جرد حساب

بقلم الأستاذ: محمود طاهر - كاتب وناشط سياسي إرتري - زيوريخ، سويسرا

ما حدث قبل ايام من عنف في مدينة قيسن بالمانيا، ضد اتباع النظام، اثار الكثير من الجدل

بين الارتريين ما بين معارض ومؤيد، وهذا ليس بجديد، وقد حدث اكثر من مرة في سويسرا، وفي مناطق آخرى من اوروبا، لكن هذه المرة التوقيت كان في غير صالح المعتدين، اذ نعيش في فترة انتشاء، يشعر بها نظام الديكتاتور واتباعه، بعد عودة الكثير من ابنائه الضالين والمندسين الى حضنه، في ظرف نعاني فيه من استقطاب حاد.

في فهم اسباب استخدام الشباب العنف كوسيلة لوقف حفلات النظام، علينا ان لا نغفل مرد ذلك العنف الغير مبرر، وإلا يصبح الحديث عنه ما يسمى رفع العتب، بل علينا البحث عن اسباب هذا السلوك.

اولا: النظام يتحمل الجزاء الاكبر من هذا السلوك لانه يمارسه في الداخل على اتفه الاسباب، لا يفرق في ذلك بين الكبيراو الصغير، كما ان سياسة فرق تسد التي يمارسها ضد الجميع اشعرت الكثير منا بالغبن، تمظهرا عند البعض بالانطواء والامبالاة، وعند الاخرين يعبر عنه بطرق عنيفة (هذه بضاعتهم ردُت إليهم).

ثانياً: معظم هؤلاء الذين اتخذوا من العنف وسيلة، كانوا مجندين خاضوا حروب طاحنة او مجندين هربوا من معسكر ساوا سيئ الصيت، هذا السلوك العنيف والقاسي هو ما تم تدريبهم عليه.

ومعروف عند المختصين النفسانيين ان ظروف الحرب تؤثر في سلوك الافراد والمجتمع وتصيبهم باضطرابات، خاصة العسكريين منهم، لذلك هم في امس الحاجة لإعادة تأهيل لدمجهم في المجتمع من جديد.

وقد عاني الكثير من الجيش الامريكي والبريطاني بعد حرب العراق في العام 2003م من اعراض واضطربات نفسية، ولم يقتصر الامر على العسكريين فقط بل امتد ليشمل الدبلوماسين ايضااي ان اهوال الحروب يمكن ان تغيير في سلوك المجتمعات وتحولها الى سلوك عدواني، لذا نجد ان الكثير من الإرتريين يعانون من هذا السلوك خاصة في المهجر، اذ ترتفع نسب الطلاق بينهم بسبب هذا السلوك العدواني.

ثالثاً: وصف كل معارض بانه من تجراي او عميل للوياني، وياني التي كانت اقوى حليف للشعبية واقرب اليها من ابناء وطنها في جبهة التحرير (رمتني بدائها وانسلت)، الذين يدعمون تجراي في المعارضة ويتماشون مع أهدافها، يعلنون ذلك دون مواربة او خجل، لذلك الخلط المتعمد الذي يمارسه النظام واتباعه، يثير حفيظة الكثير من باقي اطياف المعارضة، فتهمة تجراي التي يوزعونها يمنة ويسرا دون وجل، لا يمكن ان تؤثر في شخص لديه الثقة في نفسه.

فلو تفحصنا جل الإرتريين من اُصول تجراوية، فإن معظم المتصدرين لعداء الشعب الإرتري هم من تجراي أسمرا، فحى (حديث عدي) انشائه الايطاليين للمجندين في الجيش الايطالي بعد ان رفض عودتهم هيلى سلاسى، وفي الاحياء الشعبية مثل حى اباشاول وقزابرهان توجد اعداد مقدرة من التجاروا، فالتجاروا في بقية اقاليم البلاد معروفين بسبب الترابط الاجتماعى وصلات القربى، اما في أسمرا قد لا تستطيع تمييزهم بسبب الاندماج بمن حولهم, لكن الحرب الأخيرة اظهرتهم على حقيقتهم، وانهم لا يمكن ان يؤمن جانبهم، منهم دكتور قلايدوس، خالد عبدو، وبقية الجوقة التي تنكرت لإرتريا.

الغريب في الامر ان تصدر الادانة من اتباع النظام لهذه الممارسات الشاذة التي تشبههم، والتهديد باخذ ثأرهم من اباء وامهات المتهمين بالعنف، والذي صدرمن المدعو ودي ثورة والمدعوة مونيكا وهذه الساقطة معروفة بطائفيتها المقززة، هذه هي عقلية الإجرام والبلطجة التي تعشعش في عقلية اتباع الديكتاتور، وهذه ابلغ صورة تعبر عن نفسية هؤلاء المرضي الذين يستقوون علي كبار السن.

وهذا تهديد علنى صوت وصورة، واظن ان الامر لن يمر هذه المرة بسلاسة كما في المرات السابقة، فالمحاكم هذه المرة سيكون لها كلمة الفصل في العنف وحفلات المجنون.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click