الى اين تسير الاوضاع في اثيوبيا؟
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن
من المؤسف حقا ان تشهد اثيوبيا هذا الاقتتال الداخلي والذي كان بالامكان تفاديه باحكام العقل
والجلوس في مائدة الحوار السياسي بين الفرقاء المتصارعين مهما كانت حدته وطبيعة وان طال الزمن، لأنهم ابناء وطن واحد ومن حق الجميع ان يعيش في وطنه بكرامة متساون في الحقوق والواجبات، لان اللجؤ الى وسيلة الحرب والاقتتال عملية غير اخلاقية، وان محاولة فرض الرأى بقوة السلاح امر مستهجن خاصة في عصرنا هذا.
احتفل العالم الاوربي وامريكا بيوم الجندي المجهول الذي يصادف العاشر من نوفمبر، وهو يوم لذكرى اولئك الجنود الذين قضوا نحبهم في الحروب العالمية الاولى والثانية والتي كان ضحيتها الملايين من البشر، وقد اعترفوا هؤلاء ان الحروب لاتجلب الا الدمار والخراب للبشرية وتدمير الاقتصاد، ومن حينها ها هى اوروبا تعيش في سلام وتعطي للحوار الاولوية في حل خلافاتها الداخلية.
العالم الثالث الذي تعصف به المجاعات والامراض والجهل مازال في في مربع الحروب ولم يعتبر من تجارب تلك الشعوب في نبذ العنف، وفوق هذا وذاك عدم الاعتراف بالاخر، الشعوب التي اصبح قدرها ان تعيش في قطر واحد مازلت تتنازع وتتقاتل في مشهد غريب هدفه اقصاء الاخر وعدم الاعتراف به الامر الذي جعل الاقصاء ونفي الاخر هو المهيمن على المشهد. من هنا فاننا نعتقد بان الهيمنة واقصاء الاخر تبعاته على الوطن ووحدته اخطر وهو ما يجلب الحروب والدمار وقد يؤدي الى التفتيت كما رأئنا في بلدان متعددة ويوغسلافيا التي اصبحت من التاريخ بعد التشذي الذي حدث نتيجة عدم القبول ببعض والحرب التي راح ضخيتها مئات الالاف من البشر.
ان الحرب الأهلية الدائرة الان في اثيوبيا سوف يكون لها انعكاسها المباشر على ارتريا سلبا خاصة اذا علمنا المطامع الاثيوبية المتجددة في ارتريا وان طرفي الصراع الداخلي الاثيوبي لهما اطماعهما التي لا تخطأها العين، وهو حلم ونوايا ليست بالجديدة ولكنها متكررة، وان الشعب الارتري يعلم ذلك جيدا منذ امد بعيد ولهذا افشل هذه الاطماع ورمى من حلموا بها في مزبلة التاريخ وذلك بفضل وحدته وتماسكه في وجه تلك الاطماع، وحقق سيادته على ارضه بتضحيات ابنائه واصبحت ارتريا دولة ذات سيادة بين الامم عضوة في الهيئات الدولية والاقليمية.
اتوجه في هذه السانحة بنداء الى الشعب الارتري في كل مكان بكل مكوناته السياسية للعمل من اجل توحيد الصفوف في اطار تنظيم وطني وبرنامج مرحلي من اجل حماية الوطن من اطماع المتربصين به، ومن مخطتات الطغمة الحاكمة في ارتريا وتامرها على الوطن وخير دليل على ذلك الحلف القائم بين الطاغية اسياس وابي احمد ودخوله الحرب بجانب الجيش الفدرالي الاثيوبي ضد التقراى والايام القادمة سوف تكشف المزيد وسوف تتضح الصورة لمن يرى غير ذلك، من هنا يجب علينا تحمل مسؤلياتنا للدفاع عن الوطن وتجنيب شعبنا في مستنقع جديد.