تخبط بعض أحزاب المعارضة الإريترية
بقلم الأستاذ: سمير محمد - كاتب وناشط سياسي إرتري
في الحرب التي دارت بين الجيش الفيدرالي الأثيوبي وجبهة تحرير تقراي مؤخرا كشفت لنا
أوجه لبعض أحزاب المعارضة التي كانت مخفية حيث أن بعض هذه الأحزاب إنحاز للتحالف مع جبهة تحرير تقراي لاعتقادهم بأن جبهة تحرير تقراي سوف تحررهم من نظام أسياس أفورقي في إريتريا وتغيير الحكومة أي باختصار التحالف مع العدو لإسقاط العدو.
المعارضة الإريترية تواجه منزلق خطير قد يهوي بها إلى الهاوية ليست هذه المرة بسبب خلافات بينية لمختلف أحزاب المعارضة كما هو معتاد.
ولكن الغريب في الأمر أنه بعض هذه الأحزاب متناسين بأن جبهة تحرير تقراي أصلا لم تقدر على مواصلة الحرب مع الجيش الأثيوبي وأنهم تلقوا خسائر فادحة في الحرب مما اضطرهم للانسحاب من بعض المواقع التي كانوا يسيطرون عليها.
فكيف بخاسر أن ينتصر لكم أيها المؤيدون له أليس هو من بحاجة إلى الدعم والمساعدة؟.
ولكن الأمر الخطير بخصوص ذلك هو ماذا يعتقد هؤلاء إذا افترضنا بأن جبهة تحرير تقراي انتصرت في حربها مع الحكومة المركزية لأثيوبيا وبعدها قامت وشنت حرب على إريتريا وانتصرت هل سوف تسلم السلطة لمن أيدها من المعارضين؟.
طبعا وبكل تأكيد محال لذلك أن يحدث وهدف شعب تقراي هو بالأساس الاستيلاء على إريتريا وضمها لإقليمهم لتحقيق حلمهم بتكوين دولة تقراي الكبرى.
يمكن فهم من تحالفهم أن همهم بالأساس وراء عملهم كمعارضين هو إسقاط النظام الحالي لإريتريا وتسليم الدولة للتقراي. بكل تأكيد مثل هؤلاء يعتبرون في نظري عملاء متخفين للتقراي تحت راية المعارضة الإريترية.
حيث أنه لا يغفل أي مواطن إريتري أينما كان بأن عند سيطرة جبهة تحرير تقراي للسلطة في أثيوبيا لأكثر من عقدين من الزمن وهم في أوج قوتهم لم تساعد هؤلاء المعارضين أو المطبلين إذا صحت تسميتهم في القضاء على حكومة إريتريا.
فكيف الآن بقوات متهالكة لم تستطع أصلا حماية إقليمها وشعبها بأن تقوم بدعم هؤلاء المعارضين المزيفين لتحقيق مايسعون لأجله؟
بلاشك أنا المعارضة الإريترية أينما كانت تجد البعض بها ممن يسخرون منابرهم وجهودهم نحو خلافات تقود إلى التفرقة وتمزيق الوحدة فيما بينهم. ولكن بأن ترى منهم من يتحالفون مع عدوهم! فإن ذلك بكل تأكيد أكثر خطورة لهدم عجلة التقدم نحو تحقيق أهداف المعارضة الإريترية الصادقة ذي القيم والمبادئ معا أن كلاهما وجهان لعملة واحدة.
المعارضة الإريترية تواجه حرب من جميع الجهات تارة مع مؤيدين أو عملاء النظام الإريتري وتارة من متحالفين جبهة تحرير تقراي وتارة فيما بينهم بسبب خلافات ليس لها أي معنى سوى إضعاف المعارضة وتهالكها. أعتقد بأن الحرب التي جرت في أثيوبيا بين الجيش الأثيوبي وجبهة تحرير تقراي أظهرت لنا أوجه بعض المعارضين على حقيقتهم.
فإن كل تلك التحديات والعقبات التي تواجهها مختلف أحزاب المعارضة الإريترية بلاشك ساهمت وكانت الفرصة الذهبية لبقاء وتسلط حكومة أسياس أفورقي. بلا شك كل تلك الأمور سببت انقسامات بين مختلف أحزاب المعارضة الإريترية حتى أصبح البعض ممن يشاهد منظر المعارضة لايعرف ماهو الهدف المنشود من قيام وتكوين كل تلك الأحزاب.
وبلا شك أن تحالف بعض أحزاب المعارضة مع جبهة تحرير تقراي سوف يسبب تبعثر وتشتت بين أحزاب المعارضة والتي أصلا أنهكتها الانقسامات والاختلافات لعدم وجود رؤية مشتركة فيما بينهم مما تسبب لجعل تحركها دون فاعلية.
يجب على المعارضين الإريتريين وأقصد بذلك المعارضين الصادقين المطالبين بتحقيق هدف كل إريتري لتحرير البلد وإسقاط النظام الطاغي وإقامة دولة وحكومة عادلة مبنية على مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية.
بأن يصبوا كل اهتماماتهم نحو تحقيق الهدف المنشود دون الاكتراث والالتفات للمتوغلين وعملاء الأعداء تحت راية المعارضة. وأيضا التكاتف فيما بينهم متناسين كل أسباب فشل المعارضة وتوحيد صفوفها بغض النظر عن اختلاف مكوناتها.