ازدواجية الكيل بمكيالين وبيان الاريتريين المعنيين بشأن الحرب الاثيوبية ٢-٢
بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب وناشط سياسي إرتري
غالبية شركاء الوطن يفكرون بعقلية المضاربة والمكاسب وليس وطن تحكمه حقوق وواجبات.
ونتيجة لمفهوم سوق البورصة (الوصول للسلطة) يمارسون الغدر السياسى للربح السريع عبر استغلال البعض من اهل القضية من خلال وسائل متعدده، وعند انتفاء الحاجه يتم تقزيمهم ورميهم غير مأسوف عليهم حيث كان عبر النظام او فروعه الاستثمارية من معارضة فرق تسد.
نظرية الثورة للجبهة الشعبية والاحلام المثالية لدولة سنغافورة افريقيا التى خدعت بها اجيال، اصطدمت بطموح غالبية عرق عنصرى على حساب مبادىء النضال والتضحيات.كانت نتيجتها دولة فاشلة تتحكم فيها قومية واحدة ومازلت تسمى بحكومة انتقاليه لغايه فى نفس يعقوب!! هذا التخطيط العنصرى كان مدروس ومرسوم بخطط وبدائل. النظام ايام الثورة كان يخشى من قادة النضال الثورى وقام بحياكة المؤامرات لتصفيتهم وتعليق التهم على اخوتهم. كما توسع النظام فى زرع الشقاق بين القبائل ونجح فى إلهائهم بضغائن وفتن وحروب عبثيه افتراضية طال امدها الى يومنا هذا.
هذا غير ان غالبية هذه القومية ورثت تاريخ ابائهم من السمسرة السياسية وبيع وطن، مع الايطاليين والانجليز وماما اثيوبيا (امس واليوم). مرورا بتقراى تقرنيا و نحنانان علمانان، حتى تمكنو وسرقو الثورة بتحالفهم مع ويانى تقراى لضرب الجبهة واستأثروا بالشعب والارض وكانها مزرعه خاصه بهم.
الحرب الاثيوبية الاخيرة اظهرت خلفية كل منهما وصارو يحددون مستقبل ارتريا بخطين محددين بالعودة الى اندنت او حلم تقراى الكبرى. والاختيار يحدد على حسب الانتماءات طبقا لشجرة العائله.
بأختصار شديد هولاء القوم محددين مواقفهم واهدافهم ولكن من جديد يريدون استهلاك وتأطير اصحاب القضية والارض عبر بيانات صفراء يخجل منها المرء وخصوصا انها تقفز على واقع عنصرى اجرامى تم ممارسته وبكل جدية وحرفية لاباده شعب وثورة وتاريخ وحقوق باريتريا. وبكل وقاحه يتبنون التبرير لمن ساهم فى اغتصاب تاريخنا، الذى تبجح ويتبجح باقامة معسكرات الاباده والموت لامه العطاء، بالامس واليوم وغدا...
ارفض التعميم ولكن تاريخ الاحداث يبين ان الغالبية العظمى مارست وتمارس نفس الاسلوب. وفى مفهوم الديمقراطية بان الغالبية تطغى. ومع الاحترام الكامل للاقلية والتى لا ننكر تضحياتها ووطنيتها. كما ان الغرض ليس النميمه ولا التحريض ولا كراهية ولكن طرح حقائق لممارسات موثقة وحتى نخلص من الواقع المزرىء والتحالفات الاستهلاكية المميتة مع عناصر الهيمنه العنصرية.
ظهور بيان عليه توقيعات مشتركة من نخب ونشطاء واكاديمين وسياسين يبدو للوهله الاولى انه يخاطب شعب جزر الواق واق وليس الشعب الارتري وبالتحديد من تم سحلهم وقتلهم وسجنهم وسرقة اراضيهم بخيراتها وتهجيرهم وصارو كمعامل تجارب فى معسكرات اللاجئين. بيان خلق مشوها وميتا، خالى من المصداقية الوطنية ويتم الالحاح عليه مثل قبله، كمسلمات وحبوب تخدير لغالبية نشك فى وطنيتها. بعد استعباد وطن اسمه ارتريا وقهر مكوناته والهروب للامام وطرح قضايا يراد منها توجه عرقى دينى مع مكون حاقد عدوانى. والسيطرة مره اخرى على مقدراتنا واستهلاكنا كوقود...
عفوا يا فاقدو الثقة والوطنية ويا سماسرة الاعداء... هذه الممارسات انتهت صلاحيتها، كما انتهى حكم الاباطرة ونخب السلاطين. وحان الوقت لتاكيد ثوابتنا التى تهربون من مواجهتها عبر احاديثكم العامه والخاصة وتحالفاتكم الغير وطنية لاقتلاعنا.
اسمحو لى بان استخدم نفس مفردات بيانكم. عبر ممارسات الغالبية منكم وبتوثيق التاريخ. وهذه الحقائق الدامغة تأجج مضاجع غالبيتكم العظمى لان الحقيقة مره وخصوصا من يتهرب منها وليس له الشجاعة الادبية ولا الاخلاقية والوطنية والانسانية لمواجهتها نظر للغبن وادمان الخيانه العظمى..
كان من المفترض صياغة البيان كالتالى:
""بيان الارتريين المعنيين بشأن العنصرية فى ارتريا""
نحن المواطنون الاريتريون الموقعون ادناه نعرب عن شجبنا وادانتنا حيال ممارسات قوميه عرقيه واحدة من شركاء الوطن والتى بدأت بخروقات غير وطنية وقاتله منذ الاربعينات والى يومنا هذا. وندين بأشد العبارات الممكنه عمليات القتل الوحشية والتشريد والتجويع والمحن. وسياسه الارض المحروقة وتسميم الابار وتشييد منصات الاعدام فى مجزرة عونا وعد ابرهيم وشرق اقلوجيزاى وغيرهم.. التى تعرضت لها كل المكونات الارتريه على يد غالبيه هذه القومية الحاكمة وشركاءها.
ان غالبية هذه القومية شاركت فى هذة الممارسات بصوره فاعلة بناء على نهج واطر وخطط رسمت لهم وتبنوها من ممارسات الاستعمار بغرض التوسع والسيطرة بينما كان رعيلنا يقاوم ويضحى من اجل العدالة والسلام والرخاء باسم الوطن.
فان واجبنا الوطنى والانساني يقتضى منا ان نتخذ موقفا حازما ضد دور هذه القومية العرقية التى ادت الى مناصرة الاستعمار المتنوع مما ادى الى القتل والنهب والعنف الجسمى والجسدى وتدمير مكونات وتاريخها وارضها وتغير معالم مدن وقرى بتفريغ شعبها واحلالهم بنفس عرقهم. ونتيجة قتل وسجن وتهجير الارتريين الاصليين لذلك لا نرى معارضة من الداخل والتى غالبيتها تمثل نفس العرق واحتواء البقية الباقية عبر الارهاب الامنى.
فاننى اصاله عن نفسى ونيابه عن من يتفق على مجريات التاريخ الموثقة حرفيا والتى يود غالبيه القومية الظالمه ان تمسحها من دفاتر التاريخ كما تتنكر لثورة الفاتح من سبتمبر نذكر ما يلى:-
• نعبر عن ادانتنا الشديدة لما قامت به غالبيه هذه القومية ودائرتها المقربة من بعض الافراد المرتزقة بالعمل على موت ودمار بقية المكونات الاصيلة لغرض السيطرة والهيمنه.
• احداث التاريخ الموثقه تؤكد ان غالبية هذه القومية والنفر من شركائهم من المرتزقة من دول الجوار، يعملون على انتشار بذور الكراهية والانتقام وبالتالى نعرب عن حتميه تسميه الاحداث بمسمياتها لممارسات اجرامية ضد قضايانا وحقوقنا العادله.
• نرفض وندين بشكل قاطع تبنى هذه القومية للخطاب التحريضى والخبيث والمثير للانقسام بين المكونات الارترين الاخرى عبر مؤامرات الاغتيالات والتمكين بزعم ان مكونات اخرى ارتكبتها بغرض التشفي والاقتتال بينهم. وبذلك نحمل غالبية هذه القومية المسؤلية الكامله لزرع الحقد والكراهية داخل مكونات الوطن الواحد.
• فى الوقت الذى حدثت فيه عوامل انقلاب محدده داخل النظام. وايضا انتشار منظمات ارتريه مدنيه وحقوقية من سياسية وخيريه وصحيه بصورة جادة لمكافحة التطرف لهذه القومية وايضا سبل مكافحه الامراض والجهل والفقر داخل ارتريا وفى معسكرات اللاجئين. فان غالبيه هذه القومية تعمل بلا كلل مع دول اقليمية بالصاق تهم الارهاب وتاجيج الخوف والتطرف... والتمسك مع مفهوم الشعبوية العنصريه المنتشر عالميا. لذلك نحمل غالبية هذه القومية وقيادتهم بالنظام او المعارضة المسؤوليه الاساسية عن الانتهاكات التى يخوضونها ويتسببون فيها.
• نحث على الانسحاب الفورى وغير المشروط للمستوطنين من اراضى وخيراتها تم سرقتها وتمكينهم فيها. والنظر فى تعويضات ماديه وادبية واخلاقية ووطنيه وانسانية. كما ندعو المجتمع الدولى والمنظمات الدولية والاقليمية بالعمل على عودة اللاجئين الى اراضيهم ووضع خطط وتطبيقها لتدشين البنيه التحتيه من ملتزمات انسانية من مستشفيات ومدارس وجامعات وطرق ووسائل العيش الكريمه.
• نناشد المجتمع الدولى للسماح بوصول المساعدات الانسانية للاجئين الارترين باثيوبيا والعمل على ايقاف العنف والقتل وهتك الاعراض ضد انسانيتهم.
• لان الفظائع التى ارتكبتها غالبية هذه القومية ضد المكونات الارترية الاخرى ترقى الى مستوى جرائم حرب. والجرائم ضد الانسانية لا تسقط بتقدم العمر ومهما طال الزمن. كما ان غالبيه هذه القومية انتهكت وتنتهك معاهدات حسن الجوار وعدم التدخل فى شؤون الغير الا بالمعروف. وايضا غالبية هذه القومية تنتهك الاطر من دساتير وقيم وعادات وتقاليد متعارف عليها بالعيش فى سلام ووئام بين اطياف الوطن.
لذلك ندعو الامم المتحده ومجلس الامن والاتحاد الافريقى والاتحاد الاوربى واداره الرئيس بايدن والدول الاخرى الشريكة الى تعيين لجنه تقصى الحقائق لتتولى التحقيق فى تلك القضايا وتقديم الجناه الى العدالة وحتى لا تتكرر الاباده الجماعية فى راوندا والتى تمت تحت اعين المجتمع الغربى وغضت الطرف عنها.
بيان النخب والاكاديمين والسياسين المزور تاريخيا ووطنيا خدعه طوت على من زيل البيان باسمه. لذلك نطالب اخوتنا بالشجب والتبرؤ والانسحاب منه لان من صاغوه يراهنون على سماحتكم ومثالياتكم ولا يهمهم ان تخسرون تاريخكم ووطنيتكم.
ونأمل منكم ان تتبنون البيان اعلاه كبديل حقيقى وتاريخى دون رتوش ومجاملات هالكه.
لقد تم فقد الثقة فى غالبية شركاء الوطن منذ قرون مضت وان الثقة الوطنية ليست مثل بطارية الهاتف يتم شحنها واستهلاكها.