اكذوبة العودة - الحلقة الثانية
بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب وناشط سياسي إرتري
مفهوم الوطنية لا يوجد لها انواع او مسميات كما انها لا تتجزا. لكن فى واقعنا الحالى صارت الوطني
مرادفة لمكتسبات طائفة هقدف التى ينشدها النظام العنصرى الحاكم. افراد السيادة والوطنية الجدد وتسلطهم على مفهوم الوطنية كمدخل لالهاء الشعب ومغازلة النظام، فهى قصور فى فهم الوطنية بعينها، وما ان تاتى لحظة الحقيقة التى ارتوينا من طعمها المميت مره ومرات والنتيجة فشل زريع عندم تتجلى صورة النظام العنصرى للمره المليون. وسرعان ما يتغير مجرى الفقاعة الهوائية لافراد السيادة والوطنية الجدد اينما تهب الرياح القاتلة لنظام طائفى. والنتيجة بان يبرر صاحب هذه الالعوبة بانهم كانو يجربون مسار اخرى لدواعى التحرك الديناميكي.. دون حياء واستحياء لتجارب مريرة.
اذ ما هو القصد من تلك الشخرة الاخرى باسم الوطنية وبعبع السيادة؟ والتمسك بالقاتل الفعلى لمفهوم الوطن والشعب؟ ورغم تماشى ثقافة القتل والارهاب للنظام مع ابناء عمومتهم من تغراى تغرنيا!
افراد السيادة والوطنية الجدد عباره عن تفريخ نسخه اخرى لنهج النظام الطائفى وبداية لتطبيع موضة الامن والتنمية -تماشيا مع خطوات السيد الرئيس- ولو تحت عباءة اثيوبيا والعمل بمقولة ايىى خسرنان.
نسمع تشخير وجعجعة دون اى روئ ولا حتى شخبطه فى اوراق متبعثرة. عندما يتسأل الجمهور مش فاهمين حاجة!! هناك من يقول لك تابع واقرء حتى تفهم، نحن قدوة ومتمرسين ونعلم الغيب ومسار التوجه المحلى والاقليمي والدولى!! اجنداتهم عبارة عن طلاسم وشفرات اذا لم تكن موالى وتبارك فورا.. فسوف يهددونك بازاله اسمك من صفحاتهم المباركة. وهناك من يراهن بالتنازل عن بعض الثوابت خوفا على مستقبل طرحهم الانهزامى.. واخرى يقول لك ان اجنداتهم سريه حتى نختبر المياه الراكدة. واخر يتفوه بالسلمية والهبوط الامن والمرادفات التى يصعب فهمها، والقصد منها التلاعب بالكلمات وحتى تكون مخرج لهم مستقبليا بعدم فهم محتوى رسالتهم الوطنية!. وهولاء الافراد يجمعهم مسار واحد ولكن كل له رؤيته وتبريره وتحليله. هذا غير التزامهم التنظيمي او الحزبى والذى يتعارض مئه بالمئه مع الطرح الاستسلامى.
هل هذه الطلاسم الاستسلامية المبهمه والمبعثرة بديل لنهج عواتى وادريس محمد ادم ورفاقهم؟ واذا كانو من دعاة الاستسلام والعفو العام والهبوط الامن، فاين الجديد؟ ما الفرق بينهم وبين المفرطين باسمائهم وشخصياتهم، ومنزلتهم العالية من نخب النخب من مؤسسى منظمة سدرى / مدرخ والتى حاولت لقرون برفع رايه الاستسلام ولدرجة انها كانت تتوسل الرحمه والمغفرة والرجوع المطيع و حزمو امتعتهم فى انتظار اشارة الاصبع من ولى النعمة سيادة الرئيس؟ مجموعة جل همها كان وما زال الدفاع عن الطائفة الحاكمة وابواق لعندبرهان وامثاله والدفاع عنهم كلما اساؤوا الى تاريخنا ورموزنا وارضنا وكرامتنا! ويتسابقون لاحباط اى تجمع للقوى الوطنية وينشرون بيانات واكاذيب وتخوين و تزيلها باسمائهم وبكل فخر!
هل سمعنا لهم اى مبادرة لرأب الخلاف بين ابناء القضية والحقوق؟ هولاء حتى فشلو ذاتيا وسياسيا ولم يخلقو اى خلفيه او ارضية من الشريحة الوطنية تابعة لتوجههم والتعويل عليهم.. ولكن كانو وما زالوا يغردون كافراد. ورغم الامكانيات التى توفرت و تتوفر لديهم من ابواق اعلامية ومقابلة واخذ صور مع شخصيات عالمية والوقار الزائف من علاقات مصلحية ومقولة (اهرش لى.. اهرش لك). فهل هذه الافراد والوسائل الاستسلامية بديل لرايه كبيرى وسلطان ورغم استهداف رموزنا جسديا ومعنويا؟
تعاملنا معهم وسمعناهم ورايناهم يمارسون الحدية وفلسفة متغطرسة وتبريرات بفزاعة هذا وذاك، واكثر شغبا فى اطروحاتهم والاستاذية والتعالى عندما يخاطبون امتهم! بينما هم مطيعون ومبتسمين والتمسك بالنظام ومشتقاته من معارضة هقدفية مزروعة لاحباط اى تقدم للمعارضة ولو على حد ادنى من التلاقى.
الحالة الشعبوية الفردية صارت مرض مزمن وظهرت على مراحل متفرقة فى تاريخ امتنا ولكن وعى الشعوب وطنيا كان المتراس الصلب لمقاومتها و وأدها.
الجماهير تعى امكانيات ومفاهيم وقدرات نفسها وليس غشيمة حتى تقع فى مطبات يتم تكرارها دون اى رادع. ويدرون الحاله الشاذة انها مجرد فقاعات سياسية لطموحات فئه او شماته من طرف اخرى تعميهم بصيرتهم لرؤيه اوسع لحاله لا بديل عنها من تلاحم قوتها تجمعهم الحقوق والتضحيات ورفع رايه الصمود والمقاومة ضد طائفة تستخدم الوطن كسلعة مكتسبة زورا وظلما.
هذه الفقاعات التى تتطاير يمنا ويسارا زائفه المنظر ونتيجة لظروف الخلافات التنظيمية وانشطارها ووجدت هذه العناصر الارضية الصالحة. لذلك مقاومة هذه الاطروحات تتم عبر مقاومة اطراف الخلاف داخل التنظيمات الارترية لانها العامل الاساسى لخلق طفيليات هالكة. والوقاية خير من العلاج.
تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة