اللاجئون الأرتريون فى مناطق الحُروب.. مآسي ودموع
بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب أرترى
(1) إن الدولة المُحترمة تقوم برعاية مواطنيها فى الخارج وتعمل على حمايتهم بكل الوسائل والسُبل، فتهتم بسلامة ممتلكاتهم
وأرواحهم وتعمل جاهدة بعمل وقائي لرعاياها حتى قبل حدوث الإشكالات ونشوب النزاعات وتقوم بعثاتها الدولة الدبلوماسية بمهام الرعاية وحفظ الكرامة لمواطنيها بما يتماشى مع قوانين الدُول وأعرافها، ولكن فى أفريقيا فالوضع مُختلفُ تماماً فمُعظم الأنظمة لا تهتم بمواطنيها ويُعتبر النظام الأرترى الأكثر إهمالاً لشعبه والأكثر إضطهاداً له فليست فى بنوده رعاية المواطن داخل البلاد أو خارجها.
(2) نستعرض فى المقال أوضاع اللاجئون الأرتريون فى مناطق الحُروب ظروفهم وأوضاعهم خاصةً باليمن وليبيا، فالهدف من المقال هو لفت أنظار الأطراف والدول ومنظمات الأمم المتحدة والمُنظمات الإنسانية والحقوقية لتقدير الوضع الإنسانى مُراعاةً لظروف الحرب قبل إستقلال ارتريا والإستبداد من نظام الحُكم بعد إستقلالها مافرَضَ على الأرتريين الهجرة لدول الجوار بحثاً عن الحياة والأمان.
(3) بالطبع الحرب لها أسبابها وعوامل لقيامها ولكن تظل الحرب دائماً خصماً على المَدَنيين فهم عُرضة للمخاطر والإحتياج هذا للمواطن فكيف يكون اللاجىء الذى يفتقد لأبسط مُقومات الحياة ويعيش على الكفاف فى المخيمات ففى حالة اللجوء تتضاعف المأساة وتزداد الحاجة، عبر هذا المقال نعكس حال الأرتريين فى اليمن وليبيا فلَعَلَ الكتابة عنهم تصل للأطراف كافة والمنظمات فتنعكس فى تقدير ظروفهم وتُخفف مُعاناة شعبِ بلا وجيع.
(4) الأرتريون وصلوا اليمن منذ عُقُود فوصل أول فوجٍ منهم عام 1977م بالخوخة وتوالت الهجرات مع إستمرار الحرب وزيادة العُنف حتى بعد الإستقلال بسبب إستبداد النظام وتضييقه على حياة المواطنين وسلبه لأبسط حقوق المواطنة، ويُقدر عدد الأرتريين فى اليمن ل (2500) أرترى يُقُيم عدد (1000) أرترى منهم بالعاصمة صنعاء مُسجلون بصورة رسمية بمكتب المندوب السامى لشؤون اللاجئين دون أية مساعدة تُذكر أو حقوق، كما يُقُيم عدد (1500) أرترى بالخُوخة غير مُعترف بهم كلاجئين ولا يتلقون أية خدمات بل لايحملون أية مستندات تعريف للهوية رغم وصولهم الخوخة سنة 1977م حيث سحبت منهم المفوضية بطاقة اللاجىء سنة 1993م بحجة إستقلال أرتريا، الشعب اليمنى قدم الكثير من المساعدات، ولكن اليوم الجميع يعيش أوضاعاً صعبة بسبب الحرب وزادت مُعاناة الأرتريين بصورةٍ كبيرة بعدم تبنى الأمم المتحدة لهم كلاجئين زاد الأمر تعقيداً بعدم وجود مُستندات تؤكد هويتهم كلاجئين خاصة سكان معسكر الخوخة وأصبحوا يتُعرضون للمساءلة والتحقيق وصارت عائقاً كبيراً فى العمل او التنقل فهى إذاً تُعتبر مُشكلة مع حالة الحرب تستدعى الحل العاجل مع العمل على حلحلة بقية المشاكل بشكلٍ مُتدرج.
وفى ميناء الحديدة تم سجن مايُقارب (100) شاب ارترى بحجة دخولهم لليمن بصورة غير شرعية وتم حبسهم بالسجن المركزى بالحديدة ولايزالون بالسجن وليس لهم مُعين وأحوالهم سيئة للغاية وليست لهم جهة تُرافع عنهم أوتُقدم لهم اية مساعدة، عليه نُناشد الأطراف كافة والمُنظمات الحقوقية والإنسانية والمندوب السامى لشؤون اللاجئين بالعمل للإفراج عنهم وتوفيق أوضاعهم والعمل على مساعدتهم بما هو مُستطاع، وليُكن معلوماً للجميع بأن الهروب من أرتريا موجود بصورةٍ شبه يومية بسبب الأوضاع المُتردّية هناك،
(5) فيما يخص الشباب الهارب من النظام بحثاً عن الإستقرار فى أوروبا يصلون إلى ليبيا بعد رحلةِ طويلة شاقة وقاسية يُعانى فيها الشباب للكثير من الإستغلال والقهر والتعذيب وأحياناً القتل من تُجار البشر الذين لا أخلاق لهم ولا ضمير، كما تقوم جهات ليبية بإدخال البعض للسجن ممن يتم القبض عليهم بحجة مُحاربة الهجرة غير الشرعية لأوروبا، ونسبةً للوضع غير الطبيعى فى ليبيا يتعرض الكثيرون للإضطهاد والإستغلال من الجماعات الليبية إضافة لإمكانية تعرضهم للإعادة القسرية لأرتريا حيث النظام القمعى ومُواجهة القتل والتعذيب والسجن لفترة طويلة دون مُحاكمة مع الإذلال والقهر.
(6) إننا إذ نكتب عن اللاجئين نُدرك أن الجميع يعيش وضعاً لايختلف كثيراً عن اللاجئين بسبب الحرب، لكن نتمنى من كافة الأطراف تقدير وضع الأرتريين وظروفهم وعلى المُنظمات الإنسانية والحقوقية خاصة المندوب السامى لشؤون اللاجئين القيام بمسؤلياته فى اليمن وليبيا بمعالجة الأوضاع الإنسانية وتوفير الحماية للأرتريين وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لهم وإصدار بطاقة اللجوء لهم كمستند تعريفى يُثبت هويتهم كخطوةٍ أولى والعمل على توطينهم لدولة ثالثة خاصة مَن هُم باليمن فمُعظمهم نساء وأطفال وهم الأحق من بين الشعوب الأفريقية بحق اللجوء وإن المجموعات السُكانية التى لجأت لليمن من الأرتريين هى أكثر المُكونات الأرترية إضطهاداً من النظام والأكثر تهميشاً وإستغلالاً وتضييقاً، نأمل أن يجد النداء للتجاوب فالإنسانية واحدة لا تتجزأ.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.