مؤتمر الشباب الإرتري المستقل ٢٠٢٢م
بقلم الشيخ: محمد جمعة ابو الرشيد - كاتب وباحث وناشط حقوقي ارتري
تلقيت دعوى كريمة من قبل (اللجنة التحضيرية) للمؤتمر الثالث للحركة،
وبالرغم من الارتباطات الكثيرة وازدحام برنامجي كان لابد من تقدير هذه الدعوى وإلقاء جميع الارتباطات وسعدت جدا عندما رايت اعلان ضيوف الشرف ان يكون من بينهم البرفيسور/ جلال الدين محمد صالح والاستاذ الكريم/ عبدالرحمن سيد… ولست في حاجة لتعريف المعرف وتوضيح الواضح فهما شخصيتان حاضرتان دوما في المشهد الوطني ويتمتعان بجرأة الطرح واستقلالية الراي والدفاع عما يؤمنان به بكل شجاعة وقوة، وكانت لحضور المجلس الوطني واشادته بالشباب المستقل ودعوته ان يكون جزء من المجلس الوطني بادرة طيبة من قيادة المجلس وكذلك كان لكلمات ممثلي بعض التنظيمات السياسية والروابط المدنية دور مقدر ومشكور.
جهزت كل امورى وقلت لهم سوف اصل في الوقت المحدد لا تقلقوا بشأني ولكنهم اصروا على الاستقبال فكان خير استقبال من شاب مدهش لفت نظري وعيه وحيويته وهمته وطموحه الذي بلا حدود حدثني بحماس شديد عن بعض انجازات الشباب المستقل وهي انشطة لم تعكس في الاعلام من قبل ادارة الحركة واستمعت لاحقا الى هذه الانشطة والانجازات في التقرير الادبي الذي تمت تلاوته واشهد لهم ان ما حققوه من العمل الاجتماعي والعلاقات الخارجية والتواصل مع القوة الوطنية المختلفة ومواجهة النظام الاستبدادي قد يفوق جهود الكثير من التنظيمات السياسية العريقة وذلك بالرغم من وباء الكرونا الذي اعطى الكثيرين المبررات للقعود.
اشهر شخصية فى هذه الحركة هو الشاب الحيوي والنشط والألمعي والناطق الرسمي وعضو اللجنة التنفيذية للحركة ولكن كانت سعادتي كبيرة عندما وجدت الحركة مجموعة شبابية متناغمة واعية وهادئة وقمة في الخلق والادب والتضحية والبذل والعمل بصمت وبروح الفريق وما (عثمان) الا واحدا منهم.. شباب من مختلف مناطق ارتريا جمعتهم ماساة الوطن التي اكتوى الكثير منهم بنارها المحرقة في ساوا وويعا وحشفيراي وغيرها من المواقع التى يستغلها النظام لترويض الشباب المتطلع للحرية والكرامة.
شباب يتزينون بجمال الاخلاق:
وهذه الميزة لم تكن فقط ميزة القيادة ولكن ميزة جميع الشباب الذي حضر المؤتمر انهم رضعوا حقا من لبن الام الارترية العظيمة التى تربي ابناءها على المثل والاخلاق العظيمة… شباب قليل الكلام كثير العمل وعلى حسب تجربتي النقابية الطويلة يستحيل لمؤتمر ارتري مزدحم البرامج ان تنتهي اعماله بسلاسة ويسر في يوم واحد حيث يكثر الناس التكرار والجدل العقيم ولكن كانت تتم الموافقة على القرارات بكل سلاسة وتتم المناقشات بكل هدوء وتركيز.
شباب مؤمن بعدالة اهدافه ومبادئه:
لا تسمع منهم الا كلاما عن معاناة شعبهم والبحث عن حلول لتخليصه من الجوع والفقر والحرمان والحروب والمعتقلات وانسداد الافق السياسي الذي اصبح ملكا لزعيم واحد وتنظيم واحد حيث حول البلد الى طغيان ثقافة واحدة بل الى الاستئثار بالسلطة والثروة والارض ومحاربة القيم والدين… هذا الشباب الناشئ والذي تثقل كواهله هذه التحديات الضخمة التي تواجه الوطن برمته لهو على استعداد تام لمجابهتها والسعي بكل شجاعة للمساهمة مع القوى السياسي الاخرى وتنظيمات المجتمع المدني وكل من ينهض للتغير ان يضعوا ايديهم معهم… وهذا ما تم اعلانه من مبادرة كريمة وشجاعة بتبني فكرة جمع كل (القوى الوطنية) في مؤتمر جامع تنبثق منه قيادة وطنية للتغيير واعلنوا انهم مستعدون لتبنيها رعاية وخدمة… واحسب ان هذا فكر متقدم وراي سديد وهمة عالية لمجابهة المخاطر التى تواجه الوطن وكلنا يعلم ان احدى الاشكاليات الكبرى تتمحور في (الخلافات السياسية التافهة) والتى ساهمت في معاناة الشعب الارتري وتركه فريسة صائغة للنظام المستبد.
شباب مستقل وفكر متجدد وعزيمة حديدية:
عجزت الكثير من التنظيمات السياسية ان تعقد مؤتمراتها الدورية بسبب الظروف المادية ولكن الشباب الارتري المستقل يتقاطر من كل انحاء اروبا كل على حسابه الخاص ويساهم ايضا في تكاليف المؤتمر… انها العزيمة يا سادة والتضحيات والايمان بالقضية والخروج عن المألوف…. يكفي الشباب المستقل ان يجدد فينا روح الامل ويبعث فى نفوسنا ذكريات جيل التضحيات من رموزنا الوطنية في الاربعينات وطلابنا الشباب الذي خططوا لانطلاق ثورتنا التحررية وكل الشباب الطاهر الذى رفرفت علم ارتريا الحبيبة في المحافل الدولية بفضل الله ثم بفضل دماءهم الطاهرة وتضحياتهم العظيمة.
شباب فى وجه العاصفة:
ما اسهل التأسيس واصعب الثبات وما ايسر الصعود للقمة وما اشق البقاء فيها… سوف يستخدم النظام المخابراتي المستبد كل ابواقه وامواله واعلامه للنيل من هولاء الشباب وسوف يسعى بكل وسيلة لبث الخلافات والنعرات فيه واستخدام اقذر الوسائل بالطعن في اهدافه ومراميه والتشكيك في جدوى عمله، وسوف يحاولون الصاق كل خطيئة عليهم ويرميهم بسهام التجريح والتخوين وغيرها من التهم المعلبة والمغلفة، ولكن هذا الشباب خبر النظام الذي ولد في ظله اكثر من اي تنظيمات وحراكات اخرى وهم يعلمون كل هذه الحيل والدسائس وعلى بصيرة ووعي لمجابهتها، وارجوا من الجميع دعمهم والوقوف بجانبهم او كف الاذى عنهم وتركهم ان يخوضوا تجربتهم بحرية تامة.
واشيد بحواء الارترية وعلى راسهنّ الاختان الكريمتان: اسمهان على وسلوى نور واللتين دوما بجانب الشباب وكان حضورهما اضافة قوية للمؤتمر وحافز قوى للشباب والشابات وقد اشادت اللجنة التحضيرية وقيادة الحركة بمساهمة الشابات الارتريات وخاصة في جانب الدعم المادي فلهنّ التحية العطرة حيث يجددن تاريخ الامهات العظيمات التى حملن هم القضية وجدن بدمائهن وفلذات اكبادهن وحليهنّ وكل ما يملكن حتى نالت ارتريا استقلاها المجيد.
قناة سبتمبر 61:
قالت على لسان ممثلتها الاستاذة اسمهان (اصنعوا الحدث وعلينا النقل) شعرت بفخر واعتزاز ان يتم تغطية المؤتمر بقناة ارترية وطنية خالصة وكنا قديما نبحث عن (القنوات الفضائية ) التى يمكن ان يصل عبرها نشاطنا الى بعض افراد شعبنا في الداخل واليوم والحمد لله هناك اعلام ارتري يلاحق الاحداث.
فالتحية للفارسين… الاستاذة/ اسمهان والاستاذ/ حامد احمد اسماعيل على حضورها وتوثيقهما ومشاركتها الفاعلة وشكرا لادارة القناة واللجنة الداعمة على هذا التفاعل وملاحقة الاحداث والاخبار.
اجدد شكري لقيادة الشباب المستقل وقواعده على الدعوى الكريمة وحفاوة الاستقبال وحرارة اللقاء.
وامل ان تعقدوا مؤتمركم القادم في ظلال جبل ادال او عاصمتنا الجميلة اسمرا الفريدة او في اي قطعة فوق ثراها الطيبة.