رابطة المنخفضات بعد المؤتمر التأسيسي القيادة للتكليف وليست للتشريف
بقلم الأستاذ: الحسين علي كرار
(1) القيادة تكليف وليست تشريف:
أولا نبارك على نجاح المؤتمر التأسيسي للرابطة والذي توج مرحلة جديدة وبآفاقها الجديدة وما كان هذا يكون واقعا ملموسا إلا بإصرار
القيادة وعزم التحضيرية ومواكبة الأعضاء للوصول إلى هذا الإنجاز وإن المرحلة القادمة بالتأكيد وبدماء الشباب الجديدة سيكون فيها دفع المسار إلى الأمام بقوة أكثر لوجود الأرضية الثابتة للانطلاقة، وتتطلب منهم وضوح الخطة وسرعة التنفيذ والمتابعة، إن وضع برنامج (ما) ولمرحلة (ما)، ثم التراخي عنه، ستكسو الغبار أوراقه وتتآكل صفحاته صفحة تلو الأخرى، و يقضي على كل الفضائل السابقة والمنتظرة، وأن هؤلاء الشباب قادرون على العطاء، لقد أعطوا فيما سبق ككوادر الصف الأول ويرجع إليهم الكثير من الفضل في عوامل نجاح الرابطة مع القيادة السابقة، إن ما يميز الرابطة عن غيرها وييسر أمورها أنها تملك قرارها ووضوح رؤيتها في أهدافها وهي لم الشمل بعد شتات السنين المظلمة لانتزاع كافة حقوق المكونات الاجتماعية من دولة الهيمنة والإقصاء، وقد التفت حولها قاعدتها العريضة والتي تنمو وتضحي بقناعة، وأن الكل فيها يدفع حسب ما استطاع، ومن يكلفون بقيادتها مضحون أكثر بوقتهم وراحة أجسادهم بمتابعة العمل بالإضافة إلى أعمالهم الأخرى وبعزيمة الرجال الأوائل بالتضحية دون مقابل، وأن يتحمل عضو القيادة من جيبه كافة نفقات تحركاته فإن هذا يعتبر من الأعمال الجليلة التي تحسب لقيادات الرابطة وهي نقلة نوعية و صمام الأمان لوجودها، إن انتخاب المؤتمر لقيادته الجديدة المكونة من:-
41 عضو مجلس
و 14 عضو تنفيذي
و 7 أعضاء قيادة كمجلس خبراء ومرجعية تنظيمية
هو عمل يبحث الجودة والدقة والدراسة والتنظيم.
ومن الصعوبات المقبلة التي ستواجه القيادة الجديدة ليس من السهولة إقناع شعب يعيش في حالة من الإحباط والتفتت، وأصيب بتنظيمات تفتقد إلى المصداقية في عملها إلا بعمل جاد ملموس يقنع قاعدة أكثر اتساعا، والرابطة قيادة وقاعدة واعية هذه الحقيقة، ومن يشوش على الرابطة بالترويج الكاذب لإفشالها فإنها عقدته النفسية وإحساسه بفشله الذي يشعر به في كيانه فيسل سيفه ليضرب الأعقاب التي تتقدم وترفض جموده.
إن من يطالب في ارتريا بالهوية الإسلامية في ظل الطمس والتشويه فهو عمل من عمل الإسلام، ومن يطالب باللغة العربية فهو عمل من عمل الإسلام،ومن يطالب بالتاريخ الإسلامي فهو عمل من عمل الإسلام، ومن يضع في أولوياته إرجاع أراضي المسلمين المنهوبة فهو عمل من عمل الإسلام، ومن يطالب في أولوياته بعودة اللاجئين إلى أراضيهم المغتصبة فهو عمل من عمل الإسلام، ومن يضحى بنفسه وماله في سبيل ذلك فهو عمل من عمل الإسلام، ومن يعمل للم الشمل بعد الانهيار فهو عمل من عمل الإسلام، أما الذي يتجني على الرابطة وبهذا الكيد ويعتقد أنه سيحقق مآربه في إفشالها فهو الخاسر، وكيده ليس من عمل الإسلام، الرابطة بدأت من القاع من الأسفل بالتصاعد إلى الأعلى أي بدأت بحروف الياء والواو والهاء من الحروف الهجائية بدل أن تبدأ بحرف الألف والباء والتاء، لأن العمل السياسي الذي تدور حربه كحرب الداحس والغبراء وحرب البسوس في أديس أبابا بدأ أساسا بحرف الألف من الأعلى ومنذ خمسة وعشرون عاما لم يتجاوزوه، لأنه يريد أن ينزل من الأعلى إلى الأسفل وكلهم يتقاتلون على بسبوسة السلطة ولم يستطيعوا أن يخطوا شبرا واحدا ويتجاوزوا حرف الألف، بمعني أنهم يريدون إدارة الدولة من أعلى الهرم في دولة مركزية إلى الأدنى وأن يعطوا من علبة العسل التي في حوزتهم لأصحاب الأقاليم المظلومة من نظام الهيمنة ملعقة واحد من علبة العسل وبشروطهم، ويحتفظوا بكامل العلبة في بورصتهم لمصادرة الحريات ويحكموا بالظلم وبكل الصلاحيات تحت مسميات الديمقراطية والحرية والعدالة التي أفرغها حزب لبجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة من مضمونها، إن الدولة عندما تتفكك بالمظالم كما هو حاصل في ارتريا فإن المطالب تبدأ من الياء آخر الحروف الهجائية وتتصاعد إلى الأعلى لإرساء نظام حكم فيدرالي تنتزع فيه أقاليم الولايات المضطهدة حقوقها بالقوة ولا يمنحها لها أحد بالمسكنة، فيكون لها برلماناتها وتشريعاتها وتتقلص فيها صلاحيات الدولة المركزية وتنحصر في الدفاع والمالية والخارجية، وإن الحقوق تؤخذ ولا تعطي وهذا هو الذي لا تسمح به الدولة المركزية أن يتقلص نفوذها لإحكامها السيطرة وإرساء الدكتاتورية للفرد وقوميته القاهرة.
كل الأطراف المطالبة بحقوقها تريد حماية كيانها من التشويه والهيمنة وتريد المحافظة على وحدة الدولة،وإن المنخفضات حسب تقسيمات القوميات فيها (6) من القوميات التي يتلاعبون بها، وما يحلمون به في أسمرا وأديس أبابا هو إنشاء كيان لقومية التجري ليثبتوا لغتها لتحل محل اللغة العربية ويتلاعبوا فيما بعد على قبائلها حسب مخططاتهم المرسومة فهي المزرعة الكبرى لحصادهم ليكسروا أعوادها عودا بعد الآخر ليستعبدوا رجالها وينتهكوا حرمة نسائها ويغيروا ثقافتها ويزوروا تاريخاها ويصادروا أرضها ويستوطنوها، ويجعلوها جزء مهان تابع لمملكة أكسوم التي يهاتون بها في كل من ارتريا وأثيوبيا، إن هذه المؤامرات المكشوفة لإلحاق المنخفضات بدولة أكسوم تتطلب مواجهتها من الجميع بمقولة الحكيم: تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا تفرقن تكسرت آحادا.
فيا أهل المنخفضات لا توشوشوا عقولكم بأقاويل الذين يمكرون بكم ومن أصحاب المنافع باسم الدين الذين لا يهشون ولا يقشون ولا يخدمون إلا مصالحهم ، فمن فقد أرضه فقد دينه، ومن فقد داره فقد عزته وكرامته ومن انتهكت حرماته فقد كامل حياته وشرفه، فإن قوتكم في وحدتكم بكافة قبائلكم ومشاربكم الفكرية، لقد جربتم أفورقي ونظامه وما جرّه للمنخفضات من ويلات،لقد جربتم الفصائل العلمانية وما جرته للمنخفضات من ويلات، وقد جربتم الفصائل الإسلامية وما جرته للمنخفضات من ويلات، الزمن يسير بالسرعة وأنتم غافلون، أنظروا للأقاليم الأثيوبية الرافضة للهيمنة فالرفض لا يأتي من فراغ وبعملية عشوائية ولكن يأتي من خلال التنظيم، هذه الرابطة هي منكم وإليكم فكروا ما هي المصالح الشخصية التي يجنيها أعضائها وهم ينفقون كل شيء من جيوبهم، وما هي الفوائد العائدة إليهم،لا بد أن تحموا في هذه الفترة العصيبة أنفسكم وأن تلموا شملكم بمطالبكم الموحدة بعيدا عن كل العصبيات الدينية والقبلية والعرقية فإن الخصم في السابق كان أجنبيا فتوحد في حربه الجميع، ولكن اليوم أصبح الخصم مكونا اجتماعيا أتاحت له الظروف أن يتسيد ويمارس الإقصاء، فلا بد من لم الشمل الذي تتصدره الرابطة وهو طريقكم الصحيح الذي تستردون من خلاله حقوقكم بعد الشتات ولا شيء لكم غير ذلك.
(2) لو كنتم صادقين في إسلامكم لما كانت هناك حاجة للرابطة:
الإسلام هو دين المحبة والمودة واللطف والقول الحسن في التعامل مع المسلمين وغيرهم، وخاصة من أصحاب الدعوة، والله سبحاه وتعالى يقول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
الحزب الإسلامي الارتري منذ نشأت الرابطة يقوم بالدعاية المضادة المغرضة للرابطة وأسلوبه يشبه أسلوب القوي الاستعمارية بعيدا عن أخلاق الإسلام ومفاده أكذب أكذب حتى تجعل من الأكذوبة حقيقة يصدقها الناس، وذلك بدون الوازع الديني الذي يتحدثون عنه، وهي دعوة ميكيافلية وليست دعوة إسلامية، عندما يدعي أن الرابطة قسمت المسلمين فهل كانت الفصائل الإسلامية ذاتها وهو أحد أطرافها كانوا موحدين قبل تأسيس الرابطة ؟ وهل كانت الرابطة عضو في تنظيم الجهاد الإسلامي الذي مزقه الحزب، لأن كوتة الدخل القادمة من الخارج التابعة له كانت زائدة، فأراد أن ينفرد بها دون مشاركة الآخرين ؟،وعندما يدعي بأنها قسمت المنخفضات فإن معظم الفصائل التي تعج بها الساحة منذ أمد طويل وهي من أبناء المسلمين في المخفضات، ولكن بعد كل هذه الافتراءات له أوامر أخرى عندما يطلب بتغيير اسمها، و الله ما شاء الله عليه، وهو يضع نفسه أفورقي جديد على الرابطة بهذه الأوامر المتعالية،وعندما قال بعد اجتماع فرانكفورت أن الرابطة قبلت بالعلمانية ولو كانوا هم في الحضور لما حصل ذلك، وانتقد الرابطة ولم ينتقد بقية الفصائل لأنه أحد الأطراف التي قبلت بعلمانية الدولة منذ سنين طويلة ولكنه يكابر، وافتراءاته بعيدة عن الدين الذي يدعيه ، كل هذه مكائد ميكيافلية يريد إثبات أكذوبتها ضد الرابطة لإبعاد الراغبين في الانضمام إليها وهو عمل بعيد عن الأخلاق، وأنا لا أريد أن أطيل ولكن أريد أن أناقش بأدلة من القرءان الكريم والسنة النبوية في برنامج الحزب الإسلامي بين إدعاءاته الدينية وممارساته الفعلية غير الدينية، ففي جانبه السياسي في الشرق الأوسط والسودان وبقية بقاع العالم يحمل المصحف بيده اليمنى لذر التراب في العيون، وفي جانبه الرسمي في أديس أبابا يعانق الطاغوت بصدره وبصوته الانتخابي وبمواقفه السياسية الداعمة للمدارخة وأتباعهم تاركا ما يدعيه من الإسلام خلفه.
يقول الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وقال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) وقال تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا) هذه الآيات الكريمة هي من بين آيات دستور الحزب الإسلامي، فهو يقرأها من فوق المنابر في السودان والشرق الأوسط وفي كل مكان ولكنه يخالفها تماما عندما يصعد منابر الهضبة الأثيوبية، فكيف يجوّز أن يكون وإلى أمر المسلمين الذي تجب طاعته أن يكون من أهل الكتاب خروجا عن نص القرءان الكريم ويبايعه كرئيس للدولة أو المجلس أو التنظيم، أليس هو حزب إسلامي ؟ ماذا ترك للعلمانيين الذين يمطرهم بسوط العذاب؟ المسلمون عبر التاريخ اختلفوا في طاعة الوالي المسلم الفاجر العاصي قال بعضهم لا تجوز طاعته وبعضهم جوّزها درءا للفتن، ولكن الحزب الإسلامي في المآذن يصف حكام المسلمون بالطواغيت ويقول في المنابر ما يشفي الغليل والصدور ويبعث بمواعظه الحماس والتهييج وعقيدة الجهاد والقتال واسترجاع حقوق المسلمين الضائعة في كل مكان حتى تذرف العيون الدموع وتستعد للفداء بالروح والمال، ولكن عندما يحين وقت إقامة الصلاة وتقتضى ضرورة مصالحه، فهو يكبر في أديس ويجيز أن تقام الصلاة تحت أجراس الكنائس المدرخية في أديس أبابا خروجا عن برنامجه وخروجا عن نصوص القرءان ويبايع من كان يصفهم قبل دقائق في المنابر بالجبت والطاغوت ليس حبا فيهم ولكن حبا للسلطة الدنيوية التي يرغبها ويريد أن يمنحها له الطواغيت، ويترك لهم تطبيق الآية الكريمة ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون أليس هذا خروج ومخالف للدين الذي يدعيه، كيف أجاز ببيعة الكافر الطاغوت، في أديس أبابا ويتحالف معه ضد الفصائل الإسلامية وصوته مع الطاغوت وموقفه مع الطاغوت ويعين الطاغوت على المسلمين، فهل هذا هو حزب إسلامي أم هو حزب علماني أم هو بين هؤلاء وهؤلاء من المنافقين، من يبايع المسيحي وهو يحمل اسم الحزب الإسلامي فهو تنازل عن شرع الله وقبول بالعلمانية التي يشتمها في أدبياته ويسخر منها، وبذلك يدلس على المسلمين ويغشهم، ولا ينسى أحد أن الحزب الإسلامي بعد مؤتمر أواسا عندما طلب منه الطواغيت - وخطاب الطواغيت هنا على لسانهم وأدبياتهم - حل التحالف كان السهم القاتل السام والسليط الساعي بحماس لحل التحالف، ومن المعلوم أن الاستهداف من ذلك كان للفصائل التي تصنف بالإسلامية من قبل أثيوبيا وطواغيتها، فعل ذلك لتحقيق رغبات من يصفهم بالجبت والطاغوت، هذا هو سلوك الحزب في أثيوبيا وهو ليس فيه شيء فيما يدعيه من الإسلام، وحدة المسلمين التي يدعيها هو أحد الأطراف الذين وأدوها ومزقوها وأداروا ظهرهم عنها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
ولكن لا أحكم بالجهل على العلماء الأجلاء في كل الفصائل الذين رأوا المشاركة في العمل السياسي بالاجتهاد في أصول الدين والأخذ بفقه الضرورة لدرء الفتن، و بهذا الاجتهاد أجازوا المشاركة في الدولة المدنية،وهي الدولة العلمانية والفرق بين اللفظين لا معنى له - كأن تدعو الشخص، هيييي يا راجل،أو أن تدعوه يا سيد، فكلمة السيد أطيب للقلب - والحزب الإسلامي إما لا يعرف مرجعياته الفقهية، وإما مستهتر، فإن كان لا يعرف مرجعياته الفقهية فهذه مصيبة وإن كان يعرفها فإن الاستهتار يدخل في باب حد القذف في التشريع الإسلامي الذي يحمل حزبهم رايته بهتانا، لو كان صادقا في إسلامه كما يدعي لما كانت هناك حاجة للرابطة.
(3) ما هي مطالبكم الإسلامية في تكوين الدولة الحديثة؟
إن جميع الفصائل المتناحرة تعمل لما بعد النظام لتكوين دولة المؤسسات والعدالة وسيادة القانون، ولتكوين هذه الدولة هناك من يطالب حسب مصالحه الإقليمية بالدولة المركزية وهناك من يطالب حسب مصالحه الإقليمية بالدولة الفيدرالية، وهنا نستعرض ما هي مطالب الفصائل والتنظيمات المتعددة ورؤيتها في تكوين الدولة الجديدة.
1. رابطة أبناء المنخفضات ولم الشمل، تطالب بتغيرات جوهرية وبدولة فيدرالية تؤمن بكافة الحقوق لجميع المكونات الاجتماعية ومن بينها مجتمع المنخفضات سياسيا وامنيا واقتصاديا وترفض الهيمنة وكل الانتهاكات التي أحدثها نظام أفورقي وتطالب بالعربية لغتها الرسمية وحماية دينها ومعاهدها ومساجدها واسترجاع الأرض المنهوبة وعودة اللاجئين،وتصحيح التاريخ والثقافة الذي زيفه أفورقي افتراء، وغيرها من المطالب الواردة في وثيقتها.
2. التجرنية يطالبون بمركزية الدولة وأن تكون التغيرات شكلية وأن تكون لهم الهيمنة والسيطرة باحتكار كافة مرافق الدولة وسيادة ثقافتهم وتراثهم وتاريخهم وأن على بقية المجتمعات السمع والطاعة لأوامرهم وغيرها من المطالب الدكتاتورية التي سنها أفورقي.
3. عفر البحر الأحمر يطالبون بنظام فيدرالي لحماية أنفسهم من الغزو البشري والثقافي ويقولون إن أرضهم صحراء وكان قوتهم في إنتاج الملح والصيد ولكن جاءها المستوطنون وأخرجوهم منها وتملكوها لأنفسهم فلا بد أن يحموا أنفسهم بالفيدرالية،ويسترجعوا ما سلب منهم من حقوق، ويحافظوا على كيانهم وقيمهم وتراثهم وثقافتهم ودينهم ويعيدوا إخوانهم اللاجئين في معسكرات اليمن الذين رفض أفورقي وزمرته إعادتهم إلى وطنهم وأرضهم وهم من ضحايا حرب التحرير.
4. الفصائل العلمانية تطالب بدولة علمانية ديمقراطية تسودها الحرية والعدالة ومن خلال العدالة ستزول المظالم وبعضها يطالب بمركزية الدولة وآخرين يطالبون بالفيدرالية.
5. حزب النهضة يطالب بأن قوميته تختلف عن قومية التجرنية وإن كانوا يشتركون معهم في اللغة فإنهم مسلمون وان لغتهم العربية لغة دينهم وثقافتهم وأن إرثهم الحضاري الإسلامي يختلف عن الإرث الحضاري المسيحي، وإن حقوقهم سيأخذونها من فم الأسد وهم في قلب الهضبة الكبساوية.
6. الأحزاب الإسلامية لا توجد لهم مطالب تميزهم فمطالبهم هي مطالب الفصائل العلمانية فهم جالسون في الصفوف الخلفية وراء العلمانيين وظيفتهم الاستماع ورفع الأصابع للتصويت لمن غمز لهم.
فلماذا كل هذا الضجيج من الحزب الإسلامي باسم الإسلام ولا توجد له مطالب يطالب بها خدمة للإسلام والمسلمين، ألا توجد للمسلمين مطالب إسلامية غير التي تطالب بها جميع الفصائل كاللغة العربية مثلا؟، إذا كان كذلك ما هي الفائدة من وجوده، فالكنائس مطالبها معروفة ومنفذة من النظام الذي يمثلها، فرضوا التجرنية كلغة ثقافية ورسمية وأبعدوا اللغة العربية، وقاموا ببناء الكنائس في كل مناطق المسلمين التي لا يوجد فيها المسيحيون من أجل إثبات هوية الدولة المسيحية، وكنائسهم منظمة في مواردها المالية الداخلية والخارجية، ومطالبهم لا تقبل التنازل ولكن مطالب الفصائل الإسلامية عامة غير قوية تذهب مع رياح الفصائل العلمانية، أليس من الواجب أن تكون مطالب الفصائل الإسلامية قوية مثلهم مثل بقية الفصائل المسيحية ولا تقبل التنازل ؟ لماذا يختفي الحزب الإسلامي هنا ويظهر بتبجح لشق المسلمين بمذهبه الذي لا يمس حقيقة مطالب المسلمين الارتريين الحقيقية؟
دار الإفتاء هي مؤسسة دينية سيادية تعليمية ثقافية اجتماعية، وهي مؤسسة ضخمة تمثل المسلمين في ظل ثنائية هوية الدولة، ما هو تصورهم لها والمطالبة بما يجب أن تكون عليه قبل أن تجف أقلام المطالب ؟ لماذا ضعفاء هنا وأقوياء على المسلمين؟ أين تصورهم ودراساتهم بشأنها ؟ أين هم ؟ هل هم جاهلون هل هم خائفون ؟ عندما كان يرأسها المفتي إبراهيم المختار رحمه الله كان قويا جبارا وكان له دور سياسي كدوره في الرابطة الإسلامية بالإضافة لدوره الديني والثقافي والاجتماعي، كان شخصا محبوبا من كل المسلمين لأنه كان يعبر حقيقة عن مطالبهم وشعورهم وشجونهم ووجدانهم بشجاعة، ولم يكن يسعي خلف مصالحه الذاتية، اليوم دار الإفتاء ضعيف، الكثيرون يعيدون ضعفه للمفتي الشيخ الأمين عثمان، ولكن الحقيقة أنهم مخطئون الرجل مثقف وفقيه وورع تتوفر فيه كافة صفات الإفتاء، ولكن من طبعه ليس بمقدام وهو يفتقد الجراءة، ولكن هل ستكون له حرية الممارسة في ظل نظام أفورقي الذي يخافه الجميع؟ هذا هو السؤال، موقع الإفتاء من الأفضل أن يشغله الضعيف بدل أن يكون شاغرا حتى تتضح الأمور فبلاش من صرختكم غير الصادقة.
ونسألهم كذلك أين دراساتهم وتصوراتهم عن المعاهد الدينية والأوقاف والمساجد إذ عمت الكنائس بلاد الإسلام وقلت المساجد وأغلقت المعاهد، كيف يكون التصرف بخصوص هذه الأمور ماذا أعدوا لها من دراسات يطالبون بها في منابر المعارضة ؟.
ونسألهم ثانية ماذا قدموا من تصورات في كيفية إدارتها، أليست الأوقاف هي مصادر الدخل المالي للمرافق الإسلامية والتي صادرها أفورقي ووضعها تحت إدارة الاستخبارات ووزارة الداخلية لحرمان المسلمين وعزلهم، ما هي مقترحاتهم ومطالبهم بشأنها في تكوين الدولة الحديثة؟ والكل يتسابق بوضع شروطه وخطوطه الحمراء.
أين تصوراتهم عن ركن الزكاة وهي أساس بيت مال المسلمين وهي الركن الثالث في الإسلام كيف تكون جبايتها وأوجه صرفها أم برأيهم لا يحتاج لها المسلمون ويعطلون نصوصها في القرءان، ويتركونها لمجهول المستقبل لتثار كقضية جديدة بعد أن جفت أقلام المطالب، أليسوا هم الذين يتسابقون في السودان إلى ديوان الزكاة عند الحاجة؟ ما هو تصورهم في التشريع الإسلامي إذا تأسست الدولة على الفيدرالية؟ هل يطالبون أن تكون أحكام الشريعة الإسلامية في الأقاليم المسلمة؟ ولقد كثر الإرهاب في العالم والدول الإسلامية وضعت رقابة صارمة على المؤسسات الخيرية الإسلامية، ما هو تصورهم بخصوصها؟ كيف تكون العلاقة والتعامل بينهم ومع هذه الدول ومع الدولة الارترية بشأن هذه القضايا الشائكة التي تخص المسلمين الارتريين؟ هذه هي المهام الأساسية للفصائل الإسلامية وغيرها من المهام، وذلك قبل أن تذرف هذه الفصائل دموع التماسيح على مذاهب الإخوان وابن تيمية في المحافل الدولية لحاجة في نفسها، تاركين الشعب الارتري المسلم يذرف دموع فقدان القيادة الإسلامية التي تتصدى لحقوقه، لقد تركت الفصائل الإسلامية التي تتحدث عن الإسلام عند حاجتها مهامها الأساسية ومعاناة الشعب الارتري وتتمسك بفروع المشاكل البعيدة، وأنها تترك أساس العمل وتركز على الفروع، ولهذا لا يحس بهم المسلم الارتري في وجدانه لأنهم بعيدين عن نفسه ومطالبه.
كان واجب هذه الفصائل أن يكون لها مطالب ورؤية تحمل هذه الهموم الإسلامية الارترية ولكن للأسف كل هذا لم يحصل ثم يعترض الحزب الإسلامي على مطالب رفع المظالم التي تطلبه الرابطة (الذين استحوا ماتوا).
الفصائل الإسلامية الغارقة في نومها العميق والمشغولة بدنياها وشواغل أموالها وأولادها وتعدد نسائها (مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)، اختصرت مفهوم العدالة والتنمية التي يرفعها الحزب الإسلامي بعدالة النفقة والمبيت المؤمّن بعائدات الجباية من الخارج باسم اللاجئين والأيتام.
ونحن لنا في قصص القرءان الكريم مواعظ وحكم نسترشد بها في أمور ديننا ودنيانا،إذ يقول سبحانه وتعالى وهو الأعلم (وما تلك بيمينك يا موسي قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى) هؤلاء اتخذوا الإسلام العصا التي يتوكئون عليها، وجعلوا المسلمين أغنامهم التي يهشّونها، بينما لهم في هذه العصا التي يتوكئون عليها مآربهم الأخرى.