفَّاذ يملأ الجو حيويه وعبق ارترى ممزُوُج بِحُبِّ كنز القرن الإفريقى. المدينة تكتظ بالشباب، والشيوخ، والنساء، والأطفال. الكل متلهف، ومتشوق، والأزياء الإرترية تزيد المدينة بهرجة.

القضارف تتجمل، وتتزين، وتتلحف العلم الإرترى الازرق، الذي بداخله غصن الزيتون وتتعطر كأنها عروس تُزف الى إرتريا، ويخْطِفها السهر بعد أن كانت تنام مُبَكِرة. عِناق الأصدقاء، والأقارب، والغرباء يُحى المشاعرالوطنيه الصادِقه، ويقوى التشبُث بالأرض. فى داخِل السينما الكل مُنبهِر، وينتظر صُفارة البدايه، ولكن خروج ودخول العازفين لضبط الإيقاع والالات المُوسيقيه مُلفِت للنظر، ويُدخِل البهجة فى النفوس، وبعض كل مُقدِمات ومُشهيات الحفل تبدأ بعزف مقاطع موسيقيه وطنية للفنان الأمين عبدالطيف، وعثمان عبدالرحيم، وظاهيتُو، وبريخت.

كنُت دائِماً اجلس بالقُرب من خشبة المسرح، وتقول دقات قلبي احبك يا وطن الشُهداء، وصُناع البُطولات، وعقلى يُبدع فى رسم لوحة فنيه رائِعه ممزوجه بالوان الطيف لإرتريا الشامخة. فى هذا العُرس الوطنى ذكرياتى ترتكز فى ثلاثة مشاهد:-

المشهد الاول: عندما كان يظهر الأديب والشاعر الفذ مُقدِم الحفل محمد مدنى متعهُ الله بالصحة والعافيه، وادعوا الله مالك السموات والأرض ان يدخل الشهيدين عمَّار، وعبدالحكيم، وكل ُشهدائِنا جنةِ الفردوس، ويدخل الجنة صديقى مُحى الدين عوض أبوعاقلة الذى غادر الدُنيا الفانية السنة الماضية فى أمريكا، وكان سودانياً عركياً أصيل المنبت يحب إرتريا، ويحب الإرتريين، ويعرف كل افراد أسرة محمد مدنى فى حى الدباغة بمدنى.

ومن خلال المواقع الارتريه اريد ان اقول للأديب والشاعر العبقرى محمد مدنى انت فى وجداننا، وعقولنا، وستظل عملاقاً، وشاعراً يُرهف الأحاسيس، وفناناً يصُوغ الكلمات فى أبهى صورها. وإن شاء الله سوف تعود لُغةُ الضاد الى أرض الديمقراطيه والمُساواه ونحتفى بك مُعززاً، مكرماً، بين بقية أُدبائنا، وعلى رأسهم شاعر الثورة الراحل المقيم، وفارس الكلمة المؤُثره محمد عثمان كجراى، وكذلك شاعرالهوية وصاحب الكلمة المناضل الراحل احمد سعد، وكل العقد الفريد من رفاقهم، ويستحقوا كلهم منا التكريم.

كان الشاعرمحمد مدنى لسانه ينطق دُرراً من الأشعار الوطنية، والكلمات، والرسائِل الحماسيه التى كانت تُحِرك شعور الإرترى الدفين. الكُل يترقب قدومه بين الفواصل، ويتشوق لسماع صوته الجهور وحضوره القوى. واللهِ ذكريات جميلة تخللت دورتى الدموية، وإفترشت مخيلتى لحافاً.

المشهد الثانى: والذى يُزلزِّل السينما صراخاً وزعيقاً قدوم الفنان حسين محمد على صاحب الصوت المؤُثر والوجه البشوش والذى ما زال صامداً ورافضاً ذُل نظام العنصرية والإقصاء. السينما كلها تردد نشيد:-

ثُرنا من اجل مصلحة الملايين
ثُرنا من اجل كل الكادحيين

شُكراً للمناضل الجسور توتيل، الذى صاغ قصيدة ستظل رمزاً لنضالنا الطويل، والتى ابدع فى اداءِها، فنان الثورة بجدارة حسين محمد على الذى احبه، واكِنُ له كل الإحترام لتدخل افئِدة الإرتريين.

المشهد الثالث والأخير: يحضر الى حلبةِ المسرح مجموعة من الفنانين، وينشدون نشيد ذكرى الشهداء بصوت قوى، وحزين وانا جالس بالقرب من خشبة المسرح اتفحص وجوه الفنانيين، وأُلاحظ أبرار عثمان البُلبُل الصداح، والموسيقار، والملحن البارع الذى ادخل ثورة تغيير، وتجديد فى الأُغنية الساهويه، والتقرنجاويه تهمع عيناه وتسيل منها دموعاً تقديراً لشهدائِنا منذ خمسينات القرن الماضى، والله اتمنى ان نسير على دربهم، ومن هذا المنبرنُعاهد ابورجيلة بطل تقوربا وفقيد الأُمة وعهدنا في ذكري تقوربا المجيد في الاتي:-

• ان نصون تاريخ رفاقكم، فى قلوبنا، وفى كُتُبنا، ومقالاتنا، وإعلامنا، ومجالسنا الإجتماعية، و الأُسرية.
• ان نسير فى درب النضال، والشهادة.
• ان نعيش فى إرتريا تحت مظلة الديمقراطيه، والعداله، والمساواة.

صامدون ما ركعنا يوماً ولن نركع

هذا النشيد حَىَّ فى قلبى مشاعر دفينة، وآهات، والام لفقد أعظم قلعة صمود فى تاريخ الثورة الإرترية. جبهة التحرير الإرترية الأُس، والأساس، وبركان الإنتماء الوطنى، والإحساس، والشجرة الوارفة، التى جُذُورها راسخة فى الأرض، وتفرعت منها كل الفصائل الإرترية. أُم النضال والطود الشامخ الذى هزَّ، وزلزل دعائِم اقوى إمبراطورية فى القرن الماضى على نطاق إفريقيا.

القصيدة ذكرتنى بمكتب جبهة التحرير الإرترية فى ديم النور، الذى كان قِبلة لكل الإرتريين، وعش دافئ يلتقى فيه المُناضلين، وكنت أذهب هناك لأتعلم التقرنيجه لأن الإحساس بأنها لغة الوطن كان من باب الإقتناع، وتقديراً للذين إختاروها اللغة الرسمية مع اللغة العربية، ولكن فى ظل نظام هقدف تقلص هذا الإحساس، وصارت غريبة، لأنهُ حرمنا من لُغة القُران التى تجمع المسلمين فى إناء واحد، وتربطنا بمحيطنا الإسلامى، وجذورنا العربية الممزوجة بدم الزنوج، وتنكر لكل المواقف العربية المُشَّرِفة.

إنجازات جبهة التحرير الإرترية كثيرة ولا يمكن حصرها، وتحتاج دراسة مطوله، وبحث عميق، واريد ان اذكر القليل واليسير فى اربعة نقاط:-

• كان لها الدور الأكبر فى بلورة الشخصية الإرترية.
• صهرت القبائل فى بوتقة واحدة، وقدمتها فى مزهرية جديدة طازجه، ولها عبق، وعطر وطنى جذاب.
• علمتنا فن التشبث بالأرض، وغرست الحس، والحماس الوطنى الذى تمثل فى تضحياتنا.
• قصّرت المسافة لتحقيق الإستقلال.

مهما تجاهل نظام هقدف إنجازاتها، ومحاسنها التاريخ سوف يكون الفيصل، والذاكرة المكتوبه سوف تكون المرجع، وتضحيات شهدائنا سوف لا تذهب هباءً منثورة.

أُوجِه نِداء الى قيادات المسلمين الذين لهم دور فى إختفائِها، وترك الساحة للِمُتعجرفين، وسِماج الذين نسفوا كرامة الشعب الإرترى ولا أُريد ان أُلقى اللوم، والعتاب، بل أخذ العِبر، والدوروس، لأن النتيجة كانت الإنتكاس فى عدة محاور:-

• إنهزمنا معنوياً، و حُطِمت كرامتنا، وعزتنا بسجن الرعيل الأول، والشيوخ، والعلماء، والكبار.
• صرنا مواطنين من الدرجة الثانيه بعد كُل التضحيات التى قدمها المُسلمين.
• سُلِبت حقوقنا الأساسية، والتى تتمثل فى حق مُمارست المعتقد،وهُمشت لغة الضاد التى هى محور وحدتنا.
• هُمِشنا فى كل المجالات السياسية، والإقتصادية،والتعليميه، وذلك واضحاً، وجلياً فى وثيقه إبراهيم المُختار التي تعتبر شاهد العصر.
• هذه المُلاحظه مُهمِة، ومُلِحه، وموجهه لقيادات المسلمين من أقصى اليمين الى اقصى الشمال.

واريد أن اعلِنُها صراحةً ماذا كسبت القيادة المسلمه من التناحرفى إطار القبيلة الضيق، والإختلاف فى الأيدلوجيات الحزبية، والتباين فى الأفكار، والمصالح قصيرة المدى، والتأثير سوى التوهان فى التُرَّهاتِ الغير جادة ونتيجة لذلك:-

. تشردت قيادات المُسلمين فى كل بِقاع العالم، ومنهم من هرِم ويعانى المرض فى الغُربة، ومنهم من قضى نحبه، وترك هذه الدنيا الفانية التى من أجلها تنازعوا وتجاهلوا حقوق المسلمين. الأجدر كان تجنب الخلافات الواهيه، وتركها للزمن، والخُسران شمل القيادة، والمسلمين عامة. فى هذه المرحلة المفصليه تقع مسئولية كُبرى على عاتق القيادة المسلمة، ولا نريد تكرار التجارب الفاشلة.

المسلمين لهم مطالب من كل القيادات المُندِثره تحت الأحزاب المختلفة ولا مجال للمساومة والتنازل عنها وتتركز:-

• مواجهة الشريك الأخر (قومية التقرنجه) بمنطق المشاركة فى وطن تكون فيه حقوقنا مكفوله وكامله، ولا نتزحزح منها قيد أُنمله .
• نريد المساوا ة فى ميادين السياسه، والإقتصاد، والتعليم.
• تطبيق اللغة العربية واللغه التقرنجه بالتساوى فى المرافق الحكومي.

مطالبنا كمسلمين يجب ان تُسمع، وصداها يجب ان يكون قوى فى ملتقى الحوار الإرترى للتغيير الديمقراطى فى ٣ يوليو القادم، لأننا نريد ان نعيش فى وطن تكفل فيه حقوق المسلمين، والمسيحيين، والأقليات الأخرى ويجب ان يكون لقاء حقيقي للتغير وليس هناك وقت للمجاملات والاستقطاب في اطار الحزبيه، ولابد من رسم الخطوط الرئيسيه لمطالبنا، وحق التعايش بين كل مكونات الشعب الارتري.

أوجه هذه الرسال الى الطرف الاخر وهو المعني فى إرتريا، وخاصة ناطقى التقرنجه، وجود طرف إسلامى موحد سوف يساعد فى بِناء وطن ديمقراطى مُعافاة، ولا يشكل تهديد ضد ناطقى التقرنجه المسيحيين، الذين تاريخهم حافل بالتَعَصُّف والإقصاء واللامبالة بإخوانهم المسلمين فى كل الحِقب الماضيه. عصابات الكوماندوس قتلت النساء، والأطفال، والشيوخ، وأحرقت، وشردت، ودمرت قُرى المُسلمين بكاملها فى المُرتفعات فى عوبالِى، ورُوبرُوُبية، وكوربيلى، وعندا عِيجلو، و عدَّى برعدا، الخ... وكنتم انتم فيها كمجموعه رئيسيه وواشين علي اخوانكم في الوطن.

نعم أُغتُرِفت بعض الأخطاء الفرديه ضد المسيحيين، فى بدايه جبهة التحرير نتيجة للحقد الذى كان دفيناً في قلوب بعض الأفراد من قتل الأخ، والأب، والأُم وذلك رد فعل طبيعى من ناحية سيكلوجيه، ولكنها لا تُقارن بفظاعة المذابح المُنَظَمة والمَدْ عُومة من قبل نظام هيلى سلاسى، والتى ستظل عالقة فى الأذهان، ومنحُوته فى ذاكرة التاريخ. ومِن المستحيل نسيانها، وغض الطرف عنها، ويجب ان تعرفها الأجيال القادمة للعبرة والموعظة، و لنستفيد منها لرسم خارطة مستقبليه للوطن خاليه من الشوائب، والأخطاء القاتله.

ذكر هذه الأحداث مُهِم، وتوثيقها اهم لأننا سوف نعرف بواطن الخلل فى تاريخ الأُمة الإرترية لِبِناء دولة قويه مُتَماسكه، وليس للإنتقام والعوده الى الماضى التعيس. وإرتريا ليست الوحيدة التى عانت من هذه الأحداث، نجد الرجل الأبيض ارتكب افظع الجرائِم ضد السود، والهنود الحُمر ولكنه لم يتنكر، بل أخذ منها العبر والدروس، وأيضاً نفس الظُروف مرت بها جنوب إفريقيه وأُنشِئَت لجنة الصُلح والحقائِق برئاسة القس الحكيم جزمون تُوُتُوُ، واحدث هذه المحطات السوداء مجاذر راونده، التى يحاول فيها الهوتسى، والتُوتسى العيش بسلام رغم وحشية المجاذر التى أُرتُكِبت.

على ضوء هذه الإيضاحات اتمنى من إخواننا المسيحين ناطقى التقرنجه ان يفهموا الشواهد والأحداث التاريخية تؤُكد الأمن، والأمان لا يتحقق إلا بإقامت المساواة وإحترام الإنسان لأخيه الإنسان، ورفع الغُبْن عن الشعوب المقهورة.

أريد ان اقول بصوت جهَوُر، ولىَّ عهد الصمت، والإقماح عن الظُلم نحن الجيل الواعى، والهاضم لكل مُجريات الواقع الذى نعيشه، ونعشق العيش فى وطن الديمقراطيه، والحرية، والمساواة.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click