حتى لا تلدغوا من نفس الجحر

بقلم الأستاذ: محمدنور شمسي - كاتب وناشط سياسي إرتري

إلى عناية أهل السودان الحبيب:

اعلموا أن أفورقي أكثر الأشخاص على وجه المعمورة حقداً على السودان وأمنه وإستقراره،

أسياس أفورقي و عبدالفتاح البرهان

وذلك لأن بقاءه في السلطة مرهون دائما بزرع القلاقل وخلق النعرات في دول الجوار ولاسيما السودان، من أجل السعي للعب دور مؤثر في الصراع المحتمل في المنطقة،

فهو هاوي صناعة الأزمات، ومتابعة مآلاتها والإستمتاع بمجرياتها من على البعد، حتى يقنع المجتمع الإرتري بأن دول المنطقة كلها عدا إرتريا تعيش صراعات بسبب وجود إتجاهات سياسية متعددة، وأن توجه إرتريا في منع أي تباين سياسي ولجم كل الأفواه المخالفة للرأي الأوحد هو عين الصواب، بدليل أنّ الكل يسعى إلى أفورقي بسبب حكمته وبأن سيادته لا يدخر جهداً من أجل التوسط وإيجاد حل لمشاكل الآخرين، هذا هو المفهوم الذي يريد الرجل أن يصدره ليس لأن لديه حلول، فهو أبعد مايكون عن إيجاد الحلول، بل العكس فأفورقي متخصص في وضع بنود مدسوسة للحل ظاهرها تقريب وجهات النظر وباطنها قنابل موقوتة، لتفتيت وحدة السودان ولو على المدى البعيد.

فقط ألفت عنايتكم إلى الآتي:

أفورقي الحالي هو نفس أفورقي الذي احتوى قبل ذلك كل جهة حملت السلاح ضد الدولة السودانية ليس إقتناعاً بعدالة قضيتهم ولكن إشباعاً لهوايته المفضلة كما ذكرتُ.

وأفورقي الحالي هو نفس أفورقي الذي دعم الحركات المسلحة في الصومال بما فيها حركة الشباب المجاهدين المتطرفة.

وأفورقي الحالي هو نفس أفورقي الذي دعم واحتوى الحوثيين أيام علي صالح وفتح قواعد لإيران من أجل تسهيل الدعم في الوقت نفسه كانت لديه قواعد إسرائيلية تترصد بالأمن القومي العربي بجوار القواعد الإيرانية، قبل أن يبيع إيران والحوثين بتحوله المفاجئ تجاه التحالف العربي الذي قادته السعودية في اليمن، بالتأكيد ليس كموقف استراتيجي وإنما طمعاً فيما عندهم من أموال (بيع لمن يدفع أكثر) وهو نفسه أيضاً الذي لم يترك دولة من دول الجوار إلا وتحرش بها،

وحروبه العبثية التي خاضها منذ مطلع الإستقلال مع كل من اليمن وجيبوتي والسودان وإثيوبيا بذرائع متعددة خير دليل عشرات الآلاف من شباب الدولة الوليدة راحوا ضحية مغامراته الجنونية، كانت إرتريا في أمس الحوجة لطاقاتهم من أجل بناء الدولة الجديدة الواعدة لتشيد نهضتها، ومن نجا من تلك المفرمة البشرية كان مصيره بين من ابتلعته معسكرات السخرة الأبدية أو سجون الطاغية الوحشية، وحتى الفارين بجلدهم لم يسلموا من عصابات تجار البشر والذين أكدت كل التقارير أن زعماء تلك العصابات يتلقون أوامرهم من أركان ورموز نظام أفورقي الإجرامي.

لذلك أقول لكل أهل السودان الحريصين على أمن وإستقرار السودان، الحذر كل الحذر من هذا الرجل ومراسلَيْه الذَيْن أشبه مايكونا بالإنسان الآلي (يماني وعثمان) يحركهما بالريموت كنترول كيف شاء، لاحول لهم ولاقوة فلا رأي لهم ولا مشورة سوى تنفيذ أوامر سيدهم المخبول.

أعلم أنه لم تعد خافية عليكم مكائد الرجل وتربصه بأمن السودان فقط أقول ذلك من باب التذكير والتناصح الذي تمليه أواصر الترابط الأسري والمحبة بين الشعبين الشقيقين لا تنتظروا منه خيراً لأن فاقد الشيء لايعطيه،

فالسودان ورجاله أكبر من هذا المعتوه وخدَمِه، فلو كان في الرجل خيراً لكان خيره لأهله،

لاتنسوا أنه يحكم إرتريا لأكثر من ثلاثين عاماً بحكومة مؤقتة، ولم يعرف شعب إرتريا منذ إعتلاءه سدة الحكم دستوراً أو أي مرجع قانوني للسلطة، ولم تُجْرَى في البلاد منذ إستقلالها إنتخابات رئاسية أو برلمانية أو نقابات مهنية وفئوية وسلطات قضائية وتشريعية وتنفيذية، فكل تلك المصطلحات لم يسمع بها الجيل الذي ولد وعاش في عهد أفورقي،

غير أن سجونه مليئةٌ بالنخب الوطنية من مفكرين ورجال دين ومثقفين وصحفيين وفنانين ووزراء وقادة العمل الكفاحي ضد الإحتلال،

كل هؤلاء تهمتهم الوحيدة هي أنهم وجدوا متلبثين بالوطنية وحبهم لوطنهم وتسائلوا عن ماذا يجري في الوطن أو أُخِذوا وخطفوا من بيوتهم ليلاً إحترازاً حتى لايتسائلوا عما يحدث في وطنهم لأن مستوى وعيهم يؤهّلهم للتسائُل.

فهل يرجى من هكذا إنسان خيراً؟!

إني لكم ناصحٌ أمين.

التعليقات  

حامد العجب
#حامد العجب2022-04-19 15:45
مقال يستحق النشر في نطاق واسع
واتمني للسودات السلام من هذه الحية
رد
صفاء محمود
#صفاء محمود2022-04-19 17:06

أنار الله بصيرتك ابوهانى وليت قومى يعلمون
التخبط والتيه أصبح عنوان الدولة السودانية
والله المستعان
رد
Top
X

Right Click

No Right Click