تحرير ارتريا ودحر العدو عن كامل التراب الارتري

بقلم الأستاذ: محمود بره - كاتب إرتري

لاشك ان تحرير ارتريا في 24 مايو 1991م جاء نتيجة تراكم انجازات عسكرية ضخمة

في مسيرة تاريخ الثورة الارترية عامة والجيش الشعبي علي وجه الخصوص، فتدمير جبهة نادو از في مارس 1988م، كانت فصل جديد في تغير موازين القوة العسكرية لصالح الجيش الشعبي بفضل صموده الاسطوري، وكانت عملية فنقل فبراير 1990 ايذانا ببداية النهاية لسقوط نظام الدرق وخروجه مذلولا مدحوراً من ارتريا، حيث تم خنقه من وريده في مصوع مصدر قُوته وعتاده،، فبعد عملية فنقل نقلت المعارك والعمليات العسكرية الي المرتفعات الارترية ودخلت مدن عدي قيح و صنعفي وغيرها من مدن وقري الجنوب الارتري تحت سيطرة الجيش الشعبي باقامة جبهة عسكرية عريضة من الدفاعات بالقرب من مدينة دقمحري وعلي امتداد الحدد الجنوبية مع اثيوبيا. وذلك الوضع ادي الي رضوخ نظام الدرق للحل السلمي والتفاوض مع الثورات المقاتلة للاسقاطه اعتقاداً منه ايجاد فرصة لكسب الوقت والمراوغة لحين الخروج من طوق وقبضة الثوار.

اهداف مبادرة الجيش الشعبي الهجوم علي محور دقمحري في 19 مارس 1991م:

في تلك الاونة كانت تجري الاستعدادات لمفاوضات الجولة الثالثة بين الدرق من جهة والجيش الشعبي والوياني وجبهة الارومو من جهة اخري حيث كان الجميع يشكلون جبهة تحالف متحدة للاسقاطه، وقد جاءت مبادرة الهجوم كورقة ضغط علي نظام الدرق للاحداث مزيدا من التنازلات، حيث الغرض من الهجوم كما ورد علي لسان الشهيد/ ودي حمبير قائد اللواء 82 مخاطباً مقاتلي الفرقة 85 في امسية 18 مايو عند منطقة ماي البا التي كان يقودها المقاتل الشرس الشهيد/ قرزقهيرعندي ماريام الملقب وجو الذي كان يقود وقتها العمليات في جبهة دنكاليا، والذي كان كاتب السطور من بين مجنديها في الكتيبة الثالثة اللواء 18 بقيادة ودي دانئئل، حيث ذكر قائلاً: " يعد تحرير مدينة دقمحري سوف نجعل دفاعاتنا علي سفوح تلال منطقة سحرتي لنتمكن من مراقبة مطار اسمرا عن كثب بمنع تحليق و نزول اي طائرة فيه وقطع الامدادات عن الجيش الثاني المتمركز ة في اسمرا وضواحيها.

عملية دقمحري قبل بدء المعركة:

عٌرفت قوات العدو في ارتريا ب(الجيش الثاني) حيث كان الجنرال حسين أحمد قائدها وقد فر الي السعودية اسوة برئيس البلاد عقب تحرير مدينة دقمحري، كان الجيش الثاني شبه محاصراً في ارتريا علي النحو التالي:-

• جبهة كرن شمالا،

جبهة قندع شرقاً،

جبهة الجنوب منها محور دقمحري،

والقوات المتحركة من الغرب.

وكانت قدرات تسليح العدو البشرية تتكون من 4 الوية مشاة للفرقة العاشرة، مدعومة بقوات خاصة (كوماندو)، 2 لواء ميكانيكي مدعمة ايضاً بلواء من القوات الخاصة Commando التابعة للفرقة الميكانكية الثانية، الفرقة 18 مشاة مع لواء مع كتيبة كوماندو، فرقتين ميكنكيتان 19 و16 بالاضافة الي قوات مليشيا الوياني ومليشيا سِرْناي (القمح) من الارتريين، وفرقة كان يطلق عليها يوهنس وفرقة كماندو كان يطلق عليها Spartakia قدمت في مساء اليوم الاول من بدء المعارك محمولة جواً من عصب.

اما العتاد الحربي للعدو في جبهة دقمحري كان يقدر ب 60 دبابة، واكثر من 20 مدفع عيار 130ملم الذي يطلق عليه (مئْتِن ثلاثة)، واكثر من 60 مدفع عيار 122ملم، و8 بي ام 21 / و12 بي ام 24 Stalin's Organ بالاضافة الي العديد من الهاونات والمورترات ومضادات الطائرات والدروع والصواريخ ذاتية الحركة (Fagot)، ولطول بقائها كانت متحصنة بشكل جيد ومحيط بها الالاف من الالغام والمتفجرات الفائقة الدقة.

أما القوة البشرية وقدرات التسلح عند الجيش الشعبي في جبهة دقمحري قبل الهجوم كان يتكون من 4 فرق عسكرية للمشاه وهما الفرقتين 96،52 من الفيلق 381 والفرقتين مشاة 70،16 من الفيلق Corps 491 وفرقة اختراق 85 من الفيلق 271 ولوائين ميكنا كيين 73،34 من الفيلق 74، كانت تنتشر علي طول الجبهة الممتدة في المرتفعات الارترية، وللمعلومية كانت تنقص كتيبة لكل من الفرقتين 85، 16 لمشاركتهما في الحروب التي كانت تدور وقتها في جبهة دنكاليا، ولم يتبق من القوة الكلية الا فرق مشاة 61 التي كانت علي جبهة قندع، والفرقة 88 علي جبهة شمال بحري، والفرقة 90 علي جبهة كرن فرقة (72) الخاصة في جبهة دنكاليا، وقوات اخري تتمثل في الهندسة وقوات خلف العدو التي تعد من اخطر القوات قتالا ومتخصصة في حرب العصابات والعمليات الخاطفة المدمرة من داخل اماكن تمركز العدو، وكذلك الفرقة 96 التي كانت ترابط علي جبهة عدي روسو لم تشارك بشكل مباشر في المعركة.

حيث كان الجيش الشعبي في جبهة دقمحري يتسلح ب 45 دبابة، و12 مدفع من عيار 130 مل، و40 مدفع عيار 122مل، وعدد من البي ام (BM) بالاضافة الي مزيد من المضادات الارضية للطائرات وهاونات عيار 81مل، وصواريخ ذاتية الحركة، والمدافع المتوسطة.

ساعة الصفر وبدء الهجوم الكاسح:

من المعلوم ان اساليب الهجوم المالوفة لدي الجيش الشعبي يبدأ باختراق خطوط العدو وتوجيه الضربة القاضية من الداخل، للاحداث ارباك التي تسهل صيده تحت الأحوال العكرة، فكل العمليات الكبيرة علي سبيل الذكر عملية تدمير نادو از وتحرير افعبت او عملية فنقل وتحرير مصوع اتبعت فيها طريقة الاختراق وتخطي حدود العدو وبدء المعركة من مأمن العدو، أما عملية دقمحري تختلف تماماً عن الخطط المألوفة عند العدو، وكان يعلم العدو قبل بدء معركة دقمحري ان تحركا عسكريا اصبح وشيكاً ولكنه كان يفقد الإجابة علي.. متي؟ وكيف؟

و المتابعة كانت حثيثة حسب افادات الاسري بعد انتهاء العمليات، لذا كان يرفع الاستعداد 100% ليلا ويخفضها الي ادني المستويات نهاراً، يستحضرني كانت فرقتنا 85 صِنْطِقْ (اي الاختراقية) ترابط في جبهة قندع وتتكون من الالوية (82،21،18) وكان اللواء 18 يرابط عند محور ماي اتكموم عند قمة (كوبي Cubi) وبعد استراحة اسبوع كامل تم نقلنا من ضواحي بلدة فرو مرورا بوادي حداث الي ماي سراو بالقرب من مدينة عدي قيح عاصمة الاقليم الجنوبي ومساء تحركنا مشيا علي الاقدام الي حيث التحصينات الدفاعية وتم تمركزنا خلف الدفاع عند منطقة ماي البا، وفي اليوم الثالث تم ادخالنا ليلا امام دفاعات العدو بمساعدة قسم هندسة الالغام والتماثل مع طبيعة المنطقة، حتي الساعة العاشرة صباحاً، تقريبا قضينا 12 ساعة منبطحين علي بطوننا، حتي لاينكشف امرنا وبعد انصراف العدو من الدفاعات مع بقاء عدد قليل جداً من الحرس وافراد المراقبة، لم يكن العدو يعلم ان ساعة الصفر سوف تكون نهارا جهاراً لذا استبعد الهجوم قبل غروب الشمس، وفي العاشرة صباح الاحد 19 مايو بدء هجومنا بغتتة، وكان هجوما خاطفا وسريعا اصاب العدو في مقتل، واربك حساباته، حيث كان الاصطياد كمن يطارد الحيوانات البرية تصيب منها حيثما تريد، فقد تقدم اللوائين 21،18 من فرقتنا 85 شمال طريق أفلبا حتي ضواحي (حرت) والاستيلاء مبكرا علي دفاعات العدو كان يطلق عليها المقاتلين (جِفيتَا - اندا حسر- أوتبوس) وانزال خسائر فادحة في قوات العدو، ولكن عند الساعة الثانية بعد الظهر تدخلت قوات العدو الخاصة (الكماندو) التي كانت متمركزة في دقمحري والفرقة ترارا اسرا سمنتيجا كفلي طور اي (الفرقة 18) ودارت معارك حامية الوطيس مما اجبر محور الفرقة 85 تتاخر عن التقدم حتي اليوم الثاني، حيث العدو كثف من الهجمات المضاد بدون توقف بدفع اعداد هائلة من المشاة المتمرسين علي القتال، ولم تتمكن قواتنا اخذ زمام المبادرة الا مرة واحدة بهجوم عند السادسة مساء ولم تنجح المحاولة بل سقط فيها كثير من الشهداء، لذا اصبحنا في موقع الدفاع والمحافظة علي مواقعنا حتي لاتحصل انتكاسة العودة الي نقطة البداية.

الفرقة 52 التي كانت ترابط من الجهة الشمالية عنا باتجاه سفر اطال - افلبا وتحريرهما ولم يتبق لها الا موقع محدد محصن جيداً كانت فيه قوات العدو قوامه كتيبة واحدة، مما استدعي الامر تجاوز تلك التلال العصية يمنا وشمالاً والتقدم الي الامام مخترقة التحصينات الخلفية، قوات العدو المحاصرة استسلمت بعد نفاذ كمية الذخيرة عندها وسيق افرادها كما الانعام فقط علي يد ثلاثة او اربع مقاتلين.

الفرقة 16 التي كانت ترابط شمال 52 تمكنت من التقدم وتفتح طريق التفاف والاستيلاء جنوبا علي منطقة قُرع وتلال ارار التي تجعل من دقمحري مكشوفة امامهم.

في يوم العشرين من مايو تقدمت الفرقة 70 باتجاه تخول غرب قرع وتمكنت من الاستيلاء علي منطقة خور باريا وقطع طريق (دقمحري - ترا امني) شريان رئيسي للامداد العدو، وبالمقابل تقدمت الفرقة 16 عند موقع (امريكانا) ودحرت العدو من عدي قلقل - ظقارو - أمهر - تخُول، وقد كانت المعارك شرسة وقوية التحم فيها الفرسان بقوات العدو، وقد استغل العدو سعة المنطقة ودفع بقوات جديدة مدعومة بكثرة دبابات واليات وادخل كتيبة كاملة من قوات الفرقة 16 في صندوق كبدهم شهداء أكثر من المتوقع، مما استدعي تعزيزات من قوات المساعدة اللواء 82 ولواء احتياطي من الفرقة 16 نفسها، مما غير الموازين في ارض المعركة قبل حلول المساء، بالاضافة الي تحريك مدافع استراتيجية بعيدة المدي 130ملم وردم مطار اسمرا بكثافة النيران كتم انفاس خبراء العدو وقيد حركتهم، اللوائين 18 و21 من الفرقة 85 بعد الثبات والصمود في اليوم الاول تمكنت في اليوم الثاني اي (20 مايو) من كسر الطوق الذي فرضته فرقة الكماندو والفرقة 18 والفرقة 19 والتقدم في الجانب الشمالي الشرقي الذي تعطل بسسب كثافة الهجمات المتواصلة من قبل العدو ودخلت الجهة الشرقة من مدينة دقمحري مما كشف ظهر العدو وسحب الياته وفك الطوق حول كتيبة الفرقة 16 المحاصرة، تاركا خلفه ميئات القتلي.

تحرير مدينة دقمحري وهروب منقستو هيلي ماريام:

في الحادي والعشرين أصدرت القيادة الميدانية وكان متداول ان القيادة العليا للجبهة الشعبية كانت حاضرة علي راسهم الامين العام اسياس افورقي وقد شوهد بعد دخول الجيش الشعبي دقمحري يودع القيادة الميدانية متجها براً الي الساحل ثم السودان لحضور قمة الجولة الثالثة من مفاوضات السلام مع نظام الدرق في لندن، كانت لحظة الانقضاض علي قوات العدو في دقمحري اولا تم سحبنا من مواقعنا وترتيب صفوفنا تمهيدا لهجوم حاسم وقوي حيث تم توجيهنا الي الناحية الشرقية شمال ويمين الطريق الذي يربط مدينة سقنيتي وكنا نتصرف بجنون حيث من منظار اليوم اراه كان اشبه بالانتحار، كل همنا التضحية مقابل الاستيلاء علي المدينة التي كنا فيها مفتاح الهدف الاسمي دخول اسمرا، حقيقة نجحنا في اقتلاع العدو والاستيلاء علي قلعة دقمحري (Castle-Forto) التي فتحت المجال للفرقة 52 بالتقدم الي عمق المدينة، واجبار العدو بالتقهقر شمالا نحو مناطق اولع طرو، أما الفرقة 52 حدد لها الهجوم من جهة الجنوب متجاوزة السهول المكشوفة وقد ابدع الشباب بالرغم من النيران الكثيفة عبر رشاشات فورتو وقذائف الهاون المورتار قبل اسكاتها من قبل الفرقة85، قد تمكنت 52 من دخول دقمحري في الساعة 11 صباح الاثنين 21 مايو.

تحرير دقمحري غيرت الموازين 180 درجة، حيث بدأت الاذاعة المحلية الاثيوبية تبث اغاني ارترية خالصة وتناشد بتدخل كبار الاعيان من الشعب والجلوس لحل الازمة بدلا من اراقة الدماء، وبعد الساعة الثانية بعد الظهر اذيع عبر الاذاعة الرسمية بيان خبر تنحي الكولنيل منقستو هيلي ماريام عن الرئاسة ومغادرته البلاد الي زمبابوي بعد نقل سلطاته الي نائبه الجنرال تسفايي قبركدان اذيع الخبر عبر الاذاعة الاثيوبية الرسمية، شعورنا كان لايوصف فقد زادتنا الاخبار قوة حتي اصبحنا لانبالي بالتعليمات العسكرية.. واصبح الهدف ليس محاصرة اسمرا وانما دخولها، كل مقاتل اقسم انه لايتوقف دونها، في هذا اليوم فقدنا فيه رفاق كثر واعتقد قائد اللواء 82 ودحمبير استشهد في هذا اليوم، وجرح قائد كتيبتنا الملقب كرونشو وكنت احد الذين نقله الي نقطة تواجد المسعفين من المدنيين، وتقلص عدد فصيلتي من بضعة وثلاثون الي اقل من صوابع اليد، مما استوجب اعادة تجميعنا مع ماتبقي من افراد اللواء في كتيبة واحدة، والتنسيق بين كل الفرق المقاتلة ومواصلة ملاحقة العدو حتي تحقيق النصر الاخير.

في صباح يوم 22 مايو تمكنا من دحرفلول العدو من سفوح قري وقرتي شمال ويمين الطريق الرئيسي الذي يربط دقمحري - اسمرا، ودارت معارك شرسة بالمواجهة المباشرة في التلال استخدمت فيها المدفعية، والدبابات في السهول والاراضي المنخفضة، ودحرهم من دفاعات عدي زامر - زبان انقب، وضواحي كساد قوان والاستيلاء عليها، وعلي جهة الشمال كانت ترابط قوات الفرقة 16 وتتقدم مكتسبة مواقع استراتيجية للقتال، اما الفرقة 70 فقد اتجهت غرباً وقامت بقطع طريق اسمرا- مندفرا. والاستيلاء علي مدن شكتي وتراامني و دباروا، الفرقة 52 خاضت معارك ضارية وشرسة اتجاه وقرتي والاستيلاء عليها كشف ظهر العدو للانخفاض طبيعة المنطقة.

تحرير ارتريا ودحر العدو عن كامل التراب الارتري:

في صبيحة 23 مايو بدأت الفرقة 52 بالهجوم والتخلص من القوات المتمركزة حول عدي ارعد و بيت قي و عدي حوشا والسيطرة علي قري ( قَادين - راس قُظلا - لِزقِب)، الفرقة 85 دخلت عدي ابيتو - عدي قِشنْ - عدي زمات بعد خوض معارك شرسة مع العدو، في هذا اليوم كانت المواجهات شرسة، كر وفر قد تستولي علي تلال او منطقة وتنسحب منها عدة مرات، وكان التنسيق بين الفرقة 85 التي كانت تعاني من خسائر في صفوفها وقلة قواتها متواصلا مع الفرقة 16 حتي تدخل القوات الخاصة 72 والتي عززت جهود التقدم وايقاع الخسائر في صفوف الاعداء.

في 24 مايو بعد معارك ضارية حتي الصباح اتجاه منطقتي (عدي حوشا - ظلوت) في الساعة الحادية عشر قبل الظهر تمكنت قوات من الفرقة 52 الوصول الي بلوكو قدايف مدخل طريق دقمحري الي اسمرا، وقوات أخري قطعت طريق قندع - اسمرا وحبس القوات المتمركزة في دفاعات قندع نتج عنه مواجهة شرسة في منحدر اربع ربوع وحوالي اندا بيت قرقيس، وبعد رفع قوات العدو الراية البيضاء سمح لهم بالتوجه غربا الي كرن لملاقاة الافواج المنسحبة من اسمرا وجبهة شمال بحري ورورا منسع وجبهة حلحل وكرن واتجاههم الي السودان سالكين الطريق الرئيسي الذي يربط السودان- ارتريا. وقد تمكنت الفرقة 70 من حبس القوات في مندفرا وعدي خالا وغيرها من قراي ومدن الجنوب واجبارهم علي الاستسلام ونزع سلاحهم وبعد تجريدهم من الياتهم سمحت لهم المغادرة مشيا الي بلادهم وقد امتنع مايقارب ال8 الاف جندي وفضلوا البقاء بسلام، لحين تسليمهم للصليب الاحمر، والبقية تحركت صوب السودان عن طريق عرزا - بارنتو.

الفرقة 85 باتجاه خور امبيتو يمينا و مرحانو شمالا تمكنت من السيطرة علي مطار اسمرا، اما الفرقة 16 عن طريق عدي قشي - لامزا - عدي هسفا استقرت في منطقة عدي قعداد جنوب مطار اسمرا.

حصيلة خسائر العدو:

114 الف جندي اسير، من 130 الف جندي، والبقية اموات وفارين الي السودان فقد دخلت السودان بحوزتهم 3 دبابات وبضعة اليات عسكرية، وبعضها تم احراقها في الطريق بعد نفاذ وقودها.

غنائم الجيش الشعبي:

تمكن الجيش الشعبي في معركة دقمحري من الاستيلاء علي 200 دبابة بحالة جيدة، و50 مدفع عيار 130 ملم، ومدفع عيار 122 ملم 44 بي ام 21 و18 بي ام 14 ومضاد للطائرات ذو 23، 1330 مورتار هاون. وغيرها الالاف من الاسلحة المتوسطة والخفيفة والمدرعات والاليات المختلفة.

وفي الختام يجب ذكر دور شعب المنطقة، وقد كان دوراً عظيماً ومشرفاً جداً في نجاح العملية، فقد كانوا خير معين لنا في مدنا بالعدة والعتاد، ونقل الجرحي والمصابين، وخاصة المليشيا التي ابلت بلاء حسنا في اخراج الجرحي الي الخلفية وتوصيلهم الي العيادات الميدانية بالاضافة الي حراسة الاسري.

وباعلان عبر اذاعة صوت الجماهير الارترية، خلو اسمرا من قوات الدرق تم اعلان الانتصار والحاق الهزيمة بجيش الدرق، وطرده صاغراً،خارج الوطن، والحقه انتصار اخر دحر جيش العدو من عصب اخر معاقل المستعمر في 26 مايو 1991م، وبالمقابل اعلان هزيمة قوات الدرق في عموم اثيوبيا ودخول قوات تحالف الاهودق الي اديس ابابا في 28مايو 1991 بمعاونة قوات من الجيش الشعبي، وبدء الترتيبات في اجراء الاستفتاء برعاية الامم المتحدة والمجتمع الدولي الذي توج برفع راية البلاد في مقر الامم المتحدة في 24 مايو1993م.

Top
X

Right Click

No Right Click