تاريخ اللغة العربية في ارتريا - الجزء الثالث والأخير
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الدول المعروفة الان بارتريا واثيوبيا (الحبشة القديمة) هي دول مجاورة للعالم العربي
بل هى اقرب الى المنطقة العربية مما يتصور البعض، وقد يكون مفيدا اذا علمنا ان كلمة (مصحف) والتي نطلقها على القران الكريم هى بنفس المعني بلغة الجئز، وتشير بعض المصادر الى العلاقات التاريخية بين مملكة اكسوم والمنطقة العربية قبل ظهور الاسلام، وكان من الطبيعي ان تتواصل وتتنامي العلاقة بين الحضارتين بعد الاسلام، وان اول بلد هاجر اليه المسلمون الاوائل "اللجؤ السياسي" بمصطلح اليوم هو الحبشة، وان من بين 132 مهاجر كان بينهم عشرون من اصول تعود الى الحبشة منهم أم ايمن مرضعة الرسول الكريم (ص)، وقد اقام المهاجرون 16 عاما في ارض الحبشة وخلال هذه الفترة توفى منهم 14 مهاجر ودفنوا هناك، وليس مستغرب ان يرجع اصولهم الى العرب وانتسبوا الى هولاء المهاجرين الذين عاشوا في الحبشة لمدة 16 عام بين السكان المحليين، ومن ناحية ثانية ان كل من الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب والصحابي عمرو بن العاص فاتح مصر تعود اصولهم من ناحية الام الى الحبشة وان الرجل الذي قتل الخليفة عمر بن الخطاب تعود اصوله الى الحبشة، كما ان وحشي الرجل الذي قتل الصحابي الجليل وعم الرسول الكريم "ص" حمزة بن عبد المطلب من الحبشة ايضا.
من هنا يمكننا القول ان الاحباش لم يكونوا غرباء على التاريخ الاسلامي في الجزيرة العربية، وان قصة ابرها الأشرم الذي حاول غزو الكعبة المشرف في نفس العام الذي ولد فيه الرسول الكريم محمد بن عبدالله (ص)، مذكورة ضمن سور القران الكريم (سورة الفيل)، وقد عرف أبرها وجيشه باصحاب الفيل، وان بلال الحبشي ولقمان الحكيم هما مثالان من عشرات الاحباش في التاريخ الاسلامي، وحتى وقت قريب فان القيام بشئون الكعبة المشرفة كانت تعود الى قوم تعود جذورهم الى الحبشة.
وبصرف النظر عن اختلاف اللغات والموقع الجغرافي والتنوع الاثني ان وجد الا اننا نود ان نخلق شعبا واحد مترابط المصالح الانية والمستقبلية وموحدا في طموحاته الواضحة والمشروعة وفي رؤيته لتاريخه وللغاته ولثقافاته، فنحن جزء من المحيط العربي ونقع في القارة الافريقية وفي منطقة حساسة منها وهى القرن الافريقي الذي تتقاذفه الاهواء والمخططات الاجنبية من كل جانب، وتحاول تلك المخططات فتح ثقرات تنفذ منها والانحراف بمسيرتها الى صراعات وقضايا جانبية.
لقد كتب عن ارتريا باحثون من الايطالين والبريطانين، فقد كان هدف الايطالين من الكتاب والباحثين هو معرفة ادق التفاصيل عن مستعمرتهم ارتريا، ايضا سار على نفس النهج البريطانيون. واليكم اسماء الكتب في هذا المجال:-
1. ارتريا في افريقيا الايطالية – انطباعات وذكريات بقلم فريندانو مارتيني.
2. السكان الوطنيون في ارتريا – بقلم البرتو بوليرا.
3. مبادئي العرف في ارتريا – بقلم كارلو كونتيني روسيني.
4. المستعمرة الارترية- مفوضية مصوع الاقليمية في اول يناير 1910م بقلم الكافاليرى دانتيي اود ريتسي.
5. التاريخ المختصر لارتريا بقلم لونقريخ.
6. ارتريا مستعمرة في مرحلة انتقال – بقلم السير كينيدي تيرفاسكيس.
7. الاسلام فس اثيوبيا – بقلم تيربنقهام.
هؤلاء وغيرهم من الايطاليين والبريطانين كتبوا وبذلوا جهدا كبيرا وتعتبر مراجع لايمكن الاستغناء عنها.وقد يكون مفيدا ان نذكر بان بعض المناضلين قد اسهموا في ندوات عن اللغة العربية منهم : المناضل الشهيد محمد سعيد ناود في ندوة عقدتها وزارة التعليم في العام 2010م قدم فيها ورقة عن اللغة العربية وتحدث فيها باسهاب , وكذلك المناضل ادريس ابعرى فك الله اسره قدم ورقة عن اللغة العربية في احد السيمنارات محذرا عن سؤات التدريس بلغة الام موضحا بانها سياسات تضر بتجانس المجتمع الارتري، وان اللغة العربية محورية في العدالة الاجتماعية بين مكونات الشعب الارتري وبسبب ارائه الجريئة هذه ادخل السجن.
المناضل السفير محمد نور احمد قدم ورقة عن اللغة العربية في مؤتمر اللغات وكانت ورقة قيمة بكل ما تحمل الكلمة وادعوه بنشرها في وسائل الاعلام للاستفادة منها، وان السفير عبده هيجي فك الله اسره الذي كان يعمل في مركز الدراسات والبحوث في اسمرا تم اعتقاله لانه قدم دراسة عن اللغة العربية. وان المناضل السفير حامد حمد فك الله اسره سلم للرئيس دراسة متكاملة عن اللغة العربية.
في هذا السياق اود ان اذكر ان كوريا الجنوبية تدرس اللغة العربية كلغة ثانية في مدارسها وجامعاتها لاهمية اللغة العربية في التعامل مع العالم العربي.