الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن

بسم الله الرحمن الرحيم

يصادف التاسع والعشرون من نوفمبر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة،

مجموعة من مقاتلي جيش التحرير الإرتري

مجموعة من مقاتلي جيش التحرير الإرتري في دورة عسكرية بإحدى مواقع الثورة الفلسطينية بمنطقة «عين الصاحب» بسوريا عام ١٩٨٣م. وتضم الصورة من اليمين وقوفا عبدالرحمن عبدالله، وموسى محمود، واحمد شبع، وابوبكر، عثمان لعيت، وادريس ابراهيم قريش، ومحمد كيرو، وعثمان أنور، وأبوبكر عصيدة، وصالح عثمان (بلاي) ومحمد اسماعيل حمد، وبرهاني اسملاش، وحامد نقفة، ونوراي عثمان.

اقر هذا اليوم في العام ١٩٧٧م من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة، واصبح من وقتها يوما عالميا يتم فيه الاحتفال واحياء الذكرى تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق الذي عان الامرين منذ الاربعينات والى يومنا هذا، خاض خلالها ومايزال نضالا بطوليا من اجل حقوقه المشروعة في الحرية والانعتاق.

قاتل الفلسطينون في عدة جبهات فكانت معاركهم العسكرية ضد الصهاينة خاصة العمليات النوعية الفدائية والتي كان لها الدور الكبير في جعل القضية الفلسطينية حية وفي صدارة الاولويات الى ان جاءت كامب ديفيد مرورا بمدريد ثم اتفاقات اوسلو والتي في عهدها واجه العمل العسكري العديد من الصعاب، كما ان تعدد الفصائل والعمل المقاوم القى بظلاله هو الاخر، ونذكر هنا ثورة الحجارة التي اندلعت في الضفة الغربية في العام ١٩٨٧م وباشراف مباشر من القالد الشهيظ خليل الوزير ابو جهاد نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينة، وعلى الرغم من ذلك مازلت جذوة النضال مستمرة والراية مرفوعة عالية بفضل صمود هذا الشعب الذي اطلق عليه القائد الشهيد ياسر عرفات (شعب الجبارين). وثورة الحجارة تزلزل الارض فوق رؤس المحتلين الصهاينة.

مازال العدو الاسرائيلي يواصل جرائمه بضم الاراضي وتجريف المزارع وبناء المستوطنات وممارسة سياسة القتل والاقصاء على مرأى ومسمع كل العالم، والضمير الانساني وخاصة العربي لم يحرك ساكنا للاسف، بل تراجع الاهتمام بالقضية التي كانت محور الصراع العربي الاسرائيلي، وكان قد اطلقوا عليها قضية العرب المركزية، هذه كلها ما عادت على ارض الواقع للاسف لتغليب المصالح الذاتية للبعض على القضية المركزية.

اود ان اتناول بشكل موجز العلاقة بين ثورة الشعب الارتري التي تفجرت في الفاتح من سبتمبر ١٩٦١م والثورة الفلسطينية، وهنا لابد من ذكر ان اول من بدأ العلاقة مع الثورة الفلسطينية من قيادة الثورة الارترية هو القائد الشهيد عثمان صالح سبى، وكانت مع القائد الشهيد ياسر عرفات (ابوعمار) عليهما رحمة الله، كان للشهيد سبى دور في ربط مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية ببعضها من خلال الرسائل والتوجيهات التي كان ينقلها الى تلك المكاتب من قيادة المنظمة لسهولة تنقله بين البلدان لامتلاكه جوازا دبلوماسيا.

وقد ربطته علاقة خاصة مع قيادة المنظمة وخاصة الشهيد ابو عمار، الى ان تطورت العلاقة بين الثورتين لتصل الى مرحلة العمل المشترك، ومن ما يجدر ذكره هنا ان مقاتلين من الثورة الارترية كانوا مشاركين الى جانب الثورة الفلسطينة في القتال الذي نشب بما يعرف بايلول الاسود في الاردن في العام ١٩٧٠م، وان جبهة التحرير الارترية امتدت علاقاتها وتعاونها مع الثورة الفلسطينية لتشمل جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، كان التعاون بين الثورتين كبيرا، فقد قدمت منظمة التحرير وفصائلها المختلفة دعما مقدرا للثورة الارترية خاصة في مجال التدريب والاتصالات والاعلام في بعض الاحيان، كما كان لمنظمة التحرير الفلسطينية دورا مهما في التوسط لدى حكومة باكستان لاطلاق فدائي منظمة العقاب التابعين لجبهة التحرير الارترية والذي قاموا بمحاولة فدائية لتفجير احدى طائرات الخطوط الاثيوبية في مطار كراتشي.

شارك وفد منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر الوطنى الاول لجبهة للتحرير الارترية الذي انعقد في العام ١٩٧١م في منطقة (ار) باقليم الساحل الشمالي، ويحضرني ان الوفد ضم عدد من القيادات الفلسطينية وكان ضمن الوفد احد مناضلي قوات الصاعقة، كنيته ابو اشرف برتبة مقدم. زار المناضل ابو اشرف الميدان مرة ثانية في العام ١٩٧٥م مع وفد القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، القادم من سوريا الشقيقة بقيادة الرفيق فاضل الانصاري عضو القيادة القومية ورئيس مكتب الطلاب القومي للحزب، وقد كان المناضل ابو اشرف معجبا بالثورة الارترية ومتحمسا لها، خاصة وانه عايش عن قرب اوضاع الميدان وظروف المقاتلين وصمودهم الاسطوري.

لعب المقدم ابو اشرف دورا كبيرا في عكس واقع الثورة الارترية اعلاميا الى قيادات قوات الصاعقة التي استجاب قائدها انذاك العقيد علي عمران بتقديم الاسلحة التي كانت بمخازنهم وقتها لجبهة التحرير الارترية، وقد ابلغنا المقدم ابو اشرف بالقرار وعلى الفور بدأنا بالاجراءات ولكن وقفت امامنا الامكانات المادية، الامر الذي جعلني اطلب اللقاء بالرفيق يسار عسكر رئيس مكتب العلاقات الخارجية وشرحت له الموقف وعلى الفور اتصل مشكورا بالسفير الليبي انذاك سعادة الاخ احمد بن خيال وابلغه انه ينوي زيارته لامر هام، وبالفعل زرنا السفير الليبي سويا وشرح له الرفيق يسار الموقف وضرورة التعاون في نقل العتاد الى الميدان في ارتريا، وفي اليوم التالي ابلغنا السفير بانهم سوف يتكفلون بنقل العتاد وقد كان، علما ان الدعم المادي والعسكري والثقافي الليبي للثورة الارترية استمر حتى نهاية السبعينيات.

اما الاسلحة التي ذكرتها والتي قدمتها قوات الصاعقة شحنت فى ٣ طائرات وكانت اسلحة متنوعة جدا ومن ضمنها صواريخ غراد التي دخلت الساحة الارترية لاول مرة بالاضافة الى مختلف انواع الزخاير والقنابل اليدوية والاسلحة الرشاشة المختلفة. لعبت تلك الاسلحة دورا مهما في المعارك التي كانت تدور حول العاصمة اسمرا في العام ١٩٧٥م، تلك المعارك التي جعلت العدو محصورا في داخل اسمرا وفي حالة دفاع مستمر من خنادقه التي تحصن فيها.

كانت علاقة الثورة الارترية بالقائد الشهيد خليل الوزير ابو جهاد، وقد سنحت لى الفرص لالتقي ببعض قيادة الثورة الفلسطينية منهم القائد الشهيد ابو عمار وزهير محسن والقائد نايف حواتمة وخالد الحسن وهاني الحسن وسليم الزعنون ابو اديب وابو خلوي.

لقاءاتي بقيادات الثورة الفلسطينية تجدونها في كتابي مذكرات مناضل.

في الختام اتمنى النصر المؤذر للشعب الفلسطيني الشقيق.

Top
X

Right Click

No Right Click