الفصل الأول من سلسلة ديكتاتورية أسياس أفورقي - الجزء السابع

بقلم الأستاذ: محمود محمد نور فرج (أبو رهف) - كاتب وناشط سياسي ارتري

توقفنا في الجزء السابق عند انقلاب مجموعة اسياس علي القيادة الشرعية لتنظيم قوات التحرير الشعبية

أسياس أفورقي 17

ورفض اتفاقية الخرطوم.

ما دفع بالزعيم عثمان صالح سبي وبالتعاون مع بعض القادة البارزين من مناصريه في التنظيم الي الشروع بتأسيس تنظيم بديل باسم جبهة التحرير الارترية قوات التحرير الشعبية ونظرا للإمكانيات الكبيرة التي كان يتمتع بها والعلاقات الديبلوماسية الواسعة.

لم يتأخر ظهور التنظيم الجديد علي الساحة ليصبح حقيقة واقعة ورقما يصعب تجاوزه اذ سرعان ما تدافع اليه الآلاف من الشباب.

وتم تدريبهم وتجهيزهم بأحدث الأسلحة القتالية وأفضلها ما مكنهم من المساهمة في معارك تحرير المدن الارترية عام 1977.

وكانت الفترة الواقعة مابين 1974وحتي منتصف العام 1978 من أعظم الأعوام التي مرت علي الثورة الارترية لعدة عوامل موضوعية وذاتية نذكر منها علي سبيل المثال توقف الصراع الاهلي بين رفاق السلاح وتوجيه كل البنادق نحو العدو.

العدد الهائل من الشباب الذي تضفق بمختلف مستوياته من طلاب وموظفين وفنانين ورياضين من داخل الوطن وخارجه والدعم الخارجي الكبير المادي والمعنوي الذي حظيت به الثورة من أصدقائها في هذه الفترة.

في الاثناء كان كل من جبهة التحرير الارترية والجبهة الشعبية لتحرير ارتريا قد عقد كل منهما مؤتمره التنظيمي حيث عقدت الجبهة مؤتمرها الوطني الثاني في العام 1975 وعقدت الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا مؤتمرها التنظيمي الأول في العام 1977.

عَقْد هذه المؤتمرات الوطنية والتنظيمية لكلا الطرفين بالتزامن مع التحاق الأعداد الكبيرة من الشباب ومنحهم فرصة المشاركة وحق الترشح والانتخاب فيها كان له الأثر الكبير في نفوس المقاتلين المعنوية خصوصا الملتحقين الجدد.

وبهذا تكون كل متطلابات معارك تحرير المدن قد اكتملت آلياتها ومتطلباتها الضرورية بالإضافة الي الروح المعنوية العالية التي كان يتمتع بها المقاتلين والمواطنين علي حد سواء وقررت الثورة خوض معركة تحرير المدن الكبري بالمناصفة بينهم كل من الجهة التي تليه حيث ضيقت الجبهة الخناق علي كافة مدن الاقليم الغربي والجنوبي ومن سواحل دنكاليا الي قمة جبل (سويرا) في اكلو قزاي وصولا الي مرتفعات حماسين وتضييق الخناق علي العاصمة اسمرا من الجهة الجنوبية.

من جانبهم اندفعوا اسود الساحل من الجبهة الشعبية نحو السواحل الشرقية ومنارة البحر الأحمر ميناء مصوع مرورا بكل مناطق شمال البحر الأحمر وصولا الي جبال حماسين المتاخمة للعاصمة اسمرا من الجهة الشرقية وإحكام الحصار علي مدينة كرن في الوسط.

وهكذا أصبح العدو حبيسا في سكناته يَعدُ أنفاسه الأخيرة قبل أن ينتزعها منه الابطال الذين ينتظرون إشارة القادة الميدانيون.

وعند حلول ساعة الصفر ضَوًتْ اصوات المدافع وقعقعة السلاح من كل حدب وصوب وامطرت علي العدو جام غضبها واحالت ليله نهارا ونهاره ليلا تاركة امامه خياران لا ثالث لهما إما الاستسلام وإما الانتحار فما كان من سبيل امام الآلاف من الجنود والضباط سوي خيار الاستسلام والنجاة من الموت المحقق وهكذا تم تحرير معظم المدن الارترية بخلاف ثلاث مدن هي العاصمة اسمرا ومدينتي بارنتو وميناء عصب.

وعلي ضوء هذه الانتصارات العظيمة التي حققتها الثورة الارترية كان بالامكان إعلان الاستقلال وتعيين حكومة ثورية في الأراضي المحررة حتي تحرير العاصمة اسمرا إذ أن المزاج العام الداخلي والخارجي كان مهيئا لاستقبال مثل هذا الحدث ولكن للاسف شبح الخلاف والاختلاف كان مازال يحول دون الأخذ بمثل هذه الخطوة التي كانت ستجنبنا الدخول في دورة ثالثة من الصراع والاقتتال الاهلي بين الاخوة رفاق السلاح واختصار معركة التحرير التي تطلب تحقيقها لاكثر من 10 اعوام اخري قادمة.

ثم جائت اتفاقية أكتوبر 1977 بين جبهة التحرير الارترية والجبهة الشعبية لتحرير ارتريا كانت نتائجها كارثية مرة اخري علي الشعب الارتري وثورته إذ قامت الجبهة بضرب قوات التحرير الشعبية وإقصائها عن الساحة.

وبما أن الحرب كر وفر يوم لك ويوم عليك انقلبت الموازين لصالح العدو الأثيوبي الذي شن حملة عسكرية واسعة النطاق بمساعدة دول المنظومة الاشتراكية التي امدته بمختلف أنواع الأسلحة العسكرية الحديثة بما فيها الطائرات الحربية والطياريين والخبراء الفنيين من كل من الاتحاد السوفيتي وكوبا وجمهورية اليمن الجنوبي لإنهاء الثورة الارترية والي الابد.

ففي منتصف العام 1978 بدأت الحملة العسكرية الشاملة التي حشد لها العدو مئات الآلاف من الجنود لإبادة الثورة الارترية والي الابد الا انها فشلت فشلا ذربعا في تحقيق هدفها المعلن إذ انسحبت الثورة الارترية الي قواعدها الخلفية.


وانتهت هذه الجولة باستعادة العدو جميع المدن الرئيسية باستثناء مدينة (نقفة) الباسلة عاصمة الصمود الارتري والصخرة التي تحطمت عليها كل حملات العدو وأحلامه بإنهاء ثورة الشعب الارتري.

نواصل... في الجزء القادم

التعليقات  

أبوبكر.
#أبوبكر.2021-10-21 14:28

تسلسل رائع
رد
Top
X

Right Click

No Right Click