القمة الـ 41 لمجلس دول التعاون الخليجي في مدينة العلا السعودية
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى، لندن
احتضنت مدينة (العلا) في شمال المملكة العربية السعودية القمة الثانية والأربعون لمجلس التعاون الخليجي
في السادس من يناير الجاري بحضور كل أعضاء الاتحاد وبمشاركة لافتة لأمير دولة قطر، التي كانت على قطيعة مع كل من السعودية والامارات والبحرين أعضاء الاتحاد، أثر إعلان تلك الدول مقاطعتها لقطر، ذلك الحدث الكبير الذي كان له كبير الأثر على المنطقة العربية والخليج ومواطنيه الذين تربطهم وشائج اجتماعية وثقافية لا ينفصم عراها.
غيب الموت عن حضور هذه القمة المباركة المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت ، الذي سعى منذ اليوم الأول لرأب الصدع بين الأشقاء وكانت زياراته المكوكية ولقاءاته المتكررة لإدراكه خطورة الأمر وتأثيره على أمن الخليج والمنطقة العربية عموما. لم يكل رحمه الله، وقد واصل مسيرة الصلح شقيقه الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد الصباح فكللت مساعي الكويت بالنجاح الباهر بانعقاد قمة (العلا) وتصالح الأشقاء والحمد والشكر لله.
عرف الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله بتواضعه وحبه للخير والسعي بين الناس بما يرضى الله فهو علم بارز، ونتيجة لدوره المميز في عمل الخير والسلام فقد منحته المنظمة الدولية (وسام قائد العمل الإنساني)، هذا هو ديدن الكويت وشعبها المكافح المحب لإخوته في الإسلام والعروبة والانسانية، وان التطور الكبير الذي بلغته دولة الكويت يرجع الفضل فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلى حكمة ورجاحة عقل القيادة السياسية للبلاد التي احتضنت شعبها ورعته وفتحت له كل أسباب الاستقرار، حتى تجلى ذلك في المشاركة في كل مناحي الحياة السياسية والثقافية دون حجر من خلال النظام السياسي كأول دولة في المنطقة تتيح التعدد والعمل البرلماني الحر.
اهتمت الدولة بالشرائح الضعيفة وخصصت لها الدعم المادي والعينيى في الاسكان والصحة وبقية الخدمات، كما جعلت التواصل المباشر بين أعلى المراتب في الدولة والمواطن العادي أمراً متاحا بدون تعقيد وهذا ما شاهدته في فترة اقامتي ممثلا لجبهة التحرير الارترية في هذا البلد المضياف، ومن الشواهد أن أمير البلاد خصص يوما في الاسبوع لمقابلة المواطنين دون قيود للاستماع اليهم وحل مشاكلهم من خلال التوجيهات التي يصدرها للجهات المختصة لمعالجة الأمر ويتابع تنفيذها بنفسه، الأمر الذي ترك له اثره المباشر على تماسك المجتمع وافشاء العدل بينهم.
وبالعودة الى موضوع الخلاف الخليجي فقد لعبت بعض الجهات الخارجية أدوارا سلبية لتعميقه والسعي بين الفرقاء لتوسيع الهوة والحمد لله قد تجاوز الأشقاء تلك الأزمة العارضة والتي نتمنى أن تكون آخر الأزمات وأن يسعى الجميع لما فيه خير انسانها خاصة وأن الدول الخليجية تمتلك إمكانات اقتصادية كبيرة تمكنها من أن تلعب دورا محوريا في الاقتصاد العالمي واستقراره، وثقتنا كبيرة بان تفطن قيادة مجلس التعاون من ملوك ورؤساء وأمراء لذلك. لا شك ان للمصالحة الخليجية الأثر الكبير إيجابا في منطقتنا.
في الختام لا يسعني الا أن أشيد بدور دولة الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا للدور الكبير والمتميز في الوصول إلى المصالحة وتجاوز تلك الأزمة العابرة والله الموفق.