الصحفي الكبير سيد احمد خليفه

بقلم الأستاذ: مصطفى محمد كردي

ماذا يريد بشير محمد سعيد، ورد اسم الصحفي الكبير الاستاذ سيد احمد خليفه بشكل عرضي وسريع،

لم اتوسع في سيرته المتفردة ودوره الصحفي الكبير على مدى أكثر من نصف قرن، لذلك رأيت أن اكتب عنه هذه العجاله لإحياء شعيرة الامتنان لمن وقفوا مع الثوره الارترية منذ بواكير انطلاقتها.

ارتبط الاستاذ الكبير سيد احمد خليفه بالقضية الارتريه منذ عام ١٩٦٧.

في تلك الفترة فتحت اثيوبيا مخزونها البشري على الأبرياء في الريف الارتري، بعد أن فتح حلفاؤها مستودعات اسلحتهم بسخاء.

فأحرقت القرى وقتلت الآمنين من الرجال والنساء والأطفال، ولم تبقى منطقة من ارتريا إلا وطالتها يد المستعمر الحاقد، إبتداء بقرى سمهر عايلت وقمهوت ومرورا ببركة معقل الثوره وقتها.

فر المئات من الارتريين من قراهم هربا من الموت الذي زرعته اثيوبيا في ارضهم.

وصلت أول مجموعه كبيره من اللاجئين الى شرق السودان في عام ١٩٦٧ إستقبلهم وزير داخليه السودان وقتها المرحوم نقدالله، رافقه الصحفي الكبير الاستاذ سيد احمد خليفة ووقف على عمق المأساة.

كما آمن بحتمية انتصار ارادة الإنسان الارتري، كتب العديد من الكتب القيمة عن الثورة الارترية وجرائم المستعمر الاثيوبي البغيض.

في نفس العام أصدر كتابه الثوري "ارتريا جزائر الساحل الافريقي" بتدخل مباشر من ضابط اتصال السفارة الاثيوبيه في الخرطوم، منعت سلطات حكومة الأحزاب المنقسمة على نفسها والضعيفه، الكتاب من البيع في المكتبات وصادرت المعروض منه.

لكن الكتاب انتشر بشكل كبير وأصبح ايقونة الارتريين في السودان واصدقاؤهم السودانيين خاصة اعضاء جمعية الصداقة السودانيه الارتريه، التي كانت تضم كبار رجالات السودان من الصحفيين والكتاب عموما والسياسيين أمثال الوزير الرشيد الطاهر بكر وزير العدل والسيد محمد جبارة العوض وزير الداخليه.

• ارتبط الاستاذ سيد احمد خليفه بالزعيم عثمان سبي،

• عمل في مكتب جبهة التحرير الارترية في ليبيا،

• عمل لفتره في مكتب جبهة التحرير الارترية في الصومال،

• كما ظل يتردد الى بيروت حيث مقر مكتب اعلام الثورة الارترية.

• اسهم في تحرير مجلة الثورة وإصدار الكثير من النشرات الهامه،

• في عام ١٩٧٤ كتب كتابه الثاني "عارنا في ارتريا" وجه اللوم فيه الى عموم المنطقة العربيه والرأي العالمي لتجاهلهم لنضال الثوره الارتريه ومعاناة الشعب الارتري من جراء جرائم اثيوبيا،

• في عام ١٩٧٥ كتب كتابه الثالث القيم "الحبشه حان عهد التسويات" ابرز فيه مظالم القوميات الاثيوبيه ودور الثوره الارتريه في تحريك ما ركد لقرون من مظالم الأمهرا ضد مكونات اثيوبيا خاصة الارومو والتقراي،

• في عام ١٩٧٦ وقبيل استقلال جيبوتي، كتب كتابه القيم "جيبوتي وما حولها"،

وضح من خلاله الاطماع الاثيوبيه في جيبوتي ومحاولاتها للإفتئات على حق اهل جيبوتي في تقرير مصيرهم، والذي توج بإستقلال جيبوتي في عام ١٩٧٧، بدعم صومالي كبير.

سيد احمد خليفه كان على صلة وثيقة بالقضية الارتريه وكان على خلاف كبير مع نهج الشعبية الإقصائي، يعتبر وبحق من مؤسسي قوات التحرير الشعبية بقيادة الزعيم سبي، لذلك ناصبته الشعبيه العداء، بعد أن فشلت في تجنيده لصالح مشروعها الفئوي.

زار اسياس السودان في عام ١٩٨٨، والتقى الرئيس الامريكي الأسبق "جيمي كارتر" في طائرته الخاصة في ارض مطار الخرطوم، كما التقى زعيم الجبهة الاسلامية الدكتور حسن الترابي.

كتب الاستاذ سيد احمد خليفة مقالا طويلا بعنوان "هل أسلم أسياس أم كفر الترابي"، بعد إستقلال ارتريا جاء الى ارتريا ضمن وفد صحفي ليشهد إستقلال بلد لطالما آمن بقضيته وناصره لسنوات، لكن السلطات الارتريه طلبت منه مغادرة ارتريا وإعتباره شخصا غير مرغوب فيه بدلا من أن يتم تكريمه، رحم الله الاستاذ الكبير سيد احمد خليفة وثقل بالحسنات ميزانه.

Top
X

Right Click

No Right Click