كيف يستقبل شعب إرتريا العام الجديد
بقلم المهندس: سليمان فايد دارشح - كاتب وبـاحث ارترى
بسم الله الرحمن الرحيم
مُعظم شعوب الأرض، وعلى اختلاف مللها وأشكالها، كلها تستقبل العام الجديد 2024م
استقبالاً يليق بمقامه عندها تستقبله وهي تعدد في نشوة قوائم الانتصارات والانجازات التي تحققت لها من العام الذي مضى 2023م بفضل السياسات الرشيدة الحكيمة لسلطاتها الشرعية، وبفضل وضع برامج وأهداف وسياسات تصب كلها في قنوات اسعاد هذه الشعوب ورفاهيتها وتحقيق أحلامها وامنياتها في حياة مستقرة هنيئة خالية من التعاسة والشقاء والحرمان والمعاناة والبؤس والفقر والخوف والهلع.. كذلك ستقبل هذه الشعوب العام الجديد (2024م) وهي فرحة مستبشرة متطلعة لتحقيق ونيل ما لم تستطيع تحقيقه ونيله في العام الذي ذهب (2023م).. هذا ما يجري ويحدث هناك.
• أما هنا في دولة إرتريا والتي نالت استقلالها منذ أثنان وثلاثون عاماً لم تتحرك من مكانها قيد أنملة، بل أنها تدبر في حركاتها للوراء!!
• أن الذي يحدث في هذه الدولة، دولة العجائب والغرائب!!
• لم ولن يحدث في أي دولة في العالم سوي في هذه الدولة!!
• هنا يستقبل شعب هذا البلد المنكوب والمقلوب علي أمره العام الجديد بالكثير من التشاؤم والخوف والتطير، وسبب هذا التشاؤم هو أنه يعلم - شعب إرتريا - كلما أطل عليه عام جديد في ظل حُكم نظام أسمرا الدكتاتوري، انه لن يكون عاماً أحسن حالاً من أخيه الذي مضي، فلما الاستبشار والاحتفال بالقدوم الذي لم يكون سعيداً عليه؟؟
• وما جدوى الاحتفال وقلبه مثقل بالهموم والاهباط والقرف.. كيف يحتفل ويفرح واحلامه وتطلعاته ذهبت مع الرياح.. كيف يحتفل وبلاده كل يوم في ظل حُكم نظام الشعبية المستبد تزيد فقراً وبؤساً ودماراً وان حالها كل صباح يمضي في الإنحدار والتقهقر للخلف.
• هاهو عامٍ مضى وعام جديد سيأتي وشعب إرتريا، يشاهد ويسمع بأن العديد من دول العالم تتقدم وحكوماتها المنتخبة ديمقراطياً تحقق المستحيلات وتخلق المعجزات من أجل سعادة ورفاهية إنسانها، فيما بلاده الذي يحكمها نظام قمعي شمولي - غير قابل للإصلاح - لأكثر من ثلاثة عقود، تتراجع وتتخبط ويأكل إنسانها وعوداً ويشرب أكاذيب وشعارات جوفاء..
• ما جدوى احتفال شعب إرتريا بقدوم العام الجديد، وحُكامه المجرمون دمرواً فعله وهو قوام حياته، ودمروا هويته بكل مخزونها التاريخي والثقافي والحضاري والاخلاقي ومزقوا وحدته الوطنية.. كيف يحتفل وقد ضاعت الكثير من أحلامه وآماله، وماتت الكثير من خططه وتوقعاته وبرامجه الوطنية وقبرت الكثير من مشاريعه وطموحاته التنموية.. كيف يحتفل وقد صودرت حقوقه الديمقراطية والدستورية والإنسانية..
• كيف يحتفل شعب إرتريا بقدوم العام الجديد وهو مُهجر ومُشرد وعاطل ومُهدد في حياته ولقمة عيشه..
• كيف يحتفل وهو معرض كل يوم للقمع والإختطاف والمطاردة والتعذيب والأغتيال والسجن للأبد..
• كيف يحتفل وهو يشعر بداخل وطنه بالخوف والرعب والدّونية والإهانة والبهدلة..
• كيف يحتفل وهو يسترجع لحظات فقده فلذات أكباده في حروب عبثية مجنونة وغير مبررة مع أغلب دول الجوار..
• كيف يستقبل شعب إرتريا العام الجديد بالفرح وبلده تمر بحالة تورث القلب الوجع وتملأ النفس حزناً وحسرة وإنقباضاً، وتجعل الدموع تترقرق في العيون ومن ثم تطفر إلي الفم مرة مرارة الحنظل!!.
ورغم كل ذلك لم يفقد شعب إرتريا الأمل، فهنالك أمل، فهل تصلح الحياة بلا أمل.
وهنا الأمل معقود على شباب المستقبل الواعد الحادبون علي مصلحة البلاد العليا، أصحاب الهمة والغيرة والشهامة الذين سيأتون بإذن الله عزوجل بفعل جديد، وفهم جديد، وينهضوا متحدين الهدف والمسعي لإقتلاع جذور نظام الشعبية القمعي الفاسد الفاشل، ساعتها تتعالي زغاريد الفرح في كل ربوع إرتريا إيذاناً بعهد جديد.. عهد دولة القانون والمؤسسات الدستورية.. عهد بلا مظالم تُصان فيه حقوق الإنسان الإرتري.. عهد دولة المواطنة المتساوية.. عهد العودة بالبلاد إلي درب النهوض لبناء وطن آمن وزاهر يسع الجميع.