وحدتنا الإجتماعية وتفرقنا السياسي أين الخلل؟

بقلم الأستاذ: مصطفى محمد كردي - كاتب أديب وقاص

في هذه المقاربة، وقبل الحديث عن مجتمعنا كوحدات اجتماعيه، أرى لزاما علي عرض بعض المفاهيم

حول الامه والقومية والقبيلة والدين، خاصة وأن هذا الموضوع - الاجتماعي - كان ولا يزال يشغل بال علماء الاجتماع والعلماء الباحثين في العلوم السياسيه والدستورية، لاشك أن تكون القوميات ووضوح قسمات المجتمعات، تم عبر حقب طويله عبر الاحتكاك والحراك الاجتماعي والثقافي، وصولا إلى الالتفاف حول المصالح العليا، هناك نظريات كثيره ومتعددة في موضوع ومفهوم الامه والقومية، أ النظرية الفرنسيه، ونأتي منها بمثلين أحدهما من علماء الحقوق الدستوريه، ويرى العلامه هيربو (1)

أن ظهور القوميات مقترن مع مرحلة استقرارها على الأرض، وحلول قرابة معنوية تحل محل القرابه العرقيه، تقوم على وحدة الشعور والتفكير والتصرف، نتيجة للمساكنه الطويله ووحدة الأصول أو العرق ووحدة اللغه والعقيدة، التي تنتهي إلى هذه الوحده الروحية والقرابه المعنوية، ويمكن أن ينصهر المهاجرون بيسر وسهولة في تلك النواة الاصليه المشتركه في العرق، ويندمجوا في ذلك المجتمع ما دامت نسبتهم ضئيلة، وعندما تتحول تلك المجتمعات إلى كيان سياسي أو تقيم دوله تصبح كائنا كاملا، أما نظرية العالم والمفكر الفرنسي آرنست رينان (2)

فهي القومية القائمه على فكرة الإرادة الحره المشتركه، و الرغبه في الحياة المشتركه التي كونتها ذكريات الماضي في الانتصارات والمكاسب والانكسارات والأحزان والمآسي، والقومية في نظره مبدأ معنوي روحي وهي تضامن كبير يكون الشعور بتضحيات الماضي والعزم على تقديم مثلها في الحاضر والمستقبل لحمته وسداه، هذه هي الفكره التي اشتهرت نسبتها للعالم الفرنسي مار الذكر، الفرق بينه وبين غيره من المفكرين الاجتماعيين، هو أنه يجعل الاراده الحره والرغبة المشتركه اساسا في القومية، في حين أن غيره يرى أن القومية قدر تاريخي ونتيجة لعوامل تاريخيه متعدده، من أرض مشتركه واصل عرقي واحد وتقاليد ولغه وتاريخ، تؤدي بالضروره إلى هذا التكوين المشترك، وليست تلك الرغبه التي ظاهرها الاختيار الحر إلاّ حتمية تاريخيه ونتيجة ضرورية لتلك العوامل، ولإن كانت هذه الفكره مشتهره عن العالم الفرنسي رينان، فإن له أفكارا أخرى هامه جدا لم تُعرف ولم تشتهر مع أهميتها القصوى، يقول رينان في بحثه عن القوميات: القوميات ليست شيئا خالدا لقد بدأت وستنتهي وربما يخلفها الاتحاد الأوروبي، ثم يقول ان المواهب المختلفه بل والمتعارضه للقوميات تخدم عمل الحضاره المشترك، وكلها تسهم في موكب الانسانيه الكبير، التي هي الحقيقه العليا المثاليه التي ستبلغها، إنتبه هذا المفكر الذي عاش في مطلع القرن التاسع عشر إلى حقيقة جوهرية، وهي أن القومية مرحله تمر بها الشعوب عبر تاريخها، ثم تمضي متجهة نحو التقاء الشعوب فيما أسماه اصطلاحا "الانسانيه الكبيره"، وأعتبر أن هذا الالتقاء مهم جدا لما فيه من تكامل الشعوب المختلفه واجتماع خصائصها المتفرقة وتعاونها على إقامة حضارة مشتركه، ولمن أراد التعصب الأعمى، فهناك نظريه متعصّبه وهي النظرية الألمانية، وهي نظريه عنصريه وغير علميه، يتجلى فيها التعصب العنصري والعنجهيه القومية والطغيان العرقي والرغبة العدوانية في السيطره على الآخر، و مثّل هذا الاتجاه الفيلسوف الألماني "فيخته" والذي عبر عنه في نداءه المشهور للألمان، واتجه فيه اتجاها عاطفيا مثيرا للعواطف الجماعيه العاصفه الجامحه، واستغرق في ضرب من الصوفية المنحرفة التي تقوم فيها القومية مكان الإله الذي يفنى في عبادته العابدون، وقد تأثر بهذا الفيلسوف القومي الألماني جيل من المثقفين العرب في القرن الماضي وانتقلت العدوى إلى بعض أبناء وطننا(3)

هناك رأي لا يقل أهمية عن الآراء التي ذكرت، وهو رأي الفيلسوف الإنجليزي "هسكلي" الذي يرى أن المذهب القومي هو أحد أهم أسباب الحروب السياسيه، ويقول إن المذهب القومي أياً كان دين وثني، والدولة هي الإله متمثلة في شخص طاغيه أو مستبد، وأن هؤلاء الطغاة المستبدين يوقدون بإستمرار شعلة الغرور القومي، وهذا الغرور يولّد احتقار الآخرين وكرههم، وأن مايسمى بالشرف القومي والمجد والمصالح الحيوية، هي من أهم أسباب الحروب في رأيه، وهو يرى في القومية والشيوعيه دينين وثنيين، أخذ كل منهما في الاعتبار والتقدير جزأ من الوجود "القومية المؤلهة والطبقة المؤلهة" مجلس الوجود كله، واستبطن الحقد والكبر والقسوة وفرض التعصب الذي لا تسامح فيه.

في استعراض أشكال التجمع البشري عبر التاريخ، والنظر في مراحل تطورها، نلاحظ انها تسير من تجمعات صغيره في شكل عشائر وقبائل، إلى تجمعات أكبر تلتقي فيها القبائل المتجاوره في المكان والمتقاربه في الأصول والمتجانسه في العادات فتتبادل التأثير، وتزداد بينها الموافقات والمشاركات، وتقل الفوارق، حتى يكون فيها شعب تتوحد تطلعاته ووتطابق مصالحه وثقافته، و يغلب عليه دين واحد يسوده كٌلّه أو غالبيته، والروابط بين الأفراد يمكن أن نسميها الامه القبلية، وتركز في الاشتراك في سكن أرض واحده والاشتراك في الإنتماء إلى اصل واحد، وتتعقد الروابط في المرحله الثانيه - مرحلة الامه القومية، فتزداد أهمية الدين والله والعادات والتقاليد، اي العوامل المعنوية والفكرية والروحية، ويصبح من السهل أنصار فرد أو مجموعات من خارج القوم عن طريق اللغه والدين والثقافه، ثم تستقبل البشريه مرحلة ثالثه تتقارب فيها مجموعه من الشعوب أو القوميات يجمعها العقيده والمفاهيم والأفكار الاساسيه، وفي التشريع والنظم والثقافه ونمط الحياه، وبالمقابل يضعف تأثير العرق والدم وتأثير الأرض ذاتها، اي العوامل الماديه القسريه، في مقابل قوة العوامل التي اختص بها الإنسان، وهي عوامل العقيده والثقافه، وهذه العوامل الحاسمة اراديه إلى حد كبير، في هذا الصدد يقول "نايدل". (4)

أن المجموعات والقبائل التي يتكون منها الشعب الأرتري قد تطعمت على مر الأجيال من دم بعضها البعض، وإمتزجت بالتجمع الزنجي، إلى جانب مصادر أخرى يصعب تحديدها، وهكذا - والكلام لا يزال لنايدل - يتضح لنا أن كلمة عنصر لم يعد لها معنى كبير ألأهمية، المؤرخ محمد صالح ضرار (5)

يقول بدوره أن البيئه الارتريه تنفرد بصهرها للمجموعات التي تسكنها، وأنه وجد مجموعه من قبيلة "البراطيخ" الرشيديه في الساحل، وقد تزاوجوا مع السكان ويتحدثون لغتهم أو لغة الحباب حسب تعبير ضرار الحرفي، في حين أن رشايدة السودان لايزالون محتفظين بسحناتهم ولغتهم وعاداتهم ولم يذوبوا أو ينصهروا في البيئة السودانيه.

لا غرابه أن يصدر مثل هذا التصريح العلمي من علماء زاروا المنطقه، و لاحظوا أثناء تواجدهم في ارتريا بأن الشعب الأرتري في مختلف أقاليمه نسيج واحد اندافت أصوله وجذوره المتباينة في جبال ووديان وسهول ارتريا، وتحولت تلك الأعراق والسلالات البشريه المختلفه عبر قرون طويله مضت مليئه بكل معاني التداخل والتدافع إلى شئ واحد، هو الشعب الأرتري فالطفل الأرتري يتربى في كنف أسرته الصغيره والكبيرة، ويكبر ويكوّن شخصيه لا تختلف عما كان عليه اسلافه، وبالنسبه للدوائر المكانيه فالقرى والأقاليم والمدن وساكنوها فإن الروابط بينهم ظلت ترتشف من منهلها التاريخي ومرجعياتها الاجتماعيه في البوادي، وهنا نتساءل هل الخلايا الاجتماعيه تختلف باختلاف الوحدات الارتريه في اقاليمها المختلفه؟ فأرتريا تمتاز باختلاف طقسها وتضاريسها من منطقه لأخرى رغم قصر المسافات أحيانا، وفي هذا يقول الشهيد المناضل الاستاذ عثمان صالح سبي (6)

لم أغفل في هذا الكتاب حتى السياحه التي ربطتها بجودة المواصلات والطرق التي تربط بين مختلف مناطقها، ويقول المجاهد الشهيد الاستاذ حامد صالح تركي (7)

أن العلاقات التي تربط بين الارتريبن هي من القوة والتماسك بحيث تحافظ على تجانسهم ووحدتهم كشعب واحد، له تطلعاته ومقوماته التي تؤهله للوقوف بكامل كيانه وسيادته بين الدول الأخرى المجاورة، فروابط التزاوج والقربى بين الارتريبن على مر السنين الطويله، وواقعهم الجغرافي خلقا معايشة متكاملة، وما يتبع ذلك من وحدة في العادات والثقافه والتاريخ المشترك.

ومع تداخل الخطوط وتشارك المصالح حتى في أكثر البلدان بعدا عن المدنيه، فإن الحديث بات يستقيم ليس فقط عن نهاية التأريخ كما عبر فيلسوف الغرب "فيوكايمه" بل يمكننا الحديث عن نهاية الجغرافيا أيضا، وإذا ما حاولنا وضع مقاربات اجتماعيه ثقافيه لتفكيك الخطاب المركزي وإخضاع خصوصياتنا الاجتماعيه لمشرط البحث والتدارس حول خصوصياتنا الاجتماعيه وإستحضار نحن وهم أو أنا والآخر، نصطدم بجملة حقائق في بنية مجموعتنا وتكوناتها التاريخيه وشكل نظرتها للآخر ولنفسها، وعوامل وحدود تداخلها مع الآخر وإختلافاتها الداخليه مع من يقاسمها عين القبيله أو الإقليم واللغه، في حين أن من يعتبر أخراً لغة ودينا وسكنا تربطه علاقة قويه لاتزال حاضره في بنية مجموعاتنا، وذلك في تقديري ناتج للحراك الاجتماعي والديني والثقافي اللغوي الذي مس بصوره كبيره ومباشرة بنيتنا القبلية، فضلا عن الأساطير التي يؤمن بها قطاع كبير وهي حاضره في الثقافه اليوميه كأسطورة ماريو وماشيو التي تجمع بين أجزاء من التقري والساهو بصورة عضوية عطفا على الجد الواحد، كذلك أسطورة النابتاب وعلاقتهم بالجعليين، وهي اسطوره مبنيه في جزئية منها على البلو وسلطتهم القديمه في بركه، هناك أيضا الحراك الاجتماعي الكبير الذي حدث بدخول الحباب للإسلام والدخول بالتالي في مظلة ثقافيه جديده هي مظلة التقري، لكن تظل العلاقه بينهم وبين خلفياتهم الثقافيه حاضره في ذهنيتهم الجمعية ولها حضورها وتأثيرها المهم في التفريق الدقيق مابين الأنا والآخر، في قلب البقوس أو عنسبه أو سنحيت ينطبق عين الشئ على كل المكونات التي تتخذ من هذا الإقليم دائرة لتواجدها، فالبلين مثلا ينقسمون مابين التقري والتقرنيه، ويلعب الدين هنا دورا في تلقي التاريخ وقبوله والتعامل مع كل مستحقاته، فالمسيحيين منهم مثلا ينجذبون نحو التقرنيه بدافع الدين، أما المسلمين منهم فدوما أقرب للتقري جيرانهم، وقد تزاوجوا وتطابقت مصالحهم ووحدهم الدين الإسلامي الحنيف، فضلا عن البلين ذاتهم كانو مسرحا لقبائل أخرى عديده ساكنتهم وصاهرتهم، حتى أصبحت جزأ منهم وإن احتفظت تلك المجموعات بتاريخها الخاص، ويمكن الاشاره هنا إلى النّقد والجنقرين والدنقين واللاوين.

ونفس الشئ ينطبق على البيت جوك التي تتكون بدورها من تجمعات مختلفه كالحماسين التقرنيه والحدارب والتجري والساهو، وقبائل البني عامر أيضا عباره عن تجمع كبير يضم الكثير من المجموعات، وإن توزعت إجمالا مابين التقري والحدارب والباريا.

في منطقة كرن ذاتها وتحديدا من منطقة "حليب منتل" وحاضرتها "عيلا برعد" نجد تمازجا عجيبا بين مكونات مختلفه، وهي مجموعه كبيره ومتعدده الاصول تُعرف ب "جمجان" على وجه التعميم، لكنها تفصيلا تنتمي لقبائل عديده من التقري والبلين والحدارب والاساورته، ويتواصل التداخل والانصهار الأخُاذ في كل المنطقه التي تحادد اقليم حماسين، فنجد حواضرا وقرى من كماي درسي ودارسني وعدي بربري وعدي شماقلي ودم سبآي، كل هذه المناطق وإن تحدث سكانها بالتقرنيه كلغه إلاّ انهم من التقري كالرقبات والدقدقي والقوريتا والاساورتا والاسفدا، ويتواصل التداخل في ابهى صوره داخل العاصمه اسمرا التي تحيط بها قرى نموذجيه كبلزا وقلع وماي حنزي، وصولا لمنطقة ماي عطال، وكل سكانها أو جلهم من التقري والأساورته، ويٌعرفوا جميعا ب نبرا، كل هذه المناطق المتداخله ورغم تنوع سكانها لسانا ودينا، لم يسجل التاريخ فيها اية مشاكل طائفيه او عرقيه، رغم ان بعض القرى تسكنها اغلبيه مسيحيه مطلقه، وبعضها الآخر ذو اغلبية مسلمه،هناك أيضا قبائل عد شومه في سمهر والتي أن احتواها الاسم عموما فإنها تفصيلا تنتمي لقبائل عديده مختلفه تعود في أصولها إلى التقري والساهو والدناكل العفر وغيرهم، كما أن قبيلة المسحليت تتألف بدورها من مجموعات قبليه مختلفه كالأساورتا والطاورا والعقر والمنسع ومجموعة تعرف بنفرات أي أفراد فضلا عن قبائل اده التي تعود أصولها إلى الساهو، لكنها تتقرت - أن صحت التسمية - منذ عهود طويله، شأنها شأن عد عشكر وعد حا.

وغير بعيد من هذه المنطقه هناك منطقة زولا وافته وهي مناطق نماذج وتعايش بين مجموعات مختلفه كقبائل عد شيخ محمود أو شيخا وبيت قاضي وبيت خليفه وجمبقو، فيها التقري الناطقين بالساهو، والساهو الناطقين بالتقري في نماذج طبيعي عجيب.

مما تقدم يتضح لي شخصيا أن بنية القبيلة عندنا ليست صارمة كونها نتاج لحراك اجتماعي كبير، ظل يرفدها بعوامل إثراء من خارج نطاق ليس فقط القبيله أو الإقليم أو اللغه واخيرا الدين كمحصلة نهائيه، الشئ الذي يلغي خصوصيتها في احساسها بذاتها الضيقه وتميزها وصياغة خطابها في مجابهة الآخر، ويدعم في نفس الوقت جنوحها نحو الإحساس المشترك والرغبة الأكيدة في رفد وتدعيم ثقافة الاندماج.

فهل نتج ذلك من أن بنية القبيله عندنا ليست مبنيه بصوره ميكانيكية و صارمة بالمحددات التي وضعها علماء الاجتماع من تاريخ وتراث ولغه تختلف عن الآخر؟

ام هي نتاج لتزاوجات تاريخيه ولحراك ثقافي بشري على مستوى كل الوطن، وبالتالي تجاوزت مرحلة القبلية دون أن تمارسها بشكل كبير وراسخ، لتلج مرحلة أخرى دون التسلح الأبجدي لمستحقاتها.

أكثر الوثائق صدقا - وهي شفهيه غالبا للأسف - تؤكد أن نمو الوعي الوطني كان يسير بشكل هادئ وطبيعي ومرتكزا على التداخل الاجتماعي كما تقدم، تفجر الصراع الطبقي - إن صح التوصيف - بين الشماقلي والتقري وتأجيجه من قبل سلطات الاحتلال البريطاني ومن ثم الإثيوبي خلق حالة من الاحتقان بين نخب المجتمع، خاصة وأن إمبراطور إثيوبيا وعد الكنيسه الارتدوكسيه بإعادة ممتلكاتها التي كانت قد صادرتها سلطات الاستعمار الإيطالي، وما يؤكد ذلك أن كل رموزنا كانوا أعضاء في تجمع الموظفين "اوفسيرس كلاب" ثم كانوا أعضاء في جمعية حب الوطن "محبر فقري هقر" بل هناك معلومات تؤكد أن رموزنا كانوا أعضاء في حزب الوحده مع إثيوبيا "حبرت"، قلّة التجربه لدى نخبنا وخبث الإداريين البريطانيين أسهم في خلق التناحر السياسي وتباعد المواقف في غياب المُشترك الحقيقي، ما يدعم هذه الفرضية أن رئيس الرابطه الاسلاميه ذاتها السيد ابوبكر الميرغني تحول بعد سنوات قليله لجانب الاثيوبيين، هذه الملفات تحتاج لبحث حقيقي لأنها لم تدرس بعد.

محطه أخرى هامه في محاولة تقسيم الشعب الأرتري كانت بإيعاز من الإنجليز والأثيوبيبن، وهي مسألة اللغه، وعلى عكس مايشاع فقد تم طرح التقري والامهريه لغتين رسميتين لأرتريا، تقدم بهذا المقترح القس "ديميطروس" ممثل إقليم "سراي" وطالب أن تكون التقري لغة ارتريا إلى جانب الامهرية، وثني هذا الاقتراح عضو البرلمان من حزب الوحده كنتيباي سفاف "كرن" بعد ذلك تحدث السيد علي رادآي "كرن" وقال إن ليس من حق القس مار الذكر ولا كنتيباي سفاف الحديث عن أي شئ له علاقة بالتقري، وبإعتباري أحد الممثلين للتقري في هذا البرلمان أرى أن فتح الباب للتقري كلغه مع وجود 7 لهجات للقبائل المسلمه سيفرقنا، ثم تحدث موسى نائب "مصوع" وطالب بالعربيه وحذف النقاش حول اللهجات ثم تحدث القاضي علي عمر "عدي قيح" وطالب أن تؤخذ لهجته في الاعتبار إذا فتح المجال للتقري، وطالب بالعربيه وزاد أن قال إن العربيه هي لغة أهل الجنه، ثم تحدث السيد أكيتو "عصب" وطالب بالعربيه كسابقيه وقال أيضا إذا أقرت التقري فيجب أن تؤخذ لهجة منطقتي في الاعتبار، المثير في الأمر أن مسألة اللغه العربيه وحدت كل المسلمين وعلى رأسهم أعضاء حزب الوحده مع إثيوبيا، وكاد المشروع الفيدرالي برمته أن ينهار.

ختاما أن شعبنا وواقعه الاجتماعي والفرد الأرتري كخليه اجتماعيه، لم يتم دراسته على ضؤ قواعد علم الاجتماع، وقد حاولت من خلال هذه المقاربة الحوارية إقتحام هذا المجهول، لقناعتي أن هذا المجهول سيظل مجهولا مالم ندندن حوله، ولم أجد مراجع اعتمد عليها، فكان زادي معرفتي الشخصيه لما ذكرت من خلال مشاهده نظريه ومعايشه عمليه، اكون قد تعجلت بهذه الورقه وكما يقول أهلنا "شافق عور ولّد" فإن وجدت قبولا واستحسانا وتشجيعا تابعت واتممت، وإن كانت الأخرى تخففت وأستغفرت.

الهوامش:

1) هيربو - الموجز في الحقوق الدستوري.

2) آرنست رينان - ماهي القومية.

3) الدوس هسكلي - الغايات والوسائل.

4) س نايدل - التركيب السكاني في ارتريا.

5) محمد صالح ضرار - تاريخ قبائل الحباب والحماسين.

6) عثمان صالح سبي - جغرافية ارتريا.

7) حامد صالح تركي - ارتريا والتحديات المصيريه.

Top
X

Right Click

No Right Click