شيء مخجل ما يدور في الساحة الإرترية
بقلم الشيخ: محمد جمعة ابو الرشيد - كاتب وباحث وناشط حقوقي ارتري
اصبح الكثير من العقلاء في حيرة من أمرهم تجاه ما يحدث في أوساط بعض النشطاء من الإرتريين.
معقول ننشغل بمشكلة داخلية لدولة أخرى أكثر من مشاكلنا التي لا تعد ولا تحصى؟
معقول شخص ارتري ينحاز إلى القوة السياسية الحاقدة التى تتحكم في اقليم تقراي والتى ظلت على امتداد التاريخ احد اكبر المسببات لزعزعة النسيج الوطني في ارتريا، وما اذكر لاي سياسي من التقاروا كان له موقف تقدير واحترام للشعب الارتري وسيادته الوطنية، أما من يقول تقراي وافقت على استقلال ارتريا فهذا فيه شيء من التقليل لدماء وتضحيات الشعب الارتري.
معقول يرمي البعض من النشطاء نفسه تحت جزمة اسياس افورقي ويطالب بالخضوع والانقياد له! وليس مهما في نظر هولاء أن يظل أفورقي يدوس كرامة الشعب الارتري ويحتفظ بالاحرار تحت الحفر لمدة ثلاثين عاما، ولا يهم هولاء دموع والام الالوف من الامهات والزوجات اللتى يبكين دما بدل الدموع.
ارجوا ان لا يعيش كل من ذكرت في أوهام لا قيمة لها… الصراع السياسي ليس لعبة اطفال ولكن مسؤولية عظيمة متعلق بها مستقبل وطن وشعب، وعندما يواجه اي بلد تحدي مصيري فالمطلوب من الجهة السياسية التي تحكم البلد التقدم بمشروع ما يسمي بـ (الانفراج السياسي) فيكشف مصير المغيبين او بعضهم ويشطب قوائم الملاحقات الامنية، ويسمح للشعب بشئ من التنفس في مجال الحريات.
أما أن يقبل اي مثقف بعبودية ويبوس الجزم من غير أي مقابل فهذا لن يفعله من فيه اقل كرامة واعتزاز بالنفس.
كل المغالطات التي اسمعها طوال الفترة الماضية في نظري مجرد هراء لا قيمة له… فالشعب الارتري الذي رفع علمه في المحافل الدولية فوق جماجم الاحرار لن يقبل لا للوياني ولا لغيرهم بأن يطئوا شبرا من ارضه فلا ترموا انفسكم في جحيم أفورقي فهذا الرجل لن يسمح لكم بالدفاع عن وطنكم ولكن ما ينتظركم هو جباية الاموال والتجسس على ذويكم واسركم وابناء شعبكم.
ومن يريد أن يمضى في هذا الدرب فأبواب السفارات مفتوحة أمامه فاليقم بوظيفته الجديدة أما ارتريا التى يحرسها أفورقي فليس لك فيها مكان ولا حتى لأهلك الذين يعيشون في المعسكرات والمنافي في ظروف غير ادمية.
إذا كنت تريد أن ترقص فوق عذابات المغيبين الاحرار واسرهم فتكلم كما تشاء في السوشال ميديا من غير اعتبار لاي فتاة محرومة من أبيها منذ ولادتها ولا لعروس خطف زوجها في أيامها الاولى ومازالت تنتظره.
أما من يراهن على السياسين التقاروا فللأسف انتم ترمون أنفسكم في بحر من القذارة لن تطهركم مياه المحيطات.
خلاصة الخلاصة: دافعوا عن وطنكم عن كل معتدي، وقفوا ضد كل ظالم ينتهك انسانيتكم وكرامتكم.