طلب إشارة مرور نحو أزمة الشارع السياسي
بقلم الأستاذ: محمد اسماعيل هنقلا - كاتب إرتري - ملبورن، استراليا
ظاهرة رابطة أبناء المنخفضات غطت مساحة واسعة من الحضور...
وحضور هذه المساحة كان إعلاميا وسياسيا واجتماعيا... واختلفت الأصوات من حيث التعاطي مع الخطاب... البعض اعتبر الظاهرة إضافة أزمة الي الأزمة وحكم عليها بهذه الرؤوية انطلاقا من واقع الأزمة... وعبر عن مخاوفه قائلا: ان المشروع الوطني مهدد وان مثل هذه المبادرة تشجع تجزئة ما هو مجزأ...
والبعض الاخر نظر اليها بروح التفاؤل ورحب بها دون اي شرط مسبق... وأرسل برقية التأيد مؤكدا دعمه المادي والمعنوي للمبادرة... اما الري الثالث انطلق من مناخ يحترم حق الرأي والتعبير، بشرط هذا الحق في التعبير والتنظيم ان لا يضر حق الآخرين... إذن لماذا كل هذا الضجيج والاحتجاج المنظم وغير المنظم على هذه الظاهرة؟!.
ما هي المخالفة الشاذة التي سجلتها على الواقع السياسي والاجتماعي الارتيري السائد... حتى نسجل استنكار وإدانة ضدها بهذه الطريقة!! برغم ان هناك ظواهر سياسية ذو مرجعية قومية نشأت في الساحة السياسية الارتيرية بعض ان دخل الي ساحة الأزمة المشروع الوطني، ولم نتحدث بهذه اللغة الحادة تجاه تلك الظواهر.
اعتقد بهذه الأسلوب في النقاش نمارس اغلاق منافذ الحوار الهاديء... لان لم نقترب من روح تراكمات منطق التجربة العالمية والإريترية في محاكمة الظواهر السياسية والاجتماعية... نجتر نفس الخطاب، خطاب الإقصاءات ودفن راس خطاب الحوار في الرمال... ومثل هذه الذهنية لن تقودنا نحو الخروج من الأزمة، بل سوف تساهم في أعادة انتاج الأزمة وبأشكال مختلفة والمؤشرات السائدة تؤكد ذلك...
إن رابطة أبناء المنخفضات هي مجرد حراك ضمن مفهوم المجتمع المدني... وهكذا تعبر الوثيقة ومن يقف خلفها حتى أشعار اخر... ويجب ان تناقش ضمن هذا الفهم... وتكون الأسئلة مرتبطة بمنطلقات وأفكار الرابطة حتى يكون الحوار هادف... اما الأسئلة غير العقلانية مثل / من أعطاكم حق التمثيل؟! او اتهام اصحاب المبادرة بان عمل مبادرتهم هذا هو هروب من النضال!! ...الخ.
نؤكد لمن قال ان حراكهم هذا هو هروب من النضال بمبادرتهم هذه... بالقول التالي: انهم اختاروا وسيلتهم النضالية بالطريقة التي تناسبهم بغض النظر نتفق او نختلف معهم... ولهم حضور في مفاصل المعارضة كأفراد او جماعة... ولا يحق الأحد من الناس ان يحدد كيف يتصرف الاخر، الا اذا كنت جزء من المشروع، خلاف ذلك تكون الوصاية تدخل غير مبرر...
اما بخصوص من أعطاهم الحق... احتجاج غير مقبول... يحق لك ان تنظم نفسك ضمن تنظيم او جمعية ...الخ الصالح المنطقة وفق رؤيتك دون ان تحجرعلى الاخرين... كما يحق لهم ان ينظموا أنفسهم وفق المبادرة التي قاموا بها... بشرط ان لا تضر الإطار العام... وحتى الان لم تسجل الرابطة اي مخالفة على حسب متابعتي لها... وفي الختام يجب ان نحاكم اي ظاهرة وفق شروط خطابها وفعلها على الارض... وكذلك يجب ان نقترب منها ونتعامل معها بذهنية واعية حتى نؤثر عليها بفعل الحوار... اما لغة الإقصاء والتخوين المنطلقة من تربة ارضية غيرصالح... لا تنتج منتوج وطني... الوضع القائم لا يحتاج الي أناشيد حماسية وصراخ... بل الي أدوات تتعاطى مع الواقع بواقعية... وتجاوب على السؤول المطروح بالإجابة المناسة للسؤال.