حرب الاخوة الأعداء البداية والنهاية

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى، لندن

بسم الله الرحمن الرحيم

دخلت الحرب بين طرفي اثيوبيا الحكومة المركزية وحكومة اقليم التقراى

أبي أحمد علي و أسياس أفورقي

بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تقراى شهرها الخامس، وقد تابع العالم مجريات المعارك وتصريحات رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد والذي اعلن فيها انتصارهم على جيهة التقراى بعد مضي ثلاثة اسابيع من المعارك ودخولهم عاصمة الاقليم مقلى، ولكن وبعد فترة وجيزة اعادت جبهة التقراى صفوفها واتجهت الى معارك حرب العصابات، وقد الحقت خسائر في صفوف الجيش الفبدرالي والقوات الارترية المتحالفة معها، وقد نقلت وسائل الاعلام المختلفة اخبار المعارك الطاحنة التي تدور رحاها هذه الايام في الاقليم والخسائر الكبيرة التي لحقت بجيش الحكومة المركزية بعد ان انتقلت المعارك الى العمق الاثيوبي، ففي منطقة "سلخلخة" وحدها تكبد الجيش الفيدرالي خسائر كبيرة في الارواح والعتاد العسكري، وقد قدر عدد القتلى ب315 جندي وجرح 500، واسر العقيد امارى بهتا، واحراق وتدمير العشرات من ناقلات الجنود، هذا فضلا الى ان العديد من اقاليم البلاد تشهد معارك كبيرة في كل من اورمينيا وبني شنقول وبعض مناطق الجنوب في الشريط المحازي لكينيا.

كما ان ظهور السيد دبراظيون قبرميكائيل رئيس جبهة التقراي في الاعلام وتاكيده خبر مواصلة القتال دفاعا عن حقوقهم وكرامة شعبهم يمثل نقطة تحول اخرى واكد ان الجبهة مازالت تحتفظ بالعديد من قوتها وقياداتها الاساسية الذين اشاع عنهم التبعثر والاختفاء بل ذهبت الالة الاعلامية للحكومة المركزية الى انهم اسروا او قتلوا، كل ذلك وغيره دفع الحكومة الفيدرالية للاعتراف بالجرائم التي ارتكبت في الاقليم مما دفع أبي أحمد بالسماح للمنظمات الحقوقية ومنظمات الاغاثة بدخول الاقليم.

وفي تصريح للدكتور ابي احمد بالامس الخامس من ابريل الجاري اكد انهم يقاتلون في 8 جبهات وان جبهة التقراى مازالت تقاتلهم وتستخدم اسلوب حرب العصابات بعد ان تركت المدن واختلطت بالفلاحين، وهذا الاقرار له ما بعد كما نعتقد، وقد يتطور الى الرضوخ للحوار مع التقراى خاصة وان المجتمع الدولي طلب سحبا فوريا للقوات الارترية من الاقليم واجراء حوار لحل الاشكالية القائمة بين الطرفين، الامر الذي جعل ابي احمد يزور اسمرا ويعلن انها قبلت سحب قواتها، وتناقلت وكالات الانباء اليوم ان الجيش الارتري بدأ في الانسحاب من اقليم التقراى، ومهما يكن الامر صحيحا ام لا فان المعركة السياسية كانت ومازالت لصالح جبهة التقراى نتيجة للادارة الخاطئة للازمة من قبل الحكومة الفبدرالية، والتدخل الخارجي في المعارك والمتمثل في ارسال الطاغية اسياس للقوات الارترية والمشاركة في القتال ضد التقراى وارتكابهم الجرائم البشعة التي تناولها الاعلام، وتدمير وقتل وسحل اللاجئين الارترين هناك واقتياد البعض الى ارتريا ليلقوا مصيرهم المحتوم.

المجتمع الدولي الذي حذر من التدخل الخارجي في الصراع الاثيوبي وثق لكل الانتهاكات التي ارتكبت هناك من خلال الاقمار الصناعية التي تراقب المنطقة بالاضافة الى شهادات الضحاية من المدنين الذين نجوا من المذابح التي ارتكبت هناك، وهو امر مخجل ان تمارس حكومة وطنية التطهير ضد شعبها وتستعين بالاجنبي في ذلك، وحتى النظام الارتري الذي ارتكب كل هذه الفزائع في التقراى ترك لنا تركة ثقيلة مع جيراننا وقد نحتاج الى وقت لمعالجة اثارها في علاقة الشعبين.

ومن جانب اخر ان الحدود بين السودان واثيوبيا متوترة وقد تداولت بعض وسائل الاعلام عن وجود معارك هناك، هذا فضلا عن النزوح الكبير لسكان اقليم التقراى الى السودان حيث بلغ عدد اللاجئين التقارو في السودان مأتين لاجئي. والامر االاخر تطورات سد النهضة حيث مازالت المفاوضات تراوح مكانها وان اثيوبيا مازالت مصرة على البدء في المرحلة الثانية من الملئ دون الوصول الى اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان، وتقول وسائل الاعلام ان المفاوضات التي تجري في كنشاسا عاصمة الكنغو لم تحرز اى تقدم يذكر الامر الذ قد يعقد المشهد في حال انفضت المفاوضات دون التوصل الى حلول للقضايا العالقة، الامر الذي ينزر بعدم استقرار في منطقتنا وان نزر حرب ضروس تلوح في الافق جراء التعنت الاثيوبي.

على المجتمع الدولي تقع مسؤلية كبيرة لتجنيب المنطقة كارثة حرب شاملة، ونعتقد ان القوى الكبرى استشعرت الخطر فكانت جولات المبعوث الامريكي لاديس ابابا ودولتي المصب تفضي هذه الضغوط الى حل لان مسألة المياة تبقى اساسية بالنسبة لدولتي المصب.

Top
X

Right Click

No Right Click