مُدّوا يداً ترفع الوطن وتدرجه إلي الأمام

بقلم الأستاذ: سليمان فايد دارشح - كاتب وبـاحث ارترى

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك كثيرون هم من يتحدثون عن حب الوطن والانتماء إليه،

وحسب رأينا لانتماء للوطن ليس أقولاً لا تصحبها أفعال، بل هو مشاركة وإلتزام واجتهاد وعمل من أجل بناء وطن أفضل، كما أنه ليس مجرد شعارات أو أغاني نرددها ونرقص علي أنغامها فيحصل ويكون الانتماء، فهذا مجاف للواقع والمنطق، فالإنتماء الحقيقي يكون بالإرتقاء به إلي أعلي المراتب والزود عن حماة والحفاظ علي مكتسباته، وحب الوطن هو شعور نبيل واحساس راقٍ وتضحية شريفة ووفاء كريم، فسعادة الإنسان من سعادة الوطن، ومجد الوطن يبنيه أبناءه المخلصين الشرفاء يبقي الوطن هو هويتهم وعنوان كبريائهم وشموخهم وكرامتهم.

ولكي تحب وطنك، لأبد ان تعرف تاريخه وتستوعب قدراته وآماله وطموحاته وغاياته التي يتطلع إلي تحقيقها، وتهضم معتقداته، ومن غير هذه المعرفة، فلا حب للوطن ولا انتماء للوطن.. ولا يحزنون.. ومن العبث أن تنتظر من إنسان فاقد المعرفة أن يتفانى في خدمه شعبة ووطنه!! لأن مثل هذه الإنسان عقله خالٍ من المعرفة وقلبه فارغ من حبه للوطن.

ومن يكن كذلك فلا همة له، ولا وطنية له، وبالتالي يفتقد مثل هذا الإنسان نفسه وذاته، وفاقد نفسه وذاته لا رجاء منه، ولا عشم فيه!!.

وما يثير في النفس الحزن والانقباض، لم يؤذي إرتريا ويفقدها ويهدر طاقاتها ويعطل مصالحها العامة، ويسحبها نحو الهاوية سوى حكامها المتربعين علي سدّة الحُكم علي سنوات طوال والذين ألتفتوا إلي ذواتهم ومصالحهم الضيقة كضيق أفقهم، عملوا بدأب شديد من أجل المحافظة علي كرسي الحكم، وأحكام القبضة الحديدية علي مقاليد السلطة، ضاربين بذلك عرض الأفق مصلحة البلاد ورفعتها وتقدمها، وذهب هؤلاء الحكام عديمي المعرفة والإخلاص، إلي أبعد من ذلك حينما سرقوا من الشعب الإرتري الطيب، كل القيم الجميلة التي كان يحلم بها، ليجد نفسهُ عديم الحيلة ومقهور الإرادة، تطحنه قوة السلطة المستبدة وتزلهُ إلي درجة لم يسبق لها من قبل في التاريخ!!

وها هي السنة الثلاثون أو أكثر من عمر استقلال هذه البلاد، ولم نجد في ربوعها سوى التخلف والتردي والخراب والدمار والبؤس والشقاء والفقر والتشرد، كأنها لم تستقل بعد، وكأنها لم تسير خلال هذه السنوات خطوة قط!!

كل هذا وأكثر منه يحدث في هذا البلاد المنكودة الحظ، فماذا ينتظر أهلها الابرار الأوفياء، الذين كانوا بحق مضرب مثل في حب الوطن والإنتماء للوطن، وفي البطولة والإقدام وفي الكرم والوفاء والإخلاص... إلى آخر هذه الصفات الكريمة السامية، والتي توارثوها الأب عن الجد، والأبن عن الأب، وحفل بها القاموس الشعبي الإرتري من شعر وغناء صدحت به الحناجر، وسجله التاريخ الإرتري في صفحاته سطوراً ناصعة المداد.

فيا أهل إرتريا الشرفاء الأبطال الأحرار لماذا هذا السكون.. ثوروا في عنفوان القائد عواتي ورفاقه الأبطال لتمدوا يداً ترفع الوطن وتدرجه إلي الامام، وتمردوا لكسر القيود التي تكبل اقدامكم.. قاوموا صنوف القهر والإذلال الذي تُمارس عليكم. قاوموا من يريدكم ان تكونوا بشراً منقادين ومستكينين ومستلبين الوعي والإرادة والعقل قاوموا بلا هوادة لإسقاط الطغمة الظالمة المستبدة التي حرمت شعبكم من حقوقه الأساسية.

وقولوا لمن سرق حقوقكم وصادر أحلامكم، التاريخ نحن لا أنتم .. في التاريخ أنتم مجرد طغاة وقتله ولصوص، مروا من هنا بلا مجد ولا كرامة..!!

قولوا لهم: أـنتم مجرد نهابه فاسدون تستقرون، في نهاية المطاف في مزابل التاريخ المنتنة، وقيعانها السحيقة ملعونين الذكر في صفحات التاريخ الإرتري.

قولوا لهم: نحن المناضلين الشرفاء سيكون لنا في القريب العاجل إن شاء الله النصر المبين والمجد كله.

Top
X

Right Click

No Right Click