ثلاثون عاماً وحكومة أسمرا مؤقتة

بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

والوزراء وحكام الاقاليم ومدراء المديريات وقادة الهقدف والعسكريون يحتفظون بمناصبهم

ويتأمرون على بعضهم البعض ليبقي الجلاد؟

منذ ثلاثون عاماً تحتفل حكومة أسمرا بعيد الاستقلال بمهرجانات مبالغ فيها تنهك الامكانيات المادية للمواطن والحكومة معاً، في حين لا تجد على الارض مشاريع تنموية تمس حياة المواطن بشكل مباشر.

كل المشاريع التى تروج لها الحكومة وخاصة السدود والخزنات والحفائر موجودة على الارض وليس لها لأى مردود إنتاجى سواء كان صناعى أو زراعى يدعم الاقتصادى الارتري المدمر أو تحسن المستوى المعيشي للشعب الارترى.

التنمية وحب العمل هى مجرد شعارات يتم رفعها سنويا ولا أثر لها في الواقع البائس، وحياة الناس تعتمد على تهريب المواد الغذائية والادوية والملابس وحتى المنظفات خلال تجارة غير مشروعة بين دول الجوار وخاصة السودان الشقيق.

موسم ذر الرماد يشكل لدى البعض مناسبة لاجترار ذكريات الثورة حيث يتم تجهيز حوارات مسجلة من قبل وزارة الدفاع وتحت رقابتها مع قادة عسكريين ويتم بثها في تلفزيون أسمرا، حوارات مبرمجة سلفاً ماذا يقول وبأى لغة يتحدث وكيف حيظهر امام الكاميرة ...الخ.

وهؤلاء القادة البائسين لا يهمهم حال الشعب الإرتري ولا الاوضاع المعيشية المتردية والدولة التى تنهار كل يوم بل يهمهم منصبهم وسيارة "الاند كروزر" والفلة التى يسكنون بها والامتيازات التى يتمتعون بها.

فمنهم وزير لا يملك حق إدارة وزارتة أو وضع خطة لتنفيذ برامج وسياسات ، فقط له صلاحية التوقيع على رواتب العمال.

ومنهم قائد عسكرى هو مجرد رتبة عسكرية تشريفية وفرقته العسكرية تدار من قبل مكتب الرئيس وليس له الحق في أن يعين سائقاً له أو حارساً أو أن يحدد وبوصلة حركته وسفرياته وكل ذلك يتم بالريموت كنترول ، وعند تحركه من وحدته العسكرية لا يعرف من هو سائقه أو الحارس الذى سوف يرافقه ولا يعرف من الذى يحمله السلاح الفعال بين حراسه فقط يجلس فى الكرسي الامامى بجوار السائق وتتهادى بهم السيارة وفقاً للتوجيه الذى صدر له دون دراية.

مدراء المديريات الذين يتاجرون في بيع الخشب والسمن والبيض وأدوية المستشفيات والمواد التموينية ويعتمدون على الهبات التى يقدمها لهم التجار لمنحهم الرخص التجارية، هؤلاء يمثلون خط المقدمة لتنفيذ أجندات النظام لأنهم يساهمون في خنق المواطنين بتشديد الرقابة على الشعب.

اما القادة السياسين فحدث ولا حرج يرجفون ليلا ونهاراً ويراقبون تصرفاتهم بعضهم البعض، منهم من أختار أن يعيش في الظل ويتجسس على رفاقه خوفاً وهلعاً حتى لا يبطش به عندما لا ينفذ المهمة التى أوكلت له، ينحنى أمام السائق وحارس المكتب أو المسؤول المالى لانه لا يعرف من هو الذى يراقبه ويتجسس عليه، يرجف خوفاً على المنصب الذى لا يستحقه ويخاف أن يفقد سيارته والفلة وعلبة الادوية باهظة الثمن التى يتعالج بها والصورة النمطية التى رسمها لنفسه كمسؤول كبير ويتجاسر بها على من هم أدنى منه في المسؤولية، يخاف حتى لا يتم تجميده ويفقد رحلة التسول الى يقوم بها سنوياً الى بعض البلدان ليتلقي هبات من الجاليات المقيمة هناك تحت غطاء إنه وزير وقادم للعلاج أو مسؤول هقدفي يسافر للإستجمام أو قادم لإفتتاح كهرجان وهكذا دواليك.

الحال الذى وصلت إليه بلادنا اليوم لا يخفي على أحد لا شيئ يذكر سوى القمع "والكشات" والحروب من أجل عيون الاخرون، إستقرار أرتريا وتنميتها وتطورها لا يهمهم فقط يهمهم إستقرار دول الجوار تدمع عيونهم من أجل إثيوبيا والصومال والسودان والسلام الاقليمي.

الشعب الارترى الذى كتب له الخروج من جحيمهم يعانى في بحور الغربه ومنافى اللجوء وويلات الفقر والمرض والترحال، ومن يعيش في داخل إرتريا يعيش في السجن الكبير دون أن تتوفر له أى مقومات للحياة الكريمة حيث تنعدم الخدمات الضرورية لإستمرارية الحياة لا مواصلات أو خدمات صحية أو تجارة وتطور وبناء أو كهرباء بل يعانى من أجل الحصول على المياه.

Top
X

Right Click

No Right Click