البحث عن الحل لأزمتنا الإرترية هو القاسم المشترك بين أبناء الوطن

سماديت كوم Samadit.com

إعداد: مكتب الإعلام والاتصالات لحزب النهضة الارتري للعدالة

إننا نعيش في عالم وبفضل التكنولوجيا أصبح قرية صغيرة والتواصل بين الشعوب أصبح متاحا

أكثر من أي وقت مضى ولا يحتاج إلي ادني معاناة لمتابعة أحوال الشعوب في عالمنا المعاصر فهناك معاناة وهناك حياة رفاهية مما يضطرنا إلى القول بان كل الشعوب تعيش نتاج تجربتها ومساهماتها والوعي هنا يلعب دورا كبيرا في تشكيل نمط الحياة وهنا يتأكد بالضرورة دور المتعلمين والمستنيرين في النهوض بشعوبهم وتعبيد الطريق نحو الحياة الآمنة المستقرة، وخاصة ممن أتيحت فرصة العيش في الدول المتقدمة ويعيشون فضاء الحرية.

نحن في ارتريا لدينا وطن مهر بالدماء الغالية وصارت ارتريا من حلم إلى حقيقة ولكن في داخل هذا الوطن يوجد معاناة حقيقية لا يمكن أن ينكرها أي احد وهنا ليس بالضرورة بان نتحدث من موقع مؤيد للنظام آو معارض للنظام لكننا كمواطنين ننتمي لهذا الوطن يحق لنا إثارة التساؤل لماذا البؤس والشقاء يخيم على بلادنا وعلينا أن نقر هذه الحقيقة كي نتمكن جميعا من التوجه صوب البحث عن الحل الجذري للمعاناة وبالتأكيد فان كل الشعوب التي تعيش مجتمعة هم الوطن ستتمكن في نهاية المطاف من وضع يدها على الجرح وتوقف نزيفه.

فالحكومة في أي وطن هي مسئولة عن توفير كل ما يلزم المواطن من الحياة الآمنة وتهيئة كل سبل المعاش وهذه الحكومة تكون دوما موضع المساءلة أمام الشعب ولكن بالنظر إلى بلادنا فان انعدام المساءلة يعنى ليس هناك من يوقف الحكومة إن مضت في درب المنزلق ولا يشك احد في أن النظام الذي يدير الحكم قد أدار ظهره لشعبه.

الحكومة هي جزء من الشعب وعندما تمثل هذه الحقيقة تصبح خادمة وتبذل كل طاقاتها لتوفير متطلبات الحياة المنشودة وتبادل المسئوليات والوفاء بالوفاء يمضيا معا في الطريق الممهد ليكون الوطن قويا والمواطن مطمئنا فالحكم الذي يقوم على أساس الدستور والقانون، والحكومة التي تأتي برضا المواطنين واختيارهم وهما الدعامتان الأساسيتان لتمكين أي دولة في تسخير كل إمكاناتها لتلبية احتياجات المواطنين وتهيئة كل فرص النجاح للأجيال المتعاقبة.
وعندما يكون جميع المواطنين حكاما ومحكومين خاضعين للقانون عندئذ يطمئن الجميع لتخلصهم من الهيمنة والتسلط والانتقاء والقمع والفوقية عندئذ وحينها فقط يتنفس الجميع عبير الحرية التي تتيح له فرصة التعبير عما في دواخله وينطلق نحو الحياة بانيا ومثمرا وحاميا ومتصديا ويقوى الانتماء للوطن وتقوى أواصر العلائق بين المواطنين ويندفعون جميعا نحو أفاق المستقبل.

إن وجود سلطان القانون الذي يتساوى أمامه المواطنين يرسخ مبدأ المساواة وعندما يكون هذا المبدأ على الواقع مشاهدا من خلال التعاطي والممارسة في الشارع والحياة العامة يبعث الاطمئنان ويعزز الثقة بين كل المواطنين ويؤدي إلى تمتين الوحدة الوطنية التي هي صمام أمان سيادتنا وبقاء كياننا الارتري.
إن الحياة القائمة في بلادنا ومنذ الاستقلال إلى يومنا هذا تشهد ترديا في كل مجالات الحياة والسبب يعود إلى عزلة الناس من الحياة العامة وجراء ممارسات النظام وسلطته المطلقة التي لا ترحم تجاه كل من يعارض سياساتها ترسخت قناعة لدى الأكثرية بان الشأن العام يخص النظام ومن يدورون في فلكه وصار موضوع المشاركة في شان الوطن ومستقبله لا يوجد له حيز في فضاءات تفكير المواطن الارتري.

عليه يجب آن نوقن جميعا بان الكفاءات الوطنية بالداخل والخارج هي تحمل الأمنية في خدمة الوطن ولكن لن يتسنى ذلك إلا بوجود بيئة صالحة للحياة بحيث يعيش المواطن مساحة من الحرية تسمح له بالمشاركة الآمنة في رسم الحياة التي يعيشها والتي من الممكن أن تبني عليها كآمال وطموحات المواطن في خياله وطن الأحلام.

الوطن لن يكون في الوضع الصحيح إلا عندما يفكر كل مواطن من منطلق بان هذا الوطن يعيش فيه آخرون لهم ذات الحقوق ولديهم طموحات مثله تماما، ويؤمن بان الوطن محتاج إلى كل أبنائه وبالتالي يقر بحقهم في الحياة كما هو يسعى لها وتترسخ هذه القناعة في التعاطي بين أبناء الوطن يتخذون من الوطن منطلقا كيف يبنونه على الحب والود وروح المواطنة تكون دوما هي المؤشر الرئيسي للمضي قدما نحو حياة أفضل في بلادنا ونتخلص للأبد من الفقر والبؤس والحروب والنزاعات ونحظى باحترام كل الشعوب ونعيد لتاريخ النضال الذي كان رمزا للوحدة الوطنية وتعبيرا صادقا عن المصير المشترك.

هناك تساؤل يظل دوما مطروحا والإجابة عليه بصدق وتجرد تسوقنا نحو انطلاقة جديدة لحياة أمنة مستقرة ومزدهرة في بلادنا، فالنظام ومنذ استلامه السلطة مارس كل أنواع الظلم بغرض الاستحواذ والسيطرة واستمرأ ممارسة الظلم وبسبب ذلك انكسرت القلوب وتحطمت الآمال وصارت الحياة مظلمة،
ورأينا النزاعات والاصطفافات على أسس غير وطنية وظن الكثيرون أن ذلك قد يمنحهم الأمان الذي لم يجدوه في ظل سيطرة النظام على كل مفاصل الحياة ولكن وللأسف لم نجني من ذلك سوى مزيد من الآلام والفرقة والضياع وتمضي سنين وتأتي أجيال لا تتمتع بأية انتماء لهذا الكيان.

إن كل عاقل يفكر بروح وطنية لن يجد في نفسه ادني شك بان العودة للمسار الوطني والتفكير بعقل كل الارتريين والتأمل في معاناة كل الارتريين والبحث عن الحل لكل الارتريين هو القاسم المشترك الذي سيعيد أبناء الوطن لحضن الوطن الذي وبسبب تشتتنا وتبعثرنا فتح شهية المتربصين والمتآمرين.

إن إيجاد حياة آمنة مستقرة في بلادنا سيحقق للجميع كل رغباتهم وان قيام دعائم العدل في بلادنا سيزيل ظلام الظلم من بلادنا للأبد وما من شك في أن الظلم شيء ممقوت من الجميع، وان الحياة الاقتصادية والرفاهية لن تتأتى إلا بوجود استقرار وسلام مستدام والسلطة هي للشعب ويمنحها لمن يشاء من أبناء الوطن بمحض اختياره، وليكن لدينا يقين بان الوطن الذي يتمتع فيه المواطن بكل حقوقه لن يجرأ احد بالاعتداء عليه حتما سيكون في هذا الوطن شعب موحد ومتجانس على ارض يمنحها الحب والروح وتعطيه الرخاء والرفاهية.

حزب النهضة الارتري للعدالة
مكتب الإعلام والاتصالات

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click